کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
وَ سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَ طَلْحٍ مَنْضُودٍ وَ ظِلٍّ مَمْدُودٍ وَ ماءٍ مَسْكُوبٍ وَ نَجِدُ ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا وَ صِدْقاً وَ نُنَادِي هَلْ وَجَدْتُمْ مَا سَوَّلَ لَكُمُ الشَّيْطَانُ حَقّاً تُكْثِرُ الْحِيرَةُ وَ الْفَظَاظَةُ وَ الْعَثْرَةُ وَ الْحَمِيقَةُ وَ يُقَالُ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ شَقِيَ مَنْ عَدَلَ عَنْ قَصْدِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- وَ هَوَى مَنِ اعْتَصَمَ بِغَيْرِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- وَ زَاغَ مَنْ آمَنَ بِسِوَاكَ وَ جَحَدَ مَنْ خَالَفَكَ وَ هَلَكَ مَنْ عَادَاكَ وَ كَفَرَ مَنْ أَنْكَرَكَ وَ أَشْرَكَ مَنْ أَبْغَضَكَ وَ ضَلَّ مَنْ فَارَقَكَ وَ مَرَقَ مَنْ نَاكَثَكَ وَ ظَلَمَ مَنْ صَدَّ عَنْكَ وَ أَجْرَمَ مَنْ نَصَبَ لَكَ وَ فَسَقَ مَنْ دَفَعَ حَقَّكَ وَ نَافَقَ مَنْ قَعَدَ عَنْ نُصْرَتِكَ وَ خَابَ مَنْ أَنْكَرَ بَيْعَتَكَ وَ خَزِيَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْ فُلْكِكَ وَ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً أُشْهِدُكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ وَ الْعَلِيُّ الْحَكِيمُ أَنِّي مُوفٍ بِعَهْدِكَ مُقِرٌّ بِمِيثَاقِكَ مُطِيعٌ لِأَمْرِكَ مُصَدِّقٌ لِقَوْلِكَ مُكَذِّبٌ لِمَنْ خَالَفَكَ مُحِبٌّ لِأَوْلِيَائِكَ مُبْغِضٌ لِأَعْدَائِكَ حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتَ مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتَ مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتَ مُؤْمِنٌ بِمَا أَسْرَرْتَ مُوقِنٌ بِمَا أَعْلَنْتَ مُنْتَظِرٌ لِمَا وَعَدْتَ مُتَوَقِّعٌ لِمَا قُلْتَ حَامِدٌ لِرَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى مَا أَوْزَعَنِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ شَاكِرٌ لَهُ عَلَى مَا طَوَّقَنِي مِنِ احْتِمَالِ فَضْلِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- أَشْهَدُ أَنَّكَ تَرَانِي وَ تُبْصِرُنِي وَ تَعْرِفُ كَلَامِي وَ تُجِيبُنِي وَ تَعْرِفُ مَا يُجِنُّهُ قَلْبِي وَ ضَمِيرِي فَاشْهَدْ يَا مَوْلَايَ وَ اشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي اللَّهُمَّ بِحَقِّهِ الَّذِي أَوْجَبْتَ لَهُ عَلَيْكَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَلِّمْ مَنَاسِكِي وَ تَقَبَّلْ مِنِّي وَ تَفَضَّلْ عَلَيَّ وَ ارْحَمْنِي وَ ارْحَمْ فَاقَتِي وَ اكْشِفْ ضُرِّي وَ ذُلِّي وَ تَعَطَّفْ بِجُودِكَ عَلَى مَسْكَنَتِي وَ تُبْ عَلَيَّ وَ أَقِلْنِي عَثْرَتِي وَ تَجَاوَزْ عَنِّي وَ امْحُ خَطِيئَتِي وَ انْظُرْ إِلَيَّ وَ اغْفِرْ ذَنْبِي وَ جُدْ عَلَيَّ وَ اقْبَلْ تَوْبَتِي وَ حُطَّ وِزْرِي وَ ارْفَعْ دَرَجَتِي وَ اقْضِ دَيْنِي وَ اجْبُرْ كَسْرِي وَ اصْفَحْ عَنْ جُرْمِي وَ أَقِمْ صَرْعَتِي وَ أَسْقِطْ عَنِّي ذَنْبِي وَ أَثْبِتْ حَسَنَاتِي وَ اشْفِ سُقْمِي وَ فَرِّجْ غَمِّي وَ أَذْهِبْ هَمِّي وَ نَفِّسْ كُرْبَتِي وَ اقْلِبْنِي بِالنُّجْحِ مُسْتَجَاباً لِي دَعْوَتِي وَ اشْكُرْ سَعْيِي وَ أَدِّ أَمَانَتِي وَ بَلِّغْنِي أَمَلِي وَ أَعْطِنِي مُنْيَتِي وَ اكْبِتْ عَدُوِّي وَ أَفْلِحْ حُجَّتِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ يَا مَوْلَايَ اشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ فَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ وَ الْجَاهُ الْعَرِيضُ وَ الشَّفَاعَةُ الْمَقْبُولَةُ وَ الْمَحَلُ
الرَّفِيعُ رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَ النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ اللَّهُمَّ رَبَّ الْأَخْيَارِ وَ إِلَهَ الْأَبْرَارِ الْعَزِيزَ الْجَبَّارَ الْعَظِيمَ الْغَفَّارَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الْأَخْيَارِ صَلَاةً تُزْلِفُهُمْ وَ تَمْنَحُهُمْ وَ تُكْرِمُهُمْ وَ تَحْبُوهُمْ وَ تُقَرِّبُهُمْ وَ تُدْنِيهِمْ وَ تُقَوِّيهِمْ وَ تُسَدِّدُهُمْ وَ تَجْعَلُنِي وَ جَمِيعَ مُحِبِّيهِمْ فِي مَوْقِفِي هَذَا مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْكَ رَحْمَةً وَ رَأْفَةً وَ كَرَامَةً وَ مَغْفِرَةً وَ نَظْرَةً وَ مَوْهِبَةً وَ تُعْطِينِي جَمِيعَ مَا سَأَلْتُكَ وَ مَا لَمْ أَسْأَلْكَ بِمَا فِيهِ صَلَاحُ آخِرَتِي وَ دُنْيَايَ وَ لِإِخْوَانِي وَ أَهْلِي وَ وُلْدِي وَ أَهْلِ بَيْتِي وَ ارْحَمْهُمْ وَ ارْحَمْ وَالِدَيَّ وَ تَجَاوَزْ عَنْهُمَا وَ نَوِّرْ قَبْرَيْهِمَا وَ جَمِيعَ مَنْ أَحَبَّنِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ مَنْ عَرَفْتُهُ وَ مَنْ لَمْ أَعْرِفْهُ إِنَّكَ تَعْلَمُ مُتَقَلَّبَهُمْ وَ مَثْوَاهُمْ وَ ارْزُقْنِي الْوَفَاءَ بِعَهْدِكَ وَ ثَبِّتْنِي عَلَى مُوَالاةِ أَوْلِيَائِكَ وَ مُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي وَ مِنْ مَوْقِفِي هَذَا إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَ إِلَيْكَ الْمُشْتَكَى وَ أَنْتَ الْمُسْتَعَانُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ وَ لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَ هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ وَ ثَبِّتْنَا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ إِلَهِي إِنْ كَانَتْ ذُنُوبِي قَدْ حَالَتْ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ أَنْ تَرْفَعَ لِي صَوْتاً أَوْ تَسْتَجِيبَ لِي دَعْوَةً فَهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَوَجِّهٌ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَ أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ يَا مَوْلَايَ لَمَّا قَبِلْتَ عُذْرِي وَ غَفَرْتَ ذُنُوبِي بِتَوَسُّلِي إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ وَ رَحْمَتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ فَإِنَّكَ قُلْتَ الْأَعْمَالُ بِخَوَاتِمِهَا وَ جَعَلْتَ لِكُلِّ عَامِلٍ أَجْراً فَأَسْأَلُكَ يَا إِلَهِي أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَجْعَلَ جَزَائِي مِنْكَ عِتْقِي مِنَ النَّارِ وَ أَنْ تَنْظُرَ إِلَيَّ نَظْرَةً رَحِيمَةً لَا أَشْقَى بَعْدَهَا أَبَداً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ- ثُمَّ تُصَلِّي لِلزِّيَارَةِ وَ تَدْعُو بَعْدَهَا وَ تَقُولُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ يَا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ 6313 .
أقول: و ساق الدعاء إلى آخر ما سيأتي في زيارة عاشوراء و قد مر مختصر منه
في الزيارة الخامسة أيضا.
17- ثُمَّ قَالَ مُؤَلِّفُ الْمَزَارِ الْكَبِيرِ فَإِذَا أَرَدْتَ وَدَاعَهُ ع تَأْتِي قَبْرَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ تَقِفُ عَلَيْهِ كَوُقُوفِكَ الْأَوَّلِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- وَ يَعْسُوبَ الدِّينِ وَ قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَ حُجَّةَ اللَّهِ عَلَى أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا سَئِمٍ وَ لَا قَالٍ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ سَلَامَ وَلِيٍّ غَيْرِ زَائِغٍ عَنْكَ وَ لَا مُنْحَرِفٍ مِنْكَ وَ لَا مُسْتَبْدِلٍ بِكَ وَ لَا مُؤْثِرٍ عَلَيْكَ وَ لَا زَاهِدٍ فِيكَ وَ لَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِتْيَانِ مَشْهَدِكَ وَ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ حَشَرَنِي اللَّهُ فِي زُمْرَتِكَ وَ أَوْرَدَنِي حَوْضَكَ وَ جَعَلَنِي مِنْ حِزْبِكَ- وَ أَرْضَاكَ عَنِّي وَ مَكَّنَنِي فِي دَوْلَتِكَ وَ أَحْيَانِي فِي رَجْعَتِكَ وَ مَلَّكَنِي فِي أَيَّامِكَ وَ شَكَرَ سَعْيِي بِكَ وَ غَفَرَ ذَنْبِي بِشَفَاعَتِكَ وَ أَقَالَ عَثْرَتِي بِحُبِّكَ وَ أَعْلَى كَعْبِي بِمُوَالاتِكَ وَ شَرَّفَنِي بِطَاعَتِكَ وَ أَعَزَّنِي بِهِدَايَتِكَ وَ جَعَلَنِي مِمَّنْ أَنْقَلِبُ مُفْلِحاً مُنْجِحاً غَانِماً سَالِماً مُعَافًى غَنِيّاً فَائِزاً بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَ فَضْلِهِ وَ كِفَايَتِهِ وَ نُصْرَتِهِ وَ أَمْنِهِ وَ نُورِهِ وَ هِدَايَتِهِ وَ حِفْظِهِ وَ كِلَاءَتِهِ بِأَفْضَلِ مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ زُوَّارِكَ وَ وَافِدِيكَ وَ مَوَالِيكَ وَ شِيعَتِكَ وَ رَزَقَنِيَ اللَّهُ الْعَوْدَ مَا أَبْقَانِي رَبِّي بِإِيمَانٍ وَ بَرٍّ وَ تَقْوَى وَ إِخْبَاتٍ وَ رِزْقٍ حَلَالٍ وَاسِعٍ وَ عَافِيَةٍ شَامِلَةٍ فِي النَّفْسِ وَ الْإِخْوَانِ وَ الْأَهْلِ وَ الْوَلَدِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَةِ مَوْلَايَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ- وَ ذِكْرِهِ وَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَ أَوْجِبْ لِي مِنَ الْخَيْرِ وَ الْبَرَكَةِ وَ النُّورِ وَ الْإِيمَانِ وَ حُسْنِ الْإِجَابَةِ مِثْلَ مَا أَوْجَبْتَ لِأَوْلِيَائِكَ الْعَارِفِينَ بِحَقِّكَ الْمُوجِبِينَ لِطَاعَتِكَ الْمُدِيمِينَ لِذِكْرِكَ الرَّاغِبِينَ فِي زِيَارَتِكَ الْمُتَقَرِّبِينَ إِلَيْكَ بِذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ- وَ نَفْسِي وَ أَحِبَّتِي اجْعَلْنِي يَا مَوْلَايَ مِنْ حِزْبِكَ وَ أَدْخِلْنِي فِي شَفَاعَتِكَ وَ اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَ بَلِّغْ أَرْوَاحَهُمْ وَ أَجْسَادَهُمْ مِنِّي السَّلَامَ وَ أَعْمِمْ بِمَا سَأَلْتُكَ جَمِيعَ أَهْلِي وَ وُلْدِي وَ إِخْوَانِي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَ أُشْهِدُ مُحَمَّداً وَ عَلِيّاً وَ الثَّمَانِيَةَ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَ الْأَرْبَعَةَ أَمْلَاكٍ خَزَنَةَ عِلْمِكَ أَنَّ فَرْضَ صَلَوَاتِي لِوَجْهِكَ وَ نَوَافِلِي وَ زَكَوَاتِي وَ مَا طَابَ مِنْ قَوْلٍ وَ عَمَلٍ عِنْدَكَ فَعَلى مُحَمَّدٍ ص-
فَأَسْأَلُكَ يَا إِلَهِي أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ تُوصِلَنِي بِهِ إِلَيْهِ وَ تُقَرِّبَنِي بِهِ لَدَيْهِ كَمَا أَمَرْتَنَا بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَ أَشْهَدُ أَنِّي مُسَلِّمٌ لَهُ وَ لِأَهْلِ بَيْتِهِ غَيْرَ مُسْتَكْبِرٍ وَ لَا مُسْتَنْكِفٍ فَسَلِّمْنَا بِصَلَاتِهِ وَ صَلَاةِ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ اجْعَلْ مَا أَتَيْنَا مِنْ عَمَلٍ أَوْ مَعْرِفَةٍ مُسْتَقَرّاً لَا مُسْتَوْدَعاً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ- ثُمَّ تَنْكَبُّ عَلَى الْقَبْرِ وَ تَقُولُ وَلِيُّكَ يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِكَ عَائِذٌ وَ بِحَرَمِكَ لَائِذٌ وَ بِحَبْلِكَ آخِذٌ وَ بِأَمْرِكَ نَافِذٌ فَكُنْ لِي يَا مَوْلَايَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى اللَّهِ سَفِيراً وَ مِنَ النَّارِ مُجِيراً وَ عَلَى الدَّهْرِ ظَهِيراً وَ لِزِيَارَتِي شَكُوراً فَمَنْ تَعَلَّقَ بِكَ سَلِمَ وَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْكَ نَدِمَ وَ أَنْتَ مَوْلَى الْأُمَمِ وَ كَاشِفُ النِّقَمِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ يَدْعُوكَ وَ يَشْكُو إِلَيْكَ وَ يَتَّكِلُ فِي أَمْرِهِ عَلَيْكَ وَ أَنْتَ مَالِكُ جَنَّتِهِ وَ مُنَفِّسُ كُرْبَتِهِ وَ رَاحِمُ عَبْرَتِهِ وَ مُحْيِي قَلْبِهِ وَ عَلَيْكَ مِنَّا السَّلَامُ وَ بِكَ بَعْدَ اللَّهِ الِاعْتِصَامُ إِذَا حَلَّ الْحِمَامُ وَ سَكَنَ الزِّحَامُ فَإِلَيْكَ الْمَآبُ وَ أَنْتَ حَسْبُنَا وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ- ثُمَّ تَدْعُو بِمَا شِئْتَ- 6314 وَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى وَ عَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ- وَ انْصَرِفْ رَاشِداً.
أقول: هذا آخر ما أخرجناه من المزار الكبير المظنون أنه من مؤلفات محمد بن المشهدي ره.
باب 5 زياراته صلوات الله عليه المختصة بالأيام و الليالي منها زيارة يوم الحادي و العشرين من شهر رمضان
1- كا، الكافي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زَيْدٍ النَّيْشَابُورِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَسَدِ
بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع ارْتَجَّ الْمَوْضِعُ بِالْبُكَاءِ وَ دَهِشَ النَّاسُ كَيَوْمَ قُبِضَ النَّبِيُّ ص وَ جَاءَ رَجُلٌ بَاكِياً وَ هُوَ مُسْرِعٌ مُسْتَرْجِعٌ وَ هُوَ يَقُولُ الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَاماً وَ أَخْلَصَهُمْ إِيمَاناً وَ أَشَدَّهُمْ يَقِيناً وَ أَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ وَ أَعْظَمَهُمْ عَنَاءً وَ أَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ آمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ وَ أَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ وَ أَكْرَمَهُمْ سَوَابِقَ وَ أَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وَ أَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص- وَ أَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْياً وَ خَلْقاً وَ سَمْتاً وَ فِعْلًا وَ أَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً وَ أَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ عَنْ رَسُولِهِ وَ عَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً قَوِيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُهُ وَ بَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا وَ نَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا وَ لَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ ص إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ وَ كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً لَمْ تُنَازَعْ وَ لَمْ تَضْرَعْ بِرَغْمِ الْمُخَالِفِينَ وَ غَيْظِ الْكَافِرِينَ وَ كُرْهِ الْحَاسِدِينَ وَ صِغَرِ الْفَاسِقِينَ فَقُمْتَ بِالْأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا وَ نَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا وَ مَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا فَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا وَ كُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً وَ أَعْلَاهُمْ قُنُوتاً وَ أَقَلَّهُمْ كَلَاماً وَ أَصْوَبَهُمْ نُطْقاً وَ أَكْبَرَهُمْ رَأْياً وَ أَشْجَعَهُمْ قَلْباً وَ أَشَدَّهُمْ يَقِيناً وَ أَحْسَنَهُمْ عَمَلًا وَ أَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ كُنْتَ وَ اللَّهِ يَعْسُوباً لِلدِّينِ أَوَّلًا وَ آخِراً الْأَوَّلَ حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ وَ الْآخِرَ حِينَ فَشِلُوا كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَباً رَحِيماً إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالًا فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْهُ ضَعُفُوا وَ حَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا وَ رَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا وَ شَمَّرْتَ إِذِ اجْتَمَعُوا وَ عَلَوْتَ إِذْ هَلِعُوا وَ صَبَرْتَ إِذْ أَسْرَعُوا وَ أَدْرَكْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا وَ نَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا كُنْتَ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً وَ نَهْباً وَ لِلْمُؤْمِنِينَ عَمَداً وَ حِصْناً فُطِرْتَ وَ اللَّهِ بِغِمَائِهَا وَ فُزْتَ بِحِبَائِهَا وَ أَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا وَ ذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ وَ لَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ وَ لَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ وَ لَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ وَ لَمْ تَخِرَّ كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَاصِفُ وَ كُنْتَ كَمَا قَالَ ع أَمِنَ النَّاسُ فِي صُحْبَتِكَ وَ ذَاتِ يَدِكَ وَ كُنْتَ كَمَا قَالَ ع ضَعِيفاً فِي بَدَنِكَ قَوِيّاً فِي أَمْرِ اللَّهِ مُتَوَاضِعاً فِي نَفْسِكَ عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ كَبِيراً فِي الْأَرْضِ
جَلِيلًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ وَ لَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ وَ لَا لِأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ وَ لَا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ وَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ وَ الْقَرِيبُ وَ الْبَعِيدُ عَنْكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ شَأْنُكَ الْحَقُّ وَ الصِّدْقُ وَ الرِّفْقُ وَ قَوْلُكَ حُكْمٌ وَ حَتْمٌ وَ أَمْرُكَ حِلْمٌ وَ حَزْمٌ وَ رَأْيُكَ عِلْمٌ وَ عَزْمٌ فِيمَا فَعَلْتَ قَدْ نَهَجَ السَّبِيلُ وَ سَهُلَ الْعَسِيرُ وَ أُطْفِئَتِ النِّيرَانُ وَ اعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ وَ قَوِيَ بِكَ الْإِسْلَامُ وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ سَبَقْتَ سَبْقاً بَعِيداً وَ أَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَباً شَدِيداً فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ وَ عَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ وَ هَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ فَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وَ سَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ فَوَ اللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً وَ حِصْناً وَ قُنَّةً رَاسِياً وَ عَلَى الْكَافِرِينَ غِلْظَةً وَ غَيْظاً فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّهِ وَ لَا أَحْرَمَنَا أَجْرَكَ وَ لَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ وَ سَكَتَ الْقَوْمُ حَتَّى انْقَضَى كَلَامُهُ وَ بَكَى وَ بَكَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص- ثُمَّ طَلَبُوهُ فَلَمْ يُصَادِفُوهُ 6315 .
بيان: إنما أوردنا هذا الخبر هنا لأن المتكلم كان الخضر ع كما يظهر من إكمال الدين 6316 و قد خاطبه ع كما يظهر في هذا اليوم بهذا الكلام فناسب زيارته في هذا اليوم به و قد أدرجه علماؤنا في بعض الزيارات السابقة و الآتية و الارتجاج الاضطراب و العناء التعب و يقال حاطه يحوطه حوطا و حياطة إذا حفظه و صانه و ذب عنه و توفر على مصالحه و الهدي بالفتح السيرة و السمت هيئة أهل الخير قوله ع و برزت أي إلى الجهاد و الاستكانة الخضوع و التذلل قوله ع و نهضت أي قمت بعبادة الله و أداء حقه و ترويج دينه حين وهن و ضعف سائر الناس الصحابة في حياة الرسول ص و بعده قوله ع إذ هم أصحابه أي قصد كل منهم مسلكا مخالفا للحق لمصالح دنياهم قوله ع
لم تنازع أي لم تكن محل النزاع لوضوح الأمر أو المعنى أنهم جميعا كانوا بقلوبهم يعتقدون حقيتك و خلافتك و إن أنكروا ظاهرا لأغراضهم الفاسدة قوله لم تضرع على بناء المعلوم بكسر الراء و فتحها أي لم تذل و لم تخضع لهم أو بضمها يقال ضرع ككرم إذا ضعف و لم يقو على العدو قوله ع و صغر الفاسقين بكسر الصاد و فتح الغين و هو الذل و الرضا به و فشل كفرح كسل و ضعف و تراخى و جبن و التعتعة في الكلام التردد فيه من حصر أو عي فقوله و أعلاهم قنوتا أي طاعة و خضوعا و في نهج البلاغة 6317 و أعلاهم فوتا أي سبقا قوله ع أولا و آخرا يحتمل أن يكون المراد بالأول زمان الرسول ص و بالآخر بعده أو كلا منهما في كل منهما و يقال تشمر للأمر إذا تهيأ و الهلع أفحش الجزع قوله إذ أسرعوا أي فيما لا ينبغي الإسراع فيه و الأوتار جمع وتر بالكسر و هو الجناية و العمد بالتحريك جمع العمود قوله ع فطرت و الله بغمائها الغماء الداهية و في بعض النسخ بنعمائها و قوله فطرت يمكن أن يقرأ على بناء المجهول من الفطر بمعنى الخلقة أي كنت مفطورا على البلاء و النعماء و يحتمل أن يكون الفاء عاطفة و الطاء مكسورة من الطيران أي ذهبت إلى الدرجات العلى مع الدواهي التي أصابتك من الأئمة أو طرت و ذهبت بنعمائهم و كراماتهم ففقدوها بعدك و بعضهم قرأ فطرت على بناء المجهول و تشديد الطاء من قولهم فطرت الصائم إذا أعطاه الفطور 6318 .