کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
كانت أسماؤه تعالى ترجع إلى أربعة لأنها إما أن تدل على الذات أو الصفات الثبوتية الكمالية أو السلبية التنزيهية أو صفات الأفعال فجزأ ذلك الاسم الجامع إلى أربعة أسماء جامعة واحدة منها للذات فقط فلما ذكرنا سابقا استبد تعالى به و لم يعطه خلقه و ثلاثة منها تتعلق بالأنواع الثلاثة من الصفات فأعطاها خلقه ليعرفوه بها بوجه من الوجوه فهذه الثلاثة حجب و وسائط بين الخلق و بين هذا الاسم المكنون إذ بها يتوسلون إلى الذات و إلى الاسم المختص بها و لما كانت تلك الأسماء الأربعة مطوية في الاسم الجامع على الإجمال لم يكن بينها تقدم و تأخر و لذا قال ليس منها واحد قبل الآخر و يمكن أن يقال على بعض المحتملات السابقة أنه لما كان تحققها في العلم الأقدس لم يكن بينها تقدم و تأخر في الوجود 2526 كما يكون في تكلم الخلق و الأول أظهر. ثم بين الأسماء الثلاثة فأولها الله و هو الدال على النوع الأول لكونه موضوعا للذات المستجمع للصفات الذاتية الكمالية و الثاني تبارك لأنه من البركة و النمو و هو إشارة إلى أنه معدن الفيوض و منبع الخيرات التي لا تتناهى و هو رئيس جميع الصفات الفعلية من الخالقية و الرازقية و المنعمية و سائر ما هو منسوب إلى الفعل كما أن الأول رئيس الصفات الوجودية من العلم و القدرة و غيرهما و لما كان المراد بالاسم كل ما يدل على ذاته و صفاته تعالى أعم من أن يكون اسما أو فعلا أو جملة لا محذور في عد تبارك من الأسماء و الثالث هو سبحان الدال على تنزيهه تعالى عن جميع النقائص فيندرج فيه و يتبعه جميع الصفات السلبية و التنزيهية هذا على نسخة التوحيد و في الكافي هو الله تبارك و تعالى و سخر لكل اسم فلعل المراد أن الظاهر بهذه الأسماء هو الله تعالى و هذه الأسماء إنما جعلها ليظهر بها على الخلق فالمظهر هو الاسم و الظاهر به هو الرب سبحانه. ثم لما كان لكل من تلك الأسماء الثلاثة الجامعة شعب أربع ترجع إليها جعل لكل منها أربعة أركان هي بمنزلة دعائمه فأما الله فلدلالته على الصفات الكمالية
الوجودية له أربع دعائم و هي وجوب الوجود المعبر عنه بالصمدية و القيومية و العلم و القدرة و الحياة أو مكان الحياة اللطف أو الرحمة أو العزة و إنما جعلت هذه الأربعة أركان لأن سائر الصفات الكمالية إنما ترجع إليها كالسميع و البصير و الخبير مثلا فإنها راجعة إلى العلم و العلم يشملها و هكذا. و أما تبارك فله أركان أربعة هي الإيجاد و التربية في الدارين و الهداية في الدنيا و المجازاة في الآخرة أي الموجد أو الخالق و الرب و الهادي و الديان و يمكن إدخال الهداية في التربية و جعل المجازاة ركنين الإثابة و الانتقام و لكل منها شعب من أسماء الله الحسنى كما لا يخفى بعد التأمل و التتبع. و أما سبحانه فله أربعة أركان لأنه إما تنزيه الذات عن مشابهة الممكنات أو تنزيهه عن إدراك الحواس و الأوهام و العقول أو تنزيه صفاته عما يوجب النقص أو تنزيه أفعاله عما يوجب الظلم و العجز و النقص و يحتمل وجها آخر و هو تنزيهه عن الشريك و الأضداد و الأنداد و تنزيهه عن المشاكلة و المشابهة و تنزيهه عن إدراك العقول و الأوهام و تنزيهه عما يوجب النقص و العجز من التركب و الصاحبة و الولد و التغيرات و العوارض و الظلم و الجور و الجهل و غير ذلك و ظاهر أن لكل منها شعبا كثيرة فجعل ع شعب كل منها ثلاثين و ذكر بعض أسمائه الحسنى على التمثيل و أجمل الباقي و يحتمل على ما في الكافي أن تكون الأسماء الثلاثة ما يدل على وجوب الوجود و العلم و القدرة و الاثنا عشر ما يدل على الصفات الكمالية و التنزيهية التي تتبع تلك الصفات و المراد بالثلاثين صفات الأفعال التي هي آثار تلك الصفات الكمالية و يؤيده قوله فعلا منسوبا إليها و على الأول يكون المعنى أنها من توابع تلك الصفات فكأنها من فعلها هذا ما خطر ببالي في حل هذا الخبر و إنما أوردته على سبيل الاحتمال من غير تعيين لمراد المعصوم ع و لعله أظهر الاحتمالات التي أوردها أقوام على وفق مذاهبهم المختلفة و طرائقهم المتشتتة و إنما هداني إلى ذلك ما أورده ذريعتي إلى الدرجات العلى و وسيلتي إلى مسالك الهدى بعد أئمة الورى ع أعني والدي العلامة قدس الله روحه في شرح هذا الخبر على ما في الكافي حيث قال الذي يخطر
بالبال في تفسير هذا الخبر على الإجمال هو أن الاسم الأول كان اسما جامعا للدلالة على الذات و الصفات و لما كان معرفة الذات محجوبة عن غيره تعالى جزأ ذلك الاسم على أربعة أجزاء و جعل الاسم الدال على الذات محجوبا عن الخلق و هو الاسم الأعظم باعتبار و الدال على المجموع اسم أعظم باعتبار آخر و يشبه أن يكون الجامع هو الله و الدال على الذات فقط هو و تكون المحجوبية باعتبار عدم التعيين كما قيل إن الاسم الأعظم داخل في جملة الأسماء المعروفة و لكنها غير معينة لنا و يمكن أن يكون غيرها و الأسماء التي أظهرها الله للخلق على ثلاثة أقسام. منها ما يدل على التقديس مثل العلي العظيم العزيز الجبار المتكبر و منها ما يدل على علمه تعالى و منها ما يدل على قدرته تعالى و انقسامه كل واحد منها إلى أربعة أقسام بأن يكون التنزيه إما مطلقا أو للذات أو الصفات أو الأفعال و يكون ما يدل على العلم إما لمطلق العلم أو للعلم بالجزئيات كالسميع و البصير أو الظاهر أو الباطن و ما يدل على القدرة إما للرحمة الظاهرة أو الباطنة أو الغضب ظاهرا أو باطنا أو ما يقرب من ذلك التقسيم و الأسماء المفردة على ما ورد في القرآن و الأخبار يقرب من ثلاثمائة و ستين اسما ذكرها الكفعمي في مصباحه فعليك جمعها و التدبر في ربط كل منها بركن من تلك الأركان انتهى كلامه رفع الله مقامه. أقول بعض الناظرين في هذا الخبر جعل الاثني عشر كناية عن البروج الفلكية و الثلاثمائة و الستين عن درجاتها و لعمري لقد تكلف بأبعد مما بين السماء و الأرض و منهم من جعل الاسم كناية عن مخلوقاته تعالى و الاسم الأول الجامع عن أول مخلوقاته و بزعم القائل هو العقل و جعل ما بعد ذلك كناية عن كيفية تشعب المخلوقات و تعدد العوالم و كفى ما أومأنا إليه للاستغراب و ذكرها بطولها يوجب الإطناب. قوله و ذلك قوله عز و جل استشهاد بأن له تعالى أسماء حسنى و أنه إنما وضعها ليدعوه الخلق بها فقال تعالى قل ادعوه تعالى بالله أو بالرحمن أو بغيرهما فالمقصود واحد و هو الرب و له أسماء حسنى كل منها يدل على صفة من صفاته المقدسة فأيا ما تدعو فهو حسن قيل نزلت الآية حين سمع المشركون رسول الله ص يقول
يا الله يا رحمان فقالوا إنه ينهانا أن نعبد إلهين و هو يدعو إلها آخر و قالت اليهود إنك لتقل ذكر الرحمن و قد أكثره الله في التوراة فنزلت الآية ردا لما توهموا من التعدد أو عدم الإتيان بذكر الرحمن.
باب 2 معاني الأسماء و اشتقاقها و ما يجوز إطلاقه عليه تعالى و ما لا يجوز
1- ل، الخصال ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الْحَسَنِ ع وَ هُوَ فِي الطَّوَافِ فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْجَوَادِ فَقَالَ إِنَّ لِكَلَامِكَ وَجْهَيْنِ فَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْمَخْلُوقِ فَإِنَّ الْجَوَادَ الَّذِي يُؤَدِّي مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهِ وَ الْبَخِيلَ مَنْ بَخِلَ بِمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ إِنْ كُنْتَ تَعْنِي الْخَالِقَ فَهُوَ الْجَوَادُ إِنْ أَعْطَى وَ هُوَ الْجَوَادُ إِنْ مَنَعَ لِأَنَّهُ إِنْ أَعْطَى عَبْداً أَعْطَاهُ مَا لَيْسَ لَهُ وَ إِنْ مَنَعَ مَنَعَ مَا لَيْسَ لَهُ.
مع، معاني الأخبار أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الْجَهْمِ 2527 عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ 2528 مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّ فِيهِ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ إِنْ كُنْتَ تَسْأَلُ عَنِ الْخَالِقِ لِأَنَّهُ إِنْ أَعْطَاكَ أَعْطَاكَ مَا لَيْسَ لَكَ وَ إِنْ مَنَعَكَ مَنَعَكَ مَا لَيْسَ لَكَ.
بيان لعل المراد أن المخلوق إنما يوصف بالبخل إن منع لأنه لا يؤدي ما فرض الله عليه من حقوق الخلق و أما الله سبحانه فلا يوصف بالبخل إن منع لأنه ليس لأحد حق على الله فالمراد بقوله إنه جواد إن منع أنه ليس ببخيل أو أنه جواد من حيث عطاياه الغير المتناهية الآخر و هذا المنع لا ينافي جوده لعدم لزومه عليه
و يحتمل أن يكون المراد بقوله ما ليس له أخيرا غير ما هو المراد به أولا أي ما لا يستحق التفضل عليه به و ليس صلاحه في إعطائه فجوده من جهة هذا المنع أيضا ثابت لأن إعطاء ما يضر السائل ليس بجود بل منعه عنه عين الجود.
2- يد، التوحيد ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام مَاجِيلَوَيْهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ الْفَتْحِ بْنِ يَزِيدَ الْجُرْجَانِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ مُنْشِئُ الْأَشْيَاءِ وَ مُجَسِّمُ الْأَجْسَامِ وَ مُصَوِّرُ الصُّوَرِ لَوْ كَانَ كَمَا يَقُولُونَ لَمْ يُعْرَفِ الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ وَ لَا الْمُنْشِئُ مِنَ الْمُنْشَإِ فَرْقٌ بَيْنَ مَنْ جَسَّمَهُ وَ صَوَّرَهُ وَ أَنْشَأَهُ إِذْ كَانَ لَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ وَ لَا يُشْبِهُ هُوَ شَيْئاً قُلْتُ أَجَلْ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ لَكِنَّكَ قُلْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ وَ قُلْتَ لَا يُشْبِهُ شَيْئاً وَ اللَّهُ وَاحِدٌ وَ الْإِنْسَانُ وَاحِدٌ أَ لَيْسَ قَدْ تَشَابَهَتِ الْوَحْدَانِيَّةُ قَالَ يَا فَتْحُ أَحَلْتَ ثَبَّتَكَ اللَّهُ إِنَّمَا التَّشْبِيهُ فِي الْمَعَانِي فَأَمَّا فِي الْأَسْمَاءِ فَهِيَ وَاحِدَةٌ وَ هِيَ دَلَالَةٌ عَلَى الْمُسَمَّى وَ ذَلِكَ أَنَّ الْإِنْسَانَ وَ إِنْ قِيلَ وَاحِدٌ فَإِنَّمَا يُخْبَرُ أَنَّهُ جُثَّةٌ وَاحِدَةٌ وَ لَيْسَ بِاثْنَيْنِ فَالْإِنْسَانُ نَفْسُهُ لَيْسَ بِوَاحِدٍ لِأَنَّ أَعْضَاءَهُ مُخْتَلِفَةٌ وَ أَلْوَانَهُ مُخْتَلِفَةٌ كَثِيرَةٌ غَيْرُ وَاحِدَةٍ 2529 وَ هُوَ أَجْزَاءٌ مُجَزَّأٌ لَيْسَتْ بِسَوَاءٍ دَمُهُ غَيْرُ لَحْمِهِ وَ لَحْمُهُ غَيْرُ دَمِهِ وَ عَصَبُهُ غَيْرُ عُرُوقِهِ وَ شَعْرُهُ غَيْرُ بَشَرِهِ وَ سَوَادُهُ غَيْرُ بَيَاضِهِ وَ كَذَلِكَ سَائِرُ الْخَلْقِ 2530 فَالْإِنْسَانُ وَاحِدٌ فِي الِاسْمِ لَا وَاحِدٌ فِي الْمَعْنَى وَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ وَاحِدٌ لَا وَاحِدَ غَيْرُهُ لَا اخْتِلَافَ فِيهِ وَ لَا تَفَاوُتَ وَ لَا زِيَادَةَ وَ [لَا] نُقْصَانَ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ الْمَخْلُوقُ الْمَصْنُوعُ الْمُؤَلَّفُ مِنْ أَجْزَاءٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ جَوَاهِرَ شَتَّى غَيْرَ أَنَّهُ بِالاجْتِمَاعِ شَيْءٌ وَاحِدٌ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَرَّجْتَ عَنِّي فَرَّجَ اللَّهُ عَنْكَ فَقَوْلُكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ فَسِّرْهُ لِي كَمَا فَسَّرْتَ الْوَاحِدَ فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ لُطْفَهُ عَلَى خِلَافِ لُطْفِ خَلْقِهِ لِلْفَصْلِ غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّ أَنْ تَشْرَحَ ذَلِكَ لِي فَقَالَ يَا فَتْحُ إِنَّمَا قُلْنَا اللَّطِيفُ لِلْخَلْقِ اللَّطِيفِ وَ لِعِلْمِهِ بِالشَّيْءِ اللَّطِيفِ 2531 وَ
غَيْرِ اللَّطِيفِ وَ فِي الْخَلْقِ اللَّطِيفِ مِنَ الْحَيَوَانِ الصِّغَارِ مِنَ الْبَعُوضِ وَ الْجِرْجِسِ وَ مَا هُوَ أَصْغَرُ مِنْهُمَا مَا لَا يَكَادُ تَسْتَبِينُهُ الْعُيُونُ بَلْ لَا يَكَادُ يُسْتَبَانُ لِصِغَرِهِ الذَّكَرُ مِنَ الْأُنْثَى وَ الْحَدَثُ الْمَوْلُودُ مِنَ الْقَدِيمِ فَلَمَّا رَأَيْنَا صِغَرَ ذَلِكَ فِي لُطْفِهِ وَ اهْتِدَاءَهُ لِلسِّفَادِ وَ الْهَرَبَ مِنَ الْمَوْتِ وَ الْجَمْعَ لِمَا يُصْلِحُهُ مِمَّا فِي لُجَجِ الْبِحَارِ وَ مَا فِي لِحَاءِ الْأَشْجَارِ وَ الْمَفَاوِزِ وَ الْقِفَارِ وَ فَهْمَ بَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ مَنْطِقَهَا وَ مَا يَفْهَمُ بِهِ أَوْلَادُهَا عَنْهَا وَ نَقْلَهَا الْغِذَاءَ إِلَيْهَا ثُمَّ تَأْلِيفَ أَلْوَانِهَا حُمْرَةً مَعَ صُفْرَةٍ وَ بَيَاضاً مَعَ خُضْرَةٍ 2532 وَ مَا لَا تَكَادُ عُيُونُنَا تَسْتَبِينُهُ بِتَمَامِ خَلْقِهَا 2533 وَ لَا تَرَاهُ عُيُونُنَا وَ لَا تَلْمِسُهُ أَيْدِينَا عَلِمْنَا أَنَّ خَالِقَ هَذَا الْخَلْقِ لَطِيفٌ لَطُفَ فِي خَلْقِ مَا سَمَّيْنَاهُ بِلَا عِلَاجٍ وَ لَا أَدَاةٍ وَ لَا آلَةٍ وَ أَنَّ كُلَّ صَانِعِ شَيْءٍ فَمِنْ شَيْءٍ صَنَعَ وَ اللَّهُ الْخَالِقُ اللَّطِيفُ الْجَلِيلُ خَلَقَ وَ صَنَعَ لَا مِنْ شَيْءٍ.
يد، التوحيد الدقاق عن محمد الأسدي عن البرمكي عن الحسين بن الحسن بن بردة عن العباس بن عمرو الفقيمي عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد العلوي عن الفتح بن يزيد الجرجاني مثله مع زيادات و تغييرات أوردناه في باب جوامع التوحيد توضيح أبو الحسن هو الرضا ع كما يظهر من الكليني 2534 و يحتمل الهادي ع حيث عد الشيخ رحمه الله الفتح من أصحابه و الأول أظهر قوله ع مجسم الأجسام أي خالقها أو معطي ماهياتها على القول بجعلها قوله فرق إما فعل أو اسم أي الفرق حاصل بينه و بين من جسمه قوله ع أحلت أي أتيت بالمحال قوله ع إنما التشبيه في المعاني أي التشبيه الممنوع منه إنما هو تشبيه معنى حاصل فيه تعالى بمعنى حاصل للخلق لا محض إطلاق لفظ واحد عليه تعالى و على الخلق بمعنيين متغايرين أو المعنى أنه ليس لتشبيه في كنه الحقيقة و الذات و إنما التشبيه في المفهومات الكلية التي هي مدلولات الألفاظ و تصدق عليه تعالى كما مر تحقيقه.
قوله ع فأما في الأسماء فهي واحدة أي الأسماء التي تطلق عليه تعالى و على الخلق واحدة لكنها لا توجب التشابه إذ الأسماء دالة على المسميات و ليست عينها حتى يلزم الاشتراك في حقيقة الذات و الصفات ثم بين ع عدم كون التشابه في المعنى في اشتراك لفظ الواحد بأن الوحدة في المخلوق هي الوحدة الشخصية التي تجتمع مع أنواع التكثرات و ليست إلا تألف أجزاء و اجتماع أمور متكثرة و وحدته سبحانه هي نفي الكثرة و التجزؤ و التعدد عنه مطلقا. قوله ع فأما الإنسان يحتمل أن يكون كل من المخلوق و المصنوع و المؤلف و الظرف خبرا و إن كان الأول أظهر قوله للفصل أي للفرق الظاهر بينه و بين خلقه قوله في لطفه أي مع لطف ذلك المخلوق أو بسبب لطفه تعالى قوله بتمام في بعض النسخ لدمامة بالمهملة و هي الحقارة.
3- يد، التوحيد مع، معاني الأخبار ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام أَبِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ 2535 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ مُوسَى بْنِ عَمْرٍو وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع هَلْ كَانَ اللَّهُ عَارِفاً بِنَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ يَرَاهَا وَ يَسْمَعُهَا قَالَ مَا كَانَ مُحْتَاجاً إِلَى ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْأَلُهَا وَ لَا يَطْلُبُ مِنْهَا هُوَ نَفْسُهُ وَ نَفْسُهُ هُوَ قُدْرَتُهُ نَافِذَةٌ فَلَيْسَ يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يُسَمِّيَ نَفْسَهُ وَ لَكِنَّهُ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَسْمَاءً لِغَيْرِهِ يَدْعُوهُ بِهَا لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يُدْعَ بِاسْمِهِ لَمْ يُعْرَفْ فَأَوَّلُ مَا اخْتَارَ لِنَفْسِهِ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لِأَنَّهُ أَعْلَى الْأَسْمَاءِ كُلِّهَا فَمَعْنَاهُ اللَّهُ وَ اسْمُهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ وَ هُوَ أَوَّلُ أَسْمَائِهِ لِأَنَّهُ عَلِيٌّ عَلَا كُلَّ شَيْءٍ 2536 .
ج، الإحتجاج مرسلا مثله.