کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
يَرْمُونَهُ بِالنَّبْلِ وَ الْحِجَارَةِ فَحَمَلَ حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ فَاقْتَلَعَهُ ثُمَّ رَمَى بِهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً وَ لَقَدْ تَكَلَّفَ حَمْلَهُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَمَا أَطَاقُوهُ.
أَبُو الْقَاسِمِ مَحْفُوظٌ الْبُسْتِيُّ فِي كِتَابِ الدَّرَجَاتِ أَنَّهُ حَمَلَ بَعْدَ قَتْلِ مَرْحَبٍ عَلَيْهِمْ فَانْهَزَمُوا إِلَى الْحِصْنِ فَتَقَدَّمَ إِلَى بَابِ الْحِصْنِ وَ ضَبَطَ حَلْقَتَهُ وَ كَانَ وَزْنُهَا أَرْبَعِينَ مَنّاً وَ هَزَّ الْبَابَ فَارْتَعَدَ الْحِصْنُ بِأَجْمَعِهِ حَتَّى ظَنُّوا زَلْزَلَةً ثُمَّ هَزَّهُ أُخْرَى فَقَلَعَهُ وَ دَحَا بِهِ فِي الْهَوَاءِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً.
أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُ وَ هَزَّ حِصْنَ خَيْبَرَ حَتَّى قَالَتْ صَفِيَّةُ قَدْ كُنْتُ جَلَسْتُ عَلَى طَاقٍ كَمَا تَجْلِسُ الْعَرُوسُ فَوَقَعْتُ عَلَى وَجْهِي فَظَنَنْتُ الزَّلْزَلَةَ فَقِيلَ هَذَا عَلِيٌّ هَزَّ الْحِصْنَ يُرِيدُ أَنْ يَقْلَعَ الْبَابَ.
وَ فِي حَدِيثِ أَبَانٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنِ الْبَاقِرِ ع فَاجْتَذَبَهُ اجْتِذَاباً وَ تَتَرَّسَ بِهِ ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَى ظَهْرِهِ وَ اقْتَحَمَ الْحِصْنَ اقْتِحَاماً وَ اقْتَحَمَتِ الْمُسْلِمُونَ وَ الْبَابُ عَلَى ظَهْرِهِ.
وَ فِي الْإِرْشَادِ قَالَ جَابِرٌ إِنَّ عَلِيّاً ع حَمَلَ الْبَابَ يَوْمَ خَيْبَرَ حَتَّى صَعِدَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ فَفَتَحُوهَا وَ إِنَّهُمْ جَرَّبُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَحْمِلُوهُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا.
رَوَاهُ أَبُو الْحَسَنِ الْوَرَّاقُ الْمَعْرُوفُ بِغُلَامٍ الْمِصْرِيِّ عَنِ ابْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ التَّارِيخِيِّ وَ فِي رِوَايَةِ جَمَاعَةٍ خَمْسُونَ رَجُلًا.
وَ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ سَبْعُونَ رَجُلًا.
ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ صَاحِبُ الْمُسْتَرْشِدِ أَنَّهُ حَمَلَهُ بِشِمَالِهِ وَ هُوَ أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ فِي خَمْسَةِ أَشْبَارٍ فِي أَرْبَعِ أَصَابِعَ عُمْقاً حَجَراً أَصْلَدَ دُونَ يَمِينِهِ فَأَثَّرَتْ فِيهِ أَصَابِعُهُ وَ حَمَلَهُ بِغَيْرِ مَقْبِضٍ ثُمَّ تَتَرَّسَ بِهِ فَضَارَبَ الْأَقْرَانَ حَتَّى هَجَمَ عَلَيْهِمْ ثُمَّ زَجَّهُ مِنْ وَرَائِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً.
وَ فِي رامش أفزاي 19321 كَانَ طُولُ الْبَابِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ ذِرَاعاً وَ عَرْضُ الْخَنْدَقِ عِشْرُونَ فَوَضَعَ جَانِباً عَلَى طَرَفِ الْخَنْدَقِ وَ ضَبَطَ جَانِباً بِيَدِهِ حَتَّى عَبَرَ عَلَيْهِ الْعَسْكَرُ وَ كَانُوا ثَمَانِيَةَ ألف [آلَافٍ] وَ سَبْعَمِائَةِ رَجُلٍ وَ فِيهِمْ مَنْ كَانَ يَبْرُدُ 19322 وَ يَخِفُّ عَلَيْهِ.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْجَذَلِيُ 19323 قَالَ لَهُ عُمَرُ لَقَدْ حَمَلْتُ مِنْهُ ثِقْلًا فَقَالَ مَا كَانَ إِلَّا مِثْلُ جُنَّتِيَ الَّتِي فِي يَدِي.
وَ فِي رِوَايَةِ أَبَانٍ فَوَ اللَّهِ مَا لَقِيَ عَلِيٌّ مِنَ الْبَأْسِ تَحْتَ الْبَابِ أَشَدَّ مَا لَقِيَ مِنْ قَلْعِ الْبَابِ.
الْإِرْشَادُ لَمَّا انْصَرَفُوا مِنَ الْحُصُونِ أَخَذَهُ عَلِيٌّ بِيُمْنَاهُ فَدَحَا بِهِ أَذْرُعاً مِنَ الْأَرْضِ وَ كَانَ الْبَابُ يُغْلِقُهُ عِشْرُونَ رَجُلًا مِنْهُمْ.
عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ وَ كَانَ لَا يَقْدِرُ عَلَى فَتْحِهِ إِلَّا أَرْبَعُونَ رَجُلًا.
تَارِيخُ الطَّبَرِيِّ قَالَ أَبُو رَافِعٍ سَقَطَ مِنْ شِمَالِهِ تُرْسُهُ فَقَلَعَ بَعْضَ أَبْوَابِهِ وَ تَتَرَّسَ بِهَا فَلَمَّا فَرَغَ عَجَزَ خَلْقٌ كَثِيرٌ عَنْ تَحْرِيكِهَا.
رَوْضُ الْجِنَانِ قَالَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ مَا عَجِبْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ قُوَّتِهِ فِي حَمْلِهِ وَ رَمْيِهِ وَ اتِّرَاسِهِ وَ إِنَّمَا عَجِبْنَا مِنْ إِجْسَارِهِ وَ إِحْدَى طَرَفَيْهِ عَلَى يَدِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ ص كَلَاماً مَعْنَاهُ يَا هَذَا نَظَرْتَ إِلَى يَدِهِ فَانْظُرْ إِلَى رِجْلَيْهِ قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَى رِجْلَيْهِ فَوَجَدْتُهُمَا مُعَلَّقَيْنِ فَقُلْتُ هَذَا أَعْجَبُ رِجْلَاهُ عَلَى الْهَوَاءِ فَقَالَ ص لَيْسَتَا عَلَى الْهَوَاءِ وَ إِنَّمَا هُمَا عَلَى جَنَاحَيْ جَبْرَئِيلَ فَأَنْشَأَ بَعْضُ الْأَنْصَارِ يَقُولُ
إِنَّ امْرَأً حَمَلَ الرِّتَاجَ بِخَيْبَرَ
يَوْمَ الْيَهُودِ بِقُدْرَةٍ لَمُؤَيَّدٌ
حَمَلَ الرِّتَاجَ رِتَاجَ بَابِ قَمُوصِهَا
وَ الْمُسْلِمُونَ وَ أَهْلُ خَيْبَرَ شُهَّدٌ
فَرَمَى بِهِ وَ لَقَدْ تَكَلَّفَ رَدَّهُ
سَبْعُونَ كُلُّهُمْ لَهُ مُتَسَدِّدٌ
رَدُّوهُ بَعْدَ تَكَلُّفٍ وَ مَشَقَّةٍ
وَ مَقَالُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ ازدد 19324 [ ارْدُدُوا ]
.
بيان رقع كمنع أسرع و قموص جبل بخيبر عليه حصن أبي الحقيق اليهودي و الزج الرمي.
5- عم، إعلام الورى رُوِيَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّ النَّاسَ قَالُوا لَهُ قَدْ أَنْكَرْنَا
مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ يَخْرُجُ فِي الْبَرْدِ فِي الثَّوْبَيْنِ الْخَفِيفَيْنِ 19325 وَ فِي الصَّيْفِ فِي الثَّوْبِ الثَّقِيلِ وَ الْمَحْشُوِّ فَهَلْ سَمِعْتَ أَبَاكَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ شَيْئاً قَالَ لَا قَالَ وَ كَانَ أَبِي يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍ 19326 بِاللَّيْلِ فَسَأَلْتُهُ قَالَ فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَنْكَرُوا وَ أَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالُوا قَالَ أَ وَ مَا كُنْتَ مَعَنَا بِخَيْبَرَ قَالَ بَلَى قَالَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ وَ عَقَدَ لَهُ لِوَاءً فَرَجَعَ وَ قَدِ انْهَزَمَ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ ثُمَّ عَقَدَ لِعُمَرَ فَرَجَعَ مُنْهَزِماً بِالنَّاسِ 19327 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ 19328 لَيْسَ بِفَرَّارٍ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ وَ أَنَا أَرْمَدُ فَتَفَلَ فِي عَيْنَيَّ وَ قَالَ اللَّهُمَّ اكْفِهِ أَذَى الْحَرِّ وَ الْبَرْدِ فَمَا وَجَدْتُ حَرّاً 19329 بَعْدَهُ وَ لَا بَرْداً وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فَنَفَثَ فِي عَيْنَيَّ فَمَا اشْتَكَيْتُهَا بَعْدُ وَ هَزَّ لِيَ الرَّايَةَ 19330 فَدَفَعَهَا إِلَيَّ فَانْطَلَقْتُ فَفَتَحَ لِي وَ دَعَا لِي أَنْ لَا يَضُرَّنِي حَرٌّ وَ لَا قَرٌّ.
وَ رَوَى حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي الْجَعْدِ مَوْلَى سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ: لَقِينَا عَلِيّاً فِي ثَوْبَيْنِ فِي شِدَّةِ الشِّتَاءِ فَقُلْنَا لَهُ لَا تَغْتَرَّ 19331 بِأَرْضِنَا هَذِهِ فَإِنَّهَا أَرْضٌ مُقِرَّةٌ لَيْسَتْ مِثْلُ أَرْضِكَ قَالَ أَمَا إِنِّي قَدْ كُنْتُ مَقْرُوراً 19332 فَلَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى خَيْبَرَ قُلْتُ لَهُ إِنِّي أَرْمَدُ فَتَفَلَ فِي عَيْنَيَّ وَ دَعَا لِي فَمَا وَجَدْتُ بَرْداً وَ لَا حَرّاً بَعْدُ وَ لَا رَمِدَتْ عَيْنَايَ 19333 .
باب 114 معجزات كلامه من إخباره بالغائبات و علمه باللغات و بلاغته و فصاحته صلوات الله عليه
1- يج، الخرائج و الجرائح رَوَى جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ عَنِ الْبَاقِرِ ع قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ ع بِأَصْحَابِهِ إِلَى ظَهْرِ الْكُوفَةِ قَالَ 19334 أَ رَأَيْتُمْ إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لَا تَذْهَبُ الْأَيَّامُ حَتَّى يُحْفَرَ هَاهُنَا نَهَرٌ يَجْرِي فِيهِ الْمَاءُ أَ كُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ فِيمَا قُلْتُ قَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ يَكُونُ هَذَا قَالَ إِي وَ اللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى نَهَرٍ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَ قَدْ جَرَى فِيهِ الْمَاءُ وَ السُّفُنُ 19335 وَ انْتُفِعَ بِهِ فَكَانَ كَمَا قَالَ 19336 .
2- شا، الإرشاد قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ هُوَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى قَتْلِ الْخَوَارِجِ 19337 لَوْ لَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ تَتَكَلَّمُوا 19338 وَ تَتْرُكُوا الْعَمَلَ لَأَخْبَرْتُكُمْ بِمَا قَضَاهُ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ فِيمَنْ قَاتَلَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ مُسْتَبْصِراً بِضَلَالَتِهِمْ وَ إِنَّ فِيهِمْ لَرَجُلًا يُقَالُ لَهُ 19339 ذُو الثُّدَيَّةِ لَهُ ثَدْيٌ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ وَ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَ الْخَلِيقَةِ وَ قَاتِلُهُمْ أَقْرَبُ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ 19340 وَسِيلَةً وَ لَمْ يَكُنِ الْمُخْدَجُ مَعْرُوفاً فِي الْقَوْمِ فَلَمَّا قُتِلُوا جَعَلَ ع يَطْلُبُهُ فِي الْقَتْلَى وَ يَقُولُ وَ اللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَ لَا كُذِبْتُ حَتَّى وُجِدَ فِي الْقَوْمِ
وَ شَقَّ قَمِيصَهُ وَ كَانَ عَلَى كَتِفِهِ سِلْعَةٌ 19341 كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ عَلَيْهَا شَعَرَاتٌ إِذَا جُذِبَتْ انْجَذَبَتْ كَتِفُهُ مَعَهَا وَ إِذَا تُرِكَتْ رَجَعَ كَتِفُهُ إِلَى مَوْضِعِهِ فَلَمَّا وَجَدَهُ كَبَّرَ وَ قَالَ إِنَّ فِي هَذَا عِبْرَةً لِمَنِ اسْتَبْصَرَ 19342 .
3- شا، الإرشاد رَوَى أَصْحَابُ السِّيرَةِ فِي حَدِيثِهِمْ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ عَلِيٍّ ع الْجَمَلَ وَ صِفِّينَ لَا أَشُكُّ فِي قِتَالِ مَنْ قَاتَلَهُ حَتَّى نَزَلْتُ النَّهْرَوَانَ فَدَاخَلَنِي شَكٌّ فِي قِتَالِ الْقَوْمِ وَ قُلْتُ قُرَّاؤُنَا وَ خِيَارُنَا نَقْتُلُهُمْ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ عَظِيمٌ فَخَرَجْتُ غُدْوَةً أَمْشِي وَ مَعِي إِدَاوَةُ 19343 مَاءٍ حَتَّى بَرَزْتُ مِنَ الصُّفُوفِ فَرَكَزْتُ رُمْحِي وَ وَضَعْتُ تُرْسِي إِلَيْهِ وَ اسْتَتَرْتُ مِنَ الشَّمْسِ فَإِنِّي لَجَالِسٌ حَتَّى وَرَدَ عَلَيَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ 19344 يَا أَخَا الْأَزْدِ أَ مَعَكَ طَهُورٌ قُلْتُ نَعَمْ فَنَاوَلْتُهُ الْإِدَاوَةَ فَمَضَى حَتَّى لَمْ أَرَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ وَ قَدْ تَطَهَّرَ فَجَلَسَ فِي ظِلِّ التُّرْسِ فَإِذَا فَارِسٌ يَسْأَلُ عَنْهُ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا فَارِسٌ يُرِيدُكَ قَالَ فَأَشِرْ إِلَيْهِ فَأَشَرْتُ إِلَيْهِ فَجَاءَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَبَرَ الْقَوْمُ إِلَيْهِمْ وَ قَدْ قَطَعُوا النَّهَرَ فَقَالَ كَلَّا مَا عَبَرُوا فَقَالَ بَلَى وَ اللَّهِ لَقَدْ فَعَلُوا قَالَ كَلَّا مَا فَعَلُوا قَالَ وَ إِنَّهُ كَذَلِكَ إِذْ جَاءَ آخَرُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَبَرُوا 19345 الْقَوْمُ قَالَ كَلَّا مَا عَبَرُوا قَالَ وَ اللَّهِ مَا جِئْتُكَ حَتَّى رَأَيْتُ الرَّايَاتِ فِي ذَلِكَ الْجَانِبِ وَ الْأَثْقَالَ قَالَ وَ اللَّهِ مَا فَعَلُوا وَ إِنَّهُ لَمَصْرَعُهُمْ وَ مُهَرَاقُ دِمَائِهِمْ ثُمَّ نَهَضَ وَ نَهَضْتُ مَعَهُ وَ قُلْتُ فِي نَفْسِي الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بَصَّرَنِي هَذَا الرَّجُلَ وَ عَرَّفَنِي أَمْرَهُ هَذَا أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ إِمَّا رَجُلٌ كَذَّابٌ جَرِيءٌ أَوْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ عَهْدٍ مِنْ نَبِيِّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أُعْطِيكَ عَهْداً تَسْأَلُنِي عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ أَنَا وَجَدْتُ الْقَوْمَ قَدْ عَبَرُوا أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ يُقَاتِلُهُ وَ أَوَّلَ مَنْ يَطْعَنُ بِالرُّمْحِ فِي
عَيْنِهِ وَ إِنْ كَانَ الْقَوْمُ لَمْ يَعْبُرُوا أَنْ أَئْتَمَ 19346 عَلَى الْمُنَاجَزَةِ وَ الْقِتَالِ فَدَفَعْنَا إِلَى الصُّفُوفِ فَوَجَدْنَا الرَّايَاتِ وَ الْأَثْقَالَ كَمَا هُوَ 19347 قَالَ فَأَخَذَ بِقَفَايَ 19348 وَ دَفَعَنِي ثُمَّ قَالَ يَا أَخَا الْأَزْدِ أَ تَبَيَّنَ لَكَ الْأَمْرُ قُلْتُ أَجَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ شَأْنَكَ بِعَدُوِّكَ فَقَتَلْتُ رَجُلًا مِنَ الْقَوْمِ ثُمَّ قَتَلْتُ آخَرَ ثُمَّ اخْتَلَفْتُ أَنَا وَ رَجُلٌ آخَرُ أَضْرِبُهُ وَ يَضْرِبُنِي فَوَقَعْنَا جَمِيعاً فَاحْتَمَلَنِي أَصْحَابِي وَ أَفَقْتُ حِينَ أَفَقْتُ وَ قَدْ فَرَغَ مِنَ الْقَوْمِ 19349 .
4- شا، الإرشاد قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي دَعَوْتُكُمْ إِلَى الْحَقِّ فَتَوَلَّيْتُمْ عَنِّي وَ ضَرَبْتُكُمْ بِالدِّرَّةِ فَأَعْيَيْتُمُونِي أَمَا إِنَّهُ سَيَلِيكُمْ مِنْ بَعْدِي وُلَاةٌ لَا يَرْضَوْنَ مِنْكُمْ بِهَذَا حَتَّى يُعَذِّبُوكُمْ بِالسِّيَاطِ وَ الْحَدِيدِ إِنَّهُ مَنْ عَذَّبَ النَّاسَ فِي الدُّنْيَا عَذَّبَهُ اللَّهُ فِي الْآخِرَةِ وَ آيَةُ ذَلِكَ أَنْ يَأْتِيَكُمْ صَاحِبُ الْيَمَنِ حَتَّى يَحُلَّ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ فَيَأْخُذَ الْعُمَّالَ وَ عُمَّالَ الْعُمَّالِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ وَ كَانَ الْأَمْرُ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ ع 19350 .
5- شا، الإرشاد رَوَى عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ حَدَّثَنِي مُزَرِّعُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ 19351 لَيُقْبِلَنَّ جَيْشٌ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّكَ لَتُحَدِّثُنِي بِالْغَيْبِ قَالَ احْفَظْ مَا أَقُولُ لَكَ وَ اللَّهِ لَيَكُونَنَّ مَا أَخْبَرَنِي بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ لَيُؤْخَذَنَّ رَجُلٌ فَلَيُقْتَلَنَ 19352 وَ لَيُصْلَبَنَّ بَيْنَ شُرْفَتَيْنِ مِنْ شُرَفِ هَذَا الْمَسْجِدِ قُلْتُ إِنَّكَ لَتُحَدِّثُنِي بِالْغَيْبِ قَالَ حَدَّثَنِي الثِّقَةُ الْمَأْمُونُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع- قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ فَمَا أَتَتْ عَلَيْنَا
جُمُعَةٌ حَتَّى أُخِذَ مُزَرِّعٌ فَقُتِلَ وَ صُلِبَ بَيْنَ الشُّرْفَتَيْنِ قَالَ وَ قَدْ كَانَ حَدَّثَنِي بِثَالِثَةٍ فَنَسِيتُهَا 19353 .
6- شا، الإرشاد رَوَى عُثْمَانُ بْنُ قَيْسٍ 19354 الْعَامِرِيُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ الْحُرِّ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ مُسْهِرٍ الْعَبْدِيِّ قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهْنَا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع إِلَى صِفِّينَ فَبَلَغْنَا طُفُوفَ 19355 كَرْبَلَاءَ وَقَفَ نَاحِيَةً مِنَ الْمُعَسْكَرِ ثُمَّ نَظَرَ يَمِيناً وَ شِمَالًا وَ اسْتَعْبَرَ ثُمَّ قَالَ هَذَا وَ اللَّهِ مُنَاخُ رِكَابِهِمْ وَ مَوْضِعُ مَنِيَّتِهِمْ فَقِيلَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا هَذَا الْمَوْضِعُ فَقَالَ هَذَا كَرْبَلَاءُ يُقْتَلُ فِيهِ قَوْمٌ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ... بِغَيْرِ حِسابٍ ثُمَّ سَارَ وَ كَانَ النَّاسُ لَا يَعْرِفُونَ تَأْوِيلَ مَا قَالَ حَتَّى كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا وَ أَصْحَابِهِ بِالطَّفِّ مَا كَانَ 19356 .