کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و كان الكاتب لهما عبد العزيز بن أبي نصر القمي.
و من عجيب أمر ذلك أنه حملت تلك الآلات على النوق و أرسلت من قم فجاءت بطي الأرض إلى حوالي خراسان و نزلت في منخفض من الأرض بقرب البلدة المقدسة فمر جماعة من المارة على تلك الناحية فاطلعوا على صورة الحال فحملوها إلى سيد النقباء السيد محمد الموسوي فبنى بها الهزارة الرضوية.
و كان السلطان سنجر ابن الملك شاه السلجوقي مع سعة ملكه قد اختار هذا المكان على سائر بلاده و ما زال مقيما به إلى أن مات و قبره به في قبة عظيمة لها شباك إلى الجامع و قبته زرقاء تظهر من مسيرة يوم بناها له بعض خدمه بعد موته و وقف عليها وقفا لمن يقرأ القرآن و يكسو الموضع قال في المعجم و تركتها أنا في سنة ستمائة و اثني عشر على أحسن ما يكون.
و استمر بناء سنجر إلى زمان چنگيز خان فهدمه تولي خان ابن چنگيز خان و ذلك في سنة ستمائة و سبع عشرة قال ابن الأثير في الكامل في ما يتعلق بأحوال التتار الذين هم جند چنگيز إنه لما فرغوا من نيسابور سيروا طائفة منهم إلى طوس ففعلوا بها كذلك أيضا و خربوها و خربوا المشهد الذي فيه علي بن موسى الرضا ع و الرشيد حتى جعلوا الجميع خرابا و مثله في شرح نهج البلاغة.
و في الكتيبة الذهبية الواقعة في منطقة القبة المنورة ما صورته بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ من عظائم توفيق الله سبحانه أن وفق السلطان الأعظم مولى ملوك العرب و العجم صاحب النسب الطاهر النبوي و الحسب الباهر العلوي تراب أقدام خدام هذه الروضة المنورة الملكوتية مروج آثار أجداده المعصومين السلطان بن السلطان أبو المظفر شاه عباس الحسيني الموسوي الصفوي بهادر خان فاستدعى بالمجيء ماشيا على قدميه من دار السلطنة أصفهان إلى زيارة هذا الحرم الأشرف.
و قد تشرف بزينة هذه العتبة من خلص ماله في سنة ألف و عشر و تم في سنة ألف و ست عشرة.
و في موضع آخر من القبة مكتوب و هو من إملاء المحقق الخوانساري من ميامن منن الله سبحانه الذي زين السماء بزينة الكواكب و رصع هذه القباب العلى بدرر الدراري الثواقب أن استسعد السلطان الأعدل الأعظم و الخاقان الأفخم الأكرم أشرف ملوك الأرض حسبا و نسبا و أكرمهم خلقا و أدبا مروج مذهب أجداده الأئمة المعصومين و محبي مراسم آبائه الطيبين الطاهرين السلطان بن السلطان بن السلطان سليمان الحسيني الموسوي الصفوي بهادر خان بتذهيب هذه القبة العرشية الملكوتية و تزيينها و تشرف بتجديدها و تحسينها إذ تطرق عليها الانكسار و سقطت لبناتها الذهبية التي كانت تشرق كالشمس في رابعة النهار بسبب حدوث الزلزلة العظيمة في هذه البلدة الطيبة الكريمة في سنة أربع و ثمانين و ألف و كان هذا التجديد سنة ست و ثمانين و ألف كتبه محمد رضا الإمامي.
و مكتوب على جبهة الباب الواقع في قبلة المرقد الشريف.
لقد تشرف بتذهيب الروضة الرضوية التي يتمنى العرش لها أمر النيابة و أرواح القدس تخدم جنابه السلطان نادر الأفشاري رحمه الله الملك الغفار سنة ألف و مائة و خمس و خمسون و كتب بعده ثم بمرور الأعوام ظهر عليها الاندراس فأمر السلطان بن السلطان و الخاقان بن الخاقان ناصر الدين شاه قاجار خلد الله ملكه بالتزيين بالزجاجة و البلور لتصير نورا على نور.
و أرسل السلطان قطب شاه الدكني طاب ثراه الماسة كبيرة بقدر بيضة الدجاجة هدية إلى الضريح الرضوي و لما استولى عبد المؤمن خان رئيس طائفة الأزبكية على خراسان نهبها من الخزانة في جملة ما نهب.
و لما زار السلطان شاه عباس الصفوي خراسان في الدفعة التي مشى فيها على قدمه و كان مدة خروجه من أصفهان و دخوله خراسان ثمانية عشر يوما أهدى إليه بعض الخوانين الأزبكية تلك الألماسة و لما بلغه أن الألماسة من الأعيان الراجعة إلى الخزانة الرضوية أمر ببيعها في إستانبول و اشترى بقيمتها أملاكا و أنهارا تصرف منافعها على تلك البقعة و كان ذلك بإجازة بعض العلماء.
و في فردوس التواريخ نقلا عن بعض التواريخ أنه كان للسلطان سنجر أو أحد وزرائه ولد أصيب بالدق فحكم الأطباء عليه بالتفرج و الاشتغال بالصيد فكان من أمره أن خرج يوما مع بعض غلمانه و حاشيته في طلب الصيد فبينما هو كذلك فإذا هو بغزال مارق من بين يديه فأرسل فرسه في طلبه و جد في العدو فالتجأ الغزال إلى قبر الإمام علي بن موسى الرضا ع فوصل ابن الملك إلى ذلك المقام المنيع و المأمن الرفيع الذي مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً و حاول صيد الغزال فلم تجسر خيله على الإقدام عليه فتحيروا من ذلك فأمر ابن الملك غلمانه و حاشيته بالنزول من خيولهم و نزل هو معهم و مشى حافيا مع كمال الأدب نحو المرقد الشريف و ألقى نفسه على المرقد و أخذ في الابتهال إلى حضرة ذي الجلال و يسأل شفاء علته من صاحب المرقد فعوفي فأخذوا جميعا في الفرح و السرور و بشروا الملك بما لاقاه ولده من الصحة ببركة صاحب المرقد و قالوا له إنه مقيم عليه و لا يتحول منه حتى يصل البناءون إليه فيبني عليه قبة و يستحدث هناك بلدا و يشيده ليبقى بعده تذكارا و لما بلغ السلطان ذلك سجد لله شكرا و من حينه وجه نحوه المعمارين و بنوا على مشهده بقعة و قبة و سورا يدور على البلد.
[كلمة المحقّق]
المقدمة بسم اللّه الرحمن الرحيم
و به نستعين
الحمد للّه ربّ العالمين و صّلى الّله على محمّد و آله الطيّبين الطاهرين و اللعنة على أعدائهم أجمعين. إن صحّ أنّ الاسماء تنزل من السماء أو لم يصحّ فبحار الأنوار كتاب يحكي عن واقعه ففي بحار الماء ما فيها من عجائب مخلوقات اللّه تعالى و أصناف خلقه ممّا يرى و ما لا يرى، فكذلك في هذه الموسوعة الإسلاميّة الكبرى التي ضمنت بين أجزائها الستّة و العشرين ما تهفو إليه نفس القارىء متعطّشا و ما لا يستسيغه ما لم يعرف معناه و لم يدرك فحواه.
و إذا كان التوفيق منّة يمنّها اللّه على أقوام فيسعدون و يخلدون فالآثار كالأشخاص و منها الكتب فمنها ما يدخل التاريخ من أوسع أبوابه و يحتلّ مركزه اللائق به في صفوف أمثاله فيخلد موفّقا و منها ما يضيع في زوايا الخمول و النسيان و يذكر في خبر كان.
و موسوعتنا هذه على العموم من الآثار الخالدة الموفّقة و لكن أجزاءها تختلف في درجة التوفيق و الرغبة و مقياس الخلود فنرى أن الأجزاء التي بحث فيها المؤلّف تاريخ النبيّ و الأئمة عليهم السلام و استعرض فيها أصل النبوّة و أصل الإمامة أكثر امتيازا و أوفر قرّاءاً من سائر الأجزاء و انّما امتازت هذه الأجزاء لما يجده القارىء فيها من طرائف الحكم و بدائع الأشعار و نوادر الآثار و صحاح الأخبار و غير ذلك ممّا يغترف من بحارها كلّ عالم فيصدر عنها راوياً ريّاناً.
وهذه الأجزاء هي التي قام سيادة الناشر المحترم بتقديمها إلى القرّاء بحلّة قشيبة تتناسب و الذوق السليم فجزاه اللّه خيرا.
و ها نحن على أبواب جزء من تلك الأجزاء فهو باقة من إضمامة عطره عبق نشرها و خلد ذكرها اذ هو يضمّ حياة سابع أئمة المسلمين و خلفاء اللّه تعالى في العالمين الإمام أبي الحسن موسى الكاظم عليه السلام.
و قد وفّقني اللّه تعالى إلى مراجعته و تصحيحه حسب المقدور حيث لم يكن لديّ الّا مطبوعة الكمپاني و كم وقفت فيها على تحريف من النسّاخ ممّا شوّهها مضافا إلي الأغلاط الاملائيّة و اللغويّة فأعملت الجهد في التصحيح و المراجعة و عينت موضع النصّ من المصادر المذكورة في المتن مع توشيح بعض الصحائف بما اقتضاه المقام كشرح لغة أو تعريف موضع أو ترجمة بعض الأعلام و ختاما فلا يفوتني أن أشكر سماحة سيّدي الوالد دام ظلّه حيث أعترف معتزّاً بتوجيهاته و تسديداته كما أشكر الأخ السيّد محمّد رضا الخرسان حيث كان عوناً في سرعة الإنجاز.
و أرجو من اللّه تعالى لي و لمن ساعدني و للقائمين و العون و التوفيق أنّه سميع مجيب.
25 شهر شعبان 1385 النجف الأشرف محمّد مهديّ السيّد حسن الموسوي الخرسان
[كلمة المصحّح]
بسمه تعلى شأنه
من اللازم أن نقدّم إلى القرّاء الكرام أنّه لما كان كتاب سفينة البحار الذي ألّفه المتتبع الكبير الشيخ عباس قمي قدّس سرّه- بمنزلة معجم المطالب لهذه الموسوعة الشريفة و فيه جعل أرقام أبواب الكتاب لمجلّداتها الأصلية راعينا جانب ذلك و رقمنا أبواب المجلّد الحادي عشر الذي تجزء في طبعتنا هذه إلى ثلاثة أجزاء 46- 48 طبقا لتجزئة المؤلّف قدّس سرّه فارتقى رقم الأجزاء الثلاثة إلى ستّ و أربعين باباً للجزء الأوّل (46) اثنان و عشرون بابا و للجزء الثاني (47) اثنا عشر بابا و للجزء الثالث (48) اثنا عشر باباً ايضاً.
نحمد اللّه و نشكره على فضله و توفيقه لذلك و هو الموفّق و المعين.
محمّد باقر البهبوديّ السيّد إبراهيم الميانجيّ
فهرس ما في هذا الجزءمن الأبواب
الموضوع/ الصفحه
أبواب تاريخ الإمام العليم أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم الحليم صلوات اللّه عليه و على آبائه الكرام
1- باب ولادته عليه السلام و تاريخه و جمل أحواله 9- 1
2- باب أسمائه و ألقابه و كناه و حليته و نقش خاتمه عليه السلام 11- 10
3- باب النصوص عليه صلوات اللّه عليه 28- 12
4- باب معجزاته و استجابة دعواته و معالي أموره و غرائب شأنه صلوات اللّه عليه 100- 29
5- باب عبادته و سيره و مكارم أخلاقه و وفور علمه عليه السلام 120- 100
6- باب مناظراته عليه السلام مع خلفاء الجور و ما جرى بينه و بينهم و فيه بعض أحوال عليّ بن يقطين 158- 121
7- باب أحوال عشائره و أصحابه و أهل زمانه و ما جرى بينه و بينهم و ما جرى من الظلم على عشائره صلوات اللّه عليه 188- 159