کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ وَ عَنِ الشِّمالِ عِزِينَ 24189 وَ أَيْضاً فَإِنَّ سَفِينَةَ نُوحٍ قَدْ جَمَعَتِ النَّبِيَّ وَ الشَّيْطَانَ وَ الْبَهِيمَةَ 24190 وَ الْمَكَانُ لَا يَدُلُّ عَلَى مَا أَوْجَبْتَ مِنَ الْفَضِيلَةِ فَبَطَلَ فَضْلَانِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّهُ أَضَافَهُ إِلَيْهِ بِذِكْرِ الصُّحْبَةِ فَإِنَّهُ أَضْعَفُ مِنَ الْفَضْلَيْنِ الْأَوَّلَيْنِ لِأَنَّ اسْمَ الصُّحْبَةِ يَجْمَعُ الْمُؤْمِنَ وَ الْكَافِرَ وَ الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَ هُوَ يُحاوِرُهُ أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا 24191 وَ أَيْضاً فَإِنَّ اسْمَ الصُّحْبَةِ يُطْلَقُ بَيْنَ الْعَاقِلِ وَ بَيْنَ الْبَهِيمَةِ وَ الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ الَّذِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِهِمْ لِقَوْلِ اللَّهِ 24192 عَزَّ وَ جَلَ وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ 24193 أَنَّهُمْ سَمَّوُا الْحِمَارَ صَاحِباً فَقَالُوا شِعْراً
إِنَّ الْحِمَارَ مَعَ الْحِمَارِ مَطِيَّةٌ
فَإِذَا خَلَوْتُ بِهِ فَبِئْسَ الصَّاحِبُ
وَ أَيْضاً فَقَدْ سَمَّوُا الْجَمَادَ مَعَ الْحَيِّ صَاحِباً فَقَالُوا ذَلِكَ فِي السَّيْفِ وَ قَالُوا 24194
زُرْتُ هِنْداً وَ ذَاكَ غَيْرَ اخْتِيَانٍ 24195
وَ مَعِي صَاحِبٌ كَتُومُ اللِّسَانِ
يَعْنِي السَّيْفَ فَإِذَا كَانَ اسْمُ الصُّحْبَةِ تَقَعُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِ وَ الْكَافِرِ وَ بَيْنَ الْعَاقِلِ وَ
الْبَهِيمَةِ وَ بَيْنَ الْحَيَوَانِ وَ الْجَمَادِ فَأَيُّ حُجَّةٍ لِصَاحِبِكَ فِيهِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّهُ قَالَ لا تَحْزَنْ فَإِنَّهُ وَبَالٌ عَلَيْهِ وَ مَنْقَصَةٌ لَهُ وَ دَلِيلٌ عَلَى خَطَائِهِ لِأَنَّ قَوْلَهُ لا تَحْزَنْ نَهْيٌ وَ صُورَةُ النَّهْيِ قَوْلُ الْقَائِلِ لَا تَفْعَلْ فَلَا يَخْلُو أَنْ يَكُونَ الْحُزْنُ وَقَعَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ طَاعَةً أَوْ مَعْصِيَةً فَإِنْ كَانَ طَاعَةً فَإِنَّ النَّبِيَّ ص لَا يَنْهَى عَنِ الطَّاعَاتِ بَلْ يَأْمُرُ بِهَا وَ يَدْعُو إِلَيْهَا وَ إِنْ كَانَ مَعْصِيَةً فَقَدْ نَهَاهُ النَّبِيُّ ص عَنْهَا وَ قَدْ شَهِدَتِ الْآيَةُ بِعِصْيَانِهِ بِدَلِيلِ أَنَّهُ نَهَاهُ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّهُ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَإِنَّ النَّبِيَّ ص قَدْ أَخْبَرَ أَنَّ اللَّهَ مَعَهُ وَ عَبَّرَ عَنْ نَفْسِهِ بِلَفْظِ الْجَمْعِ كَقَوْلِهِ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ 24196 وَ قَدْ قِيلَ أَيْضاً فِي هَذَا إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حُزْنِي عَلَى أَخِيكَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع مَا كَانَ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا أَيْ مَعِي وَ مَعَ أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ السَّكِينَةَ نَزَلَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَإِنَّهُ تَرْكٌ لِلظَّاهِرِ لِأَنَّ الَّذِي نَزَلَتْ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَهُ بِالْجُنُودِ كَذَا يَشْهَدُ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ فِي قَوْلِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَ أَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها فَإِنْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ صَاحِبَ السَّكِينَةِ فَهُوَ صَاحِبُ الْجُنُودِ فَفِي هَذَا إِخْرَاجُ النَّبِيَّ ص مِنَ النُّبُوَّةِ عَلَى أَنَّ هَذَا الْمَوْضِعَ لَوْ كَتَمْتَهُ عَلَى صَاحِبِكَ لَكَانَ خَيْراً لَهُ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَى النَّبِيِّ فِي مَوْضِعَيْنِ كَانَ مَعَهُ قَوْمٌ مُؤْمِنُونَ فَشَرَّكَهُمْ فِيهَا فَقَالَ فِي أَحَدِ الْمَوْضِعَيْنِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى 24197 وَ قَالَ فِي الْمَوْضِعِ الْآخَرِ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها 24198
وَ لَمَّا كَانَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ خَصَّهُ وَحْدَهُ بِالسَّكِينَةِ فَقَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ فَلَوْ كَانَ مَعَهُ مُؤْمِنٌ لَشَرَّكَهُ مَعَهُ فِي السَّكِينَةِ كَمَا شَرَّكَ مَنْ ذَكَرْنَا قَبْلَ هَذَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَدَلَّ إِخْرَاجُهُ مِنَ السَّكِينَةِ عَلَى إِخْرَاجِهِ مِنَ الْإِيمَانِ فَلَمْ يُحِرْ جَوَاباً وَ تَفَرَّقَ النَّاسُ وَ اسْتَيْقَظْتُ مِنْ نَوْمِي 24199 .
أقول روى الكراجكي رحمه الله في كنز الفوائد مثله 24200 .
باب 3 احتجاج السيد المرتضى 24201 قدس الله روحه في تفضيل الأئمة عليهم السلام بعد النبي صلى الله عليه و آله على جميع الخلق ذكره في رسالته الموسومة بالرسالة الباهرة في العترة الطاهرة
1- ج، الإِحتجاجُ قَالَ: وَ مِمَّا يَدُلُّ أَيْضاً عَلَى تَقْدِيمِهِمْ وَ تَعْظِيمِهِمْ عَلَى الْبَشَرِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى دَلَّنَا عَلَى أَنَّ الْمَعْرِفَةَ بِهِمْ كَالْمَعْرِفَةِ بِهِ تَعَالَى فِي أَنَّهَا إِيمَانٌ وَ إِسْلَامٌ وَ أَنَّ الْجَهْلَ بِهِمْ وَ الشَّكَّ فِيهِمْ كَالْجَهْلِ بِهِ وَ الشَّكِّ فِيهِ فِي أَنَّهُ كُفْرُ وَ خُرُوجٌ مِنَ الْإِيمَانِ وَ هَذِهِ مَنْزِلَةٌ لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ إِلَّا لِنَبِيِّنَا ص وَ بَعْدَهُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عَلَى جَمَاعَتِهِمْ السَّلَامُ لِأَنَّ الْمَعْرِفَةَ بِنُبُوَّةِ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمَيْنِ مِنْ آدَمَ ع إِلَى عِيسَى ع أَجْمَعِينَ غَيْرُ وَاجِبَةٍ عَلَيْنَا وَ لَا تَعَلُّقَ لَهَا بِشَيْءٍ مِنْ تَكَالِيفِنَا وَ لَوْ لَا أَنَّ الْقُرْآنَ وَرَدَ بِنُبُوَّةِ مَنْ سُمِّيَ فِيهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ الْمُتَقَدِّمَيْنِ فَعَرَفْنَاهُمْ تَصْدِيقاً لِلْقُرْآنِ وَ إِلَّا فَلَا وَجْهَ لِوُجُوبِ مَعْرِفَتِهِمْ عَلَيْنَا وَ لَا تَعَلُّقَ لَهَا بِشَيْءٍ مِنْ أَحْوَالِ تَكْلِيفِنَا 24202 وَ بَقِيَ عَلَيْنَا أَنْ نَدُلَّ عَلَى أَنَّ الْأَمْرَ عَلَى مَا ادَّعَيْنَاهُ
وَ الَّذِي يَدُلُّ أَنَّ الْمَعْرِفَةَ بِإِمَامَةِ مَنْ ذَكَرْنَاهُ ع مِنْ جُمْلَةِ الْإِيمَانِ وَ أَنَّ الْإِخْلَالَ بِهَا كُفْرٌ وَ رُجُوعٌ عَنِ الْإِيمَانِ إِجْمَاعُ الشِّيعَةِ الْإِمَامِيَّةِ عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّهُمْ لَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ إِجْمَاعُهُمْ حُجَّةٌ بِدَلَالَةِ أَنَّ قَوْلَ الْحُجَّةِ الْمَعْصُومِ الَّذِي قَدْ دَلَّتِ الْعُقُولُ عَلَى وُجُودِهِ فِي كُلِّ زَمَانٍ فِي جُمْلَتِهِمْ وَ فِي زُمْرَتِهِمْ وَ قَدْ دَلَّلْنَا عَلَى هَذِهِ الطَّرِيقَةِ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ مِنْ كُتُبِنَا وَ اسْتَوْفَيْنَاهَا فِي جَوَابِ التَّبَّانِيَّاتِ خَاصَّةً وَ فِي كِتَابِ نُصْرَةِ مَا انْفَرَدَتْ بِهِ الشِّيعَةُ الْإِمَامِيَّةُ مِنَ الْمَسَائِلِ الْفِقْهِيَّةِ فَإِنَّ هَذَا الْكِتَابَ مَبْنِيٌّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْأَصْلِ وَ يُمْكِنُ أَنْ يُسْتَدَلَّ عَلَى وُجُوبِ الْمَعْرِفَةِ بِهِمْ ع بِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ مُضَافاً إِلَى مَا بَيَّنَّاهُ مِنْ إِجْمَاعِ الْإِمَامِيَّةِ وَ ذَلِكَ أَنَّ جَمِيعَ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ يَذْهَبُونَ إِلَى أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَى نَبِيِّنَا ص فِي التَّشَهُّدِ الْأَخِيرِ فَرْضٌ وَاجِبٌ وَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ مَنْ أَخَلَّ بِهِ فَلَا صَلَاةَ لَهُ 24203 وَ أَكْثَرُهُمْ يَقُولُ إِنَّ الصَّلَاةَ فِي هَذَا التَّشَهُّدِ عَلَى آلِ النَّبِيِّ عَلَيْهِمُ الصَّلَوَاتُ فِي الْوُجُوبِ وَ اللُّزُومِ وَ وُقُوفِ إِجْزَاءِ الصَّلَاةِ عَلَيْهَا كَالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ص وَ الْبَاقُونَ مِنْهُمْ يَذْهَبُونَ إِلَى أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَى الْآلِ مُسْتَحَبَّةٌ وَ لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ فَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ لَا بُدَّ لِكُلِّ مَنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ مِنْ مَعْرِفَتِهِمْ مِنْ حَيْثُ كَانَ وَاجِباً عَلَيْهِ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ الصَّلَاةَ عَلَيْهِمْ فَرْعٌ عَلَى الْمَعْرِفَةِ بِهِمْ وَ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ ذَلِكَ مُسْتَحَبٌّ فَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ الْعِبَادَةِ وَ إِنْ كَانَ مَسْنُوناً مُسْتَحَبّاً وَ التَّعَبُّدُ بِهِ يَقْتَضِي التَّعَبُّدَ بِمَا لَا يَتِمُّ إِلَّا بِهِ مِنَ الْمَعْرِفَةِ وَ مَنْ عَدَا أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ لَا يُنْكِرُونَ أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ وَ آلِهِ فِي التَّشَهُّدِ مُسْتَحَبَّةٌ وَ أَيُّ شُبْهَةٍ تَبْقَى مَعَ هَذَا فِي أَنَّهُمْ ع أَفْضَلُ النَّاسِ وَ أَجَلُّهُمْ وَ ذِكْرُهُمْ وَاجِبٌ فِي الصَّلَاةِ وَ عِنْدَ أَكْثَرِ الْأُمَّةِ مِنَ الشِّيعَةِ الْإِمَامِيَّةِ وَ جُمْهُورِ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ أَنَّ الصَّلَاةَ تَبْطُلُ بِتَرْكِهِ وَ هَلْ مِثْلُ هَذِهِ الْفَضِيلَةِ لِمَخْلُوقٍ سِوَاهُمْ أَوْ تَتَعَدَّاهُمْ وَ مِمَّا يُمْكِنُ الِاسْتِدْلَالُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَلْهَمَ جَمِيعَ الْقُلُوبِ وَ غَرَسَ
فِي كُلِّ النُّفُوسِ تَعْظِيمَ شَأْنِهِمْ وَ إِجْلَالَ قَدْرِهِمْ عَلَى تَبَايُنِ مَذَاهِبِهِمْ وَ اخْتِلَافِ دِيَانَاتِهِمْ وَ نِحَلِهِمْ وَ مَا اجْتَمَعَ 24204 هَؤُلَاءِ الْمُخْتَلِفُونَ الْمُتْبَايِنُونَ مَعَ تَشَتُّتِ الْأَهْوَاءِ وَ تَشَعُّبِ الْآرَاءِ عَلَى شَيْءٍ كَإِجْمَاعِهِمْ عَلَى تَعْظِيمِ مَنْ ذَكَرْنَاهُ وَ إِكْبَارِهِمْ أَنَّهُمْ 24205 يَزُورُونَ قُبُورَهُمْ وَ يَقْصِدُونَ مِنْ شَاحِطِ الْبِلَادِ وَ شَاطِئِهَا 24206 مَشَاهِدَهُمْ وَ مَدَافِنَهُمْ وَ الْمَوَاضِعَ الَّتِي وُسِمَتْ 24207 بِصَلَاتِهِمْ فِيهَا وَ حُلُولِهِمْ بِهَا وَ يُنْفِقُونَ فِي ذَلِكَ الْأَمْوَالَ وَ يَسْتَنْفِدُونَ الْأَحْوَالَ فَقَدْ أَخْبَرَنِي مَنْ لَا أُحْصِيهِ كَثْرَةً أَنَّ أَهْلَ نَيْسَابُورَ وَ مَنْ وَالاهَا مِنْ تِلْكَ الْبُلْدَانِ يَخْرُجُونَ فِي كُلِّ سَنَةٍ إِلَى طُوسَ لِزِيَارَةِ الْإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا بِالْجِمَالِ الْكَثِيرَةِ وَ الْأُهْبَةِ 24208 الَّتِي لَا تُوجَدُ مِثْلُهَا إِلَّا لِلْحَجِّ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ 24209 وَ هَذَا مَعَ الْمَعْرُوفِ مِنِ انْحِرَافِ أَهْلِ خُرَاسَانَ عَنْ هَذِهِ الْجِهَةِ وَ ازْوِرَارِهِمْ 24210 عَنْ هَذَا الشِّعْبِ وَ مَا تَسْخِيرُ هَذِهِ الْقُلُوبِ الْقَاسِيَةِ وَ عَطْفُ هَذِهِ الْأُمَمِ الْبَائِنَةِ 24211 إِلَّا كَالْخَارِقِ لِلْعَادَاتِ وَ الْخَارِجِ عَنِ الْأُمُورِ الْمَأْلُوفَاتِ وَ إِلَّا فَمَا الْحَامِلُ لِلْمُخَالِفِينَ لِهَذِهِ النِّحْلَةِ الْمُنْحَازِينَ عَنْ هَذِهِ الْجُمْلَةِ 24212 عَلَى أَنْ يُرَاوِحُوا هَذِهِ الْمَشَاهِدَ وَ يُغَادُوهَا وَ يَسْتَنْزِلُوا عِنْدَهَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى الْأَرْزَاقَ وَ يَسْتَفْتِحُوا الْأَغْلَالَ 24213 وَ يَطْلُبُوا بِبَرَكَاتِهَا 24214 الْحَاجَاتِ