کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و في فردوس التواريخ نقلا عن بعض التواريخ أنه كان للسلطان سنجر أو أحد وزرائه ولد أصيب بالدق فحكم الأطباء عليه بالتفرج و الاشتغال بالصيد فكان من أمره أن خرج يوما مع بعض غلمانه و حاشيته في طلب الصيد فبينما هو كذلك فإذا هو بغزال مارق من بين يديه فأرسل فرسه في طلبه و جد في العدو فالتجأ الغزال إلى قبر الإمام علي بن موسى الرضا ع فوصل ابن الملك إلى ذلك المقام المنيع و المأمن الرفيع الذي مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً و حاول صيد الغزال فلم تجسر خيله على الإقدام عليه فتحيروا من ذلك فأمر ابن الملك غلمانه و حاشيته بالنزول من خيولهم و نزل هو معهم و مشى حافيا مع كمال الأدب نحو المرقد الشريف و ألقى نفسه على المرقد و أخذ في الابتهال إلى حضرة ذي الجلال و يسأل شفاء علته من صاحب المرقد فعوفي فأخذوا جميعا في الفرح و السرور و بشروا الملك بما لاقاه ولده من الصحة ببركة صاحب المرقد و قالوا له إنه مقيم عليه و لا يتحول منه حتى يصل البناءون إليه فيبني عليه قبة و يستحدث هناك بلدا و يشيده ليبقى بعده تذكارا و لما بلغ السلطان ذلك سجد لله شكرا و من حينه وجه نحوه المعمارين و بنوا على مشهده بقعة و قبة و سورا يدور على البلد.
[كلمة المحقّق]
المقدمة بسم اللّه الرحمن الرحيم
و به نستعين
الحمد للّه ربّ العالمين و صّلى الّله على محمّد و آله الطيّبين الطاهرين و اللعنة على أعدائهم أجمعين. إن صحّ أنّ الاسماء تنزل من السماء أو لم يصحّ فبحار الأنوار كتاب يحكي عن واقعه ففي بحار الماء ما فيها من عجائب مخلوقات اللّه تعالى و أصناف خلقه ممّا يرى و ما لا يرى، فكذلك في هذه الموسوعة الإسلاميّة الكبرى التي ضمنت بين أجزائها الستّة و العشرين ما تهفو إليه نفس القارىء متعطّشا و ما لا يستسيغه ما لم يعرف معناه و لم يدرك فحواه.
و إذا كان التوفيق منّة يمنّها اللّه على أقوام فيسعدون و يخلدون فالآثار كالأشخاص و منها الكتب فمنها ما يدخل التاريخ من أوسع أبوابه و يحتلّ مركزه اللائق به في صفوف أمثاله فيخلد موفّقا و منها ما يضيع في زوايا الخمول و النسيان و يذكر في خبر كان.
و موسوعتنا هذه على العموم من الآثار الخالدة الموفّقة و لكن أجزاءها تختلف في درجة التوفيق و الرغبة و مقياس الخلود فنرى أن الأجزاء التي بحث فيها المؤلّف تاريخ النبيّ و الأئمة عليهم السلام و استعرض فيها أصل النبوّة و أصل الإمامة أكثر امتيازا و أوفر قرّاءاً من سائر الأجزاء و انّما امتازت هذه الأجزاء لما يجده القارىء فيها من طرائف الحكم و بدائع الأشعار و نوادر الآثار و صحاح الأخبار و غير ذلك ممّا يغترف من بحارها كلّ عالم فيصدر عنها راوياً ريّاناً.
وهذه الأجزاء هي التي قام سيادة الناشر المحترم بتقديمها إلى القرّاء بحلّة قشيبة تتناسب و الذوق السليم فجزاه اللّه خيرا.
و ها نحن على أبواب جزء من تلك الأجزاء فهو باقة من إضمامة عطره عبق نشرها و خلد ذكرها اذ هو يضمّ حياة سابع أئمة المسلمين و خلفاء اللّه تعالى في العالمين الإمام أبي الحسن موسى الكاظم عليه السلام.
و قد وفّقني اللّه تعالى إلى مراجعته و تصحيحه حسب المقدور حيث لم يكن لديّ الّا مطبوعة الكمپاني و كم وقفت فيها على تحريف من النسّاخ ممّا شوّهها مضافا إلي الأغلاط الاملائيّة و اللغويّة فأعملت الجهد في التصحيح و المراجعة و عينت موضع النصّ من المصادر المذكورة في المتن مع توشيح بعض الصحائف بما اقتضاه المقام كشرح لغة أو تعريف موضع أو ترجمة بعض الأعلام و ختاما فلا يفوتني أن أشكر سماحة سيّدي الوالد دام ظلّه حيث أعترف معتزّاً بتوجيهاته و تسديداته كما أشكر الأخ السيّد محمّد رضا الخرسان حيث كان عوناً في سرعة الإنجاز.
و أرجو من اللّه تعالى لي و لمن ساعدني و للقائمين و العون و التوفيق أنّه سميع مجيب.
25 شهر شعبان 1385 النجف الأشرف محمّد مهديّ السيّد حسن الموسوي الخرسان
[كلمة المصحّح]
بسمه تعلى شأنه
من اللازم أن نقدّم إلى القرّاء الكرام أنّه لما كان كتاب سفينة البحار الذي ألّفه المتتبع الكبير الشيخ عباس قمي قدّس سرّه- بمنزلة معجم المطالب لهذه الموسوعة الشريفة و فيه جعل أرقام أبواب الكتاب لمجلّداتها الأصلية راعينا جانب ذلك و رقمنا أبواب المجلّد الحادي عشر الذي تجزء في طبعتنا هذه إلى ثلاثة أجزاء 46- 48 طبقا لتجزئة المؤلّف قدّس سرّه فارتقى رقم الأجزاء الثلاثة إلى ستّ و أربعين باباً للجزء الأوّل (46) اثنان و عشرون بابا و للجزء الثاني (47) اثنا عشر بابا و للجزء الثالث (48) اثنا عشر باباً ايضاً.
نحمد اللّه و نشكره على فضله و توفيقه لذلك و هو الموفّق و المعين.
محمّد باقر البهبوديّ السيّد إبراهيم الميانجيّ
فهرس ما في هذا الجزءمن الأبواب
الموضوع/ الصفحه
أبواب تاريخ الإمام العليم أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم الحليم صلوات اللّه عليه و على آبائه الكرام
1- باب ولادته عليه السلام و تاريخه و جمل أحواله 9- 1
2- باب أسمائه و ألقابه و كناه و حليته و نقش خاتمه عليه السلام 11- 10
3- باب النصوص عليه صلوات اللّه عليه 28- 12
4- باب معجزاته و استجابة دعواته و معالي أموره و غرائب شأنه صلوات اللّه عليه 100- 29
5- باب عبادته و سيره و مكارم أخلاقه و وفور علمه عليه السلام 120- 100
6- باب مناظراته عليه السلام مع خلفاء الجور و ما جرى بينه و بينهم و فيه بعض أحوال عليّ بن يقطين 158- 121
7- باب أحوال عشائره و أصحابه و أهل زمانه و ما جرى بينه و بينهم و ما جرى من الظلم على عشائره صلوات اللّه عليه 188- 159
8- باب احتجاجات هشام بن الحكم في الإمامة و بدو أمره و ما آل إليه أمره إلى وفاته صلوات اللّه عليه 205- 189
9- باب أحواله عليه السلام في الحبس إلى شهادته و تاريخ وفاته و مدفنه صلوات اللّه عليه و لعنة اللّه على من ظلمه 249- 206
10- باب ردّ مذهب الواقفية و السبب الذي لأجله قيل بالوقف على موسى عليه السلام 275- 250
11- باب وصاياه و صدقاته صلوات اللّه عليه 282- 276
12- باب أحوال أولاده و أزواجه صلوات اللّه عليه 291- 283
فهرس الشذرات الملحقة بالكتاب
فيما يتعلق بأحوال إخوانه و أخواته عليه السلام. 302- 293
فيما يتعلق بأحوال أولاده عليه الصلاة و السلام. 317- 303
نبذة فيما يتعلق ببقعته عليه السلام 319- 318
نبذة فيما يتعلق بالإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام 320