کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
إلى جانب دار البطيخ محلة من أصبهان.
فلما وصلت إلى ذلك الشخص و رآني قال بعثك الصاحب ع إلي قلت نعم فأخرج من جيبه كتابا قديما فظهر لي أنه كتاب الدعاء و قبلته و وضعته على عيني و انصرفت عنه متوجها إلى الصاحب فانتبهت و لم يكن معي ذلك الكتاب فشرعت في التضرع و البكاء و الجوار لفوت ذلك الكتاب إلى أن طلع الفجر.
فلما فرغت من الصلاة و التعقيب و كان في بالي أن مولانا محمد هو الشيخ و تسميته بالتاج لاشتهاره بين العلماء فلما جئت إلى مدرسته و كان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلا بمقابلة الصحيفة و كان القاري السيد الصالح أمير ذو الفقار الجرفادقاني فجلست ساعة حتى فرغ منه و الظاهر أنه كان في سند الصحيفة لكن للغم الذي كان لي لم أعرف كلامه و لا كلامهم و كنت أبكي فذهبت إلى الشيخ و قلت له رؤياي و كنت أبكي لفوات الكتاب.
فقال الشيخ أبشر بالعلوم الإلهية و المعارف اليقينية و جميع ما كنت تطلب دائما و كان أكثر صحبتي مع الشيخ في التصوف و كان مائلا إليه فلم يسكن قلبي و خرجت باكيا متفكرا إلى أن ألقي في روعي أن أذهب إلى الجانب الذي ذهبت إليه في النوم.
فلما وصلت إلى دار البطيخ رأيت رجلا صالحا كان اسمه آقا حسن و يلقب بتاجا فلما وصلت إليه و سلمت عليه قال يا فلان الكتب الوقفية التي عندي كل من يأخذه من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف و أنت تعمل به تعال و انظر إلى هذه الكتب و كل ما تحتاج إليه خذه.
فذهبت معه إلى بيت كتبه فأعطاني أول ما أعطاني الكتاب الذي رأيته في النوم 11478 فشرعت في البكاء و النحيب و قلت يكفيني و ليس في بالي أني ذكرت له
النوم أم لا.
و جئت عند الشيخ و شرعت في المقابلة مع نسخته التي كتبها جد أبيه من نسخة الشهيد و كتب الشهيد نسخته من نسخة عميد الرؤساء و ابن السكون و قابلها مع نسخة ابن إدريس بواسطة أو بدونها و كانت النسخة التي أعطانيها الصاحب ع أيضا مكتوبة من خط الشهيد و كانت موافقة غاية الموافقة حتى في النسخ التي كانت مكتوبة على هامشها و بعد أن فرغت من المقابلة شرع الناس في المقابلة عندي و ببركة إعطاء الحجة ع صارت الصحيفة الكاملة في جميع البلاد كالشمس طالعة في كل بيت و سيما في أصبهان فإن أكثر الناس لهم الصحيفة المتعددة و صار أكثرهم صلحاء و أهل الدعاء و كثير منهم مستجابو الدعوة و هذه الآثار معجزة للصاحب ع و الذي أعطاني الله من العلوم بسبب الصحيفة لا أحصيها و ذلك من فضل الله علينا و على الناس و الحمد لله رب العالمين انتهى.
و وصفه في مناقب الفضلاء بقوله الفقيه النبيه العلامة و الفاضل الكامل الفهامة شيخ الفقهاء و المحدثين و رئيس الأتقياء و المتورعين مقتدى الأنام في زمانه و مفتي مسائل الحلال و الحرام في أوانه زبدة العارفين و قدوة السالكين و جمال الزاهدين و نور مصباح المتهجدين و ضياء المسترشدين صاحب الكرامات الشريفة و المقامات المنيفة إلخ.
و في أول 11479 المقابيس و منها المجلسي للشيخ الأجل الأكمل الأفضل الأوحد الأعلم الأعبد الأزهد الأسعد جامع الفنون العقلية و النقلية حاوي الفضائل
العلمية و العملية صاحب النفس القدسية و السمات الملكوتية و الكرامات السنية و المقامات العلية ناشر الأخبار الدينية و الآثار اللدنية و الأحكام النبوية و الأعلام الإمامية العالم العلم الرباني المؤيد بالتأييد السبحاني المولى محمد تقي بن المجلسي الأصفهاني قدس الله روحه و نور ضريحه.
و اعلم أنه قد ظهر من مطاوي الحكايات السابقة وجه ما اشتهر من ميله إلى التصوف حتى أن معاصره مير محمد لوحي الملقب بالمطهر قد أكثر في أربعينه من الطعن عليه و على ولده الأجل و نسبتهما إليه و إلى غيره مما لا يليق بهما و كذا صحة ما صرح به ولده العلامة و غيره من براءة ساحته عن ذلك فإن المنفي عنه عقائدهم الباطلة و آراؤهم الكاسدة التي لا يتوهم ميله إليها و إنما كان له همة علية و عزيمة قويمة في تهذيب النفس و تخليتها عن الرذائل و الملكات الردية و هذا أمر مطلوب محبوب قد أكثر في الكتاب و السنة من الأمر به بل لا شيء بعد المعارف ألزم و أهم منه إذ لا ينتفع بشيء من العلوم الشرعية بدونه و يشارك الصوفية أهل الشرع في هذا الغرض الأهم و طلبه و في بعض طرق تحصيله و إنما يفترقان في سائر طرق الوصول إليه.
و مما يشتركان فيه المواظبة على عمل مخصوص أربعين يوما و قد ذكرنا في حواشي كتابنا المسمى بكلمة طيبة أربعين خبرا يستظهر منها أن في المواظبة على شيء حسن أو قبيح أربعين يوما تأثيرا في الانتقال من حال إلى حال و صفة إلى صفة حسنة كانت أو قبيحة و قد صرح العلامة المجلسي ره في أجوبة المسائل الهندية أنه كان يواظب عليه في أغلب السنين و كذا والده المعظم نعم تهذيبه بالطرق الغير الشرعية و الأعمال المبتدعة و الأوراد المحترمة من خصائص هذه الفرقة المبتدعة و إليه يشير ما في الدروس في بحث المكاسب بقوله و يحرم الكهانة إلى قوله و تصفية النفس.
و المولى المزبور كان في أوائل سيره و سلوكه يميل إلى بعض طرقهم لكثرة شوقه إليه كما يظهر من رسالته السير و السلوك و بعض الأشعار التي رأيتها بخطه في بعض
المجاميع و لكن صار ببركة خدمة أخبار الأئمة الطاهرين ع و همته في نشرها و تصحيحها و مقابلتها حتى بلغ أمره في ذلك أن نقش على فص علامته البلوغ بالسماع أو القراءة و كان يختم به الموضع الذي ينتهي إليه العرض في يومه مجانبا لها معرضا عنها واصلا إلى مقام سني لا يصل إليه إلا الأوحدي من العلماء
الثاني في شرح إجمال حال ذراري والديه
قال في مرآة الأحوال إنه كان للمولى المعظم محمد تقي المجلسي ره ثلاثة أولاد ذكور الأكبر المولى عزيز الله و الأوسط المولى عبد الله و الأصغر مولانا العلامة محمد باقر و أربعة بنات إحداها الفاضلة الصالحة المقدسة آمنة بيگم زوجة العلامة الفهامة المولى محمد صالح المازندراني شارح الكافي و الثانية زوجة العلام المولى محمد علي الأسترآبادي و الثالثة زوجة العالم الوحيد الآميرزا محمد بن الحسن الشيرواني الشهير بملا ميرزا صاحب الحواشي المعروفة على المعالم و غيره و الرابعة زوجة الفاضل المتبحر الآميرزا كمال الدين محمد الفسوي شارح الشافية.
أما الفاضل اللبيب العارف الأديب جامع الفضائل المولى عزيز الله 11480 أكبر أولاد المولى المزبور ره فقد كان حاويا لكمالات كثيرة وحيدا في تهذيب الأخلاق قرأ على والده و على غيره من العلماء العظام و استفاد منهم العلوم الدينية و له حواشي على المدارك و التهذيب و كان قليل النظير في حسن العبارة و إنشاء وقائع الروم له مشهور و قد بلغ الغاية في القدس و الورع و الصلاح و حسن الخلق و كان مستجاب الدعوة و مع ذلك كان في التمول ثاني الآميرزا محمد تقي التاجر العباسآبادي المشهور رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً خلف ابنا و بنتين توفيتا بلا عقب.
أما الابن فهو الفاضل النحرير الآميرزا محمد كاظم عليه الرحمة و كان في جميع المراتب ثاني والده خلف ابنين و بنتين.
أما الابن فأحدهما المغفور الآميرزا محمد تقي المعروف 11481 بألماسي فإن والده نصب في داخل شباك أمير المؤمنين ع عند الموضع المعروف بجاى دو انگشت حجرا من الجوهرة المعروفة بألماس كان قيمته في ذلك الوقت سبعة آلاف توامين و هو موجود إلى الآن في الموضع المذكور و لهذا لقب بألماسي و كان في مراتب العلم و العمل فريد عصره اشتغل بصلاة الجمعة و الجماعة بأصبهان في أواخر سلطنة نادر شاه و له رسائل عديدة توفي في شهر شعبان سنة ألف و مائة و تسعة و خمسين.
و في تتميم أمل الآمل ميرزا محمد تقي الأصبهاني الشمسآبادي المشهور بألماسي 11482 كان من الفضلاء المقدسين و العلماء المترهبين متعبدا زاهدا ناسكا بكاء لخوف الله دائم الحزن من عذاب الله متحرزا عن عقاب الله أقام الجمعة في أصبهان سنين و وصل إليهم فيضه حينا بعد حين و قبر في قبر مولانا محمد تقي المجلسي ما بين الخمسين و الستين.
و قال تلميذه الفاضل المتبحر الخبير الآمير محمد باقر الشريف الأصبهاني في كتاب نور العيون في المظهر الثاني من التنوير العاشر في ذكر من رأى الحجة ع في الغيبة الكبرى بعد ما ذكر أنه رأى رسالة بخط الفاضل فيمن رآه ع و اسمه بهجة الأولياء
و لم يتمه حتى توفي ما لفظه.
إن الآميرزا المزبور المبرور ابن ابن أخي العلامة مولانا محمد باقر المجلسي و سبطه من بنته و كان عالما فاضلا ورعا دينا و كان في الزهد و العبادة وحيد عصره و في الفقه و الحديث مرجع الطلاب و بالتماس جماعة من الفضلاء و الأعيان تولي صلاة الجمعة في المسجد الجديد العباسي بأصبهان مع احتياط تام و كان يخطب بخطب بليغة فصيحة و كان لا يفتر عن البكاء حين الخطبة بلحظة.
و قد قرأت عليه كثيرا من الأحاديث و الرجال و قدرا من الفقه و الفروع و غيره و كان يلطف بي و يشفق على أكثر من الوالد الشفيق و هو أول من أجازني في الفقه و الأحاديث و الأدعية و توفي في سنة 1195 و بعد فوته أصاب أصفهان حوادث كثيرة انتهى.
و في المرآة أنه خلف ثلاثة بنين أكبرهم الآميرزا عزيز الله والد العالم الجليل الآميرزا حيدر علي الذي يأتي ذكره و كان فاضلا حسن الخلق له رسالة في أصول الدين و كان ماهرا في ذكر التاريخ توفي سنة ألف و مائتا و ثلاثين و ستين و أوسطهم الآميرزا أبو القاسم و أصغرهم الآميرزا أبو طالب.
و الابن الثاني للآميرزا محمد كاظم بن المولى عزيز الله أخ الفاضل الألماسي الآميرزا محمد علي و كان موصوفا بالفضائل الصورية و المعنوية معروفا بالزهد و التقوى خلف ابنا و بنتا أما الابن فهو جناب الآميرزا محمد رضا المشهور بآغا محمد و كان له بنون و بنتان إحداهما زوجة المعظم الآغا محمد باقر بن الآمير محمد صالح الشهير بآقا تكمه دوز و ابن أخي العالم الآمير محمد حسين بن العلامة الآمير محمد صالح الخاتونآبادي الذي يأتي ذكره و لم يخلف من بناته أحدا.
و أما أولاد بنت الآميرزا كاظم ابن مولى عزيز الله و هي أخت الفاضل الألماسي من المرحوم آقا رضي ابن المولى محمد نصير بن المولى عبد الله بن المولى محمد تقي المجلسي ره فابنان و بنتان أكبر الولدين يسمى الآميرزا محمد شفيع تزوج بنت
الفاضل المقدس المولى محمد قاسم الهزار جريبي فولدت له ابنا و هو المولى محمد نصير المشهور بآغا ميرزا و كان في هزارة قندهار و له عقب هناك و أصغرهما الآميرزا يحيى و ولده منحصر في ابن هو الآميرزا محمد صالح المشهور بميرزا كوچك و تزوج بأخت الآميرزا حيدر علي كما يأتي.
و أما البنتان فإحداهما زوجة الفاضل المقدس آغا محمد مهدي منجم باشي الذي كان في لاهيجان و لم تخلف أحدا و الأخرى زوجة الآميرزا محمد مهدي التاجر العباس آبادي و ولدت له ابنا يسمى آغا كوچك و كان له ابن يسمى الآميرزا محمد باقر و تزوجت بعده بالفاضل المرحوم مير حبيب الأحمدآبادي و ولدت له بنتا كانت زوجة الآميرزا فتح الله والدة الآميرزا محمد علي التاجر و بنتا أخرى كانت زوجة الآميرزا أبي طالب بن الفاضل المقدس الألماسي و ولدت له ابنا يسمى الآميرزا حسن المشهور بآغا ميرزا و بنتا كانت زوجة الآميرزا حيدر علي.
و أما ولد الآميرزا عزيز الله بن الآميرزا محمد تقي ألماسي فثلاثة أحدها ذكور و هو العالم الفاضل الفهامة الآميرزا حيدر علي كان حاويا لأنواع الفضائل و مراتب التقوى كاملا في العلوم العقلية و النقلية من أفاضل العلماء الأعلام و كان برهة من الزمان في دار السلطنة أصبهان ملجأ للخاص و العام و كان حافظا لأنساب السلسلة الجليلة المجلسية و له رسالة في ذلك.
و خلف خمسة ذكور و هم الفاضل الآميرزا محمد علي و كان من صبية عمه الآميرزا أبو طالب و كان تحته بنت الآميرزا محمد صادق بن العلامة المجلسي خلف منها ابنا اسمه آغا محمد.
و الباقي الآميرزا محمد كاظم و الآميرزا محمد تقي و الآميرزا عزيز الله و الآميرزا محمد صالح الملقب بآغا بزرگ و بنتان كلهم من صبية الفاضل آغا محمد هادي بن آغا محمد علي بن آغا محمد هادي بن الفاضل العلامة المولى الجليل المولى محمد صالح المازندراني.