کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
أم سلمة زوجة النبي ص و عن معاذ بن جبل و عن سلمان الفارسي و عن علي و أبي ذر و المقداد و عمار و البراء بن عازب ثم أسلمنيها و لم يأخذ علي يمينا فلم ألبث أن حضرته الوفاة فدعاني فخلا بي و قال يا أبان قد جاورتك فلم أر منك إلا ما أحب و إن عندي كتبا سمعتها عن الثقات و كتبتها بيدي فيها أحاديث لا أحب أن تظهر للناس لأن الناس ينكرونها و يعظمونها و هي حق أخذتها من أهل الحق و الفقه و الصدق و البر عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و سلمان الفارسي و أبي ذر الغفاري و المقداد بن الأسود و ليس منها حديث أسمعه من أحدهم إلا سألت عنه الآخر حتى اجتمعوا عليه جميعا و أشياء بعد سمعتها من غيرهم من أهل الحق و إني هممت حين مرضت أن أحرقها فتأثمت من ذلك و قطعت به فإن جعلت لي عهد الله و ميثاقه أن لا تخبر بها أحدا ما دمت حيا و لا تحدث بشيء منها بعد موتي إلا من تثق به كثقتك بنفسك و إن حدث بك حدث أن تدفعها إلى من تثق به من شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ممن له دين و حسب فضمنت ذلك له فدفعها إلى و قرأها كلها علي فلم يلبث سليم أن هلك رحمه الله فنظرت فيها بعده و قطعت بها و أعظمتها و استصعبتها لأن فيها هلاك جميع أمة محمد ص من المهاجرين و الأنصار و التابعين غير علي بن أبي طالب و أهل بيته صلوات الله عليهم و شيعته فكان أول من لقيت بعد قدومي البصرة الحسن بن أبي الحسن البصري و هو يومئذ متوار من الحجاج و الحسن يومئذ من شيعة علي بن أبي طالب صلوات الله عليه من مفرطيهم نادم متلهف على ما فاته من نصرة علي ع و القتال معه يوم الجمل فخلوت به في شرقي دار أبي خليفة الحجاج بن أبي عتاب فعرضتها عليه فبكى ثم قال ما في حديثه شيء إلا حق قد سمعته من الثقات من شيعة علي صلوات الله عليه و غيرهم.
قال أبان فحججت من عامي ذلك فدخلت على علي بن الحسين ع و عنده أبو الطفيل عامر بن واثلة صاحب رسول الله ص و كان من خيار أصحاب علي ع و لقيت عنده عمر بن أبي سلمة ابن أم سلمة زوجة النبي ص فعرضته عليه و عرضت على علي بن الحسين صلوات الله عليه ذلك أجمع ثلاثة أيام كل يوم إلى الليل و يغدو
عليه عمر و عامر فقرأته عليه ثلاثة أيام فقال لي صدق سليم رحمه الله هذا حديثنا كله نعرفه و قال أبو الطفيل و عمر بن أبي سلمة ما فيه حديث إلا و قد سمعته من علي ص و من سلمان و من أبي ذر و المقداد.
قال عمر بن أذينة ثم دفع إلي أبان كتب سليم بن قيس الهلالي و لم يلبث أبان بعد ذلك إلا شهرا حتى مات.
فهذه نسخة كتاب سليم بن قيس العامري دفعه إلي أبان بن أبي عياش و قرأه علي و ذكر أبان أنه قرأه على علي بن الحسين ع فقال ع صدق سليم هذا حديثنا نعرفه انتهى.
و أقول سيأتي تمام ذلك في كتاب الفتن و سنورد سائر مفتتحات الكتب و أسانيدها في المجلد الخامس و العشرين إن شاء الله تعالى و حيث فرغنا مما أردنا إيراده في مقدمة الكتاب فلنذكر فهرست ما اشتمل عليه كتابنا من الكتب و ترتيبها ثم لنشرع في إيراد المقاصد في الأبواب و لا حول و لا قوة إلا بالله و عليه التوكل و إليه المآب.
فهرست الكتب
1 كتاب العقل و العلم و الجهل.
2 كتاب التوحيد.
3 كتاب العدل و المعاد.
4 كتاب الاحتجاجات و المناظرات و جوامع العلوم.
5 كتاب قصص الأنبياء ع.
6 كتاب تاريخ نبينا و أحواله ص.
7 كتاب الإمامة و فيه جوامع أحوالهم ع.
8 كتاب الفتن و فيه ما جرى بعد النبي ص من غصب الخلافة و غزوات أمير المؤمنين ع.
9 كتاب تاريخ أمير المؤمنين صلوات الله عليه و فضائله و أحواله.
10 كتاب تاريخ فاطمة و الحسن و الحسين صلوات الله عليهم و فضائلهم و معجزاتهم.
11 كتاب تاريخ علي بن الحسين و محمد بن علي الباقر و جعفر بن محمد الصادق و موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليهم و فضائلهم و معجزاتهم.
12 كتاب تاريخ علي بن موسى الرضا و محمد بن علي الجواد و علي بن محمد الهادي و الحسن بن علي العسكري و أحوالهم و معجزاتهم صلوات الله عليهم.
13 كتاب الغيبة و أحوال الحجة القائم صلوات الله عليه.
14 كتاب السماء و العالم و هو يشتمل على أحوال العرش و الكرسي و الأفلاك و العناصر و المواليد و الملائكة و الجن و الإنس و الوحوش و الطيور و سائر الحيوانات و فيه أبواب الصيد و الذباحة و أبواب الطب.
15 كتاب الإيمان و الكفر و مكارم الأخلاق.
16 كتاب الآداب و السنن و الأوامر و النواهي و الكبائر و المعاصي و فيه أبواب الحدود.
17 كتاب الروضة و فيه المواعظ و الحكم و الخطب.
18 كتاب الطهارة و الصلاة.
19 كتاب القرآن و الدعاء.
20 كتاب الزكاة و الصوم و فيه أعمال السنة.
21 كتاب الحج.
22 كتاب المزار.
23 كتاب العقود و الإيقاعات.
24 كتاب الأحكام.
25 كتاب الإجازات و هو آخر الكتب و يشتمل على أسانيدنا و طرقنا إلى جميع الكتب و إجازات العلماء الأعلام رضوان الله عليهم أجمعين.
كتاب العقل و العلم و الجهل
أبواب العقل و الجهل
باب 1 فضل العقل و ذم الجهل
الآيات البقرة لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ و قال تعالى كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ و قال تعالى وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ آل عمران وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ و قال تعالى قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ و قال إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ المائدة ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ و قال تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ و قال وَ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ الأنعام وَ لكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ و قال وَ لَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ الأنفال إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ يونس أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَ لَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ و قال تعالى وَ يَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ هود وَ لكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ يوسف إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ الرعد إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ إبراهيم وَ لِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ طه إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى النور كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ الزمر إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ
المؤمن هُدىً وَ ذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ و قال تعالى وَ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ الجاثية آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ الحجرات أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ الحديد قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ الحشر ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ .
1- مع، معاني الأخبار لي، الأمالي للصدوق الْحَافِظُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبِ عَنِ الْمَدَائِنِيِّ عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ع قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع عُقُولُ النِّسَاءِ فِي جَمَالِهِنَّ وَ جَمَالُ الرِّجَالِ فِي عُقُولِهِمْ 1071 .
بيان الجمال الحسن في الخلق و الخلق و قوله ع عقول النساء في جمالهن لعل المراد أنه لا ينبغي أن ينظر إلى عقلهن لندرته بل ينبغي أن يكتفى بجمالهن أو المراد أن عقلهن غالبا لازم لجمالهن و الأول أظهر.
2- لي، الأمالي للصدوق الْعَطَّارُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَهْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنْ جَمِيلٍ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ أَصْلُ الْإِنْسَانِ لُبُّهُ وَ عَقْلُهُ دِينُهُ وَ مُرُوَّتُهُ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ وَ الْأَيَّامُ دُوَلٌ وَ النَّاسُ إِلَى آدَمَ شَرَعٌ سَوَاءٌ.
بيان اللب بضم اللام خالص كل شيء و العقل و المراد هنا الثاني أي تفاضل أفراد الإنسان في شرافة أصلهم إنما هو بعقولهم لا بأنسابهم و أحسابهم ثم بين ع أن العقل الذي هو منشأ الشرافة إنما يظهر باختياره الحق من الأديان و بتكميل دينه بمكملات الإيمان و المروءة مهموزا بضم الميم و الراء الإنسانية 1072 مشتق من المرء و قد يخفف بالقلب و الإدغام و الظاهر أن المراد أن إنسانية المرء و كماله و نقصه فيها إنما يعرف بما يجعل نفسه فيه و يرضاه لنفسه من الأشغال و الأعمال و
الدرجات الرفيعة و المنازل الخسيسة فكم بين من لا يرضى لنفسه إلا كمال درجة العلم و الطاعة و القرب و الوصال و بين من يرتضي أن يكون مضحكة للئام لأكلة و لقمة و لا يرى لنفسه شرفا و منزلة سوى ذلك.
و يحتمل أن يكون المراد التزوج بالأكفاء كما
قَالَ الصَّادِقُ ع لِدَاوُدَ الْكَرْخِيِّ حِينَ أَرَادَ التَّزْوِيجَ انْظُرْ أَيْنَ تَضَعُ نَفْسَكَ.
و التعميم أظهر.
و الدول مثلثة الدال جمع دولة بالضم و الفتح و هما بمعنى انقلاب الزمان و انتقال المال أو العزة من شخص إلى آخر و بالضم الغلبة في الحروب و المعنى أن ملك 9 الدنيا و ملكها و عزها تكون يوما لقوم و يوما لآخرين و الناس إلى آدم شرع بسكون الراء و قد يحرك أي سواء في النسب و كلهم ولد آدم فهذه الأمور المنتقلة الفانية لا تصير مناطا للشرف بل الشرف بالأمور الواقعية الدائمة الباقية في النشأتين و الأخيرتان مؤكدتان للأوليين.
3- لي، الأمالي للصدوق ابْنُ إِدْرِيسَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ مَرَّارٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ 1073 عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: خَمْسٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَكُنْ فِيهِ كَثِيرُ مُسْتَمْتَعٍ قِيلَ وَ مَا هُنَّ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ الدِّينُ وَ الْعَقْلُ وَ الْحَيَاءُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ حُسْنُ الْأَدَبِ وَ خَمْسٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَتَهَنَّأِ الْعَيْشُ الصِّحَّةُ وَ الْأَمْنُ وَ الْغِنَى وَ الْقَنَاعَةُ وَ الْأَنِيسُ الْمُوَافِقُ.
4- ل، الخصال أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ يَزِيدَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ قُتَيْبَةَ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْعَجَمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: خَمْسٌ مَنْ لَمْ يَكُنَّ فِيهِ لَمْ يَكُنْ فِيهِ كَثِيرُ مُسْتَمْتَعٍ الدِّينُ وَ الْعَقْلُ وَ الْأَدَبُ وَ الْحُرِّيَّةُ وَ حُسْنُ الْخُلُقِ.
سن، المحاسن ابن يزيد مثله و فيه و الجود مكان الحرية.
بيان حسن الأدب إجراء الأمور على قانون الشرع و العقل في خدمة الحق و معاملة الخلق و الغنى عدم الحاجة إلى الخلق و هو غنى النفس فإنه الكمال لا
الغنى بالمال و الحرية تحتمل المعنى الظاهر فإنها كمال في الدنيا و ضدها غالبا يكون مانعا عن تحصيل الكمالات الأخروية و يحتمل أن يكون المراد بها الانعتاق عن عبودية الشهوات النفسانية و الانطلاق عن أسر الوساوس الشيطانية و الله يعلم.
5- لي، الأمالي للصدوق لَا جَمَالَ أَزْيَنُ مِنَ الْعَقْلِ.
رواه في خطبة طويلة عن أمير المؤمنين ع سيجيء تمامها في باب خطبه ع.