کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْهُمْ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ- وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ- وَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ- وَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَ غَيْرُهُمْ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَرِنَا شَيْئاً مِنْ مُعْجِزَاتِكَ الَّتِي خَصَّكَ اللَّهُ بِهَا فَقَالَ ع مَا أَنْتُمْ ذَلِكَ وَ مَا سُؤَالُكُمْ عَمَّا لَا تَرْضَوْنَ بِهِ وَ اللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي وَ ارْتِفَاعِ مَكَانِي إِنِّي لَا أُعَذِّبُ أَحَداً مِنْ خَلْقِي إِلَّا بِحُجَّةٍ وَ بُرْهَانٍ وَ عِلْمٍ وَ بَيَانٍ لِأَنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي وَ كَتَبْتُ الرَّحْمَةَ عَلَيَّ فَأَنَا الرَّاحِمُ الرَّحِيمُ وَ أَنَا الْوَدُودُ الْعَلِيُّ وَ أَنَا الْمَنَّانُ الْعَظِيمُ وَ أَنَا الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ فَإِذَا أَرْسَلْتُ رَسُولًا أَعْطَيْتُهُ بُرْهَاناً وَ أَنْزَلْتُ عَلَيْهِ كِتَاباً فَمَنْ آمَنَ بِي وَ بِرَسُولِي فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الْفَائِزُونَ وَ مَنْ كَفَرَ بِي وَ بِرَسُولِي فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ الَّذِينَ اسْتَحَقُّوا عَذَابِي فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَحْنُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ تَوَكَّلْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ أَنَا الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ بِمَا يَفْعَلُونَ ثُمَّ قَالَ ع قُومُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ وَ بَرَكَاتِهِ قَالَ فَقُمْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَى بِالْجَبَّانَةِ وَ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ مَاءٌ قَالَ فَنَظَرْنَا فَإِذَا رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ ذَاتُ مَاءٍ وَ إِذَا فِي الرَّوْضَةِ غُدْرَانٌ 19877 وَ فِي الْغُدْرَانِ حِيتَانٌ فَقُلْنَا وَ اللَّهِ إِنَّهَا لَدَلَالَةُ الْإِمَامَةِ فَأَرِنَا غَيْرَهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِلَّا قَدْ أَدْرَكْنَا بَعْضَ مَا أَرَدْنَا فَقَالَ ع حَسْبِيَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ ثُمَّ أَشَارَ بِيَدِهِ الْعُلْيَا نَحْوَ الْجَبَّانَةِ فَإِذَا قُصُورٌ كَثِيرَةٌ مُكَلَّلَةٌ بِالدُّرِّ وَ الْيَاقُوتِ وَ الْجَوَاهِرِ وَ أَبْوَابُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ الْأَخْضَرِ وَ إِذَا فِي الْقُصُورِ حُورٌ وَ غِلْمَانٌ وَ أَنْهَارٌ وَ أَشْجَارٌ وَ طُيُورٌ وَ نَبَاتٌ كَثِيرَةٌ فَبَقِينَا مُتَحَيِّرِينَ مُتَعَجِّبِينَ وَ إِذَا وَصَائِفُ وَ جَوَارٍ وَ وِلْدَانٌ وَ غِلْمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَقَدِ اشْتَدَّ شَوْقُنَا إِلَيْكَ وَ إِلَى شِيعَتِكَ وَ أَوْلِيَائِكَ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ بِالسُّكُوتِ ثُمَّ رَكَضَ الْأَرْضَ بِرِجْلِهِ فَانْفَلَقَتِ الْأَرْضُ عَنْ عَنْبَرٍ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ فَارْتَقَى إِلَيْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى نَبِيِّهِ ص ثُمَّ قَالَ غَمِّضُوا أَعْيُنَكُمْ فَغَمَّضْنَا أَعْيُنَنَا فَسَمِعْنَا حَفِيفَ أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَةِ بِالتَّسْبِيحِ وَ التَّهْلِيلِ
وَ التَّحْمِيدِ وَ التَّعْظِيمِ وَ التَّقْدِيسِ ثُمَّ قَامُوا بَيْنَ يَدَيْهِ قَالُوا مُرْنَا بِأَمْرِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ خَلِيفَةَ رَبِّ الْعَالَمِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ فَقَالَ ع يَا مَلَائِكَةَ رَبِّي ايتُونِي السَّاعَةَ بِإِبْلِيسِ الْأَبَالِسَةِ وَ فِرْعَوْنِ الْفَرَاعِنَةِ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ حَتَّى أَحْضَرُوهُ عِنْدَهُ فَقَالَ ع ارْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ قَالَ فَرَفَعْنَا أَعْيُنَنَا وَ نَحْنُ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَيْهِ مِنْ شُعَاعِ نُورِ الْمَلَائِكَةِ فَقُلْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهَ اللَّهَ فِي أَبْصَارِنَا فَمَا نَنْظُرُ شَيْئاً الْبَتَةَ وَ سَمِعْنَا صَلْصَلَةَ 19878 السَّلَاسِلِ وَ اصْطِكَاكَ الْأَغْلَالِ وَ هَبَّتْ رِيحٌ عَظِيمَةٌ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ زِدِ الْمَلْعُونَ لَعْنَةً وَ ضَاعِفْ عَلَيْهِ الْعَذَابَ فَقُلْنَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اللَّهَ اللَّهَ فِي أَبْصَارِنَا وَ مَسَامِعِنَا فَوَ اللَّهِ مَا نَقْدِرُ عَلَى احْتِمَالِ هَذَا السِّرِّ وَ الْقَدْرِ قَالَ فَلَمَّا جَرُّوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ قَامَ وَ قَالَ وَا وَيْلَاهْ مِنْ ظُلْمِ آلِ مُحَمَّدٍ وَا وَيْلَاهْ مِنِ اجْتِرَائِي عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ يَا سَيِّدِي ارْحَمْنِي فَإِنِّي لَا أَحْتَمِلُ هَذَا الْعَذَابَ فَقَالَ ع لَا رَحِمَكَ اللَّهُ وَ لَا غَفَرَ لَكَ أَيُّهَا الرِّجْسُ النِّجْسُ الْخَبِيثُ الْمُخْبِثُ الشَّيْطَانُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا وَ قَالَ ع أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ هَذَا بِاسْمِهِ وَ جِسْمِهِ قُلْنَا نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ ع سَلُوهُ حَتَّى يُخْبِرَكُمْ مَنْ هُوَ فَقَالُوا مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا إِبْلِيسُ الْأَبَالِسَةِ وَ فِرْعَوْنُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَنَا الَّذِي جَحَدْتُ سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ خَلِيفَةَ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ أَنْكَرْتُ آيَاتِهِ وَ مُعْجِزَاتِهِ ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَا قَوْمِ غَمِّضُوا أَعْيُنَكُمْ فَغَمَّضْنَا أَعْيُنَنَا فَتَكَلَّمَ ع بِكَلَامٍ أَخْفَى فَإِذَا نَحْنُ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كُنَّا فِيهِ لَا قُصُورَ وَ لَا مَاءَ وَ لَا غُدْرَانَ وَ لَا أَشْجَارَ قَالَ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَا رَأَيْتُ مِنْ تِلْكَ الدَّلَائِلِ وَ الْمُعْجِزَاتِ مَا تَفَرَّقَ الْقَوْمُ حَتَّى ارْتَابُوا وَ شَكُّوا وَ قَالَ بَعْضُهُمْ سِحْرٌ وَ كِهَانَةٌ وَ إِفْكٌ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمْ يُعَاقَبُوا وَ لَمْ يُمْسَخُوا إِلَّا بَعْدَ مَا سَأَلُوا الْآيَاتِ وَ الدَّلَالاتِ فَقَدْ حَلَّتْ عُقُوبَةُ اللَّهِ بِهِمْ وَ الْآنَ حَلَّتْ لَعْنَةُ اللَّهِ فِيكُمْ وَ عُقُوبَتُهُ عَلَيْكُمْ قَالَ الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي أَيْقَنْتُ أَنَّ الْعُقُوبَةَ حَلَّتْ بِتَكْذِيبِهِمُ الدَّلَالاتِ وَ الْمُعْجِزَاتِ.
عَنْ عَمَّارِ 19879 بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ جَالِساً بِمَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَ لَمْ يَكُنْ سِوَايَ أَحَدٌ فِيهِ وَ إِذَا هُوَ يَقُولُ صَدِّقِيهِ صَدِّقِيهِ فَالْتَفَتُّ يَمِيناً وَ شِمَالًا فَلَمْ أَرَ أَحَداً فَبَقِيتُ مُتَعَجِّباً فَقَالَ لِي يَا عَمَّارُ كَأَنِّي بِكَ تَقُولُ لِمَنْ يُكَلِّمُ عَلَيَّ فَقُلْتُ هُوَ كَذَلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ ارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَ إِذَا أَنَا بِحَمَامَتَيْنِ يَتَجَاوَبَانِ فَقَالَ لِي يَا عَمَّارُ أَ تَدْرِي مَا تَقُولُ إِحْدَاهُمَا لِلْأُخْرَى فَقُلْتُ لَا وَ عَيْشِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ تَقُولُ الْأُنْثَى لِلذَّكَرِ أَنْتَ اسْتَبْدَلْتَ بِي غَيْرِي وَ هَجَرْتَنِي وَ أَخَذْتَ سِوَايَ وَ هُوَ يَحْلِفُ لَهَا وَ يَقُولُ مَا فَعَلْتُ ذَلِكَ وَ هِيَ تَقُولُ مَا أُصَدِّقُكَ فَقَالَ لَهَا وَ حَقِّ هَذَا الْقَاعِدِ فِي هَذَا الْجَامِعِ مَا اسْتَبْدَلْتُ بِكِ سِوَاكِ وَ لَا أَخَذْتُ غَيْرَكِ فَهَمَّتْ أَنْ تُكَذِّبَهُ فَقُلْتُ لَهَا صَدِّقِيهِ صَدِّقِيهِ قَالَ عَمَّارٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا عَلِمْتُ أَحَداً يَعْلَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ إِلَّا سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ ع- فَقَالَ لَهُ يَا عَمَّارُ وَ اللَّهِ إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ ع- سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى بِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ حَتَّى عُلِّمَ مَنْطِقَ الطَّيْرِ.
أبواب ما يتعلق به و من ينتسب إليه
باب 118 أسلحته و ملابسه و مراكبه و لوائه و سائر ما يتعلق به صلوات الله عليه من أشباه ذلك
1- قب، المناقب لابن شهرآشوب تَفْسِيرُ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ 19880 قَالَ أَنْزَلَ اللَّهُ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ مَعَهُ ذُو الْفَقَارِ خَلَقَ مِنْ وَرَقِ آسِ 19881 الْجَنَّةِ ثُمَّ قَالَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ فَكَانَ بِهِ يُحَارِبُ آدَمُ أَعْدَاءَهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الشَّيَاطِينِ وَ كَانَ عَلَيْهِ مَكْتُوباً لَا يَزَالُ أَنْبِيَائِي يُحَارِبُونَ بِهِ نَبِيٌّ بَعْدَ نَبِيٍّ وَ صِدِّيقٌ بَعْدَ صِدِّيقٍ حَتَّى يَرِثَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَيُحَارِبَ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِ وَ مَنافِعُ لِلنَّاسِ لِمُحَمَّدٍ ص وَ عَلِيٍ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ مَنِيعٌ مِنَ النَّقِمَةِ بِالْكُفَّارِ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع.
وَ قَدْ رَوَى كَافَّةُ أَصْحَابِنَا أَنَّ الْمُرَادَ بِهَذِهِ الْآيَةِ ذُو الْفَقَارِ أُنْزِلَ 19882 مِنَ السَّمَاءِ عَلَى النَّبِيِّ ص فَأَعْطَاهُ عَلِيّاً- وَ سُئِلَ الرِّضَا ع مِنْ أَيْنَ هُوَ فَقَالَ هَبَطَ بِهِ جَبْرَئِيلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ كَانَ حُلِيُّهُ مِنْ فِضَّةٍ وَ هُوَ عِنْدِي وَ قِيلَ أُمِرَ جَبْرَئِيلُ ع أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ صَنَمٍ حَدِيدٍ فِي الْيَمَنِ فَذَهَبَ عَلِيٌّ وَ كَسَرَهُ فَاتُّخِذَ مِنْهُ سَيْفَانِ مِخْدَمٌ وَ ذُو الْفَقَارِ وَ طَبَعَهُمَا 19883 عُمَيْرٌ الصَّيْقَلُ وَ قِيلَ صَارَ إِلَيْهِ يَوْمَ بَدْرٍ
أَخَذَهُ مِنَ الْعَاصِ بْنِ مُنَبِّهٍ السَّهْمِيِّ وَ قَدْ قَتَلَهُ وَ قِيلَ كَانَ مِنْ هَدَايَا بِلْقِيسَ إِلَى سُلَيْمَانَ وَ قِيلَ أَخَذَهُ مِنْ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ السَّهْمِيِّ- فِي غَزَاةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ بَعْدَ أَنْ قَتَلَهُ وَ قِيلَ كَانَ سَعَفَ نَخْلٍ نَفَثَ فِيهِ النَّبِيُّ ص فَصَارَ سَيْفاً وَ قِيلَ صَارَ إِلَى النَّبِيِّ ص يَوْمَ بَدْرٍ فَأَعْطَاهُ عَلِيّاً- ثُمَّ كَانَ مَعَ الْحَسَنِ ثُمَّ مَعَ الْحُسَيْنِ إِلَى أَنْ بَلَغَ الْمَهْدِيَّ ع.
سُئِلَ الصَّادِقُ ع لِمَ سُمِّيَ ذُو الْفَقَارِ فَقَالَ إِنَّمَا سُمِّيَ ذُو الْفَقَارِ لِأَنَّهُ مَا ضَرَبَ بِهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَحَداً إِلَّا افْتَقَرَ فِي الدُّنْيَا مِنَ الْحَيَاةِ وَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْجَنَّةِ.
عَلَّانٌ الْكُلَيْنِيُّ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ سَيْفُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع ذُو الْفَقَارِ- لِأَنَّهُ كَانَ فِي وَسَطِهِ خَطَّةٌ فِي طُولِهِ مُشَبَّهَةٌ بِفَقَارِ الظَّهْرِ وَ زَعَمَ الْأَصْمَعِيُّ أَنَّهُ كَانَ فِيهِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ فَقَارَةً.
تَارِيخُ أَبِي يَعْقُوبَ كَانَ طُولُهُ سَبْعَةَ أَشْبَارٍ وَ عَرْضُهُ شِبْرٌ فِي وَسَطِهِ كَالْفَقَارِ.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَى جَبْرَئِيلَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْ ذَهَبٍ وَ هُوَ يَقُولُ لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَى إِلَّا عَلِيٌّ.
الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ الْجِعَابِيُّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ ع نَادَى مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يَوْمَ أُحُدٍ يُقَالُ لَهُ رِضْوَانُ لَا سَيْفَ إِلَّا ذُو الْفَقَارِ وَ لَا فَتَى إِلَّا عَلِيٌّ.
وَ مِثْلُهُ فِي إِرْشَادِ الْمُفِيدِ وَ أَمَالِي الطُّوسِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ وَ أَبِي رَافِعٍ وَ قَدْ رَوَاهُ السَّمْعَانِيُّ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ وَ ابْنُ بَطَّةَ فِي الْإِبَانَةِ إِلَّا أَنَّهُمَا قَالا يَوْمَ بَدْرٍ-.
دِرْعُهُ ع رَآهُ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ الْهَمْدَانِيُ فِي الْحَرْبِ وَ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْضِعِ فَقَالَ نَعَمْ يَا قَيْسُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَ لَهُ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ وَ وَاقِيَةٌ مَلَكَانِ يَحْفَظَانِهِ مِنْ أَنْ يَسْقُطَ مِنْ رَأْسِ جَبَلٍ أَوْ يَقَعَ فِي بِئْرٍ فَإِذَا نَزَلَ الْقَضَاءُ خَلَّيَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ كُلِّ شَيْءٍ وَ كَانَ مَكْتُوباً عَلَى دِرْعِهِ ع
أَيَّ يَوْمَيَّ مِنَ الْمَوْتِ أَفِرُّ -
يَوْمَ لَا يُقَدَّرُ أَمْ يَوْمَ قُدِّرَ -
يَوْمَ لَا يُقَدَّرُ لَا أَخْشَى الْوَغَى -
يَوْمَ قَدْ قُدِّرَ لَا يُغْنِي الْحَذَرُ -
وَ رُوِيَ أَنَّ دِرْعَهُ ع كَانَتْ لَا قَبَّ لَهَا أَيْ لَا ظَهْرَ لَهَا فَقِيلَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ
إِنْ وَلَّيْتُ فَلَا وَأَلْتُ أَيْ نَجَوْتُ وَ كَانَ لَهُ مِثْلَ الدَّرَاهِمِ سَائِلٌ عَلَى ظَهْرِهِ فِي الدِّرْعِ كَالسَّطْرِ إِذَا سُطِرَ 19884 مَرْكُوبُهُ ع بَغْلَةٌ بَيْضَاءٌ يُقَالُ لَهَا دُلْدُلٌ أَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ إِنَّمَا سُمِّيَتْ دُلْدُلٌ لِأَنَّ النَّبِيَّ ص لَمَّا انْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ قَالَ دُلْدُلْ فَوَضَعَتْ بَطْنَهَا عَلَى الْأَرْضِ فَأَخَذَ النَّبِيُّ ص حَفْنَةً مِنْ تُرَابٍ فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِهِمْ ثُمَّ أَعْطَاهَا عَلِيّاً ع وَ ذَلِكَ دُونَ الْفَرَسِ وَ قِيلَ لَهُ لِمَ لَا تَرْكَبُ الْخَيْلَ وَ طِلَابُكَ كَثِيرٌ فَقَالَ الْخَيْلُ لِلطَّلَبِ وَ الْهَرَبِ وَ لَسْتُ أَطْلُبُ مُدْبِراً وَ لَا أَنْصَرِفُ عَنْ مُقْبِلٍ وَ فِي رِوَايَةٍ أَكِرُّ عَلَى مَنْ فَرَّ وَ لَا أَفِرُّ مِمَّنْ كَرَّ وَ الْبَغْلَةُ تُزْجِينِي أَيْ تَكْفِينِي.
فصل في لوائه و خاتمه ع
محمد الكسائي في المبتدإ إن أول حرب كانت بين بني آدم ما كان بين شيث و قابيل و ذلك أن الله تعالى أهدى إليه حلة بيضاء و رفعت الملائكة له راية بيضاء فسلسلت الملائكة لقابيل و حملوه إلى عين الشمس و مات فيها و صارت ذريته عبيد الشيث و في الخبر أول من اتخذ الرايات إبراهيم الخليل ع.
ابن أبي البختري و سائر أهل السير أنه كانت راية قريش و لواؤها جميعا بيدي قصي بن كلاب ثم لم تزل الراية في يدي عبد المطلب فلما بعث النبي ص أقرها في بني هاشم و دفعها إلى علي ع في أول غزاة حمل فيها و هي ودان فلم تزل معه و كان اللواء يومئذ في عبد الدار فأعطاه النبي ص مصعب بن عمير فاستشهد يوم أحد فأخذها النبي ص و دفعها إلى علي ع فجمع يومئذ له الراية و اللواء و هما أبيضان و ذكره الطبري في تاريخه و القشيري في تفسيره.
تنبيه المذكرين زيد بن علي عن آبائه ع كسرت زند علي ع يوم أحد و في يده لواء رسول الله ص فسقط اللواء من يده فتحاماه المسلمون أن يأخذوه فقال رسول الله ص فضعوه في يده الشمال فإنه صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة.
وَ فِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ فَرَفَعَهُ وَ أَعْطَاهُ عَلِيّاً ع وَ قَالَ ص أَنْتَ صَاحِبُ رَايَتِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
المواعظ و الزواجر عن العسكري أن مالك بن دينار سأل سعيد بن جبير من كان صاحب لواء النبي ص قال علي بن أبي طالب.
عبد الله بن حنبل أنه لما سأل مالك بن دينار سعيد بن جبير عن ذلك قال فنظر إلي فقال كأنك رخي البال فغضبت و شكوت إلى القراء فقالوا إنك سألته و هو خائف من الحجاج و قد لاذ بالبيت فاسأله الآن فسألته فقال كان حاملها علي كان حاملها علي كذا سمعته من عبد الله بن عباس.
تاريخ الطبري و البلاذري و صحيحي المسلم و البخاري أنه لما أراد النبي ص أن يخرج إلى بدر اختار كل قوم راية فاختار حمزة حمراء و بنو أمية خضراء و علي بن أبي طالب ع صفراء و كانت راية النبي ص بيضاء فأعطاها عليا يوم خيبر لما قال لأعطين الراية غدا رجلا الخبر و كان النبي ص عقد لحمزة و لعبيدة بن الحارث و لسعد بن أبي وقاص ألوية بيضاء.
و كان مكتوبا على علم أمير المؤمنين ع
الحرب إن باشرتها فلا يكن منك الفشل
و اصبر على أهوالها لا موت إلا بالأجل .
و على رايته ع
هذا علي و الهدى يقوده
من خير فتيان قريش عوده
.
و- حدثني ابن كادش في تكذيب العصابة العلوية في ادعائهم الإمامة النبوية أن النبي ص رأى العباس في ثوبين أبيضين فقال إنه لأبيض الثوبين و هذا جبرئيل يخبرني أن ولده يلبسون السواد.
عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب صفين أنه نشر عمرو بن العاص في يوم صفين راية سوداء الخبر.