کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
سمي يعقوب لأنه أخذ بعقب أخيه عيص و سمي عليا لأنه علا في حسبه و نسبه و علمه و زهده و غير ذلك و كان ليعقوب اثنا عشر ولدا منهم مطيع و منهم عاص و لعلي اثنا عشر ولدا كلهم معصومون مطهرون.
المفجع
و له من نعوت يعقوب نعت
لم أكن فيه ذا شكوك عتيا
كان أسباطه كأسباط يعقوب
و إن كان نجرهم نبويا 14661
أشبهوهم في البأس و العدة و العلم
فافهم إن كنت ندبا ذكيا 14662
كلهم فاضل و جاز حسين 14663
و أخوه بالسبق فضلا سنيا .
و ساواه مع يوسف ع في أشياء قال يوسف رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ 14664 و قال في علي ع وَ إِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَ مُلْكاً كَبِيراً 14665 و لما رأى إخوته زيادة النعمة و كمال الشفقة حسدوه كذلك حال علي أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ 14666 فزادهما علوا و شرفا وَ لا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ 14667 و قال إخوة يوسف في الظاهر وَ إِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ 14668 و عادوه في الباطن فقال الله تعالى إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ 14669 إِنَّا إِذاً لَظالِمُونَ 14670 و كذلك حال علي نصحوه ظاهرا و مقتوه باطنا و قال ليوسف
أَيُّهَا الصِّدِّيقُ 14671 و قال علي ع أنا الصديق الأكبر إخوة يوسف وافقوه باللسان و خالفوه بالجنان أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً 14672 و كذلك حال المنافقين مع علي ع 14673 فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ 14674 و قالوا عند أبيه إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ 14675 و هم مضيعوه و قالت المنافقون علي مولانا و ظلموه بعد وفاته أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ 14676 . سلم يعقوب إليهم يوسف بالأمانة إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ 14677 و المصطفى ص قال إني تارك فيكم الثقلين الخبر و قال يعقوب يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ 14678 و قال المصطفى ما أوذي نبي مثل ما أوذيت و قال الله تعالى وَ لَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَ عِلْماً 14679 و أوتي علي حكمة في صغره بأشياء كما تقدم أطعم يوسف لأهل مصر و أطعم علي الملائكة وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ 14680 الجائع كان يشبع بلقاء يوسف و المؤمن ينجو بلقاء علي من النار أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ 14681 مدح يوسف نفسه فقال إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ 14682 و قوله أَ لا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ 14683 و قد مدح عليا وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ 14684 يُوفُونَ بِالنَّذْرِ 14685 وجد يعقوب رائحة قميص يوسف من مسيرة شهر و ستجد شيعة علي رائحة الجنة من فوق سبع سماوات فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ 14686 . ادعوا في يوسف أربعة دعاوي قال يعقوب يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ 14687 و قال العزيز عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً 14688 و استرقه إخوته وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ
و اتخذته زليخا معشوقا قَدْ شَغَفَها حُبًّا 14689 و قال الله تعالى في علي إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ 14690 و
قال المصطفى ص علي أخي.
و أنكره جماعة يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ 14691 و اعتقدت الشيعة إمامته رِجالٌ صَدَقُوا 14692 و سموا يوسف ولدا و أخا و عبدا و معشوقا كذلك علي قالت الغلاة هو الله و قالت الخوارج هو كافر و قال المرجئة 14693 هو المؤخر و قالت الشيعة هو معصوم مطهر. نظر في يوسف ثمانية 14694 نظر يعقوب بالمحبة فحرم لقاؤه يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ 14695 و مالك بن الذعر 14696 بالحرمة فصار ملكا أَكْرِمِي مَثْواهُ و العزيز بالفتوة فوجد منه الصيانة قالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللَّهِ 14697 و زليخا بالشهوة فسخر منها وَ قالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ 14698 و المؤمنون بالنبوة يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ 14699 و كذلك نظر في علي ع ثمانية نظر الكفار بالعداوة فالنار مأواهم ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ و المنافقون بالحسد فخسروا قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا 14700 و المصطفى بالوصية و الإمامة و النظارة فصار ختنه و صاحب جيشه وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً 14701 و سلمان و أبو ذر و المقداد بالشفقة فصاروا خواص الصحابة و سرور
الشيعة وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ 14702 و النواصب بالحقارة فضلوا إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا 14703 و الغلاة بالمحال فصاروا من الضلال وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً 14704 و الملاحدة بالكذب فصاروا مبتدعين إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا 14705 و الشيعة بالديانة فصاروا مقربين انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ 14706 . المفجع
ابن راحيل يوسف و أخوه 14707
فضلا القوم ناشئا و فتيا
و مقال النبي في ابنيه يحكي
في ابن راحيل قوله المرويا
كان ذاك الكريم و ابناه سادا
كل من حل في الجنان نجيا ..
في مساواته مع موسى ع
. ربي موسى في حجر عدو الله فرعون و ربي علي في حجر حبيب الله محمد ص و هو موسى بن عمران و علي آل عمران و قالوا إن اسم أبي طالب عمران و حفظ الله موسى في صغره من فرعون و في كبره من البحر و حفظ عليا في صغره من الحية حين قتلها و في كبره من الفرات حين أغارها و كان لموسى ع انفلاق البحر و هو نيل مصر اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ 14708 و انشق نهروان بإشارة علي حين يبس ضرب موسى بعصاه على البحر و قال اخرجي أيتها الضفادع فخرجت و أطاعت الحية و الثعبان عليا و ذلك أهول و سخر لموسى الجراد و القمل و سخر لعلي ع حيتان نهروان إذ نطقت معه و سلمت عليه و سخر لموسى الدم آياتٍ مُفَصَّلاتٍ 14709 و علي أراق دماء الكفار حتى سموه الموت الأحمر و كان موسى صاحب تسع آيات بينات و علي صاحب كذا و كذا معجزات و أحيا الله بدعاء موسى قوما ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ
بَعْدِ مَوْتِكُمْ 14710 و أحيا بدعاء علي سام بن نوح و أصحاب الكهف و بوادي صرصر و غيرها و ذكر الله موسى في كتابه في مائة و ثلاثين موضعا و سمى عليا في كتابه في ثلاثمائة موضع و قيل لموسى وَ قَرَّبْناهُ نَجِيًّا 14711 و قيل لعلي وَ جَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا 14712 وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً و علي علمه الله تعليما الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ 14713 و سخرت الأرض لموسى حتى خسف بقارون و دمر علي على أعداء النبي فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ 14714 و قال موسى اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي 14715 و في آية أخرى اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي 14716 و قال الله قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى 14717 و قال الله ليلة المعراج أخلف عليا و قال ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى و سقى الله موسى من الحجر فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً 14718 و علي هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً 14719 اثنا عشر إماما.
و أخو المصطفى الذي قلب الصخرة
عن مشرب هناك رويا
بعد أن رام قلبها الجيش جمعا
فرأوا قلبها عليهم أبيا
. و أنزل الله على موسى المن و السلوى و علي أعطاه النبي من تفاح الجنة و رمانها و عنبها و غير ذلك خاصم موسى و هارون مع فرعون في كثرة خيله قال الطبري كان الذهلي و البوقي 14720 أربعة آلاف رجل و ظفرا بهم و إن محمدا و عليا خاصما اليهود و النصارى و المجوس و المشركين و الزنادقة و قد ظفرا عليهم هُوَ الَّذِي
أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ 14721 . و كان خصم موسى و هارون فرعون و هامان و قارون و جنودهما و خصماء محمد و علي عدد النحل و الرمل من الأولين و الآخرين و أغرق الله أعداءهما في البحر وَ أَنْجَيْنا مُوسى وَ مَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ 14722 و سيلقي الله أعداء محمد و علي في جهنم أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ 14723 و ينجيهما و أحباءهما الله ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا 14724 عدو موسى برص و من عادى عليا برص قال أنس هذه دعوة علي خاف موسى من الحية في كبره فقيل خُذْها وَ لا تَخَفْ 14725 و مزق علي الحية في صغره و تقول العامة من هذا الوجه حيدر خاف موسى و هارون من الاستهزاء فقال لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما 14726 و لم يخف محمد و علي منه اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ 14727 . خاف موسى من عصاه خُذْها وَ لا تَخَفْ 14728 و لم يخف علي من الثعبان و كلمه كان لموسى عصا و لعلي سيف و كان في عصا موسى عجائب عجزت السحرة عنها و في سيف علي عجائب عجزت الكفرة عنها و في عصا موسى أربعة أحوال هِيَ عَصايَ 14729 ثم تحركت حَيَّةٌ تَسْعى 14730 ثم كبرت فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ 14731 ثم لقفت فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ 14732 و في سيف علي أربعة أحوال مذكورة في بابه نزل جبرئيل بعصا موسى فأعطاها شعيبا و أعطاها شعيب موسى ثم أنزل ذا الفقار فأعطي محمد 14733 و أعطاه محمد عليا و كان عصا موسى من اللوز المر و شجرة طوبى في دار فاطمة و علي ع و كان رأسها