کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
*** و من المناسب في ختام هذه الطبعة، أن نشكر مساعي أعضاء مطبعتنا أيضا و هم: 1- السيّد هادي گيتيآرا 2- بهروز كشور دوست 3- حسين موحدان پيمان حقّ 4- علي ابريشمي: حيث جاهدوا معنا في سبيل هذه الخدمة المرضيّة و التسريع في إخراج المطبوعة هذه بصورة رائقة نفيسة فتحمّلوا المشاقّ في قراءة الأصل (مطبوعة الكمباني) و ترصيف الحروف بدقّة و رعاية الفواصل و العلامات، و المساهمة في ذلك مع المصحّحين و مطاوعتهم في ضبط الكلمات و تشكيلها و استدراك ما سقط عن الأصل (مطبوعة الكمباني) داخل المتن و هذا ممّا يصعب على مرصّف الحروف جدّا، فجزاهم اللّه خير الجزاء.
المطبعة الإسلامية
كلمة تفضل بها الفاضل المكرم الحاجّ السيّد إبراهيم الميانجى بمناسبة ختم الكتاب
شكر و تقدير الحمد للّه الّذي يكلّ اللّسان عن إحصاء نعمائه و نعت جلاله، و الصلاة و السلام على نبيّه المصطفى محمّد و آله.
و بعد لقد قيّض اللّه سبحانه و اختار- و له الخيرة- الاخوان الكرام و الأعزّة العظام الكتابچيّين على رأسهم الأخ المعظم المحترم- الحاجّ السيّد إسماعيل الكتابچي- دامت توفيقاتهم، لنشر ما وصل إلينا من الأخبار و الآثار عن نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و آله الأئمّة الأطهار صلوات اللّه عليهم ما دامت اللّيل و النّهار، فنشروا من كلم اولئك السادة صلوات اللّه عليهم أجمعين جوامع و كتبا قيّمة تكلّ الألسن عن وصفها، و يقصر البيان عن مدحها و تعريفها.
منها كتاب وسائل الشيعة الّذي هو منية المريد و طلبة الباحث للشيخ الحرّ العاملي أعلى اللّه مقامه، و لقد عكفت عليه الفقهاء العظام في استخراج الأحكام من حين تأليفه إلى اليوم، و جعلوه مرجعا في الحلال و الحرام، و هذا الكتاب في الطبقة العليا من موساعات العلم و العمل، أخرجوه في عشرين مجلّدا بورق صقيل و شكل جميل.
و منها كتاب مستدرك الوسائل لخاتمة المحدّثين العلّامة النوريّ نوّر اللّه مضجعه في ثلاث مجلّدات المطبوع بالافست.
و منها كتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للعلّامة الخوئي قدّس سرّه في أحد و عشرين مجلّدا.
و غيرها من آثار باقية خالدة تزيد على ثلاثمائة، يرى القاري فهرسها في رسالة مستقلّة مطبوعة.
و في طليعة تلك الكتب، هذا الكتاب القيّم الّذي لم يأت الزّمان بمثله:
كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الاطهار فانه مع اشتماله على الأخبار و ضبطها و تصحيحها، محتو على فوائد غير محصورة، و تحقيقات متكثّرة، و لم يوجد مسألة إلّا و فيها أدلّتها و مباديها و تحقيقها و تنقيحها مذكورة على الوجه الأليق، و قد وصفه علماؤنا الأعلام في المعاجم و التراجم بكلّ جميل، و أثنوا على مؤلّفه العلّامة المجلسيّ أعلى اللّه مقامه بالفقه و العلم و الفضل و التبحّر و التضلّع في الحديث، يكفيك منها المراجعة إلى كتاب الفيض القدسي للعلّامة النوريّ قدّس سره المطبوع في مقدّمة الجزء 105 من هذه الطبعة.
و قد شرعوا وفّقهم اللّه تعالى في نشر هذا الكتاب من الجزء العاشر إلى الجزء الخامس و العشرين آخر الأجزاء من الطبع القديم (إلّا الجزء الرابع عشر) فأخرجوا الأجزاء 10 و 11 و 12 و 13 في أحد عشر جزءا من هذا الطبع الجديد، مبتدئا من الجزء 43 إلى الجزء 53 ، ثمّ من الجزء 67 إلى الجزء 110 آخر الأجزاء، فللّه درّهم و عليه أجرهم.
و قد نشروا المصحف الشريف إلى اليوم في 60 نوعا على أشكال مختلفة و مزايا متنوّعة بعضها فوق بعض يسرّ الناظر، و يجلو الخاطر، و قد ورد عن الإمام الصادق عليه السّلام:
ستّ خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته: ولد صالح يستغفر له، و مصحف يقرأ فيه و قليب يحفره، و غرس يغرسه، و صدقة ماء يجريه، و سنّة حسنة يؤخذ بها بعده.
فنحن نشكرهم باخراجهم تلك الكتب القيّمة، بصورة بهيّة و تهذيب كامل، و نسأله تعالى أن يؤيّدهم و يسدّدهم، و يجعل ذلك ذخرا و ذخيرة لمعادهم، يوم لا ينفع مال و لا بنون، فجزاهم اللّه عنّا و عن الامّة المسلمة خير جزاء المحسنين و السلام عليهم و رحمة اللّه و بركاته. السادس من شهر شعبان سنة 1392
العبد: السيّد إبراهيم الميانجى عفى عنه و عن والديه
كلمة موجزة حول الكتاب و مؤلّفه:
بسمه تعالى
الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على محمّد رسول اللّه و خاتم النبيّين، و على آله الأئمّة الطهر الميامين.
و بعد: فمن منن اللّه عليّ أن وفّقني لتحقيق آثار أهل البيت و سبرها و غورها و الاغتراف من بحار علومهم و الاقتباس من منار فضائلهم، و ذلك بعد ما أخلصني اللّه عزّ و جلّ إلى العاصمة و قيّضني لتصحيح الآثار و الإشراف على شتّى المآثر و الأخبار من تاريخ الدين و أبواب الفقه و الحديث و التفسير، و في مقدمها كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الاطهار، لمؤلّفه العلّامة العلم الحجّة ذي الفيض القدسي العلّامة المجلسيّ قدّس اللّه لطيفه، فقد كان لي- و للّه المنّ و الشكر- في إخراج هذه الموسوعة الكبرى دائرة معارف المذهب أكبر سهم و أوفر نصيب و أسنى توفيق، حيث أشرفت على تمام الأجزاء عند الطباعة مقابلة و سبرا و غورا- و أحيانا نقدا و تعليقا اللّهمّ إلّا عشرين جزءا من أجزائها المائة عشر (11).
و أمّا الإشراف عليها بالتحقيق و التخريج و التعليق، فقد كان حظّي في ذلك أوفر من غيري، حيث أشرفت على 45 جزءا منها بتحقيق متونها و تخريج نصوصها عن المصادر و مقابلتها على النسخ المطبوعة و المخطوطة، و خصوصا ما يسّر اللّه لنا من نسخ الأصل بخطّ مؤلّفه العلّامة، فقابلنا المطبوعة هذه عليها فجاء بحمد اللّه-
و له المنّ أصحّ- و أمتن و أكمل من غيرها 1 ، و عند اللّه أحتسب عناي في ذلك و ما قاسيت من المشاقّ و المتاعب و سهر اللّيل و يقظة الهواجر، و ابيضاض لمّتي في سبيل ذلك.
فلعلّ الباحث الكريم الناظر في هذه الوريقات، لا ينازعني أن أغتنم هذه الفرصة، فأتكلّم حول الكتاب و سيرة مؤلّفه العلامة في تدوينه، بكلمة موجزة يحضرني عاجلا، بعد ما أحطت به خبرا و في غوره سبرا و تحقيقا و نقدا طيلة عشر سنوات فأقول:
و من اللّه العصمة:
أما الكتاب، فهو الجامع الوحيد الّذي يجمع في طيّه آلافا من أحاديث الرسول و أهل بيته و آثارهم الذهبيّة و مآثرهم الخالدة في شتّى معارف الدين الدائرة بين المسلمين، فقد استوعب في كلّ كتاب من كتبه و كلّ باب من أبوابه ما يناسب عنوان الباب لا يشدّ عنه شاذّ.
و أقلّ فائدة في ذلك أنّ الباحث عن موضوع من المعارف الدينيّة يجد كمال بغيته و تمام أمنيّته حاضرا عنده كالمائدة بين يديه: قد قرّب له كلّ بعيد نادر، و اتيح له كلّ مستوعر شارد، فيتمكّن بذلك من الغور فيها، و تحقيق متن الحديث و تصحيح إسناده، و ذلك بتطبيق بعضها على بعض، و تكميل الناقص الساقط منها بالكامل التامّ منها» 2 .
و ربما ينقدح له عند ذلك أنّ الحديث متواتر أو مستفيض و قد كان عنده
يعدّ من الآحاد، أو يراه متعاضدا متكاملا من حيث المتن، و قد كان عنده متهافتا متساقطا مضطرب الأطراف.
لست أريد أن أقول في ذلك قولا زورا: أحكم على الكتاب أوله بما هو خارج عن حدّه و طوره- معاذ اللّه- حقيق علينا أن لا نقول في ذلك إلّا الحقّ الصريح و القول السديد، و هو أنّ الكتاب- بما جمع في طيّه من شتات الأحاديث و متفرّقات الآثار- هو المرجع الوحيد في تحقيق معارف المذهب، و نعم العون على معرفة السقيم من الصحيح، و نقد الغثّ من السمين.
فكلّ باحث ثقافيّ يريد تحقيق الحقّ من دون عصبيّة، لا مغنى له و لا مندوحة عنده عن مراجعة هذه الموسوعة العظمى، و التعمّق في كلّ باب منها، مع ما يجد فيها من الفوائد في بيان المعضلات و حلّ المشكلات، و شرح غرائب الحديث من ألفاظها فقد كان مؤلّفه الفذّ العبقريّ بما وهبه اللّه عزّ و جلّ من حسن التقرير و سلامة الفهم و صائب الرأي و ثاقب الفطنة، في الرعيل الأوّل؛ لم يسبقه سابق و لا يلحقه لا حق.
و أمّا ما ينقد على الكتاب بأنّه محتو على روايات متهافتة أو متناقضة، مثلا يوجد في باب منه رواية ينسب قضيّة أو معجزة إلى الإمام الكاظم عليه السّلام، و في رواية اخرى تنسب تلك القضيّة أو المعجزة بعينها إلى الإمام الرضا عليه السّلام.
فعندي أنّ معرفة أمثال هذا التناقض أيضا من بركات هذا الكتاب، و لو لا سرد الروايات من الكتب المختلفة و جمعها في باب واحد، لما ظهر هذا التناقض، فانّ من وجد أحد هذين الحديثين في كتاب لا يتطرّق إلى ذهنه أنّه متناقض مع رواية اخرى في كتاب آخر فيرويه و يعرّج عليه من دون تتبّع و الحال أنّه ساقط بالتناقض.
فهذا و أمثاله من بركات هذا السفر القيّم، حيث سهّل سبيل المناقشة و التدقيق، و سدّ باب الجهل و الضلالة و القول بلا تحقيق.
كما أنّي كثيرا ما رأيت في أوّل الباب نقل حديثا ملخّصا لا بأس به من حيث المتن، ثمّ أشرفت في ذيل هذا الباب بعينه على أصل الحديث بتمامه من مصدر آخر،
فوجدته متناقضا متهافتا، فظهر لي أنّ من لخّص الحديث و أورده في كتابه قد أسقط من الحديث ما يشين عليه و يسقطه من الاعتبار، و لو لا هذا السفر القيّم و جمعه الشوارد و النوادر من هنا و هاهنا في باب واحد، لما ظهر لي ذلك.
و هكذا عند ما أشرفت على الجزء 71 ص 354، رأيت أنّه قدّس سرّه قد أخرج تحت عنوان (ختص- ضا) فصلا واحدا مشتملا على عدّة روايات بلفظ واحد، تنبّهت إلى أنّ كتاب الاختصاص لا يصحّ أن يكون للشيخ المفيد قدّس سرّه، لأنّه أجلّ شأنا أن يروي عن كتاب التكليف (الّذي عرف عند المتأخّرين بفقه الرضا عليه السّلام و إملائه) فينقله بلفظه و عبارته، و لو لا ذلك لما علمت ذلك أبد الآبدين 3 .
و هكذا عند ما أشرفت على كتاب الدعاء و زاولت الأدعية المطولة، رأيت في الأكثر أنّ في اسنادها واحدا أو اثنين من الكتّاب المنشئين كفضل بن أبي قرة و ابن خانبه و أضرابهما، فتنبهت إلى حقيقة أشرت إلى شطر منها في ج 87 ص 296.
فاليوم ترى من لا خبرة له يحفظ حديثا من أوّل الباب و يلقيها على الناس المستمعين كأنّه وحي منزل و يلعب بأفكار الناس و عقائدهم، و لا يتعب نفسه بالمراجعة إلى ذيل هذا الباب ليظهر على تناقضه، فكيف إذا كان الحديثان باقيين في مصادرهما، فقلّ من يراجع تلكم المصادر ليحقّق الحقّ كما حقّقه مؤلّفنا العلّامة؟
و كذا أرباب التآليف الحديثيّة، حيث لا يحققون الحقّ بعد تسهيل الطريق فيوردون الحديث في مؤلّفهم تأييدا لمزعمتهم، مع أمّه متناقض مع الحديث الآخر الّذي أضرب عنه صفحا.