کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الخامس: ما قيل: إنّ المراد بطيب الظاهر حسن الصورة و الهيئة و بخبثه قبحهما، و قال: هما يدلّان على حسن الباطن و قبحه، و حمل خبث العبد مع قبح الفعل على ما إذا كان مع حسن الصورة و الآخر على ما إذا كان مع قبح الصورة. 29732
لا يخفى بعد 29733 و لعلّ 29734 الأوّل أظهر الوجوه.
و أمرّت .. أي صارت مرّا 29735 ..
21- نهج 29736 : مِنْ كَلَامٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَ قَدْ قَالَ لِي قَائِلٌ 29737 : إِنَّكَ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ لَحَرِيصٌ!! فَقُلْتُ: بَلْ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ أَحْرَصُ 29738 وَ أَبْعَدُ، وَ أَنَا أَخَصُّ وَ أَقْرَبُ، وَ إِنَّمَا طَلَبْتُ حَقّاً لِي وَ أَنْتُمْ تَحُولُونَ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ، وَ تَضْرِبُونَ وَجْهِي دُونَهُ. فَلَمَّا قَرَّعْتُهُ بِالْحُجَّةِ فِي الْمَلَإِ الْحَاضِرِينَ بُهِتَ لَا يَدْرِي 29739 مَا يُجِيبُنِي بِهِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعْدِيكَ 29740 عَلَى قُرَيْشٍ وَ مَنْ أَعَانَهُمْ! فَإِنَّهُمْ قَطَعُوا رَحِمِي، وَ صَغَّرُوا عَظِيمَ مَنْزِلَتِيَ، وَ أَجْمَعُوا عَلَى مُنَازَعَتِي أَمْراً هُوَ لِي، ثُمَّ قَالُوا: أَلَا إِنَّ فِي الْحَقِّ أَنْ نَأْخُذَهُ 29741 وَ فِي الْحَقِّ أَنْ تَتْرُكَهُ.
بيان:
قال ابن أبي الحديد 29742 : هذا الفصل من خطبة يذكر فيها أمر الشورى 29743 ، و الذي قال له: إنّك على هذا الأمر لحريص! هو سعد بن أبي وقّاص مع روايته فيه:
(أنت منّي بمنزلة هارون من موسى) 29744 .
، و هذا عجيب 29745 ، و قد رواه الناس كافّة.
و قالت الإماميّة: هذا الكلام كان يوم السقيفة، و القائل 29746 أبو عبيدة بن الجرّاح.
و قرعته بالحجّة: صدمته بها 29747 .
قوله عليه السلام: بهت .. في بعض النسخ: هبّ .. أي استيقظ 29748 .
و قال الجوهري: العدوى: طلبك إلى وال ليعديك على من ظلمك .. أي ينتقم منه، يقال: استعديت على فلان الأمير فأعداني: استعنت به 29749 فأعانني عليه 29750 .
فإنّهم قطعوا رحمي .. لأنّهم لم يراعوا قربه عليه السلام من رسول اللَّه صلّى
اللَّه عليه و آله أو منهم، أو الأعمّ.
ألا إنّ في الحقّ أن 29751 نأخذه- بالنون- و في الحقّ أن تتركه- بالتاء- .. أي إنّهم لم يقصّروا على أخذ حقّي ساكتين عن دعوى كونه حقّا لهم، و لكنّهم أخذوه مع دعواهم أنّ الحقّ لهم، و أنّه يجب عليّ أن أترك المنازعة فيه، فليتهم أخذوا معترفين بأنّه حقّ لي، فكانت المصيبة أهون.
و روي بالنون فيهما 29752 ، فالمعنى إنّا نتصرّف فيه كما نشاء بالأخذ و الترك دونك.
و في بعض النسخ فيهما بالتاء 29753 .. أي يعترفون أنّ الحقّ لي ثم يدّعون أنّ الغاصب أيضا على الحقّ، أو يقولون لك الاختيار في الأخذ و الترك، و كذا في الرواية الأخرى قرئ بالنون و بالتاء 29754 .
و قال القطب الراوندي: إنّها في خطّ الرضي رضي اللَّه عنه بالتاء 29755 .. أي إن وليت كانت ولايتك حقّا، و إن ولي غيرك كانت حقّا على مذهب أهل الاجتهاد ..
22- نهج 29756 : وَ مِنْ كَلَامٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَعْدِيكَ عَلَى قُرَيْشٍ 29757 فَإِنَّهُمْ قَدْ قَطَعُوا رَحِمِي، وَ أَكْفَئُوا إِنَائِي، وَ أَجْمَعُوا عَلَى مُنَازَعَتِي حَقّاً كُنْتُ
أَوْلَى بِهِ مِنْ غَيْرِي، وَ قَالُوا: أَلَا إِنَّ فِي الْحَقِّ أَنْ نَأْخُذَهُ 29758 وَ فِي الْحَقِّ أَنْ نَمْنَعَهُ 29759 ، فَاصْبِرْ مَغْمُوماً أَوْ مُتْ مُتَأَسِّفاً، فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ لِي رَافِدٌ وَ لَا ذَابٌّ وَ لَا مُسَاعِدٌ إِلَّا أَهْلُ بَيْتِي، فَضَنِنْتُ بِهِمْ عَنِ الْمَنِيَّةِ، فَأَغْضَيْتُ 29760 عَلَى الْقَذَى، وَ جَرِعْتُ رِيقِي عَلَى الشَّجَا، وَ صَبَرْتُ مِنْ كَظْمِ الْغَيْظِ عَلَى أَمَرَّ مِنَ الْعَلْقَمِ، وَ أَلَمَّ لِلْقَلْبِ مِنْ حَزِّ الشِّفَارِ.
بيان:
قال الجوهري: كفأت الإناء: كببته و قلبته، فهو مكفوء. و زعم ابن الأعرابي أنّ أكفأته لغة 29761 ، و يروى: كفّوا- بدون الهمزة- و هو أفصح.
و قال الجوهري: رفدته أرفده رفدا: .. إذا أعنته ..، و الإرفاد ...
الإعانة 29762 .
و قال: الذّبّ: الدّفع و المنع 29763 .
و قال: ضننت بالشّيء ..: بخلت به ... و قال الفرّاء: ضننت- بالفتح- ..
لغة فيه 29764 .
و الإغضاء: أدناء الجفون 29765 ، و القذى في العين: ما يسقط فيها فيؤذيها 29766 .
و الشّجا: ما ينشب في الحلق من عظم و غيره 29767 .
و العلقم: شجر مرّ، و يقال للحنظل، و كلّ شيء مرّ: علقم 29768 .
و الحزّ: القطع، حزّه و احتزّه: قطعه 29769 .
و الشّفرة- بالفتح- السّكّين العظيم، و الجمع شفار 29770 ..
23- نهج 29771 : مِنْ كَلَامِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: وَا عَجَبَاهْ أَ تَكُونُ الْخِلَافَةُ بِالصَّحَابَةِ وَ لَا تَكُونُ بِالصَّحَابَةِ 29772 وَ الْقَرَابَةِ؟!.
قَالَ السَّيِّدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَ رُوِيَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ شِعْرٌ فِي هَذَا الْمَعْنَى، وَ هُوَ قَوْلُهُ:
فَإِنْ كُنْتَ بِالشُّورَى مَلَكْتَ أُمُورَهُمْ
فَكَيْفَ بِهَذَا وَ الْمُشِيرُونَ غُيَّبٌ
وَ إِنْ كُنْتَ بِالْقُرْبَى حَجَجْتَ خَصِيمَهُمْ
فَغَيْرُكَ أَوْلَى بِالنَّبِيِّ وَ أَقْرَبُ .
بيان: قوله عليه السلام: فكيف بهذا .. أي كيف تملكها بهذا.
قوله عليه السلام: خصيمهم .. أي من كان خصما لك منهم في دعوى الخلافة.
وَ قَالَ ابْنُ أَبِي الْحَدِيدِ 29773 : حَدِيثُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي النَّثْرِ وَ النَّظْمِ الْمَذْكُورَيْنِ مَعَ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ، أَمَّا النَّثْرُ فَمُوَجَّهٌ إِلَى عُمَرَ 29774 لِأَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا 29775 قَالَ لِعُمَرَ: امْدُدْ يَدَكَ.
قَالَ لَهُ عُمَرُ: أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا شِدَّتِهَا وَ رَخَائِهَا فَامْدُدْ أَنْتَ يَدَكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِذَا احْتَجَجْتَ لِاسْتِحْقَاقِهِ الْأَمْرَ بِصُحْبَتِهِ إِيَّاهُ فِي الْمَوَاطِنِ .. فَهَلَّا سَلَّمْتَ الْأَمْرَ إِلَى مَنْ قَدْ شَرِكَهُ فِي ذَلِكَ، وَ قَدْ زَادَ عَلَيْهِ بِالْقَرَابَةِ؟!.
وَ أَمَّا النَّظْمُ: فَمُوَجَّهٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، لِأَنَّهُ 29776 حَاجَّ الْأَنْصَارَ فِي السَّقِيفَةِ فَقَالَ:
نَحْنُ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَ بَيْضَتُهُ الَّتِي تَفَقَّأَتْ 29777 عَنْهُ، فَلَمَّا بُويِعَ احْتَجَّ عَلَى النَّاسِ بِالْبَيْعَةِ، وَ أَنَّهَا صَدَرَتْ عَنْ أَهْلِ الْحَلِّ وَ الْعَقْدِ، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: أَمَّا احْتِجَاجُكَ عَلَى الْأَنْصَارِ بِأَنَّكَ مِنْ بَيْضَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ مِنْ قَوْمِهِ فَغَيْرُكَ أَقْرَبُ نَسَباً مِنْكَ إِلَيْهِ، وَ أَمَّا احْتِجَاجُكَ بِالاخْتِيَارِ وَ رِضَى الْجَمَاعَةِ 29778 ، فَقَدْ كَانَ قَوْمٌ مِنْ أَجِلَّةِ 29779 الصَّحَابَةِ غَائِبِينَ لَمْ يَحْضُرُوا الْعَقْدَ، فَكَيْفَ ثَبَتَ 29780 ؟!.
24- نهج 29781 : قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَوَ اللَّهِ مَا زِلْتُ مَدْفُوعاً عَنْ حَقِّي: مُسْتَأْثَراً عَلَيَّ، مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ 29782 صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِلَى يَوْمِ 29783 النَّاسِ هَذَا.
25- نهج 29784 : مِنْ كَلَامِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا لَيْسَ مُعِينٌ إِلَّا أَهْلُ بَيْتِي، فَضَنِنْتُ بِهِمْ عَنِ الْمَوْتِ، وَ أَغْضَيْتُ عَلَى الْقَذَى، وَ شَرِبْتُ عَلَى الشَّجَا، وَ صَبَرْتُ عَلَى أَخْذِ الْكَظَمِ وَ عَلَى 29785 أَمَرَّ مِنْ طَعْمِ الْعَلْقَمِ.
26- وَ قَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ 29786 : قَالُوا: لَمَّا انْتَهَتْ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْبَاءُ السَّقِيفَةِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَا قَالَتِ الْأَنْصَارُ؟ قَالُوا: قَالَتْ: مِنَّا أَمِيرٌ وَ مِنْكُمْ أَمِيرٌ.
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَهَلَّا احْتَجَجْتُمْ 29787 عَلَيْهِمْ بِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَصَّى بِأَنْ يُحْسَنَ إِلَى مُحْسِنِهِمْ وَ يُتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ؟ قَالُوا: وَ مَا فِي هَذَا مِنَ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ؟.
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَوْ كَانَتِ الْإِمَارَةُ 29788 فِيهِمْ لَمْ تَكُنِ الْوَصِيَّةُ بِهِمْ.
ثُمَّ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: فَمَا ذَا قَالَتْ قُرَيْشٌ؟!. قَالُوا: احْتَجَّتْ بِأَنَّهَا شَجَرَةُ الرَّسُولِ (ص).
فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: احْتَجُّوا بِالشَّجَرَةِ وَ أَضَاعُوا الثَّمَرَةَ!.
بيان: الكظم- بفتح الظاء- مخرج النّفس 29789 .