کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الجزء الثامن و العشرون
كتاب الفتن و المحن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي أوضح لنا مسالك الدين بأعلامه و نور لنا بمصابيح اليقين لياليه كأيامه فمن اهتدى فقد اقتدى بحجته و إمامه و من ضل فقد باء بأوزاره و آثامه و صلى الله على من بعثه بشرائعه و أحكامه محمد المخصوص من بين سائر الرسل بمزيد إكرامه و أهل بيته الأطهرين الذين بهم أفاض على الخلق سوابغ إنعامه و بهم ينجو من نجا يوم يدعى كل أناس بإمامه.
أما بعد هذا هو المجلد من كتاب بحار الأنوار مما ألفه أحوج الخلق إلى رحمة الكريم الغفار ابن محمد التقي حشره الله تعالى مع الأئمة الأبرار محمد المدعو بباقر رزقه الله العثور على خفايا الأسرار و صانه عن الخطإ و الزلل في معارج الأنظار و مناهج الأفكار و هو مشتمل على ما وقع من الجور و الظلم و البغي و العدوان على أئمة الدين و أهل بيت سيد المرسلين بعد وفاته صلوات الله عليه و عليهم أجمعين و توضيح كفر المنافقين و المرتدين الغاصبين للخلافة من أهلها و النازعين لها من مقرها و أعوانهم من الملحدين و بيان كفر الناكثين و القاسطين و المارقين الذين اقتدوا بمن كان قبلهم من الظالمين و حاربوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه و على أولاده الطاهرين و أنكروا حقه مع وضوحه على العالمين و ما جرى
في تلك الغزوات و ما لحقها و بيان أحوال بعض الممدوحين و المذمومين من الصحابة و التابعين مقتصرا في جميع ذلك على نقل الأخبار و توضيحها و الإيماء إلى بعض الحجج من غير تعرض لبسط القول فيها و تنقيحها و إيراد الشبه و تزييفها و تقبيحها فإن ذلك مما يكبر به حجم الكتاب و يورث إعراض الناس عنه و تعريضهم بالإطناب و الإسهاب و الله الموفق للصواب.
باب 1 افتراق الأمة بعد النبي ص على ثلاث و سبعين فرقة و أنه يجري فيهم ما جرى في غيرهم من الأمم و ارتدادهم عن الدين
الآيات الأحزاب سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا 24270 فاطر فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا 24271 الإنشقاق فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَ اللَّيْلِ وَ ما وَسَقَ وَ الْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ 24272 تفسير سنة الله تعالى طريقته و عادته الجارية المستمرة و هي جارية
في الآخرين كما جرت في الأولين في المصالح المشتركة التي لا تتبدل بتبدل الأزمان و هو المراد هنا لا جميع السنن و الأحكام ليدل على عدم النسخ قوله تعالى وَ ما وَسَقَ أي ما جمعه و ستره من الدواب و غيرها أو طردها إلى أماكنها قوله تعالى اتَّسَقَ أي اجتمع و تم بدرا قوله طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ قال أكثر المفسرين أي حالا بعد حال مطابقة لأختها في الشدة أو مراتب من الشدة بعد المراتب و هي الموت و مواطن القيامة و أهوالها أو هي و ما قبلها من الدواهي و سيظهر من أخبارهم ع أنهم فسروها بما ارتكبت هذه الأمة من الضلالة و الارتداد و التفرق مطابقة لما صدر عن الأمم السالفة.
1- ل، الخصال ابْنُ بُنْدَارَ عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى عِيسَى ع إِحْدَى وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً فَهَلَكَ سَبْعُونَ فِرْقَةً وَ تَخَلَّصَ فِرْقَةٌ وَ إِنَّ أُمَّتِي سَتَفَرَّقُ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً فَتَهْلِكُ إِحْدَى وَ سَبْعُونَ وَ تَتَخَلَّصُ فِرْقَةٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ تِلْكَ الْفِرْقَةُ قَالَ الْجَمَاعَةُ الْجَمَاعَةُ.
قال الصدوق رحمه الله الجماعة أهل الحق و إن قلوا
وَ قَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: الْمُؤْمِنُ وَحْدَهُ حُجَّةٌ وَ الْمُؤْمِنُ وَحْدَهُ جَمَاعَةٌ 24273 .
2- شي، تفسير العياشي عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَقُولُ تَفَرَّقَتْ أُمَّةُ مُوسَى ع عَلَى إِحْدَى وَ سَبْعِينَ مِلَّةً سَبْعُونَ مِنْهَا فِي النَّارِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَ تَفَرَّقَتْ أُمَّةُ عِيسَى ع عَلَى اثْنَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً إِحْدَى وَ سَبْعُونَ فِرْقَةً فِي النَّارِ وَ وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَ تَعْلُو أُمَّتِي عَلَى الْفِرْقَتَيْنِ جَمِيعاً بِمِلَّةٍ وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَ ثِنْتَانِ وَ سَبْعُونَ فِي النَّارِ قَالُوا مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْجَمَاعَاتُ الْجَمَاعَاتُ قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدٍ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع إِذَا حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص تَلَا فِيهِ قُرْآناً وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ
سَيِّئاتِهِمْ إِلَى قَوْلِهِ ساءَ ما يَعْمَلُونَ 24274 وَ تَلَا أَيْضاً وَ مِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ يَعْدِلُونَ 24275 يَعْنِي أُمَّةَ مُحَمَّدٍ ص 24276 .
3- ل، الخصال الْعِجْلِيُّ عَنِ ابْنِ زَكَرِيَّا الْقَطَّانِ عَنِ ابْنِ حَبِيبٍ عَنِ ابْنِ بُهْلُولٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِنَّ أُمَّةَ مُوسَى ع افْتَرَقَتْ بَعْدَهُ عَلَى إِحْدَى وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً فِرْقَةٌ مِنْهَا نَاجِيَةٌ وَ سَبْعُونَ فِي النَّارِ وَ افْتَرَقَتْ أُمَّةُ عِيسَى ع بَعْدَهُ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً فِرْقَةٌ مِنْهَا نَاجِيَةٌ وَ إِحْدَى وَ سَبْعُونَ فِي النَّارِ وَ إِنَّ أُمَّتِي سَتَفَرَّقُ بَعْدِي عَلَى ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً فِرْقَةٌ مِنْهَا نَاجِيَةٌ وَ اثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِي النَّارِ 24277 .
4- مع، معاني الأخبار مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّامِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْرَائِيلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ عَنِ الْإِفْرِيقِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص سَيَأْتِي عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِثْلٌ بِمِثْلٍ وَ إِنَّهُمْ تَفَرَّقُوا عَلَى اثْنَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ مِلَّةً وَ سَتَفَرَّقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَ سَبْعِينَ مِلَّةً تَزِيدُ عَلَيْهِمْ وَاحِدَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ غَيْرَ وَاحِدَةٍ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا تِلْكَ الْوَاحِدَةُ قَالَ هُوَ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ الْيَوْمَ أَنَا وَ أَهْلُ بَيْتِي 24278 .