کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
يَغْلُو الْأَسْعَارُ وَ يَكْثُرُ جُوعُ النَّاسِ وَ إِذَا انْكَسَفَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ يَكُونُ بِالْجَبَلِ بَرْدٌ شَدِيدٌ وَ ثَلْجٌ وَ مَطَرٌ وَ كَثُرَتِ الْمِيَاهُ وَ يَقَعُ بِأَرْضِ فَارِسَ سِبَاعٌ كَثِيرَةٌ وَ يَقَعُ بِأَرْضِ مَاهَ مَوْتٌ كَثِيرٌ بِالصِّبْيَانِ وَ النِّسَاءِ وَ إِذَا انْكَسَفَ فِي شَوَّالٍ فَإِنَّ الْمَلِكَ يَغْلِبُ عَلَى أَعْدَائِهِ وَ يَكُونُ فِي النَّاسِ شَرٌّ وَ بَلِيَّةٌ وَ إِذَا انْكَسَفَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ فَإِنَّهُ تُفْتَحُ الْمَدَائِنُ الشِّدَادُ وَ تَظْهَرُ الْكُنُوزُ فِي بَعْضِ الْأَرَضِينَ وَ الْجِبَالِ وَ إِذَا انْكَسَفَ فِي ذِي الْحِجَّةِ فَإِنَّهُ يَمُوتُ رَجُلٌ عَظِيمٌ بِالْمَغْرِبِ وَ يَدَّعِي فَاجِرٌ الْمُلْكَ.
قال الراوندي ره و جميع ذلك إن صحت الروايات عن دانيال النبي ع يجري مجرى الملاحم و الحوادث في الدنيا و علاماتها
وَ قَدْ قَالَ النَّبِيُّ ص إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ خَيْراً أَمْطَرَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ شَمَّسَهُمْ بِالنَّهَارِ وَ قَالَ ص إِذَا غَضِبَ اللَّهُ عَلَى أُمَّةٍ وَ لَمْ يُنْزِلْ بِهَا الْعَذَابَ غَلَتْ أَسْعَارُهَا وَ قَصُرَتْ أَعْمَارُهَا وَ لَمْ تَرْبَحْ تِجَارَتُهَا وَ لَمْ تَزْكُ ثِمَارُهَا وَ لَمْ تَغْزُرْ أَنْهَارُهَا وَ حُبِسَ عَنْهَا أَمْطَارُهَا وَ سُلِّطَ عَلَيْهَا أَشْرَارُهَا وَ قَالَ ص إِذَا مُنِعَتِ الزَّكَاةُ هَلَكَتِ الْمَاشِيَةُ وَ إِذَا جَارَ الْحُكَّامُ أُمْسِكَ الْقَطْرُ مِنَ السَّمَاءِ وَ إِذَا خُفِرَتِ الذِّمَّةُ نُصِرَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ.
و أمثلة ذلك كثيرة و الله أعلم بحقيقة ذلك.
بيان قال في القاموس الجليد ما يسقط على الأرض من الندى فيجمد 8064 و قال الكمء نبات معروف و الجمع أكمؤ و كمأة أو هي اسم للجمع أو هي للواحد و الكمء للجمع أو هي تكون واحدة و جمعا 8065 و قال بلاد الجبل مدن بين آذربيجان و عراق العرب و خوزستان و فارس 8066 و قال الماه قصبة البلد و الماهان الدينور و نهاوند أحدهما 8067 ماهة الكوفة و الآخر ماهة البصرة 8068 .
أقول وجدت في بعض الكتب القديمة أخبارا طويلة في الملاحم و الأحكام تركتها لعدم الاعتماد على أسانيدها و إن كان مرويا بعضها عن الصادق ع و بعضها عن دانيال ع.
2 الْإِخْتِصَاصُ، اعْلَمْ إِذَا قُرِنَتِ الزُّهَرَةُ مَعَ الْمِرِّيخِ فِي بُرْجٍ وَاحِدٍ هَلَكَ مَلِكُ الرُّومِ أَوْ يَكُونُ بِالرُّومِ مُصِيبَاتٌ عَظِيمَةٌ أَوْ بَلَايَا وَ إِذَا قُرِنَتْ مَعَ زُحَلَ كَانَ فِي الْعَامَّةِ شِدَّةٌ وَ ضِيقٌ وَ إِذَا قُرِنَتِ الزُّهَرَةُ 8069 [مَعَ] الْمُشْتَرِي أَصَابَ النَّاسَ رَخَاءٌ مِنَ الْعَيْشِ وَ إِذَا قُرِنَتِ الزُّهَرَةُ [مَعَ] عُطَارِدٍ يَكُونُ إِهْرَاقُ الدِّمَاءِ وَ فَتْحٌ عَظِيمٌ وَ إِذَا قُرِنَ بَهْرَامُ [مَعَ] زُحَلَ 8070 فِي بُرْجٍ وَاحِدٍ مَلَكَ مَلِكٌ 8071 حَدِيثٌ فِي أَرْضِ ذَلِكَ الْبُرْجِ وَ إِذَا اجْتَمَعَ بَهْرَامُ وَ الْمُشْتَرِي مَاتَ مَلِكٌ عَظِيمُ الشَّأْنِ وَ إِذَا اجْتَمَعَ زُحَلُ وَ عُطَارِدٌ وَقَعَ فِي التُّجَّارِ الْخَوْفُ وَ الْحُزْنُ وَ كَذَلِكَ فِي أَهْلِ الْأَدَبِ وَ إِذَا اجْتَمَعَ زُحَلُ وَ الْمُشْتَرِي فِي بُرْجٍ وَاحِدٍ تَغَيَّرَتِ الدُّنْيَا فِي سَائِرِ الْأَحْوَالِ وَ يَتَغَيَّرُ أُمُورُ النَّاسِ وَ تَخْرُجُ الْخَوَارِجُ مِنَ النَّوَاحِي كُلِّهَا وَ خَاصَّةً مِنَ الْجِيلَانِ وَ الدَّيْلَمِ وَ الْأَكْرَادِ وَ يَقْتُلُونَ النَّاسَ قِتَالًا شَدِيداً وَ يَشْتَدُّ الْأَمْرُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْخَوْفِ وَ الْحُزْنِ وَ تَرْتَفِعُ السَّفِلَةُ شَأْنُهُمْ وَ تَغَيَّرُ طَبَائِعُ النَّاسِ كُلِّهِمْ وَ يَذْهَبُ عَنْهُمُ الْحَيَاءُ وَ الْإِنْسَانِيَّةُ 8072 وَ يَزِيدُ فِيهِمْ كَثْرَةُ الْفَسَادِ خَاصَّةً فِي النِّسَاءِ وَ إِسْقَاطُ الْوَالِدَاتِ أَوْلَادَ الْحَرَامِ وَ إِهْرَاقُ الدِّمَاءِ وَ الْقَتْلُ وَ الْجُوعُ وَ إِذَا اجْتَمَعَ الْمُشْتَرِي وَ الْعُطَارِدُ 8073 أَصَابَ الْأَرْضَ طَاعُونٌ وَ يَقَعُ فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ الْعَدَاوَةُ وَ الْبُغْضُ وَ إِذَا رَكِبَ الْقَمَرُ فَوْقَ زُحَلَ ذَهَبَ مُلْكُ مَلِكٍ وَ إِذَا اجْتَمَعَ بَهْرَامُ وَ عُطَارِدٌ فِي الْعَقْرَبِ فَذَلِكَ آيَةُ قَتْلِ مَلِكِ بَابِلَ وَ إِذَا اجْتَمَعَ الْمُشْتَرِي وَ الزُّهَرَةُ فِي الْعَقْرَبِ فَذَلِكَ آيَةُ فَزَعٍ وَ مَرَضٍ بِأَرْضِ بَابِلَ وَ إِذَا اجْتَمَعَ الشَّمْسُ وَ
زُحَلُ فِي الْعَقْرَبِ فِي شَوْلَةِ الْعَقْرَبِ فَذَلِكَ آيَةُ اخْتِلَافِ الرُّومِ وَ قَتْلِ مَلِكِهِمْ وَ إِذَا اجْتَمَعَ الْمِرِّيخُ وَ عُطَارِدٌ فِي شَوْلَةِ الْعَقْرَبِ فَذَلِكَ خَرَابُ بَيْتِ مَلِكِ بَابِلَ وَ إِذَا اجْتَمَعَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ فِي شَوْلَةِ الْعَقْرَبِ وَ بَهْرَامُ فِي سَرَطَانَ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَتَّخِذَ سَرَباً لِتَدْخُلَ فِيهِ فَافْعَلْ وَ إِذَا اجْتَمَعَتِ الزُّهَرَةُ وَ الْمُشْتَرِي فَإِنَّ النِّسَاءَ يَخْشَيْنَ أَزْوَاجَهُنَّ عَدَاوَةً وَ إِذَا نَزَلَ كِيوَانُ الطَّرْفَةَ أَوِ الدَّبَرَانَ وَقَعَ الطَّاعُونُ بِالْعِرَاقِ وَ مَاتَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَ إِذَا نَزَلَ الطَّرْفَةَ عَلَى آخِرِهِ يَكُونُ فِي أَرْضِ الْعِرَاقِ قِتَالٌ وَ فِتْنَةٌ وَ إِذَا نَزَلَ النَّثْرَةَ بُدِّلَتْ أَعْمَالُ الْعِرَاقِ وَ لَقُوا بَلَاءً وَ شِدَّةً وَ إِذَا نَزَلَ كِيوَانُ الْغَفْرَ يَكُونُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ قِتَالٌ وَ فِتْنَةٌ وَ إِذَا نَزَلَ كِيوَانُ جَبْهَةَ وَقَعَ الْمَوْتُ فِي الْبَقَرِ وَ السِّبَاعِ وَ الْوَحْشِ وَ إِذَا نَزَلَ كِيوَانُ وَ الْمُشْتَرِي الْإِكْلِيلَ وَ الْقَلْبَ وَ الشَّوْلَةَ يَقَعُ فِي الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ طَاعُونٌ شَدِيدٌ وَ يَمُوتُ مِنَ النَّاسِ أُنَاسٌ كَثِيرٌ وَ يَقَعُ الْفَسَادُ وَ الْبَلَايَا فِي الْأَرْضِ كُلِّهَا وَ يَكُونُ بَلَايَا عَلَيْهِمْ كُلُّهَا فِي النَّاسِ وَ يُقْتَلُ الْمُلُوكُ وَ الْعُلَمَاءُ وَ تَرْتَفِعُ سَفِلَةٌ مِنَ النَّاسِ وَ اعْلَمْ أَنَّ مَعَ الشَّمْسِ كَوَاكِبَ لَهَا أَذْنَابٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ نَفَرٌ فَإِذَا بَدَا كَوْكَبٌ مِنْهَا فِي بُرْجٍ مِنَ الْبُرُوجِ وَقَعَ فِي أَرْضِ ذَلِكَ الْبُرْجِ شَرٌّ وَ بَلَاءٌ وَ فِتْنَةٌ وَ خَلْعُ الْمُلُوكِ وَ إِذَا رَأَيْتَ كَوْكَباً أَحْمَرَ لَا تَعْرِفُهُ وَ لَيْسَ عَلَى مَجَارِي النُّجُومِ يَنْتَقِلُ فِي السَّمَاءِ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ يُشْبِهُ الْعَمُودَ وَ لَيْسَ بِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ آيَةُ الْحَرْبِ وَ الْبَلَايَا وَ قَتْلِ الْعُظَمَاءِ وَ كَثْرَةِ الشُّرُورِ وَ الْهُمُومِ وَ الْآشُوبِ فِي النَّاسِ 8074 .
أقول: و كان في أصل الكتاب هكذا قوبل و نسخ من خط ابن الحسن بن شادان رحمه الله.
بيان لما ذكر الشيخ المفيد ره هذه الأحكام في الإختصاص أوردته و لم يستنده إلى رواية و أخذه من كتب أصحاب علم النجوم بعيد.
أبواب الأزمنة و أنواعها و سعادتها و نحوستها و سائر أحوالها
باب 13 السنين و الشهور و أنواعهما و الفصول و أحوالها
الآيات التوبة إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ إلى قوله تعالى إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عاماً وَ يُحَرِّمُونَهُ عاماً لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ 8075 تفسير إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ قال الرازي اعلم أن السنة عند العرب عبارة عن اثني عشر شهرا من الشهور القمرية و الدليل عليه هذه الآية و أيضا قوله هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَ نُوراً وَ قَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسابَ 8076 فجعل تقدير القمر بالمنازل علة للسنين و ذلك إنما يصح إذا كانت السنة معلقة بسير القمر و أيضا قال تعالى يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَ الْحَجِ 8077 و عند سائر الطوائف عن 8078 المدة التي تدور الشمس فيها دورة تامة و السنة القمرية أقل من الشمسية بمقدار معلوم و بسبب ذلك النقصان تنتقل
الشهور القمرية من فصل إلى فصل فيكون الحج واقعا في الشتاء مرة و في الصيف أخرى و كان يشق عليهم الأمر بهذا السبب و أيضا إذا حضروا الحج حضروا للتجارة و ربما كان ذلك الوقت غير موافق لحضور التجار من الأطراف و كان يخل بأسباب تجاراتهم بهذا السبب فلهذا السبب أقدموا على عمل الكبيسة على ما هو معلوم في علم الزيجات و اعتبروا السنة الشمسية و عند ذلك بقي زمان الحج مختصا بوقت معين فهو 8079 أخف لمصلحتهم و انتفعوا بتجاراتهم و مصالحهم فهذا النسيء و إن صار سببا لحصول المصالح الدنيوية إلا أنه لزم منه تغير حكم الله تعالى لأنه لما خص الحج بأشهر معلومة على التعيين و كان بسبب النسيء يقع في سائر الشهور فتغير حكم الله 8080 لتكليفه و الحاصل أنهم لرعاية مصالحهم في الدنيا سعوا في تغيير أحكام الله و إبطال تكليفه فلهذا استوجبوا الذم العظيم في هذه الآية 8081 قال النيسابوري قال المفسرون إنهم كانوا أصحاب حروب و غارات و كان يشق عليهم مكث ثلاثة أشهر متوالية من غير قتل و غارة فإذا اتفق لهم في شهر منها أو في المحرم حرب أو غارة أخروا تحريم ذلك الشهر إلى شهر آخر قال الواحدي و أكثر العلماء على أن هذا التأخير كان من المحرم إلى صفر و يروى أنه حدث ذلك في كنانة لأنهم كانوا فقراء محاويج إلى الغارة و كان جنادة بن عوف الكناني مطاعا في قومه و كان يقوم على جمل في الموسم فيقول بأعلى صوته إن آلهتكم قد أحلت لكم المحرم فأحلوه ثم يقوم في القابل فيقول إن آلهتكم قد حرمت عليكم المحرم فحرموه و الأكثرون على أنهم كانوا يحرمون من جملة شهور العام أربعة أشهر و ذلك قوله لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ أي ليوافقوا العدة التي هي الأربعة و لا يخالفوا و لم يعلموا أنهم خالفوا ترك القتال و وجوب التخصيص و ذلك قوله تعالى فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ أي من القتال و ترك الاختصاص
قال ابن عباس إنهم ما أحلوا شهرا من الأشهر الحرم إلا حرموا مكانه شهرا آخر من الحلال و لم يحرموا شهرا من الحلال إلا أحلوا مكانه شهرا آخر من الحرام لأجل أن تكون عدة الحرام أربعة مطابقة لما ذكره الله تعالى و للآية تفسير آخر و هو أن يكون المراد بالنسيء كبس بعض السنين القمرية بشهر حتى يلتحق بالسنة الشمسية و ذلك أن السنة القمرية أعني اثني عشر شهرا قمريا هي ثلاثمائة و أربعة و خمسون يوما و خمس و سدس يوم على ما عرف من علم النجوم و عمل الزيجات و السنة الشمسية و هي عبارة عن عود الشمس من أية نقطة تفرض من الفلك إليها بحركتها الخاصة ثلاثمائة و خمسة و ستون يوما و ربع يوم إلا كسرا قليلا فالسنة القمرية أقل من السنة الشمسية بعشرة أيام و إحدى و عشرين ساعة و خمس ساعة تقريبا و بسبب هذا النقصان تنتقل الشهور القمرية من فصل إلى فصل فيكون الحج واقعا في الشتاء مرة و في الصيف أخرى و كذا في الربيع و الخريف و كان يشق الأمر عليهم إذ ربما كان وقت الحج غير موافق لحضور التجار من الأطراف فكان تختل أسباب تجاراتهم و معايشهم فلهذا السبب أقدموا على عمل الكبيسة بحيث يقع الحج دائما عند اعتدال الهواء و إدراك الثمرات و الغلات و ذلك بقرب حلول الشمس نقطة الاعتدال الخريفي فكبسوا تسع عشرة سنة قمرية بسبعة أشهر قمرية حتى صارت تسع عشرة سنة شمسية فزادوا في السنة الثانية شهرا ثم في الخامسة ثم في السابعة ثم في العاشرة ثم في الثالثة عشر ثم في السادسة عشر ثم في الثامنة عشر و قد تعلموا هذه الصنعة من اليهود و النصارى فإنهم يفعلون هكذا لأجل أعيادهم فالشهر الزائد هو الكبيس و سمي بالنسيء لأنه المؤخر و الزائد مؤخر عن مكانه و هذا التفسير يطابق
ما روي أنه ص خطب في حجة الوداع و كان في جملة ما خطب به إلا أن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات و الأرض السنة اثني عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم و رجب مضر 8082 بين جمادى و شعبان.
و المعنى رجعت الأشهر إلى ما