کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
التبعيضية و من في قوله من طارق بيانية و يحتمل أن يكون صلة التعجب بدلا من قوله ما صنع ثم أعجب من قائل قرأ ما صنع على بناء المجهول و منا مصدر من عليه إذا أنعم و قال المصنوع الطعام كالصنيع و منا مفعول له و من طارق صفة منا.
قوله ع زملها أي لفها قوله ع أم نذر لعل المراد كفارة النذر و يحتمل أن يكون المراد بالصدقة سائر الكفارات الواجبة و لو كان المراد الصدقة المستحبة ففي التحريم تجوز على المشهور بين الأصحاب و الزقم اللقم الشديد و الشرب المفرط. قوله ع مذعنة بأملاكها الضمير راجع إلى القطان أي معترفة بأني أملكها و يحتمل إرجاعه إلى الأقاليم أي مذعنة بأني أملك الأقاليم و ليس لهم فيها حق و قوله أسلبها بدل أعصي أو عطف بيان له و اللوك العلك و هو دون المضغ و قبحه يدل على قبح العلك بطريق أولى و على قبح السلب بغير انتفاع أيضا بطريق أولى لأن النفس قد تنازع إلى السلب في صورة الانتفاع بخلاف غيرها كما قيل و في بعض النسخ عرادة مكان جرادة و هي الجرادة الأنثى و العراقة بالضم العظم إذا أكل لحمه و ضمير بها للجرادة و ضمير أجذمها للدنيا أو الجرادة بأدنى ملابسة و الجذام هو الداء المعروف المسري و فيه من المبالغات في الإنكار ما لا يتصور فوقها و كذا في الحنظلة التي مضغها ذو السقم فبشمها أي لفظها بغضا و عداوة لها فلفظه مع اختلال ذائقته يدل على كمال مرارته و ملفوظة أقذر من ملفوظ غيره لمرارة فيه و لتوهم سراية مرضه أيضا.
و عكمت المتاع شددته و المراد بالطي هنا ما يطوى فيه الشيء أي المطوي على الشيء و الضمير راجع إلى الملفوفات و المهر ولد الفرس قوله ع أريه السها أي إني في وفور العلم و دقة النظر أري الناس خفايا الأمور و هو يعامل معي معاملة من يخفى عليه أوضح الأمور عند إرادة مخادعتي.
قال الزمخشري في مستقصى الأمثال أريها السها و تريني القمر السها هو
كوكب صغير خفي في بنات النعش و أصله أن رجلا كان يكلم امرأة بالخفي الغامض من الكلام و هي تكلمه بالواضح البين فضرب السها و القمر مثلا لكلامه و كلامها يضرب لمن اقترح على صاحبه شيئا فأجابه بخلاف مراده. قال الكميت.
شكونا إليه خراب السواد
فحرم علينا لحوم البقر
فكنا كما قال من قبلنا
أريها السها و تريني القمر .
الضمير في إليه للحجاج بن يوسف شكا إليه أهل السواد خراب السواد و ثقل الخراج فقال حرمت عليكم ذبح الثيران أراد بذلك أنها إذا لم تذبح كثرت و إذا كثرت كثرت العمارة و خف الخراج انتهى 18041 .
أقول و أتي بهذا المثل في مجمع الأمثال على وجه آخر لا يناسب المقام و هو هكذا أريها استها و تريني القمر قال قال الشرقي بن القطامي كانت في الجاهلية امرأة أكملت خلقا و جمالا و كانت تزعم أن أحدا لا يقدر على جماعها لقوتها و كانت بكرا فخاطبها ابن ألغز الأبادي 18042 و كان واثقا بما عنده على أنه إن غلبها أعطته مائة من الإبل 18043 فلما واقعها رأت لمحا باصرا و وهرا شديدا 18044 و أمرا لم تر مثله قط فقال 18045 كيف ترين قالت طعنا بالركبة يا ابن ألغز قال انظري إليه فيك قالت القمر هذا فقال أريها استها و تريني القمر فأرسلها مثلا و ظفر بها فأخذ مائة من الإبل و بعضهم يروي أريها السها و تريني القمر يضرب لمن يغالط فيما لا يخفى 18046 .
و القلوص من النوق الشابة و الاستفهام للإنكار أي إني لزهدي أمتنع
من أخذ وبرة ساقطة من ناقة فكيف أبتلع إبلا كثيرة رابطة في مرابطها لملاكها و قيل القلوص بفتح القاف من الإبل الباقية على السير خصها بالذكر لأن الوبر الساقط من الإبل حين السير أهون عند صاحبها من الساقط من الرابطة و منه يظهر فائدة قيد الربط في الأخير.
قوله ع أ دبيب العقارب قال الجوهري كلما مشى على وجه الأرض دابة و دبيب 18047 أي ألتقط العقارب الكبيرة التي تدب من وكرها أي جحرها مجازا فإنها إذا أريد أخذها من جحرها كان أشد للدغها شبه بها الأموال المحرمة المنتزعة من محالها و مما ينبغي شرعا أن يكون فيه لما يترتب على أخذها من العقوبات الأخروية و قال بعض الأفاضل الدبيب مصدر دب من باب ضرب إذا مشى و هو مفعول ألتقط و في الكلام مجاز يقال دبت عقارب فلان علينا أي طعن في عرضنا فالمقصود أ أجعل عرضي في عرضه طعن الناس طعنا صادقا لا افتراء فيه و كان طعنهم صدقا و ناشيا من وكره و محله لأن أخذ الرشوة الملفوفات إذا صدر عن التارك لجميع الدنيا للاحتراز عن معصيته في نملة من السفاهة بحيث لا يخفى انتهى و الرقش بالضم جمع الرقشاء و هي الأفعى سميت بذلك لترقيش في ظهرها و هي خطوط و نقط و الارتباط شد الفرس و نحوه للانتفاع به قوله تنتجها المعاصي أي تفيدها و في بعض النسخ تنحتها من النحت و هو بري النبل و نحوه ففيه استعارة.
أقول سيجيء تفسير بعض الفقرات فيما سيأتي في باب جوامع المكارم و إنما أطنبنا الكلام في هذه الخطبة و كررنا إيرادها لكثرة فوائدها و احتياجها إلى الشرح
مراجع التصحيح و التخريج و التعليق
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه ربّ العالمين و الصلاة و السلام على سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه على أعدائهم أجمعين.
و بعد : فإنّ اللّه المنّان قد وفّقنا لتصحيح هذا الجزء و هو الجزء السادس من أجزاء المجلّد التاسع من الأصل و الجزء المكمل للأربعين حسب تجزءتنا- من كتاب بحار الأنوار و تخريج أحاديثه و مقابلتها على ما بأيدينا من المصادر و بذلنا في ذلك غاية جهدنا على ما يراه المطالع البصير و قد راجعنا في تصحيح الكتاب و تحقيقه و مقابلته نسخاً مطبوعة و مخطوطة إليك تفصيلها:
1- النسخة المطبوعة بطهران في سنة 1307 بأمر الواصل إلى رحمة اللّه و غفرانه الحاجّ محمّد حسن الشهير ب «كمپانيّ» و رمزنا إلى هذه النسخة ب (ك) و هي تزيد على جميع النسخ التي عندنا كما أشار إليه العلّامة الفقيد الحاجّ ميرزا محمّد القميّ المتصدّي لتصحيحها في خاتمة الكتاب، فجعلنا الزيادات التي وقفنا عليها بين معقوفين هكذا [...] و ربّما أشرنا إليها في ذيل الصفحات.
2- النسخة المطبوعة بتبريز في سنة 1297 بأمر الفقيد السعيد الحاجّ إبراهيم التبريزيّ و رمزنا إليها ب (ت).
3- نسخة كاملة مخطوطة بخطّ النسخ الجيّد على قطع كبير تاريخ كتابتها 1280 و رمزنا إليها ب (م).
4- نسخة مخطوطة أخرى بخطّ النسخ أيضاً على قطع كبير و قد سقط منها من أواسط الباب 98: «باب زهده عليه السلام و تقواه» و رمزنا إليها ب (ح).
5- نسخة مخطوطة أخرى بخطّ النسخ أيضاً على قطع متوسط و هذه الأخيرة أصحّها و أتقنها و في هامش صحيفة منها خطّ المؤلّف قدسّ سرّه و تصريحه بسماعه إيّاها في سنة 1109 و لكنّها أيضاً ناقصة من أواسط الباب 96: «باب ما علّمه الرسول صّلى الّله عليه و آله عند وفاته» و رمزنا إليها ب (د).
و هذه النسخ الثلاث المخطوطة لمكتبة العالم البارع الأستاذ السيّد جلال الدين الأرمويّ الشهير بالمحدّث لا زال موفّقاً لمرضاة اللّه.
و قد اعتمدنا في تخريج أحاديث الكتاب و ما نقلناه المصنّف في بياناته أو ما علّقناه و ذيّلناه في فهم غرائب ألفاظه و مشكلاته على كتب أوعزنا إليها في المجلّد التاسع و الثلاثين لا نطيل الكلام بذكرها هنا فمن أرادها فليرجع هناك.
فنسأل اللّه التوفيق لإنجاز هذا المشروع و نرجو من فضله أن يجعله ذخرا لنا ليوم تشخص فيه الأبصار. رمضان المبارك 1381
يحيى العابديّ الزنجانيّ السيّد كاظم الموسوي الميامويّ
[كلمة المحقّق]
بسمه تعالى و له الحمد
إلى هنا انتهى الجزء المكمل للأربعين من كتاب بحار الأنوار من هذه الطبعة النفيسة و هو الجزء السادس من المجلّد التاسع في تاريخ أمير المؤمنين صلوات اللّه و سلامه عليه حسب تجزءة المصنّف أعلى اللّه مقامه يحوي زهاء ألف حديث في ثمانية أبواب غير ما حوي من المباحث العلميّة و الكلاميّة.
و لقد بذلنا الجهد عند طبعها في التصحيح و المقابلة فخرج بعون اللّه و فضله نقيّاً من الأغلاط إلّا نزراً زهيداً زاغ عنه البصر و حسر عنه النظر.
محمد باقر البهبودي.
فهرس ما في هذا الجزء من الأبواب
الموضوع/ الصفحه
الباب 91 جوامع مناقبه صلوات اللّه عليه و فيه كثير من النصوص 116- 1
الباب 92 ما جرى من مناقبه و مناقب الأئمّة من ولده عليهم السلام على لسان أعدائهم 126- 117
أبواب كرائم خصاله و محاسن أخلاقه و أفعاله صلوات الله عليه و على آله
الباب 93 علمه عليه السلام و أنّ النبيّ صّلى الّله عليه و آله علّمه ألف باب و أنّه كان محدّثا 200- 127
الباب 94 أنّه عليه السلام باب مدينة العلم و الحكمة 207- 200
الباب 95 أنّه صلوات الله عليه كان شريك النبي صّلى الّله عليه و آله في العلم دون النبوّة و أنّه علم كلّ ما علم صّلى الّله عليه و آله و أنّه أعلم من سائر الأنبياء عليهم السلام 212- 208
الباب 96 ما علمه الرسول صّلى الّله عليه و آله عند وفاته و بعده و ما أعطاه من الاسم الأكبر و آثار علم النوّة و فيه بعض النصوص 218- 213
الباب 97 قضاياه صلوات اللّه عليه و ما هدى قومه إليه ممّا أشكل عليهم من مصالحهم و قد أوردنا كثيرا من قضاياه في باب علمه عليه السلام 317- 218