کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الجزء الرابع و الخمسون
كتاب السماء و العالم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
و به ثقتي الحمد لله خالق الأرضين و السماوات و سامك المسموكات و داحي المدحوات و مخرج عباده إلى النور من الظلمات مزوج الآباء العلوية 5976 أمهات السفليات و مثمر المواليد من أرحام الأسطقسات 5977 و مظهر الأنواع المتوالدة و المتولدة من مشايم القابليات و الصلاة على أشرف الخلائق و البريات و عين أعيان المكونات 5978 و أفضل نتائج الآباء و الأمهات محمد المصطفى و أهل بيته الأقدسين الذين بهم جرت جميع النعم على الكائنات و بنورهم يهتدى إلى مناهج السعادات و بذكر شفاعتهم يشفى غليل صدور أرباب الجرائم و السيئات.
أما بعد فيقول أفقر العباد إلى عفو ربه الغافر محمد بن محمد تقي المدعو بباقر رزقهما الله السعادة في اليوم الآخر و ثبت أقدامهما في المزالق و المعاثر 5979 هذا هو المجلد الرابع عشر من كتاب بحار الأنوار المسمى بكتاب السماء و العالم لاشتماله على كشف الغطاء عن غوامض أسرار الآيات و الروايات المتعلقة بخلق اللوح و القلم و العرش و الكرسي و الحجب و السرادقات و السماوات و أصناف الملائكة و الكواكب و النجوم و صفاتها و أحكامها و آثارها و الأرضين و العناصر و المواليد من
المعادن و النباتات و الحيوانات و خواصها و حلها و حرمتها و صيدها و ذبحها و منافع الأدوية و الثمار و الحشائش و العقاقير و خواصها و فوائدها و أحوال الإنسان و النفس و الروح و تشريح الأبدان و علم الطب و أحوال البقاع و البلدان و الأصقاع و سائر ما يتعلق بتلك الأعيان و هذا مما لم يسبقني إليه أحد من علمائنا و المخالفين و أرجو بفضله سبحانه أن يكون مما تقر به أعين المؤمنين و يسخن 5980 عيون المنافقين و الملحدين و أستمد المعونة في ذلك من ربي جل شأنه ثم من موالي الأكرمين و حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
أبواب كليات أحوال العالم و ما يتعلق بالسماويات
باب 1 حدوث العالم و بدء خلقه و كيفيته و بعض كليات الأمور 5981
الآيات البقرة هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 5982 الأنعام الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ 5983 الأعراف إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ 5984
يونس إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ 5985 هود وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا 5986 الكهف ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ لا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَ ما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً 5987 الأنبياء أَ وَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَ جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ 5988 الفرقان الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً 5989 التنزيل اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ 5990 فصلت قُلْ أَ إِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَ تَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ وَ جَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَ بارَكَ فِيها وَ قَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَ هِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَ أَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَ حِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 5991
ق وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ 5992 الحديد هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ 5993 النازعات أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها رَفَعَ سَمْكَها فَسَوَّاها وَ أَغْطَشَ لَيْلَها وَ أَخْرَجَ ضُحاها وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها وَ الْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ 5994 الأعلى سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَ الَّذِي قَدَّرَ فَهَدى 5995 تفسير هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً امتنان على العباد بخلق ما يتوقف عليه بقاؤهم و يتم به معاشهم و معنى لَكُمْ لأجلكم و انتفاعكم في دنياكم باستعمالكم بها في مصالح أبدانكم بوسط أو غير وسط و في دينكم بالاستدلال و الاعتبار و التعرف بما يلائمها من لذات الآخرة و آلامها و هذا مما يستدل به على إباحة جميع الأشياء إلا ما أخرجه الدليل و ما يعم كل ما في الأرض لا الأرض إلا إذا أريد به جهة السفل كما يراد بالسماء جهة العلو جَمِيعاً حال عن الموصول الثاني ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ 5996 أي قصد إليها بإرادته من قولهم استوى إليه
إذا قصده قصدا مستويا من غير أن يلوي على شيء و قيل استوى أي استولى و ملك قال الشاعر
قد استوى بشر على العراق
من غير سيف و دم مهراق .
و المراد بالسماء الأجرام العلوية أو 5997 جهات العلو كما قيل.
فَسَوَّاهُنَ أي عدلهن و خلقهن مصونة من العوج و الفطور و قيل هن ضمير السماء إن فسرت بالأجرام لأنها جمع أو في معنى الجمع و إلا فمبهم يفسره ما بعده كقولهم ربه رجلا سَبْعَ سَماواتٍ بدل أو تفسير و السبع لا ينافي التسع التي أثبتوها أصحاب الأرصاد إذ الثامن و التاسع مسميان في لسان الشرع بالكرسي و العرش 5998 وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ قيل فيه تعليل كأنه قال و لكونه عالما بتلك الأشياء كلها خلق ما خلق على هذا النمط الأكمل و الوجه الأنفع و الاستدلال بأن من كان فعله على هذا النسق العجيب و الترتيب الأنيق كان عليما و تدل الآية على حدوث السماوات بل الأرض أيضا كما سيأتي بيانه.