کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
[31] باب ما ورد في لعن بني أميّة و بني العبّاس و كفرهم
الآيات:
إبراهيم: (وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ) 3476 .
و قال تعالى: (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَ أَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَ بِئْسَ الْقَرارُ) 3477 .
تفسير: (مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ .) 3479 .
قال في مجمع البيان 3480 : و 3481 هي كلمة الشرك و الكفر 3482 .، و قيل: 3483 كلّ كلام في معصية اللّه ... (كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) غير زاكية، و هي شجرة الحنظل ...
و قيل: إنّها شجرة هذه صفتها، و هو أنّه لا قرار لها في الأرض ... و قيل: إنّها الكشوث. 3484 ..
وَ رَوَى أَبُو الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَنَّ هَذَا مَثَلُ بَنِي أُمَيَّةَ (اجْتُثَّتْ) . أَيْ قُطِعَتْ وَ اسْتُؤْصِلَتْ وَ اقْتَلَعْتَ جُثَّتَهَا مِنَ الْأَرْضِ (ما لَها مِنْ قَرارٍ) . أَيْ مَا لِتِلْكَ الشَّجَرَةِ مِنْ ثَبَاتٍ، فَإِنَّ الرِّيحَ تَنْسِفُهَا وَ تَذْهَبُ بِهَا ..
وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهَا شَجَرَةٌ لَمْ يَخْلُقْهَا اللَّهُ بَعْدُ وَ إِنَّمَا هُوَ مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ.
(أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ .) 3485 .. أي 3486 أ لم تر إلى هؤلاء الكفّار عرفوا نعمة اللّه بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله .. أي عرفوا محمّدا ثم كفروا به فبدّلوا مكان الشكر كفرا.
وَ عَنِ الصَّادِقِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنَّهُ قَالَ: نَحْنُ وَ اللَّهِ نِعْمَةُ اللَّهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ، وَ بِنَا يَفُوزُ مَنْ فَازَ.
أو المراد جميع نعم اللّه على العموم بدّلوها أقبح التبديل، إذ جعلوا مكان شكرها الكفر بها، و اختلف في المعني بالآية ..
فَرُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ ابْنِ جُبَيْرٍ وَ مُجَاهِدٍ
وَ الضَّحَّاكِ، أَنَّهُمْ كُفَّارُ قُرَيْشٍ كَذَّبُوا نَبِيَّهُمْ وَ نَصَبُوا لَهُ 3487 الْحَرْبَ وَ الْعَدَاوَةَ.
وَ سَأَلَ رَجُلٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ: هُمَا الْأَفْجَرَانِ مِنْ قُرَيْشٍ بَنُو أُمَيَّةَ وَ بَنُو الْمُغِيرَةِ، فَأَمَّا بَنُو أُمَيَّةَ فَمُتِّعُوا إِلَى حِينٍ، وَ أَمَّا بَنُو الْمُغِيرَةِ فَكَفَيْتُمُوهُمْ يَوْمَ بَدْرٍ.
و قيل: إنّهم جبلة بن الأبهم و من تبعه 3488 من العرب تنصّروا و لحقوا بالروم.
(و دارَ الْبَوارِ) 3489 : دار الهلاك 3490 .
(وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا) 3491 فيه أقوال 3492 :
أحدها: أنّ المراد بالرؤيا رؤية العين، و هي الإسراء 3493 ، و سمّاها فتنة للامتحان و شدّة التكليف ..
و ثانيها: أنّها رؤيا نوم رآها أنّه سيدخل مكة و هو بالمدينة، فقصدها قصده 3494 المشركون حتى 3495 دخلت على قوم منهم الشبهة ...، ثم رجع فدخل في القابل و ظهر صدق الرؤيا.
و ثالثها:
أنّ ذلك رؤيا رآها النبيّ صلّى اللّه عليه و آله 3496 أنّ قرودا تصعد منبره و تنزل، فساءه ذلك و اغتمّ به،- رواه سهل بن سعيد، عن أبيه ... و هو المرويّ
عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السلام .
، و قالوا: على هذا التأويل أنّ الشجرة الملعونة 3497 هي بنو أميّة، أخبره اللّه بتغلّبهم على مقامه و قتلهم ذريّته ...
و قيل: هي شجرة الزقّوم ...
و قيل: هي اليهود ...
و تقدير الآية: و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك و الشجرة الملعونة إلّا فتنة للناس.
الأخبار
1- نَهْجٌ 3498 : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّ لِبَنِي أُمَيَّةَ مِرْوَداً يَجْرُونَ فِيهِ، وَ لَوْ قَدِ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ثُمَّ كَادَتْهُمُ الضِّبَاعُ لَغَلَبَتْهُمْ.
قال السيّد رضي اللّه عنه: و المرود هاهنا مفعل من الإرواد، و هو من الإمهال و الإنظار 3499 ، و هذا من أفصح الكلام و أغربه، فكأنّه عليه السّلام شبّه المهلة الّتي هم فيها بالمضمار الّذي يجرون فيه إلى الغاية، فإذا بلغوا أيّام 3500 منقطعها انتقض 3501 نظامهم بعدها 3502 .
2- ل 3503 : ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ، عَنِ الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ ابْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: لِلْكُفْرِ جَنَاحَانِ: بَنُو أُمَيَّةَ وَ آلُ الْمُهَلَّبِ.
توضيح:
آل المهلّب: طائفة من الولاة منسوبون إلى المهلّب بن أبي صفرة الأزدي العثكي البصري، و كان رجلا شجاعا حمى البصرة من الخوارج، و له معهم وقائع مشهورة بالأهواز، و تقلّبت به الأحوال إلى أن ولّي خراسان من جهة الحجّاج، و لم يزل واليا بخراسان حتى أدركته الوفاة، فولّى ابنه يزيد و لم يزل، كانوا ولاة في زمن بني أميّة و بني العبّاس، و كانوا من أعوان خلفاء الجور، و لهم وقائع مشهورة مذكورة في التواريخ.
3- فس 3504 : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَ يَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) 3505 ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي بَنِي أُمَيَّةَ، حَيْثُ خَالَفُوهُمْ 3506 عَلَى أَنْ لَا يَرُدُّوا الْأَمْرَ فِي بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ قَالَ: يَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ يَعْنِي الْقُوَّةَ 3507 .
وَ قَوْلُهُ: (وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَ يُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) 3508 قَالَ: آيَاتُ اللَّهِ هُمُ الْأَئِمَّةُ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.
4- فس 3509 : (وَ لَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَ لا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) 3510 ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي بَنِي أُمَيَّةَ، ثُمَّ قَالَ: (بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ) 3511 ، قَالَ: مِنْ عَدَاوَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ (وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) 3512 .
5- فس 3513 : جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي قَوْلِهِ: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) 3514 ، قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: نَزَلَتْ فِي بَنِي أُمَيَّةَ، فَهُمْ أَشَرُّ خَلْقِ اللَّهِ، هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي بَاطِنِ الْقُرْآنِ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ .
6- شي، تفسير العياشي 3515 : عَنْ جَابِرٍ، عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِثْلَهُ 3516 .
7- فس 3517 : (وَ مَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ) 3518 فِي رِوَايَةِ أَبِي الْجَارُودِ 3519 ، قَالَ: كَذَلِكَ الْكَافِرُونَ لَا تَصْعَدُ أَعْمَالُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، وَ بَنُو أُمَيَّةَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِي مَجْلِسٍ وَ لَا فِي مَسْجِدٍ وَ لَا تَصْعَدُ أَعْمَالُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ إِلَّا قَلِيلٌ 3520 مِنْهُمْ.
8- فس 3521 : أَبِي، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ 3522 : (أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً) 3523 ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْأَفْجَرَيْنِ مِنْ قُرَيْشٍ 3524 بَنِي أُمَيَّةَ وَ بَنِي الْمُغِيرَةِ، فَأَمَّا بَنُو الْمُغِيرَةِ فَقَطَعَ اللَّهُ دَابِرَهُمْ 3525 ، وَ أَمَّا بَنُو أُمَيَّةَ فَمُتِّعُوا إِلَى حِينٍ.
ثُمَّ قَالَ: وَ نَحْنُ وَ اللَّهِ نِعْمَةُ اللَّهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَى عِبَادِهِ وَ بِنَا يَفُوزُ مَنْ فَازَ.
بيان:
روى الجزء الأول من الخبر إلى قوله: (فمتّعوا إلى حين) الزمخشري 3526 و البيضاوي 3527 ، عن عليّ عليه السلام.
9- فس 3528 : (وَ سَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) 3529 يَعْنِي مِمَّنْ هَلَكُوا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ: (وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَ ضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَ) 3530 (وَ قَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَ عِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَ إِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ) 3531 3532 ، قَالَ: مَكْرُ بَنِي فُلَانٍ.