کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
بِرِيقِهِ حَتَّى شَبِعَا وَ نَامَا فَذَهَبَ مَعَ عَلِيٍّ ع إِلَى دَارِ أَبِي الْهَيْثَمِ فَقَالَ مَرْحَباً بِرَسُولِ اللَّهِ مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ تَأْتِيَنِي وَ أَصْحَابَكَ إِلَّا وَ عِنْدِي شَيْءٌ وَ كَانَ لِي شَيْءٌ فَفَرَّقْتُهُ فِي الْجِيرَانِ فَقَالَ أَوْصَانِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ حَتَّى حَسِبْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ قَالَ فَنَظَرَ النَّبِيُّ ص إِلَى نَخْلَةٍ فِي جَانِبِ الدَّارِ فَقَالَ يَا أَبَا الْهَيْثَمِ تَأْذَنُ فِي هَذِهِ النَّخْلَةِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَفَحْلٌ وَ مَا حَمَلَ شَيْئاً قَطُّ شَأْنَكَ بِهِ فَقَالَ يَا عَلِيُّ ائْتِنِي بِقَدَحِ مَاءٍ فَشَرِبَ مِنْهُ ثُمَّ مَجَّ فِيهِ ثُمَّ رَشَّ عَلَى النَّخْلَةِ فَتَمَلَّتْ أَعْذَاقاً مِنْ بُسْرٍ وَ رُطَبٍ مَا شِئْنَا فَقَالَ ابْدَءُوا بِالْجِيرَانِ فَأَكَلْنَا وَ شَرِبْنَا مَاءً بَارِداً حَتَّى رَوِينَا فَقَالَ يَا عَلِيُّ هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي يُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا عَلِيُّ تَزَوَّدْ لِمَنْ وَرَاكَ لِفَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ قَالَ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ النَّخْلَةُ عِنْدَنَا نُسَمِّيهَا نَخْلَةَ الْجِيرَانِ حَتَّى قَطَعَهَا يَزِيدُ عَامَ الْحَرَّةِ 4859 .
إيضاح فت الشيء كسره و بلدح بفتح الباء و الدال و سكون اللام اسم موضع بالحجاز قرب مكة و قال الجوهري و من أمثالهم في التحزن بالأقارب.
لكن على بلدح قوم عجفى.
قاله بيهس الملقب بنعامة لما رأى قوما في خصب و أهله في شدة و قال الماتح المستقي و قال قاظ بالمكان و تقيظ به إذا أقام به في الصيف و الطوى الجوع.
قوله فتملت أصله تملأت بمعنى امتلأت فخفف.
29- قب، المناقب لابن شهرآشوب الْبُخَارِيُ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ لِمَدْيُونٍ مَرَّ عَلَيْهِ وَ الدُّيَّانُ يَطْلُبُونَهُ بِالدُّيُونِ صُفَّ تَمْرَكَ كُلَّ شَيْءٍ عَلَى حِدَتِهِ ثُمَّ جَاءَ فَقَعَدَ عَلَيْهِ وَ كَالَ لِكُلِّ رَجُلٍ حَتَّى اسْتَوْفَى وَ بَقِيَ التَّمْرُ كَمَا هُوَ كَأَنْ لَمْ يُمَسَّ وَ أَتَى عَامِرُ بْنُ كُرَيْزٍ يَوْمَ الْفَتْحِ رَسُولَ اللَّهِ بِابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ وَ هُوَ ابْنُ خَمْسٍ أَوْ سِتٍّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَنِّكْهُ فَقَالَ إِنَّ مِثْلَهُ لَا يُحَنَّكُ وَ أَخَذَهُ وَ تَفَلَ فِي فِيهِ فَجَعَلَ يَتَسَوَّغُ رِيقَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ يَتَلَمَّظُهُ فَقَالَ ص إِنَّهُ لَمُسْتَقِي فَكَانَ لَا يُعَالِجُ أَرْضاً إِلَّا ظَهَرَ لَهُ الْمَاءُ وَ لَهُ سَقَايَاتٌ مَعْرُوفَةٌ وَ لَهُ النَّبَّاحُ وَ الْجُحْفَةُ وَ بُسْتَانُ ابْنِ عَامِرٍ.
وَ فِي مُسْلِمٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ أُمَّ مَالِكٍ كَانَتْ تُهْدِي إِلَى النَّبِيِّ ص فِي عُكَّةٍ لَهَا سَمْناً
فَيَأْتِيهَا بَنُوهَا فَيَسْأَلُونَ الْأَدَمَ وَ لَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ فَتَعَمَّدَ إِلَى الَّذِي كَانَتْ تُهْدِي فِيهِ لِلنَّبِيِّ ص فَتَجِدُ فِيهَا سَمْناً فَمَا زَالَ تُقِيمُ لَهَا أَدَمُ بَيْتِهَا حَتَّى عَصَرَتْهُ 4860 فَأَتَتِ النَّبِيَّ ص فَقَالَ عَصَرْتِيهَا قَالَتْ نَعَمْ قَالَ لَوْ تَرَكْتِيهَا مَا زَالَ مُقِيماً 4861 .
بيان: لمظ و تلمظ تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه أو أخرج لسانه فمسح به شفتيه.
30- عم، إعلام الورى مِنْ مُعْجِزَاتِ النَّبِيِّ ص حَدِيثُ شَاةِ أُمِّ مَعْبَدٍ وَ ذَلِكَ أَنَّ النَّبِيَّ ص لَمَّا هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ وَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَ عَامِرُ بْنُ فَهِيرَةَ وَ دَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثِيُّ فَمَرُّوا عَلَى أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ وَ كَانَتِ امْرَأَةً بَرْزَةً تَحْتَبِي 4862 وَ تَجْلِسُ بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ فَسَأَلُوا تَمْراً أَوْ لَحْماً لِيَشْتَرُوهُ فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئاً مِنْ ذَلِكَ وَ إِذَا الْقَوْمُ مُرَمِّلُونَ فَقَالَتْ لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ مَا أَعْوَزَكُمُ الْقِرَى فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي كَسْرِ خَيْمَتِهَا فَقَالَ مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ قَالَتْ شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ فَقَالَ هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ قَالَتْ هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ أَ تَأْذَنِينَ فِي أَنْ أَحْلُبَهَا قَالَتْ نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْباً فَاحْلُبْهَا فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ بِالشَّاةِ فَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَ ذَكَرَ اسْمَ اللَّهِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ فِي شَاتِهَا فَتَفَاجَتْ وَ دَرَّتْ 4863 فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص بِإِنَاءٍ لَهَا يُرِيضُ الرَّهْطَ فَحَلَبَ فِيهِ ثَجّاً حَتَّى عَلَتْهُ الثُّمَالُ فَسَقَاهَا فَشَرِبَتْ حَتَّى رَوِيَتْ ثُمَّ سَقَى أَصْحَابَهُ فَشَرِبُوا حَتَّى رَوُوا فَشَرِبَ آخِرُهُمْ وَ قَالَ سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ شُرْباً فَشَرِبُوا جَمِيعاً عَلَلًا بَعْدَ نَهْلٍ حَتَّى أَرَاضُوا ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ ثَانِياً عَوْداً عَلَى بَدْءٍ فَغَادَرَهُ عِنْدَهَا ثُمَّ ارْتَحَلُوا عَنْهَا فَقَلَّمَا لَبِثَتْ أَنْ جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أَعْنُزاً عِجَافاً هَزْلَى مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ فَلَمَّا رَأَى اللَّبَنَ قَالَ مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا وَ الشَّاءُ 4864 عَازِبٌ وَ لَا حَلُوبَةَ
فِي الْبَيْتِ قَالَتْ لَا وَ اللَّهِ إِلَّا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ كَيْتَ 4865 وَ كَيْتَ الْخَبَرَ بِطُولِهِ 4866 .
قب، المناقب لابن شهرآشوب هند بنت الجون و حبيش بن خالد و أبو معبد الخزاعي مثله 4867 بيان أرمل القوم نفد زادهم و الكسر بالكسر أسفل شقة البيت التي تلي الأرض من حيث يكسر جانباه عن يمينك و يسارك و التفاج المبالغة في تفريج ما بين الرجلين و هو من الفج الطريق قاله الجزري و قال يريض الرهط أي يرويهم بعض الري من أراض الحوض إذا صب فيه من الماء ما يواري أرضه و قال ثجا أي لبنا سائلا كثيرا و قال الثمال بالضم الرغوة واحده ثمالة و قال حتى أراضوا أي شربوا عللا بعد نهل حتى رووا من أراض الوادي إذا استنقع فيه الماء و قيل أراضوا أي ناموا على الأرض و هو البساط و قيل حتى صبوا اللبن على الأرض و قال الجوهري رجع عوده على بدئه إذا رجع في الطريق الذي جاء منه قوله فغادره أي تركه قوله عازب أي غائب.
31- يج، الخرائج و الجرائح رُوِيَ أَنَّ ابْنَ الْكَوَّاءِ قَالَ لِعَلِيٍّ ع بِمَا كُنْتَ وَصِيَّ مُحَمَّدٍ ص مِنْ بَيْنَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ إِذَنْ مَا الْخَبَرَ تُرِيدُ لَمَّا نَزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ 4868 جَمَعَنَا رَسُولُ اللَّهِ ص وَ نَحْنُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَأَمَرَنِي فَأَنْضَجْتُ لَهُ رِجْلَ شَاةٍ وَ صَاعاً مِنْ طَعَامٍ أَمَرَنِي فَطَحَنْتُهُ وَ خَبَزْتُهُ وَ أَمَرَنِي فَأَدْنَيْتُهُ قَالَ ثُمَّ قَدِمَ عَشَرَةٌ مِنْ أَجِلَّتِهِمْ فَأَكَلُوا حَتَّى صَدَرُوا وَ بَقِيَ الطَّعَامُ كَمَا كَانَ وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَمَنْ يَأْكُلُ الْجَذَعَةَ وَ يَشْرَبُ الْفَرَقَ 4869 فَأَكَلُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ سَحَرَكُمْ صَاحِبُكُمْ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ
ثُمَّ دَعَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص ثَانِيَةً ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمْ يَكُونُ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَارِثِي فَعَرَضَ عَلَيْهِمْ فَكُلُّهُمْ يَأْبَى حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ وَ أَنَا أَصْغَرُهُمْ سِنّاً وَ أَعْمَشُهُمْ 4870 عَيْناً وَ أَحْمَشُهُمْ سَاقاً 4871 فَقُلْتُ أَنَا فَرَمَى إِلَيَّ بِنَعْلِهِ فَلِذَلِكَ كُنْتُ وَصِيَّهُ مِنْ بَيْنِهِمْ 4872 .
باب 8 معجزاته ص في كفاية شر الأعداء
الآيات البقرة فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ المائدة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ الحجر كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ و قال تعالى إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ النحل وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ وَ لَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ وَ هُمْ ظالِمُونَ
الإسراء وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً و قال تعالى وَ إِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْها وَ إِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلًا الزمر أَ لَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَ يُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَ مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وعد الله سبحانه رسوله بالنصرة و كفاية من يعاديه من اليهود و النصارى الذين شاقوه و في هذا دلالة بينة على نبوته و صدقه ص 4873 .
و في قوله تعالى إِذْ هَمَّ قَوْمٌ اختلف فيمن بسط إليهم الأيدي على أقوال.
أحدها
14 أنهم اليهود هموا بأن يفتكوا 4874 بالنبي ص و هم بنو النضير دخل رسول الله ص مع جماعة من أصحابه عليهم و كانوا قد عاهدوه على ترك القتال و على أن يعينوه في الديات فقال ص رجل من أصحابي أصاب رجلين معهما أمان مني فلزمني ديتهما فأريد أن تعينوني فقالوا نعم اجلس حتى نطعمك و نعطيك الذي تسألنا و هموا بالفتك بهم فآذن الله رسوله 4875 فأطلع النبي ص أصحابه على ذلك و انصرفوا و كان ذلك إحدى معجزاته- عن مجاهد و قتادة .
و أكثر المفسرين.
و ثانيها
14 أن قريشا بعثوا رجلا ليفتك بالنبي ص فدخل عليه و في يده سيف مسلول 4876 فقال له أرنيه فأعطاه إياه فلما حصل في يده قال ما الذي يمنعني من قتلك قال الله يمنعك فرمى السيف و أسلم و اسم الرجل عمرو بن وهب الجمحي
بعثه صفوان بن أمية ليغتاله بعد بدر و كان ذلك سبب إسلام عمرو بن وهب- عن الحسن .
و ثالثها أن المعني بذلك ما لطف الله للمسلمين من كف أعدائهم عنهم حين هموا باستئصالهم بأشياء شغلهم بها من الأمراض و القحط و موت الأكابر و هلاك المواشي و غير ذلك من الأسباب التي انصرفوا عندها من قتل المؤمنين عن الجبائي.
و رابعها
ما قاله الواقدي إن رسول الله ص غزا جمعا من بني ذبيان و محارب بذي أمر فتحصنوا برءوس الجبال و نزل رسول الله ص بحيث يراهم فذهب لحاجته فأصابه مطر فبل ثوبه فنشره على شجرة و اضطجع تحته و الأعراب ينظرون إليه فجاء سيدهم دعثور بن الحارث حتى وقف على رأسه بالسيف مشهورا فقال يا محمد من يمنعك مني اليوم فقال الله فدفع جبرئيل في صدره و وقع السيف من يده فأخذه رسول الله ص و قام على رأسه و قال من يمنعك مني اليوم فقال لا أحد و أنا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فنزلت الآية.
و على هذا فيكون تخليص النبي ص مما هموا به نعمة على المؤمنين من حيث إن مقامه بينهم نعمة عليهم 4877 .
و قال في قوله تعالى كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ قيل فيه قولان.
أحدهما أن معناه أنزلنا القرآن عليك كما أنزلنا على المقتسمين و هم اليهود و النصارى الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ جمع عضة و أصله عضوة فنقصت الواو و التعضية التفريق أي فرقوه و جعلوه أعضاء كأعضاء الجزور فآمنوا ببعضه و كفروا ببعضه و قيل سماهم مقتسمين لأنهم اقتسموا كتب الله فآمنوا ببعضها و كفروا ببعضها.
و الآخر أن معناه أني أنذركم عذابا كما أنزلنا على المقتسمين الذين اقتسموا طريق مكة يصدون عن رسول الله ص و الإيمان به قال مقاتل و كانوا ستة عشر رجلا بعثهم الوليد بن المغيرة أيام الموسم يقولون لمن أتى مكة لا تغتروا بالخارج منا و المدعي للنبوة فأنزل الله بهم عذابا فماتوا شر ميتة ثم وصفهم فقال الَّذِينَ جَعَلُوا
الْقُرْآنَ عِضِينَ جزءا جزءا 4878 فقالوا سحر و قالوا أساطير الأولين و قالوا مفترى عن ابن عباس 4879 . و في قوله تعالى إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ أي كفيناك شر المستهزءين و استهزاؤهم بأن أهلكناهم و كانوا خمسة نفر من قريش العاص بن وائل و الوليد بن المغيرة و أبو زمعة و هو الأسود بن المطلب و الأسود بن عبد يغوث و الحارث بن قيس عن ابن عباس و ابن جبير و قيل كانوا ستة رهط عن محمد بن ثور و سادسهم الحارث بن الطلاطلة و أمه غيطلة 4880