کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
بْنِ أَكْثَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَقْدَمَ الْمَأْمُونُ دِعْبِلَ بْنَ عَلِيٍّ الْخُزَاعِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ- 3596 وَ آمَنَهُ عَلَى نَفْسِهِ فَلَمَّا مَثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ كُنْتُ جَالِساً بَيْنَ يَدَيِ الْمَأْمُونِ فَقَالَ أَنْشِدْنِي قَصِيدَتَكَ الْكَبِيرَةَ فَجَحَدَهَا دِعْبِلٌ وَ أَنْكَرَ مَعْرِفَتَهَا فَقَالَ لَهُ لَكَ الْأَمَانُ عَلَيْهَا كَمَا آمَنْتُكَ عَلَى نَفْسِكَ فَأَنْشَدَهُ
تَأَسَّفَتْ جَارَتِي لَمَّا رَأَتْ زَوْرِي -
وَ عَدَّتِ الْحِلْمَ ذَنْباً غَيْرَ مُغْتَفَرٍ -
تَرْجُو الصَّبَا بَعْدَ مَا شَابَتْ ذَوَائِبُهَا -
وَ قَدْ جَرَتْ طِلْقاً فِي حَلْبَةِ الْكِبَرِ -
أَ جَارَتِي إِنَّ شَيْبَ الرَّأْسِ يُعْلِمُنِي -
ذِكْرَ الْمَعَادِ وَ إِرْضَائِي عَنِ الْقَدَرِ -
لَوْ كُنْتُ أَرْكَنُ لِلدُّنْيَا وَ زِينَتِهَا
إِذاً بَكَيْتُ عَلَى الْمَاضِينَ مِنْ نَفَرٍ
أَخْنَى الزَّمَانُ عَلَى أَهْلِي فَصَدَّعَهُمْ
تَصَدُّعَ الشَّعْبِ لَاقَى صَدْمَةَ الْحَجَرِ
بَعْضٌ أَقَامَ وَ بَعْضٌ قَدْ أَصَاتَ بِهِمْ
دَاعِي الْمَنِيَّةِ وَ الْبَاقِي عَلَى الْأَثَرِ
أَمَّا الْمُقِيمُ فَأَخْشَى أَنْ يُفَارِقَنِي
وَ لَسْتُ أَوْبَةَ مَنْ وَلَّى بِمُنْتَظَرٍ
أَصْبَحْتُ أُخْبِرُ عَنْ أَهْلِي وَ عَنْ وَلَدِي
كَحَالِمٍ قَصَّ رُؤْيَا بَعْدَ مُدَّكَرٍ
لَوْ لَا تَشَاغُلُ عَيْنِي بِالْأُولَى سَلَفُوا
مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ لَمْ أَقِرْ
وَ فِي مَوَالِيكَ لِلتَّحْزِينِ مَشْغَلَةٌ
مِنْ أَنْ يَبِيتَ بِمَفْقُودٍ عَلَى أَثَرٍ
كَمْ مِنْ ذِرَاعٍ لَهُمْ بِالطَّفِّ بَائِنَةٌ
وَ عَارِضٍ بِصَعِيدِ التُّرْبِ مُنْعَفِرٌ
أَمْسَى الْحُسَيْنُ وَ مَسْرَاهُمْ بِمَقْتَلِهِ
وَ هُمْ يَقُولُونَ هَذَا سَيِّدُ الْبَشَرِ
يَا أُمَّةَ السَّوْءِ مَا جَازَيْتِ أَحْمَدَ فِي
حُسْنِ الْبَلَاءِ عَلَى التَّنْزِيلِ وَ السُّوَرِ
خَلَّفْتُموهُ عَلَى الْأَبْنَاءِ حِينَ مَضَى
خِلَافَةَ الذِّئْبِ فِي إِنْقَاذِ ذِي بَقَرٍ
قَالَ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ وَ أَنْفَذَنِي الْمَأْمُونُ فِي حَاجَةٍ فَعُدْتُ وَ قَدِ انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ
لَمْ يَبْقَ حَيٌّ مِنَ الْأَحْيَاءِ نَعْلَمُهُ
مِنْ ذِي يَمَانٍ وَ لَا بَكْرٍ وَ لَا مُضَرٍ
إِلَّا وَ هُمْ شُرَكَاءُ فِي دِمَائِهِمْ
كَمَا تَشَارَكَ أَيْسَارٌ عَلَى جُزُرٍ
قَتْلًا وَ أَسْراً وَ تَخْوِيفاً وَ مَنْهَبَةً
فِعْلَ الْغُزَاةِ بِأَهْلِ الرُّومِ وَ الْخَزَرِ
أَرَى أُمَيَّةَ مَعْذُورِينَ إِنْ قَتَلُوا
وَ لَا أَرَى لِبَنِي الْفَتَّاحِ مِنْ عُذْرٍ
قَوْمٌ قَتَلْتُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ أَوَّلَهُمْ
حَتَّى إِذَا اسْتَمْكَنُوا جَازُوا عَلَى الْكُفْرِ
أَبْنَاءُ حَرْبٍ وَ مَرْوَانَ وَ أُسْرَتُهُمْ
بَنُو مُعَيْطٍ أُولَاةُ الْحِقْدِ وَ الْوَغْرِ
ارْبَعُ بِطُوسَ عَلَى قَبْرِ الزَّكِيِّ بِهَا
إِنْ كُنْتَ تَرْبَعُ مِنْ دِينٍ عَلَى وَطَرٍ
هَيْهَاتَ كُلُّ امْرِئٍ رَهْنٌ بِمَا كَسَبَتْ
لَهُ يَدَاهُ فَخُذْ مَا شِئْتَ أَوْ فَذَرْ
قَالَ فَضَرَبَ الْمَأْمُونُ بِعِمَامَتِهِ الْأَرْضَ وَ قَالَ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ يَا دِعْبِلُ.
إيضاح قوله زوري أي ازواري و بعدي عن النساء و الحلم الأناة و العقل قوله ترجو الصبي أي ترجو مني أن أتصابى لها و الحلبة بالتسكين خيل تجمع للسباق من كل أوب لا تخرج من إصطبل واحد و أخنى عليه الدهر أي أتى عليه و أهلكه و الشعب الصدع في الشيء و إصلاحه أيضا قوله أصات بهم أي صوت بهم و دعاهم.
قوله لم أقر من وقر يقر بمعنى جلس قوله للتحزين أي لمواليك بسبب مظلوميتكم و حزنه لها شغل من أن يبيت لأنه يتذكر مفقودا على أثر مفقود منكم و في بعض النسخ للخدين و يئول حاصل المعنى إلى ما ذكرناه و على التقديرين لا يخلو من تكلف و أثر التصحيف و التحريف فيه ظاهر.
قوله و مسراهم بمقتله أي ساروا و رجعوا بالليل مخبرين بقتله أو مع صدور هذا الفعل عنهم و ذو بقر اسم واد 3597 و هذا إشارة إلى مثل و الأيسار القوم المجتمعون على الميسر و هو جمع الياسر أيضا و هو الذي يلي قسمة جزور الميسر.
قوله إن كنت تربع أي تقف و تقيم من دين على وطر أي حاجة أي إن كانت لك حاجة في الدين.
6- قب، المناقب لابن شهرآشوب عَزَّى أَبُو الْعَيْنَا ابْنَ الرِّضَا ع عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَهُ أَنْتَ تَجِلُّ عَنْ وَصْفِنَا وَ نَحْنُ نَقِلُّ عَنْ عِظَتِكَ وَ فِي عِلْمِ اللَّهِ مَا كَفَاكَ وَ فِي ثَوَابِ اللَّهِ مَا عَزَّاكَ 3598 .
7 كتاب المقتضب لابن عياش، عن عبد الله بن محمد المسعودي عن المغيرة بن محمد المهلبي قال أنشدني عبد الله بن أيوب الخريتي الشاعر و كان انقطاعه إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع يخاطب ابنه أبا جعفر محمد بن علي بعد وفاة أبيه الرضا ع
يا ابن الذبيح و يا ابن أعراق الثرى
طابت أرومته و طاب عروقا
يا ابن الوصي وصي أفضل مرسل
أعني النبي الصادق المصدوقا
ما لف في خرق القوابل مثله
أسد يلف مع الخريق خريقا
يا أيها الحبل المتين متى أغد
يوما بعقوته أجده وثيقا
أنا عائذ بك في القيامة لائذ
أبغي لديك من النجاة طريقا
لا يسبقني في شفاعتكم غدا
أحد فلست بحبكم مسبوقا
يا ابن الثمانية الأئمة غربوا
و أبا الثلاثة شرقوا تشريقا
إن المشارق و المغارب أنتم
جاء الكتاب بذلكم تصديقا .
بيان الأرومة بالفتح الأصل و العقوة الساحة و ما حول الدار و تغريب الثمانية لعله كناية عن وفاتهم كما أن تشريق الثلاثة كناية عن كونهم ظاهرين أو بمعرض الظهور و التغريب كناية عن سكناهم غالبا أو ولادتهم في بلاد الحجاز و يثرب و هي غربية بالنسبة إلى العراق فالتشريق ظاهر.
باب 23 ما ظهر من بركات الروضة الرضوية على مشرفها ألف تحية و معجزاته ع عندها على الناس
1- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُنَانٍ الطَّائِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ النُّوقَانِيَّ يَقُولُ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ بِنُوقَانَ فِي عِلِّيَّةٍ لَنَا فِي لَيْلَةٍ ظَلْمَاءَ إِذَا انْتَبَهْتُ فَنَظَرْتُ إِلَى النَّاحِيَةِ الَّتِي فِيهَا مَشْهَدُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ع بِسَنَابَادَ فَرَأَيْتُ نُوراً قَدْ عَلَا حَتَّى امْتَلَأَ مِنْهُ الْمَشْهَدُ وَ صَارَ مُضِيئاً كَأَنَّهُ نَهَارٌ فَكُنْتُ شَاكّاً فِي أَمْرِ الرِّضَا ع وَ لَمْ أَكُنْ عَلِمْتُ أَنَّهُ حَقٌّ فَقَالَتْ لِي أُمِّي وَ كَانَتْ مُخَالِفَةً مَا لَكَ فَقُلْتُ لَهَا رَأَيْتُ نُوراً سَاطِعاً قَدِ امْتَلَأَ مِنْهُ الْمَشْهَدُ بِسَنَابَادَ فَقَالَتْ أُمِّي لَيْسَ ذَلِكَ بِشَيْءٍ وَ إِنَّمَا هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ قَالَ فَرَأَيْتُ لَيْلَةً أُخْرَى مُظْلِمَةً أَشَدَّ ظُلْمَةً مِنَ اللَّيْلَةِ الْأُولَى و مِثْلَ مَا كُنْتُ رَأَيْتُ مِنَ النُّورِ وَ الْمَشْهَدُ قَدِ امْتَلَأَ بِهِ فَأَعْلَمْتُ أُمِّي ذَلِكَ وَ جِئْتُ بِهَا إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ حَتَّى رَأَتْ مَا رَأَيْتُ مِنَ النُّورِ وَ امْتَلَأَ الْمَشْهَدُ مِنْهُ فَاسْتَعْظَمَتْ ذَلِكَ وَ أَخَذَتْ فِي الْحَمْدِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَّا أَنَّهَا لَمْ تُؤْمِنْ بِهِ كَإِيمَانِي فَقَصَدْتُ إِلَى الْمَشْهَدِ فَوَجَدْتُ الْبَابَ مُغْلَقاً فَقُلْتُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرِّضَا ع حَقّاً فَافْتَحْ لِي هَذَا الْبَابَ ثُمَّ دَفَعْتُهُ بِيَدِي فَانْفَتَحَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي لَعَلَّهُ لَمْ يَكُنْ مُغْلَقاً عَلَى مَا وَجَبَ فَغَلَّقْتُهُ حَتَّى عَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ يُمْكِنْ فَتْحُهُ إِلَّا بِمِفْتَاحٍ ثُمَّ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرِّضَا حَقّاً فَافْتَحْ لِي هَذَا الْبَابَ ثُمَّ دَفَعْتُهُ بِيَدِي فَانْفَتَحَ فَدَخَلْتُ وَ زُرْتُ وَ صَلَّيْتُ وَ اسْتَبْصَرْتُ فِي
أَمْرِ الرِّضَا ع فَكُنْتُ أَقْصِدُهُ بَعْدَ ذَلِكَ كُلَّ جُمُعَةٍ زَائِراً مِنْ نُوقَانَ وَ أُصَلِّي عِنْدَهُ إِلَى وَقْتِي هَذَا 3599 .
2- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام حَدَّثَنَا أَبُو طَالِبٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُنَانٍ الطَّائِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَنْصُورِ بْنَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ يَقُولُ لِحَاكِمِ طُوسَ الْمَعْرُوفِ بِالْبِيوَرْدِيِّ هَلْ لَكَ وَلَدٌ فَقَالَ لَا فَقَالَ لَهُ أَبُو مَنْصُورٍ لِمَ لَا تَقْصِدُ مَشْهَدَ الرِّضَا ع وَ تَدْعُو اللَّهَ عِنْدَهُ حَتَّى يَرْزُقَكَ وَلَداً فَإِنِّي سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَى هُنَاكَ فِي حَوَائِجَ فَقُضِيَتْ لِي قَالَ الْحَاكِمُ فَقَصَدْتُ الْمَشْهَدَ عَلَى سَاكِنِهِ السَّلَامُ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَ الرِّضَا ع أَنْ يَرْزُقَنِي وَلَداً فَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَلَداً ذَكَراً فَجِئْتُ إِلَى أَبِي مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَ أَخْبَرْتُهُ بِاسْتِجَابَةِ اللَّهِ تَعَالَى لِي فِي الْمَشْهَدِ فَوَهَبَ لِي وَ أَعْطَانِي وَ أَكْرَمَنِي عَلَى ذَلِكَ.
قال الصدوق رحمه الله لما استأذنت الأمير السعيد ركن الدولة في زيارة مشهد الرضا ع أذن لي في ذلك في رجب من سنة اثنتين و خمسين و ثلاثمائة فلما انقلبت عنه ردني فقال لي هذا مشهد مبارك قد زرته و سألت الله تعالى حوائج كانت في نفسي فقضاها لي فلا تقصر في الدعاء لي هناك و الزيارة عني فإن الدعاء فيه مستجاب فضمنت ذلك له و وفيت به فلما عدت من المشهد على ساكنه التحية و السلام و دخلت إليه قال لي هل دعوت لنا و زرت عنا فقلت نعم فقال قد أحسنت فقد صح لي أن الدعاء في ذلك المشهد مستجاب 3600 .
3- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الضَّبِّيُّ وَ مَا لَقِيتُ أَنْصَبَ مِنْهُ وَ بَلَغَ مِنْ نَصْبِهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ فَرْداً وَ امْتَنَعَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى آلِهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْحَمَّامِيَّ الْفَرَّاءَ فِي سِكَّةِ حَرْبٍ بِنَيْسَابُورَ وَ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يَقُولُ أَوْدَعَنِي بَعْضُ النَّاسِ وَدِيعَةً فَدَفَنْتُهَا وَ نَسِيتُ مَوْضِعَهَا فَلَمَّا أَتَى عَلَى ذَلِكَ مُدَّةٌ جَاءَنِي صَاحِبُ الْوَدِيعَةِ يُطَالِبُنِي بِهَا فَلَمْ أَعْرِفْ مَوْضِعَهَا وَ تَحَيَّرْتُ وَ اتَّهَمَنِي صَاحِبُ الْوَدِيعَةِ فَخَرَجْتُ مِنْ بَيْتِي مَغْمُوماً مُتَحَيِّراً وَ رَأَيْتُ جَمَاعَةً مِنَ النَّاسِ يَتَوَجَّهُونَ
إِلَى مَشْهَدِ الرِّضَا ع فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ إِلَى الْمَشْهَدِ وَ زُرْتُ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُبَيِّنَ لِي مَوْضِعَ الْوَدِيعَةِ فَرَأَيْتُ هُنَاكَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنْ آتٍ أَتَانِي فَقَالَ لِي دَفَنْتَ الْوَدِيعَةَ فِي مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِ الْوَدِيعَةِ فَأَرْشَدْتُهُ إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الَّذِي رَأَيْتُهُ فِي الْمَنَامِ وَ أَنَا غَيْرُ مُصَدِّقٍ بِمَا رَأَيْتُ فَقَصَدَ صَاحِبُ الْوَدِيعَةِ ذَلِكَ الْمَكَانَ فَحَفَرَهُ وَ اسْتَخْرَجَ مِنْهُ الْوَدِيعَةَ بِخَتْمِ صَاحِبِهَا فَكَانَ الرَّجُلُ بَعْدَ ذَلِكَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَ يَحُثُّهُمْ عَلَى زِيَارَةِ هَذَا الْمَشْهَدِ عَلَى سَاكَنِهِ التَّحِيَّةُ وَ السَّلَامُ 3601 .
4- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ التَّمِيمِيُّ الْهَرَوِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ الْقُهَسْتَانِيَّ قَالَ: كُنْتُ بِمَرْوِالرُّودِ فَلَقِيتُ بِهَا رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مِصْرَ مُجْتَازاً اسْمُهُ حَمْزَةُ فَذَكَرَ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ مِصْرَ زَائِراً إِلَى مَشْهَدِ الرِّضَا ع بِطُوسَ وَ أَنَّهُ لَمَّا دَخَلَ الْمَشْهَدَ كَانَ قُرْبَ غُرُوبِ الشَّمْسِ فَزَارَ وَ صَلَّى وَ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الْيَوْمَ زَائِراً غَيْرُهُ فَلَمَّا صَلَّى الْعَتَمَةَ أَرَادَ خَادِمُ الْقَبْرِ أَنْ يُخْرِجَهُ وَ يُغْلِقَ الْبَابَ فَسَأَلَهُ أَنْ يُغْلِقَ عَلَيْهِ الْبَابَ وَ يَدَعَهُ فِي الْمَشْهَدِ لِيُصَلِّيَ فِيهِ فَإِنَّهُ جَاءَ مِنْ بَلَدٍ شَاسِعٍ وَ لَا يُخْرِجَهُ وَ أَنَّهُ لَا حَاجَةَ لَهُ فِي الْخُرُوجِ فَتَرَكَهُ وَ غَلَّقَ عَلَيْهِ الْبَابَ وَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي وَحْدَهُ إِلَى أَنْ أَعْيَا فَجَلَسَ وَ وَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ يَسْتَرِيحُ سَاعَةً فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ رَأَى فِي الْجِدَارِ مُوَاجَهَةَ وَجْهِهِ رُقْعَةً عَلَيْهَا هَذَانِ الْبَيْتَانِ
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَرَى قَبْراً بِرُؤْيَتِهِ
يُفَرِّجُ اللَّهُ عَمَّنْ زَارَهُ كَرْبَهُ
فَلْيَأْتِ ذَا الْقَبْرَ إِنَّ اللَّهَ أَسْكَنَهُ
سُلَالَةً مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ مُنْتَجَبَةً
قَالَ فَقُمْتُ وَ أَخَذْتُ فِي الصَّلَاةِ إِلَى وَقْتِ السَّحَرِ ثُمَّ جَلَسْتُ كَجِلْسَتِيَ الْأُولَى وَ وَضَعْتُ رَأْسِي عَلَى رُكْبَتَيَّ فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِي لَمْ أَرَ مَا عَلَى الْجِدَارِ شَيْئاً وَ كَانَ الَّذِي أَرَاهُ مَكْتُوباً رَطْباً كَأَنَّهُ كُتِبَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ قَالَ فَانْفَلَقَ الصُّبْحُ وَ فُتِحَ الْبَابُ وَ خَرَجْتُ مِنْ هُنَاكَ 3602 .
بيان: الشاسع البعيد.
5- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمُعَاذِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ النَّصْرِيُّ الْمُعَدِّلُ قَالَ: رَأَى رَجُلٌ مِنَ الصَّالِحِينَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ الرَّسُولَ ص فَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص مَنْ أَزُورُ مِنْ أَوْلَادِكَ فَقَالَ إِنَّ مِنْ أَوْلَادِي مَنْ أَتَانِي مَسْمُوماً وَ إِنَّ مِنْ أَوْلَادِي مَنْ أَتَانِي مَقْتُولًا قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَمَنْ أَزُورُ مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَعَ تَشَتُّتِ أَمَاكِنِهِمْ أَوْ قَالَ مَشَاهِدِهِمْ قَالَ مَنْ هُوَ أَقْرَبُ مِنْكَ يَعْنِي بِالْمُجَاوَرَةِ وَ هُوَ مَدْفُونٌ بِأَرْضِ الْغُرْبَةِ قَالَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَعْنِي الرِّضَا ع فَقَالَ ص قُلْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [و آله] قُلْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [و آله] قُلْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [و آله] ثَلَاثاً 3603 .