کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
ابْنِهِ أَبِي جَعْفَرٍ ع 24257 عَلَى صِغَرِ سِنِّهِ وَ حُلُوكَةِ لَوْنِهِ مِنَ التَّعْظِيمِ وَ الْمُبَالَغَةِ فِي رَفْعِ الْقَدْرِ حَتَّى إِنَّهُ زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ أُمَّ الْفَضْلِ وَ رَفَعَهُ فِي الْمَجْلِسِ عَلَى سَائِرِ بَنِي الْعَبَّاسِ وَ الْقُضَاةِ وَ كَذَلِكَ كَانَ الْمُتَوَكِّلُ يُعَظِّمُ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ ع مَعَ ظُهُورِ عَدَاوَتِهِ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ مَقْتِهِ لَهُ وَ طَعْنِهِ عَلَى آلِ أَبِي طَالِبٍ وَ كَذَلِكَ حَالُ الْمُعْتَمِدِ مَعَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ ع فِي إِكْرَامِهِ وَ الْمُبَالَغَةِ فِيهِ هَذَا وَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةُ ع فِي قَبْضَةِ مَنْ عَدَدْنَاهُ مِنَ الْمُلُوكِ عَلَى الظَّاهِرِ وَ تَحْتَ طَاعَتِهِمْ وَ قَدْ اجْتَهَدُوا كُلَّ الِاجْتِهَادِ فِي أَنْ يَعْثِرُوا عَلَى عَيْبٍ يَتَعَلَّقُونَ بِهِ فِي الْحَطِّ عَنْ مَنَازِلِهِمْ فَأَمْعَنُوا فِي الْبَحْثِ عَنْ أَسْرَارِهِمْ وَ أَحْوَالِهِمْ فِي خَلَوَاتِهِمْ لِذَلِكَ فَعَجَزُوا عَنْهُ فَعَلِمْنَا أَنَّ تَعْظِيمَهُمْ إِيَّاهُمْ مَعَ ظَاهِرِ 24258 عَدَاوَتِهِمْ لَهُمْ وَ شِدَّةِ مَحَبَّتِهِمْ لِلْغَضِّ مِنْهُمْ وَ إِجْمَاعِهِمْ عَلَى ضِدِّ مُرَادِهِمْ فِيهِمْ مِنَ التَّبْجِيلِ وَ الْإِكْرَامِ تَسْخِيرٌ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ لَهُمْ لِيَدُلَّ بِذَلِكَ عَلَى اخْتِصَاصِهِمْ مِنْهُ جَلَّتْ قُدْرَتُهُ بِالْمَعْنَى الَّذِي يُوجِبُ طَاعَتَهُمْ عَلَى جَمِيعِ الْأَنَامِ وَ مَا هَذَا 24259 إِلَّا كَالْأُمُورِ غَيْرِ الْمَأْلُوفَةِ وَ الْأَشْيَاءِ الْخَارِقَةِ لِلْعَادَةِ وَ يُؤَيِّدُ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ تَسْخِيرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ الْخَلْقَ لِتَعْظِيمِهِمْ مَا شَاهَدْنَا الطَّوَائِفَ الْمُخْتَلِفَةَ وَ الْفِرَقَ الْمُتَبَايِنَةَ 24260 فِي الْمَذَاهِبِ وَ الْآرَاءِ قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى تَعْظِيمِ قُبُورِهِمْ وَ فَضْلِ مَشَاهِدِهِمْ حَتَّى إِنَّهُمْ يَقْصِدُونَهَا مِنَ الْبِلَادِ الشَّاسِعَةِ وَ يُلِمُّونَ بِهَا وَ يَتَقَرَّبُونَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِزِيَارَتِهَا وَ يَسْتَنْزِلُونَ عِنْدَهَا مِنَ اللَّهِ الْأَرْزَاقَ وَ يَسْتَفْتِحُونَ الْأَغْلَاقَ وَ يَطْلُبُونَ بِبَرَكَتِهَا الْحَاجَاتِ وَ يَسْتَدْفِعُونَ الْمُلِمَّاتِ وَ هَذَا هُوَ الْمُعْجِزُ الْخَارِقُ لِلْعَادَةِ 24261 وَ إِلَّا فَمَا الْحَامِلُ لِلْفِرْقَةِ الْمُنْحَازَةِ عَنْ هَذِهِ الْجِهَةِ
الْمُخَالَفَةِ لِهَذِهِ الْجَنْبَةِ عَلَى ذَلِكَ 24262 وَ لِمَ لَمْ يَفْعَلُوا بَعْضَ مَا ذَكَرْنَاهُ بِمَنْ يَعْتَقِدُونَ إِمَامَتَهُ وَ فَرْضَ طَاعَتِهِ وَ هُوَ فِي الدِّينِ مُوَافِقٌ لَهُمْ مُسَاعِدٌ غَيْرُ مُخَالِفٍ [وَ] مُعَانِدٍ أَ لَا تَرَى أَنَّ مُلُوكَ بَنِي أُمَيَّةَ وَ خُلَفَاءَ بَنِي الْعَبَّاسِ مَعَ كَثْرَةِ شِيعَتِهِمْ وَ كَوْنِهِمْ أَضْعَافَ أَضْعَافِ شِيعَةِ أَئِمَّتِنَا وَ كَوْنِ الدُّنْيَا أَوْ أَكْثَرِهَا لَهُمْ وَ فِي أَيْدِيهِمْ وَ مَا حَصَلَ لَهُمْ مِنْ تَعْظِيمِ الْجُمْهُورِ فِي حَيَاتِهِمْ وَ السَّلْطَنَةِ عَلَى الْعَالَمِينَ وَ الْخُطْبَةِ فَوْقَ الْمَنَابِرِ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا لَهُمْ بِإِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يُلِمَّ أَحَدٌ مِنْ شِيعَتِهِمْ وَ أَوْلِيَائِهِمْ فَضْلًا مِنْ أَعْدَائِهِمْ بِقُبُورِهِمْ بَعْدَ وَفَاتِهِمْ وَ لَا قَصَدَ أَحَدٌ تَوْبَةً لَهُمْ مُتَقَرِّباً بِذَلِكَ إِلَى رَبِّهِ وَ لَا نَشِطَ لِزِيَارَتِهِمْ وَ هَذَا لُطْفٌ مِنَ اللَّهِ لِخَلْقِهِ فِي الْإِيضَاحِ عَنْ حُقُوقِ أَئِمَّتِنَا وَ دَلَالَةٌ عَلَى عُلُوِّ مَنْزِلَتِهِمْ مِنْهُ جَلَّ اسْمُهُ لَا سِيَّمَا وَ دَوَاعِي الدُّنْيَا وَ رَغَبَاتُهَا مَعْدُومَةٌ عِنْدَ هَذِهِ الطَّائِفَةِ مَفْقُودَةٌ وَ عِنْدَ أُولَئِكَ مَوْجُودَةٌ فَمِنَ الْمُحَالِ أَنْ يَكُونُوا فَعَلُوا ذَلِكَ لِدَاعٍ مِنْ دَوَاعِي الدُّنْيَا وَ لَا يُمْكِنُ أَيْضاً أَنْ يَكُونُوا فَعَلُوهُ لِتَقِيَّةٍ فَإِنَّ التَّقِيَّةَ هِيَ فِيهِمْ لَا مِنْهُمْ وَ لَا خَوْفٌ مِنْ جِهَتِهِمْ بَلْ هُوَ عَلَيْهِمْ 24263 فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا دَاعِي الدِّينِ وَ هَذَا هُوَ الْأَثَرُ الْعَجِيبُ الَّذِي لَا يَنْفُذُ فِيهِ إِلَّا قُدْرَةُ الْقَادِرِ الْقَاهِرِ 24264 الَّذِي يُذَلِّلُ الصِّعَابَ وَ يُسَبِّبُ الْأَسْبَابَ لِيُوقِظَ بِهِ الْغَافِلِينَ وَ يَقْطَعَ عُذْرَ الْمُتَجَاهِلِينَ 24265 وَ أَيْضاً فَقَدْ شَارَكَ أَئِمَّتَنَا ع غَيْرُهُمْ مِنْ أَوْلَادِ النَّبِيِّ ص فِي حَسَبِهِمْ وَ نَسَبِهِمْ وَ قَرَابَتِهِمْ وَ كَانَ لِكَثِيرٍ مِنْهُمْ عِبَادَاتٌ ظَاهِرَةٌ وَ زُهْدٌ وَ عِلْمٌ وَ لَمْ يَحْصُلْ مِنَ الْإِجْمَاعِ عَلَى تَعْظِيمِهِمْ وَ زِيَارَةِ قُبُورِهِمْ مَا وَجَدْنَاهُ قَدْ حَصَلَ فِيهِمْ ع فَإِنَّ مَنْ عَدَاهُمْ مِنْ صُلَحَاءِ الْعِتْرَةِ مِمَّنْ يُعَظِّمُهُ 24266 فَرِيقٌ مِنَ الْأُمَّةِ وَ يُعْرِضُ عَنْهُ فَرِيقٌ وَ مَنْ عَظَّمَهُ مِنْهُمْ لَا يَبْلُغُ بِهِمْ فِي
الْإِجْلَالِ وَ الْإِعْظَامِ الْغَايَةَ الَّتِي يَبْلُغُهَا فِيمَنْ ذَكَرْنَاهُ 24267 وَ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ خَرَقَ فِي أَئِمَّتِنَا ع الْعَادَاتِ وَ قَلَّبَ الْجِبِلَّاتِ لِلْإِبَانَةِ عَنْ عُلُوِّ دَرَجَتِهِمْ وَ التَّنْبِيهِ عَلَى شَرَفِ مَرْتَبَتِهِمْ وَ الدَّلَالَةِ عَلَى إِمَامَتِهِمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ 24268 .
أقول: الاحتجاج و البراهين في الإمامة أكثر من أن تحصى و هي مفصلة في كتب أصحابنا و شأننا في هذا الكتاب نقل الأخبار و إنما أوردنا تلك الفصول لأنه اشتمل عليها ما نستخرج منه الأخبار من الأصول.
صورة خط المصنف و قد تم هذا المجلد بعونه تعالى في شهر ذي الحجة الحرام من شهور سنة ست و ثمانين بعد الألف الهجرية و الحمد لله أولا و آخرا و الصلاة على محمد و آله الطاهرين.
[كلممة المصحّح]
أقول هذا آخر المجلّد السابع من كتاب بحار الأنوار المشتمل على جمل أحوال الأئمة الكرام عليهم الصلاة و السلام و دلائل إمامتهم و فضائلهم و مناقبهم و غرائب أحوالهم و قد فرغت أنا من تصحيحه و تنميقه و التعليق عليه في العاشر من جمادي الأولى سنة 1388 من الهجرة النبويّة على مهاجرها ألف سلام و كنت حينئذ معتقل بطهران و في هذا الحال لم يكن بيدي المصادر كلّها و لم أتمكّن من مراجعة جميعها بل وقع بعض الأحاديث غير مقابلة على مصدره و أصله أرجو من اللّه الموفّق اتمامه بعد ذلك إنّه خير موفّق و معين و الصلاة و السلام على محمّد و آله الطيبين الطاهرين المعصومين و لعنة اللّه على أعدائهم و مخالفيهم اجمعين.
أقلّ خدّام الشريعة: عبد الرحيم الربانيّ الشيرازيّ.
***** و قد قابلنا هذا الجزء عند الطباعة طبقا للنسخة التي صحّحها الفاضل المكرّم عبد الرحيم الربانيّ المحترم بما فيها من التعليق و التنميق و اللّه وليّ التوفيق.
محمد باقر البهبودي
ذيحجة الحرام 1389 ه
(اسكن)
مراجع التصحيح و التخريج و التعليق
بسمه تعالى و تقدّس
لقد يسّر اللّه تعالى لنا إتمام هذا المجلّد و بتمامه تمّ المجلّد السابع من كتاب بحار الأنوار المشتمل على جمل من أحوال الأئمة الكرام عليهم السلام و دلائل إمامتهم و فضائلهم و مناقبهم و غرائب أحوالهم و قد بذلنا جهدنا في تصحيحه و تنميقه و مراجعة أصوله و مآخذه و كان مرجعنا في تصحيحه النسخة الطبوعة المشهورة بطبعة أمين الضرب، و نسخة مخطوطة عليها بلاغات المصنّف يرى القارىء صحيفة من صورتها الفتوغرافيّة في الصفحة الثامنة و نسخة مخطوطة أخرى من مكتبة الفاضل البارع السيّد جلال الدين الأرمويّ الشهير بالمحدّث، و كثيرا ما راجعنا عند تضارب النسخ و اختلافها في متن حديث او اسناد إلى كتب أخرى اخرج الحديث فيها، و اعتمدنا في تخريج أحاديث الكتاب و نصوصه و تعاليقه على كتب أشرنا إليها في المجلد 13 و غيره و نذكر ههنا جملة منها:
1- إثبات الوصيّة للمسعوديّ طبعة: النجف دون تاريخ
2- الإحتجاج للطبرسي طبعة النجف 1350
3- الإختصاص للمفيد طبعة طهران
4- الإرشاد للمفيد طبعة: طهران 1308
5- إرشاد القلوب للديلميّ طبعة طهران 24269
إعلام الورى للطبرسيّ طبعة إيران 1312
7- إعلام الورى للطبرسيّ طبعة إيران 1338
8- الإقبال للسيّد ابن طاوس طبعة إيران 1312.
9- الأمالي للمفيد طبعة: إيران
10- الأمالي للشيخ الصدوق طبعة: قم 1374
11- الأمالي للطوسيّ و ولده طبعة: إيران 1313
12- بصائر الدرجات للصفّار طبعة إيران 1285
13- تحف العقول لابن شعبة طبعة: طهران 1376
14- التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام طبعة: طهران 1315
15- التفسير لفرات بن إبراهيم المطبوع في المطبعة الحيدريّة بالنجف.
16- التفسير لعليّ بن إبراهيم القميّ طبعة: إيران 1313
17- تنبيه الخواطر لورّام بن أبي فراس طبعة دار الكتب الأسلاميّة بطران سنة 1376
18- تنزيه الأنبياء للمرتضى طبعة النجف 1350
19- تهذيب الأحكام للطوسيّ طبعة إيران 1317
20- التوحيد للصدوق طبعة: الهند 1321
21- الخرائج للراونديّ طبعة: إيران 1305
22- الخصال للصدوق طبعة: إيران 1302
23- الرجال للكشيّ طبعة: بمبئي 1317
24- الروضة في الفضائل طبع مع علل بإيران 1321
25- روضة الواعظين للفتّال طبعة إيران
26- السرائر للحلّيّ طبعة إيران 1270
27- صحيفة الرضا عليه السلام للطبرسيّ طبعة إيران 1376
28- علل الشرائع للصدوق طبعة: إيران 1321
29- عيون الأخبار للصدوق طبعة: إيران 1318 30 عدة الداعي لابن فهد طبعة إيران 1274
31- الغيبة للطوسي
32- الغيبة للنعمانيّ طبعة: إيران 1317
33- فرج المهموم لابن طاوس طبعة النجف 1368