کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و قيل هم الحجيج المنقطع بهم لأنهم دفعوا عن إتمام حجهم أو دفعوا عن العود إلى أهلهم.
و في بعض النسخ المدقعون بالقاف قال في القاموس المدقع كمحسن الملصق بالدقعاء و هو التراب.
و أما سهم العاملين فقد ذكره ع بقوله و أنا موفوك حقك مع أن العامل لا يخاصم نفسه و أقول هذه التكلفات 5371 إنما نحتاج إليها إذا حملنا الكلام على استيفاء الأقسام و لا ضرورة فيه فيمكن أن يكون المراد بالسائلين و المدفوعين أو المدقعين الموصوفين بتلك الصفات من أصناف المستحقين للصدقات و رتع كمنع أي أكل و شرب ما شاء في خصب و سعة.
قوله ع فقد أحل بنفسه قال ابن أبي الحديد أي جعل نفسه محلا للذل و الخزي و يروى فقد أخل بنفسه بالخاء المعجمة و لم يذكر الذل و الخزي و معناه جعل نفسه فقيرا يقال خل الرجل إذا افتقر و أخل به و بغيره أي جعله فقيرا و يروى أحل بنفسه بالحاء المهملة و لم يذكر الذل و الخزي أي أباح دمه و الرواية الأولى أصح لقوله ع بعدها و هو في الآخرة أذل و أخزى قوله ع خيانة الأمة مصدر مضاف إلى المفعول به لأن الساعي إذا خان فقد خان الأمة كلها و كذا إذا غش في الصدقة فقد غش الإمام 5372 .
و جوز بعضهم أن يكون مضافا إلى الفاعل فالمراد حينئذ أن إغماض الأئمة و ترك النهي عن مثل تلك الخيانة أفظع الغش فلا يطمع العاملون في الإغماض فيها.
أبواب الأمور و الفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج
باب 30 باب الفتن الحادثة بمصر و شهادة محمد بن أبي بكر و مالك الأشتر رضي الله عنهما و بعض فضائلهما و أحوالهما و عهود أمير المؤمنين ع إليها
720 5373 - قَالَ ابْنُ أَبِي الْحَدِيدِ فِي شَرْحِ النَّهْجِ رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ فِي كِتَابِ الْغَارَاتِ وَ وَافَقَ مَا رَأَيْتُهُ فِي أَصْلِ كِتَابِهِ رَوَى بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْكَلْبِيِ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ حُذَيْفَةَ هُوَ الَّذِي حَرَّضَ الْمِصْرِيِّينَ عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ وَ نَدَبَهُمْ إِلَيْهِ وَ كَانَ
حِينَئِذٍ بِمِصْرَ فَلَمَّا صَارُوا إِلَى عُثْمَانَ وَ حَصَرُوهُ وَثَبَ هُوَ بِمِصْرَ عَلَى عَامِلِ عُثْمَانَ عَلَيْهَا وَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ فَطَرَدَهُ عَنْهَا وَ صَلَّى بِالنَّاسِ فَخَرَجَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ مِنْ مِصْرَ [و قال به صر إلى مصر] وَ نَزَلَ عَلَى تُخُومِ أَرْضِ مِصْرَ مِمَّا يَلِي فِلَسْطِينَ وَ انْتَظَرَ مَا يَكُونُ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِ خَبَرُ قَتْلِهِ لَحِقَ بِمُعَاوِيَةَ وَ وَلَّى عَلِيٌّ ع قَيْسَ بْنَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ مِصْرَ وَ قَالَ لَهُ صِرْ إِلَى مِصْرَ فَقَدْ وَلَّيْتُكَهَا وَ اخْرُجْ إِلَى ظَاهِرِ الْمَدِينَةِ وَ اجْمَعْ ثِقَاتِكَ وَ مَنْ أَحْبَبْتَ أَنْ يَصْحَبَكَ حَتَّى تَأْتِيَ مِصْرَ وَ لَكَ جُنْدٌ فَإِنَّ ذَلِكَ أَرْعَبُ لِعَدُوِّكَ وَ أَعَزُّ لِوَلِيِّكَ فَإِذَا أَنْتَ قَدِمْتَهَا إِنْ شَاءَ اللَّهِ فَأَحْسِنْ إِلَى الْمُحْسِنِ وَ شُدَّ عَلَى الْمُرِيبِ وَ ارْفُقْ بِالْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ فَإِنَّ الرِّفْقَ يُمْنٌ فَقَالَ قَيْسٌ رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ فَهِمْتُ مَا ذَكَرْتَ فَأَمَّا الْجُنْدُ فَإِنِّي أَدَعُهُ لَكَ فَإِذَا احْتَجْتَ إِلَيْهِمْ كَانُوا قَرِيباً مِنْكَ وَ إِنْ أَرَدْتَ بَعْثَهُمْ إِلَى وَجْهٍ مِنْ وُجُوهِكَ كَانُوا لَكَ عُدَّةً وَ لَكِنِّي أَسِيرُ إِلَى مِصْرَ بِنَفْسِي وَ أَهْلِ بَيْتِي وَ أَمَّا مَا أَوْصَيْتَنِي بِهِ مِنَ الرِّفْقِ وَ الْإِحْسَانِ فَاللَّهُ تَعَالَى هُوَ الْمُسْتَعَانُ عَلَى ذَلِكَ قَالَ فَخَرَجَ قَيْسٌ فِي سَبْعَةِ نَفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ حَتَّى دَخَلَ مِصْرَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ أَمَرَ بِكِتَابٍ مَعَهُ يُقْرَأُ عَلَى النَّاسِ فِيهِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكُمُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ بِحُسْنِ صُنْعِهِ وَ قَدَرِهِ وَ تَدْبِيرِهِ اخْتَارَ الْإِسْلَامَ دِيناً لِنَفْسِهِ وَ مَلَائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ بَعَثَ بِهِ أَنْبِيَاءَهُ إِلَى عِبَادِهِ فَكَانَ مِمَّا أَكْرَمَ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ وَ خَصَّهُمْ بِهِ مِنَ الْفَضْلِ أَنْ بَعَثَ مُحَمَّداً ص إِلَيْهِمْ فَعَلَّمَهُمُ الْكِتَابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ السُّنَّةَ وَ الْفَرَائِضَ وَ أَدَّبَهُمْ لِكَيْمَا يَهْتَدُوا وَ جَمَعَهُمْ لِكَيْمَا لَا يَتَفَرَّقُوا وَ زَكَّاهُمْ لِكَيْمَا يَتَطَهَّرُوا فَلَمَّا قَضَى مِنْ ذَلِكَ مَا عَلَيْهِ قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ فَعَلَيْهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَ سَلَامُهُ وَ رَحْمَتُهُ وَ رِضْوَانُهُ
ثُمَّ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَعْدِهِ اسْتَخْلَفُوا أَمِيرَيْنِ مِنْهُمْ صَالِحَيْنِ أَحْيَيَا السِّيرَةَ وَ لَمْ يَعْدُوَا السُّنَّةَ ثُمَّ تَوَفَّيَا فَوُلِّيَ بَعْدَهُمَا مَنْ أَحْدَثَ أَحْدَاثاً فَوَجَدَتِ الْأُمَّةُ عَلَيْهِ مَقَالًا فَقَالُوا ثُمَّ نَقَمُوا عَلَيْهِ فَغَيَّرُوا ثُمَّ جَاءُونِي فَبَايَعُونِي وَ أَنَا أَسْتَهْدِي اللَّهَ لِلْهُدَى وَ أَسْتَعِينُهُ عَلَى التَّقْوَى أَلَا وَ إِنَّ لَكُمْ عَلَيْنَا الْعَمَلَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ رَسُولِهِ وَ الْقِيَامِ بِحَقِّهِ وَ النُّصْحِ لَكُمْ بِالْغَيْبِ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ وَ قَدْ بَعَثْتُ لَكُمْ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ الْأَنْصَارِيَّ أَمِيراً فَوَازِرُوهُ وَ أَعِينُوهُ عَلَى الْحَقِّ وَ قَدْ أَمَرْتُهُ بِالْإِحْسَانِ إِلَى مُحْسِنِكُمْ وَ الشِّدَّةِ عَلَى مُرِيبِكُمْ وَ الرِّفْقِ بِعَوَامِّكُمْ وَ خَوَاصِّكُمْ وَ هُوَ مِمَّنْ أَرْضَى هَدْيَهُ وَ أَرْجُو صَلَاحَهُ وَ نُصْحَهُ نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَ لَكُمْ عَمَلًا زَاكِياً وَ ثَوَاباً جَزِيلًا وَ رَحْمَةً وَاسِعَةً وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ كَتَبَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ فِي صَفَرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَ ثَلَاثِينَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ قَامَ قَيْسٌ خَطِيباً فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَاءَ بِالْحَقِّ وَ أَمَاتَ الْبَاطِلَ وَ كَبَتَ الظَّالِمِينَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا بَايَعْنَا خَيْرَ مَنْ نَعْلَمُ بَعْدَ نَبِيِّنَا ص فَقُومُوا وَ بَايِعُوا عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ ص فَإِنْ نَحْنُ لَمْ نَعْمَلْ فِيكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَا بَيْعَةَ لَنَا عَلَيْكُمْ فَقَامَ النَّاسُ فَبَايَعُوا وَ اسْتَقَامَتْ مِصْرُ وَ أَعْمَالُهَا لِقَيْسٍ وَ بَعَثَ عَلَيْهَا عُمَّالَهُ إِلَّا أَنَّ قَرْيَةً مِنْهَا قَدْ أَعْظَمَ أَهْلُهَا قَتْلَ عُثْمَانَ وَ بِهَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يُقَالُ لَهُ يَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ فَبَعَثَ إِلَى قَيْسٍ أَنَّا لَا نَأْتِيكَ فَابْعَثْ عُمَّالَكَ فَالْأَرْضُ أَرْضُكَ وَ لَكِنْ أَقِرَّنَا عَلَى حَالِنَا حَتَّى نَنْظُرَ إِلَى مَا يَصِيرُ أَمْرُ النَّاسِ وَ وَثَبَ مَسْلَمَةُ بْنُ مَخْلَدٍ الْأَنْصَارِيُّ بِهِ فَنَعَى وَ دَعَا إِلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ قَيْسٌ وَيْحَكَ أَ عَلَيَّ تَثِبُ وَ اللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي مُلْكَ الشَّامِ وَ مِصْرَ وَ أَنِّي قَتَلْتُكَ فَاحْقُنْ دَمَكَ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مَسْلَمَةُ أَنِّي كَافٍّ عَنْكَ مَا دُمْتَ أَنْتَ وَالِي