کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و لا يعلم من أسبابنا شيئا، و هو سرّ من أسرار آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و في الكشّيّ أنّه قرأه أبان بن أبي عيّاش على عليّ بن الحسين عليه السّلام قال، صدق سليم رحمة اللّه عليه هذا حديث نعرفه.
و في حديث آخر حدّث أبان أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام: بهذا الحديث كلّه فاغرورقت عيناه ثمّ قال: صدق سليم، قد أتى أبي بعد جدّي الحسين عليه السّلام و أنا قاعد عنده فحدّثه بهذا الحديث بعينه، فقال له أبي: صدقت، قد حدّثني أبي و عمّي الحسن عليهما السّلام بهذا الحديث عن أمير المؤمنين عليه السّلام فقالا لك: صدقت، قد حدّثك بذلك و نحن شهود، ثمّ حدّثناه أنّهما سمعا ذلك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
و في حديث آخر عن إثبات الرجعة لابن شاذان: ذكر حمّاد بن عيسى هذا الحديث عند مولانا أبي عبد اللّه عليه السّلام فبكى، و قال: صدق سليم فقد روى هذا الحديث أبي، عن أبيه، عن جدّه الحسين عليه السّلام قال: سمعت هذا الحديث عن أبي حين سأله سليم بن قيس الهلاليّ.
و في حديث رابع عن مختصر البصائر أنّه قرأ أبان كتاب سليم على سيّدنا عليّ بن الحسين عليه السّلام بحضور جماعة من أعيان أصحابه منهم أبو الطفيل فأقرّه عليه زين العابدين عليه السّلام، و قال: هذه أحاديثا صحيحة. و يعرب عن صحّة الكتاب و عناية الأصحاب به ما قال النعمانيّ في كتاب الغيبة ص 47، بعد ما أخرج عنه أحاديث تدلّ على أنّ الأئمة اثنى عشر، قال: بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم و رواه عن الأئمّة عليهم السّلام خلاف في أنّ كتاب سليم بن قيس الهلاليّ أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم حملة حديث أهل البيت عليهم السّلام و أقدمها، لأنّ جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنّما هو عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السّلام و المقداد و سلمان الفارسيّ و أبي ذرّ و من جرى مجراهم ممّن شهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السّلام و سمع منهما، و هو من الأصول الّتي ترجع الشيعة إليها و تعول عليها. إ ه.
و قد نقل عنه كثير من قدماء أصحابنا في كتبهم كثقة الإسلام في الكافي و الصفّار في بصائر الدرجات، و الصدوق في من لا يحضره الفقيه و الخصال. و يظهر ممّا نقلنا سابقا عن ابن النديم أنّ كتاب سليم بن قيس أوّل كتاب ظهر للشيعة، و ممّا حكي من القاضي
بدر الدين السبكيّ المتوفّى سنة 769 أنّه قال في محاسن الوسائل في معرفة الأوائل:
إنّ أوّل كتاب صنّف للشيعة هو كتاب سليم بن قيس الهلاليّ، انّ كتاب سليم هذا كان من الأصول الشهيرة عند العامّة فضلا عن الخاصّة، و سيأتي في الفصل الثاني عن المصنّف أنّ كتاب سليم في غاية الاشتهار، و قد طعن فيه جماعة، و الحقّ أنّه من الأصول المعتبرة.
و بعد ذلك كلّه لا مجال لما حكي عن ابن الغضائريّ في الكتاب و مؤلّفه.
هذا جملة القول حول الكتاب و إن شئت الزيادة فليراجع إلى الروضات و تنقيح المقال و الذريعة. و قد طبع الكتاب على صورته الأصليّة في النجف أخيرا.
(الصهرشتى)
هو نظام الدين أبو الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتيّ 706 .
كان عالما كاملا فقيها وجها ديّنا ثقة، شيخا من شيوخ الشيعة، من كبار تلامذة السيّد المرتضى و الشيخ الطوسيّ قدّس اللّه روحهما، راويا عنهما و عن المفيد و عن أبي يعلى محمّد بن الحسن بن حمزة الجعفريّ، و أبي الحسين أحمد بن عليّ الكوفيّ النجاشيّ 707 ، و أبي الفرج المظفّر بن عليّ بن حمدان القزوينيّ و أبي المفضّل الشيبانيّ و عن الشيخ أبي عبد اللّه الحسين بن الحسن بن بابويه ابن أخي الصدوق، و عن الشيخ أبي الحسن محمّد بن الحسين الفتّال 708 ، و يروي عنه الشيخ الحسن بن الحسين بن بابويه المعروف بحسكا و غيره 709 .
له كتب عديدة منها: قبس المصباح في الأدعية، و إصباح الشيعة بمصباح الشريعة 710 كانا موجودين عند المصنّف، يحكي عنهما في الكتاب، التبيان في عمل شهر رمضان، نهج المسالك إلى معرفة المناسك، البداية، النفيس في الفقه، التنبيه، النوادر، المتعة، شرح نهاية الشيخ الطوسيّ، شرح ما لا يسع جهله، عمدة الوليّ و النصير في نقض كلام صاحب التفسير و هو القاضي أبو يوسف القزوينيّ. و له الانفرادات بالفتوى.
و يشير الشهيد- قدّس سرّه- إلى بعض فتاويه و خلافاته في الفروع الفقهيّة في كتبه ككتاب الذكرى و غاية المراد في مبحثى منزوحات البئر و زكاة النعم.
يوجد ترجمته في كتب التراجم كرياض العلماء، و روضات الجنّات ص 302، و فهرست منتجب الدين، و معالم العلماء: ص 49، و منتهى المقال: ص 153، و أمل الآمل ص 45، و تنقيح المقال ج 2 ص 56 و المقابس ص 12.
(البياضى)
زين الدين أبو محمّد عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد بن يونس العامليّ النباطيّ البياضيّ.
ترجمه صاحب روضات الجنّات ص 388 و صاحب أمل الآمل ص 23 و قال: الثاني:
كان عالما، فاضلا، محقّقا، مدقّقا، ثقة، متكلّما، شاعرا، أديبا، متبحّرا، له كتب منها: كتاب الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم 711 ، و رسالة سمّاها الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس و الروح 712 ، و رسالة في المنطق سمّاها اللّمعة، و مختصر المختلف، و مختصر مجمع البيان، و مختصر الصحاح و رسالة في الكلام، و رسالة في الإمامة، و غير ذلك. انتهى.
و عدّ صاحب الروضات من كتبه كتاب نجد الفلاح، و زبدة البيان، و منحل الفلاح
و كتاب المقام الأسنى في تفسير أسماء اللّه الحسنى، و الكلمات النافعات في تفسير الباقيات الصالحات، و هو توضيح للرسالة الّتي ألّفها الشهيد في تفسير الكلمات، و فاتح الكنوز المحروزة في ضمن الارجوزة، و هو شرح على أرجوزة نفسه الّتي نظمها في علم الكلام، و الرسالة اليونسيّة في شرح المقالة التكليفيّة للشيخ الشهيد، و قال:
عثرت على مجموعة من رسائل نفيسة جلّها أم كلّها بخطّ الشيخ زين الدين المذكور، و أكثرها من مؤلّفات نفسه، و من جملتها الرسالة المنطقيّة، و كان تاريخ تأليفها سنة 838.
و نقل صاحب الرياض عن والد شيخنا البهائيّ أنّه وجد بخطّ جدّه الشيخ شمس الدين محمّد بن عليّ الجباعيّ العامليّ أنّه مات الشيخ عليّ بن يونس النباطيّ سنة 877.
(عز الدين الحلى) 713
أبو محمّد الحسن بن سليمان بن محمّد بن خالد الحلّيّ العامليّ، و يقال له: القمّيّ أيضا، و لعلّ العامل كان مولده، ثمّ هبط في كلّ من مدينتى العلم: قم المشرّفة، و الحلّة الفيحاء.
و على أيّ حال فشيخنا المترجم له فقيه من الفقهاء الأمجاد و العلماء الأخيار، من أجلّة تلامذة شهيدنا الأوّل، ترجمه الشيخ الحرّ العامليّ في أمل الآمل ص 38 و الرجاليّ البصير المولى عبد اللّه أفندي في رياض العلماء، و العلّامة الخونساريّ في روضات الجنّات ص 178، و أثنوا عليه بالفضل و الفقاهة و الزهد و العبادة.
قال الثاني: هو محدّث جليل و فقيه نبيل، و قد وجدت بخطّ الشيخ محمّد بن عليّ ابن الحسن الجباعيّ تلميذ ابن فهد- قدّس سرّه- أنّه قال الحسن بن راشد في وصف هذا الشيخ هكذا: الشيخ الصالح العابد الزاهد عزّ الدين. إ ه.
و قال المصنّف في الفصل الثاني من البحار: و كتاب البياضيّ و ابن سليمان كلّها صالحة للاعتماد، و مؤلّفهما من العلماء الأنجاد، و تظهر منها غاية المتانة و السداد.
انتهى.
تتلمذ- قدّس سرّه- على الشهيد الأوّل، و له إجازة منه، و يروي عنه، و عن السيّد بهاء الدين عليّ بن السيّد عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني، و الشيخ محمّد بن إبراهيم ابن محسن المطارآباديّ، على ما يظهر من كتابه المختصر 714 .
و روى عنه الحسين بن محمّد بن الحسن الحمويانيّ 715 بإجازة تاريخها 23 من المحرّم 802 ه 716 .
و روى الشيخ شمس الدين محمّد جدّ شيخنا البهائيّ الصحيفة السجّاديّة عن الشيخ عليّ بن محمّد بن عليّ إجازة سنة 851 ه. و هو قرأها السيّد تاج الدين عبد الحميد بن جمال الدّين أحمد بن عليّ الهاشميّ الزينبي و هو يرويها عن شيخنا المؤلّف المترجم له 717 . فالمستفاد من طبقة مشايخة و رواته أنّه من علماء القرن الثامن، بل أدرك زمنا من القرن التاسع.
و له كتب منها: مختصر بصائر الدرجات 718 لشيخنا الأقدم سعد بن عبد اللّه الأشعري الثقة المتقدم ذكره، اختصر البصائر و أضاف إليه روايات اخرى من كتب معتبرة، و كتاب المحتضر 719 ، و كتاب المختصّ، و رسالة في الرجعة 720 .
(الحلى)
الشيخ فخر الدين أبي عبد اللّه محمّد بن إدريس العجليّ الحلّيّ صاحب كتاب السرائر.
* (الثناء عليه)*
وصفه ابن داود- رحمه اللّه- بقوله: كان شيخ الفقهاء بالحلّة، مفتيا في العلوم، كثير التصانيف. إ ه.
و الشهيد- قدّس سرّه- في إجازته: بالشيخ الإمام العلامة شيخ العلماء رئيس المذهب. إ ه.
و الشهيد الثاني- قدّس اللّه روحه- في إجارته، بالإمام العلّامة.
و المحقّق الثاني- رحمه اللّه- بالإمام السعيد المحقّق حبر العلماء و الفقهاء فخر الملّة و الحقّ و الدين.
و الشيخ يوسف البحرانيّ- رحمة اللّه عليه- بقوله: كان فقيها اصوليّا بحتا، و مجتهدا صرفا- إلى أن قال-: و التحقيق أن فضل الرجل و علوّ منزلته في هذه الطائفة ممّا لا ينكر، و غلطه في مسألة من مسائل الفنّ لا يستلزم الطعن عليه 721 .
و العلّامة المصنّف- قدّس سرّه-: بالفاضل الثقة العلّامة.
و التستريّ- ره-: بالفاضل الكامل المحقّق المدقّق عين الأعيان و نادرة الزمان 722 .
و العلّامة النوريّ- رحمه اللّه-: بالشيخ الفقيه و المحقّق النبيه، أذعن بعلوّ مقامه في العلم و الفهم و التحقيق و الفقاهة أعاظم العلماء في إجازاتهم و تراجمهم 723 .
و قال ابن حجر في لسان الميزان ج 5 ص 65: محمّد بن إدريس العجليّ الحلّيّ فقيه الشيعة و عالمهم، له تصانيف في فقه الإماميّة و لم يكن للشيعة في وقته مثله. ا ه.
و قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست: الشيخ محمّد بن إدريس العجليّ بحلّة، له تصانيف منها: كتاب السرائر، شاهدته بحلّة، و قال شيخنا سديد الدين محمود الحمّصيّ- رفع اللّه درجته- هو مخلّط لا يعتمد على تصنيفه. انتهى.
قلت: يوجد في غير واحد من التراجم ثناؤه و تبجيله و التسلّم في فقاهته و المهارة فيه، و اجتهاده و التضلّع فيه، لكن قد يقدح فيه بأنّه أعرض عن أخبار أهل البيت بالكليّة، و بأنّه أساء الأدب في تعبيره مع شيخ الطائفة بما لا نهاية له، مع أنّ الشيخ من عمد الطائفة و أساطين المذهب، و لا يخفى حقّه على المذهب و أهله، و لعلّه لذلك عنونه ابن داود في القسم الثاني من رجاله، و غير خفيّ أنّ الإشكال الأوّل مدفوع عنه، لانّه لم يعرض عن الأخبار بأسرها، بل انّه كان لا يري الأخبار الآحاد حجّة كسيدنا المرتضى
و غيره، و أمّا الأخبار المتواترة و التي كانت محفوفة بقرائن توجب العمل عليها فقد كان يعمل بها و يعوّل عليها و ذلك مشهود في السرائر و مستطرفاته.
* (مشايخه)*
يروي عن جماعة من المشايخ منهم: الشيخ الفقيه عبد اللّه بن جعفر دوريستيّ، و السيّد أبو المكارم حمزة بن عليّ بن زهرة الحسيني الحلبيّ صاحب الغنية، و الشيخ عربيّ بن مسافر العباديّ، و الشيخ الحسين بن رطبة، و السيّد شرفشاه بن محمّد الحسينيّ، و الشيخ أبو الحسن عليّ بن إبراهيم العلوىّ العريضيّ.
* (رواته)*
يروي عنه عدّة من العلماء الأمجاد منهم: الشيخ نجيب الدين أبو إبراهيم محمّد بن نما الحلّي الربعيّ، و السيّد شمس الدين أبو عليّ فخار بن معدّ بن فخار الموسويّ الحائريّ، و الشيخ أبو الحسن عليّ بن يحيى بن عليّ الخياط 724 . و السيّد محيى الدين محمّد بن عبد اللّه بن زهرة.
* (مؤلّفاته)*
كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي 725 . خلاصة الاستدلال في صلاة القضاء.
التعليقات، و هو حواش و إيرادات على التبيان للشيخ الطوسيّ. مختصر التبيان.
* (مولده و مدفنه)*
حكى المصنّف في كتاب الإجازات ص 15 عن خطّ الشهيد- رحمه اللّه- أنّ الشيخ الإمام أبو عبد اللّه محمّد بن إدريس العجليّ قال: بلغت الحلم سنة 558 و أنّه توفّي سنة 578.