کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و ترك ذكره كلها كدعا لهيا و لهيانا.
فسبح أي صلى السبحة و هي النافلة و كأنها صلاة التحية في النهاية قد يطلق التسبيح على صلاة التطوع و النافلة و يقال أيضا للذكر و لصلاة النافلة سبحة يقال قضيت سبحتي و إنما خصت النافلة بالسبحة و إن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح لأن التسبيحات في الفرائض نوافل فقيل لصلاة النافلة لأنها نافلة كالتسبيحات و الأذكار في أنها غير واجبة أوجزهما أي كما و أكملهما أي كيفية من رعاية حضور القلب و الخشوع و غير ذلك جل ثناؤه عن أن يأتي به كما هو أهله أحد و تقدست أسماؤه عن أن تدل على نقص أو عن أن يبلغ إلى كنهها أحد دهماؤهم أي أكثرهم أو جماعتهم مع كثرتهم في القاموس الدهماء العدد الكثير فأماز على بناء الإفعال أي ميز و فرق في القاموس مازه يميزه ميزا عزله و فرزه كأمازه و ميزه فامتاز و انماز و تميز و الشيء فضل بعضه على بعض و الإيجاف الإسراع و إيجاف الخيل و البعير ركضهما و الوجيف نوع من عدو الإبل و استعير هنا للإسراع في الطاعات و الاستظهار الاستعانة و كأن المراد هنا من يستعين على تحصيل نعمة الله و رزقه المقدر له بمعصية الله كالخيانة و يحتمل أن يكون على القلب أي يستعين بنعمة الله على معصيته أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ قال البيضاوي أم منقطعة و معنى الهمزة إنكار الحسبان و الاجتراح الاكتساب أَنْ نَجْعَلَهُمْ أن نصيرهم كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ مثلهم و هو ثاني مفعولي يجعل و قوله سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ بدل منه إن كان الضمير للموصول الأول لأن المماثلة فيه إذ المعنى إنكار أن يكون حياتهم و مماتهم سيان في البهجة و الكرامة كما هو للمؤمنين و يدل عليه قراءة حمزة و الكسائي و حفص سواء بالنصب على البدل أو الحال من الضمير في الكاف أو المفعولية و الكاف حال و إن كان للثاني فحال منه أو استئناف يبين المقتضي للإنكار و إن كان لهما فبدل أو حال من الثاني و ضمير الأول و المعنى إنكار أن يستووا بعد الممات في الكرامة أو ترك المؤاخذة كما استووا في الرزق و الصحة في الحياة أو استئناف مقرر لتساوي محيا كل صنف و مماته في
الهدى و الضلال و قرئ مماتهم بالنصب على أن محياهم و مماتهم ظرفان كمقدم الحاج ساءَ ما يَحْكُمُونَ ساء حكمهم هذا و بئس شيئا حكموا به.
و في القاموس الفضيلة الدرجة الرفيعة في الفضل و الاسم الفاضلة و الفواضل الأيادي الجسيمة أو الجميلة و قال بخع نفسه كمنع قتلها غما و بالحق بخوعا أقر به و خضع له كبخع بالكسر بخاعة و بخوعا فمضوا أي في الطاعة أو إلى الآخرة خوف باريهم أي خالقهم و كونه من البري بعيد هذا أي خذ هذا و هو فصل في الكلام شائع في طمع كان في بمعنى عن و إن لم يكن مذكورا في الكتب المشهورة أو بمعنى مع فالمراد الطمع من الله أي دنس كأنه كلام الكراجكي و يحتمل غيره من الرواة و في النهاية الطبع بالتحريك الدنس و أصله من الدنس و الوسخ يغشيان السيف ثم استعمل فيما يشبه ذلك من الأوزار و الآثام و غيرهما من المقابح و منه الحديث أعوذ بالله من طمع يهدي إلى طبع أي يؤدي إلى شين و عيب و منه حديث ابن عبد العزيز لا يتزوج من العرب في الموالي إلا الطمع الطبع لا يغره ما جهله أي من عيوبه و الأظهر ثناء من جهله كما مر و الاعتصام الامتناع و في القاموس شره كفرح غلب حرصه فهو شره عازبا أي غائبا محرزا بكسر الراء أو بفتحها دينه بالنصب أو الرفع لم يعيه الصمت أي لا يصير صمته سببا لقلة علمه و إعيائه عن بيان الحق بل صمته تدبر و تفكر أو ليس صمته بسبب الإعياء و العجز عن الكلام بل لمفاسد الكلام و هو بعيد لفظا به أي بالضحك أو الباء للتعدية بعلم أي مع علمه بمن صاحبه و أنه أهل لذلك أو لتحصيل العلم ليوافق ما مر و إن كان بعيدا بسلم أي مع مسالمة و مصالحة لا لعداوة و منازعة و المطايا جمع المطية و هي الدابة تمطو أي تسرع في مسيرها أي يحملون أوامر الله و طاعاته إلى الخلق و يعلمونهم و يروون لهم أو يتحملونها و يعملون بها مسرعين في ذلك ألا ها ألا حرف تنبيه و ها إما اسم فعل بمعنى خذ أو حكاية عن تنفس طويل تحسرا على عدم لقائهم و شوقا على الأول مصدر فعل محذوف أي اشتاق شوقا و على الثاني يحتمل ذلك و أن يكون علة لما يدل عليه ها من التحسر و التحزن و في كلامه ع
في مواضع أخرى آه آه شوقا إلى رؤيتهم و في القاموس أودى هلك و به الموت ذهب و قال البلهنية بضم الباء الرخاء و سعة العيش.
باب 20 النهي عن التعجيل على الشيعة و تمحيص ذنوبهم
1- ب، قرب الإسناد عَنِ ابْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ ع يَقُولُ لَا تَعْجَلُوا عَلَى شِيعَتِنَا إِنْ تَزِلَّ لَهُمْ قَدَمٌ تَثْبُتْ لَهُمْ أُخْرَى 6463 .
2- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو الْبَصْرِيِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ قَبِيصَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الْقُرَشِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ: رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ شِيعَتِنَا فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي كَيْفَ ذَاكَ قَالَ لِأَنَّهُمْ أُخِذَ عَلَيْهِمُ الْعَهْدُ بِالتَّقِيَّةِ فِي دَوْلَةِ الْبَاطِلِ يَأْمَنُ النَّاسُ وَ يَخَافُونَ وَ يُكَفَّرُونَ فِينَا وَ لَا نُكَفَّرُ فِيهِمْ وَ يُقْتَلُونَ بِنَا وَ لَا نُقْتَلُ بِهِمْ مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ شِيعَتِنَا ارْتَكَبَ ذَنْباً أَوْ خَطْباً إِلَّا نَالَهُ فِي ذَلِكَ غَمٌّ مَحَّصَ عَنْهُ ذُنُوبَهُ وَ لَوْ أَنَّهُ أَتَى بِذُنُوبٍ بِعَدَدِ الْقَطْرِ وَ الْمَطَرِ وَ بِعَدَدِ الْحَصَى وَ الرَّمْلِ وَ بِعَدَدِ الشَّوْكِ وَ الشَّجَرِ فَإِنْ لَمْ يَنَلْهُ فِي نَفْسِهِ فَفِي أَهْلِهِ وَ مَالِهِ فَإِنْ لَمْ يَنَلْهُ فِي أَمْرِ دُنْيَاهُ مَا يَغْتَمُّ بِهِ تَخَايَلَ لَهُ فِي مَنَامِهِ مَا يَغْتَمُّ بِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ تَمْحِيصاً لِذُنُوبِهِ 6464 .
3- ما، الأمالي للشيخ الطوسي عَنِ الْمُفِيدِ عَنِ الْجِعَابِيِّ عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: مَا ثَبَّتَ اللَّهُ حُبَّ عَلِيٍّ ع فِي قَلْبِ أَحَدٍ فَزَلَّتْ لَهُ قَدَمٌ إِلَّا ثَبَتَتْ لَهُ قَدَمٌ أُخْرَى 6465 .
4- ل، الخصال الْأَرْبَعُمِائَةِ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع اطْلُبْ لِأَخِيكَ عُذْراً فَإِنْ لَمْ تَجِدْ لَهُ عُذْراً فَالْتَمِسْ لَهُ عُذْراً 6466 .
5- سن، المحاسن عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ إِنَّ وَلِيَّ عَلِيٍّ ع إِنْ تَزِلَّ بِهِ قَدَمٌ تَثْبُتْ أُخْرَى 6467 .
6- محص، التمحيص عَنْ عُمَرَ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّي لَأَرَى مِنْ أَصْحَابِنَا مَنْ يَرْتَكِبُ الذُّنُوبَ الْمُوبِقَةَ فَقَالَ يَا عُمَرُ لَا تُشَنِّعْ عَلَى أَوْلِيَاءِ اللَّهِ إِنَّ وَلِيَّنَا لَيَرْتَكِبُ ذُنُوباً يَسْتَحِقُّ بِهَا مِنَ اللَّهِ الْعَذَابَ فَيَبْتَلِيهِ اللَّهُ فِي بَدَنِهِ بِالسُّقْمِ حَتَّى تُمَحَّصَ عَنْهُ الذُّنُوبُ فَإِنْ عَافَاهُ فِي بَدَنِهِ ابْتَلَاهُ فِي مَالِهِ فَإِنْ عَافَاهُ فِي مَالِهِ ابْتَلَاهُ فِي وَلَدِهِ فَإِنْ عَافَاهُ مِنْ بَوَائِقِ الدَّهْرِ شَدَّدَ عَلَيْهِ خُرُوجَ نَفْسِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ حِينَ يَلْقَاهُ وَ هُوَ عَنْهُ رَاضٍ قَدْ أَوْجَبَ لَهُ الْجَنَّةَ.
رِيَاضُ الْجِنَانِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَرَ السَّابِرِيِ مِثْلَهُ إِلَى قَوْلِهِ ابْتَلَاهُ فِي وَلَدِهِ فَإِنْ عَافَاهُ فِي وَلَدِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي أَهْلِهِ فَإِنْ عَافَاهُ فِي أَهْلِهِ ابْتَلَاهُ بِجَارِ سَوْءٍ يُؤْذِيهِ فَإِنْ عَافَاهُ مِنْ بَوَائِقِ الدَّهْرِ إِلَى آخِرِ الْخَبَرِ.
باب 21 دخول الشيعة مجالس المخالفين و بلاد الشرك
1- ما، الأمالي للشيخ الطوسي عَنِ الْمُفِيدِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ حَيْدَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حُكَيْمٍ عَنِ التَّفْلِيسِيِّ عَنْ حَمَّادٍ السَّمَنْدَرِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّي أَدْخُلُ بِلَادَ الشِّرْكِ وَ إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا يَقُولُونَ إِنْ مِتَّ ثَمَّ حُشِرْتَ مَعَهُمْ
قَالَ فَقَالَ لِي يَا حَمَّادُ إِذَا كُنْتَ ثَمَّ تَذْكُرُ أَمْرَنَا وَ تَدْعُو إِلَيْهِ قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ فَإِذَا كُنْتَ فِي هَذِهِ الْمُدُنِ مُدُنِ الْإِسْلَامِ تُذَاكِرُ أَمْرَنَا وَ تَدْعُو إِلَيْهِ قَالَ فَقُلْتُ لَا قَالَ فَقَالَ لِي إِنَّكَ إِنْ تَمُتْ ثَمَّ حُشِرْتَ أُمَّةً وَحْدَكَ وَ سَعَى نُورُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ 6468 .
2- ما، الأمالي للشيخ الطوسي عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ أَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ وَ يُونُسُ بْنُ يَعْقُوبَ وَ الْفُضَيْلُ بْنُ يَسَارٍ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَقُلْتُ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَحْضُرُ مَجَالِسَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ فَأَذْكُرُكُمْ فِي نَفْسِي فَأَيَّ شَيْءٍ أَقُولُ فَقَالَ يَا حُسَيْنُ إِذَا حَضَرْتَ مَجَالِسَ هَؤُلَاءِ فَقُلِ اللَّهُمَّ أَرِنَا الرَّخَاءَ وَ السُّرُورَ فَإِنَّكَ تَأْتِي عَلَى مَا تُرِيدُ 6469 .
بيان فإنك تأتي على ما تريد 6470 أي يريك الله الرخاء و السرور في دينك أو يعطيك الله ثواب ما تريد الفوز به من ظهور دين الحق.
باب 22 في أن الله تعالى إنما يعطي الدين الحق و الإيمان و التشيع من أحبه و أن التواخي لا يقع على الدين و في ترك دعاء الناس إلى الدين
كا، الكافي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يَا أَبَا الصَّخْرِ
إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَ يُبْغِضُ 6471 وَ لَا يُعْطِي هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ عَلَى دِينِي وَ دِينِ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ لَا أَعْنِي عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَ لَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَ إِنْ كَانَ هَؤُلَاءِ عَلَى دِينِ هَؤُلَاءِ 6472 .
تبيان من يحب و من يبغض أي من يحبه الله و من يبغضه الله أو من يحب الله و من يبغض الله و الأول أظهر و لا يعطي هذا الأمر أي الاعتقاد بالولاية و اختيار دين الإمامية إلا صفوته من خلقه أي من اصطفاه و اختاره و فضله من جميع خلقه بسبب طيب روحه و طينته كما مر أو المعنى أن ذا المال و الجاه و النعمة في الدنيا يمكن أن يكون محبوبا لله أو مبغوضا لله و ليست سببا لحب الله و لا علامة له بخلاف دين الحق فإن من أوتيه يكون لا محالة محبوبا لله مختارا عنده و على الوجهين الغرض بيان فضل الولاية و الشكر عليها و عدم الشكاية بعد حصولها عن فقر الدنيا و ذلها و شدائدها و حقارة الدنيا و أهلها عند الله و أنها ليست مناط الشرف و الفضل.
قوله ع و دين آبائي و المعنى أن أصول الدين مشتركة في ملل جميع الأنبياء و إنما الاختلاف في بعض الخصوصيات فإن الاعتقاد بالتوحيد و العدل و المعاد مما اشترك فيه جميع الملل و كذا التصديق بنبوة الأنبياء و الإذعان بجميع ما جاءوا به و أهمها الإيمان بأوصيائهم و متابعتهم في جميع الأمور و عدم العدول عنهم إلى غيرهم كان لازما في جميع الملل و إنما الاختلاف في خصوص النبي و خصوص الأوصياء و خصوص بعض العبادات فمن أقر بنبينا ص و بجميع ما جاء
به و بجميع أوصيائه و لم يعدل عنهم إلى غيرهم فهو على دين جميع الأنبياء.
و يحتمل أن يكون إشارة إلى ما ورد في كثير من الأخبار أن الإقرار بنبينا ص و أوصيائه ع كان مأخوذا على جميع الأنبياء ع و أممهم و قيل المراد أنه مأخوذ في دين الإسلام نفي الشرك و نصب غير من نصبه الله للإمامة و الرجوع إليه نوع من الشرك فالتوحيد الذي هو دين جميع الأنبياء مخصوص بالشيعة و ما ذكرنا أوضح و أمتن.
2- كا، الكافي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْمُعَلَّى عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيَنَ الْجُهَنِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ يَا مَالِكُ إِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الدُّنْيَا مَنْ يُحِبُّ وَ يُبْغِضُ وَ لَا يُعْطِي دِينَهُ إِلَّا مَنْ يُحِبُ 6473 .
سن، المحاسن عن الوشاء و محمد بن عبد الحميد العطار عن عاصم مثله 6474 .
3- كا، الكافي بِالْإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَمْرٍو الْخَثْعَمِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ وَ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ حُمْرَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا يُعْطِيهَا اللَّهُ الْبَرَّ وَ الْفَاجِرَ وَ لَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلَّا صَفْوَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ 6475 .
سن، المحاسن عن الوشاء مثله 6476 بيان قال الجوهري صفوة الشيء خالصه و محمد صفوة الله من خلقه و مصطفاه أبو عبيدة يقال له صفوة مالي و صفوة مالي و صفوة مالي فإذا نزعوا الهاء قالوا له صفو مالي بالفتح لا غير 6477 .