کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
وَ رَوَى فِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، أَنَّهُ قَالَ: لَا تَكُونُ حَرْبٌ سَالِمَةً حَتَّى يَبْعَثَ قَائِمُنَا ثَلَاثَةَ أَرَاكِيبَ فِي الْأَرْضِ رَكْبٌ يُعْتِقُونَ مَمَالِيكَ أَهْلِ الذِّمَّةِ، وَ رَكْبٌ يَرُدُّونَ الْمَظَالِمَ، وَ رَكْبٌ يَلْعَنُونَ عُثْمَانَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ.
وَ رَوَى قُتَيْبَةُ عَنْ أَبِي سَعْدٍ التَّيْمِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ يَقُولُ:
ثَلَاثٌ يَشْهَدْنَ عَلَى عُثْمَانَ بِالْكُفْرِ وَ أَنَا الرَّابِعُ.
وَ قَدْ ذَكَرْنَا هَذَا الْحَدِيثَ وَ شَهَادَةَ عَمَّارٍ عَلَيْهِ بِالْكُفْرِ فِي مَقَامٍ بَعْدَ مَقَامٍ.
وَ رَوَى فِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، قَالَ: قُلْتُ لِزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ: بِأَيِّ شَيْءٍ كَفَّرْتُمْ عُثْمَانَ؟. قَالَ: بِثَلَاثٍ، جَعَلَ الْمَالَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ، وَ جَعَلَ الْمُهَاجِرِينَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ عَمِلَ بِغَيْرِ كِتَابِ اللَّهِ.
وَ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ، قَالَ: كَفَّرْنَاهُ بِثَلَاثٍ: فَرَّقَ كِتَابَ اللَّهِ وَ نَبَذَهُ فِي الْحُشُوشِ 2078 ، وَ إِنْزَالِ الْمُهَاجِرِينَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ جَعَلَ الْمَالَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ، فَمِنْ ثَمَّ أَكْفَرْنَاهُ وَ قَتَلْنَاهُ.
وَ رَوَى فِيهِ 2079 عَنْ أَنَسِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قُلْتُ لِزُبَيْدٍ الْإِمَامِيِّ أَنَّ أَبَا صَادِقٍ، قَالَ: وَ اللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ فِي قَلْبِي مِثْقَالَ حَبَّةِ خَرْدَلٍ حُبّاً لِعُثْمَانَ 2080 وَ لَوْ أَنَّ لِي أُحُداً ذَهَباً، وَ هُوَ شَرٌّ عِنْدِي مِنْ حِمَارٍ مُجَدَّعٍ لَطْحَانَ 2081 . فَقَالَ زُبَيْدٌ: صَدَقَ أَبُو صَادِقٍ.
وَ رَوَى فِيهِ عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَضَرْنَا فِي مَوْضِعٍ، فَقَالَ طَلْحَةُ بْنُ
مُصَرِّفٍ الْإِمَامِيُّ: يَأْبَى قَلْبِي إِلَّا حُبَّ عُثْمَانَ، فَحَكَيْتُ ذَلِكَ لِإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، فَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ.
وَ رَوَوْا عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ عُثْمَانَ عِنْدِي شَرٌّ مِنْ قرون 2082 .
وَ رَوَوْا فِيهِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّهُمَا أَفْضَلُ، عُثْمَانُ أَمْ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؟. قَالَ: وَ لَا سَوَاءٌ مَنْ جَاءَ إِلَى أَمْرٍ فَاسِدٍ فَأَصْلَحَهُ خَيْراً وَ مَنْ جَاءَ إِلَى أَمْرٍ صَالِحٍ فَأَفْسَدَهُ.
وَ رَوَوْا فِيهِ عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: قَالَ لِي: يَا جُوَيْبِرُ! اعْلَمْ أَنَّ شَرَّ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْأَشْيَاخُ الثَّلَاثَةُ، قُلْتُ: مَنْ هُمْ؟. قَالَ: عُثْمَانُ وَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ.
وَ رَوَوْا فِيهِ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ زَرُودٍ الرَّقِّيِّ، عَنْ أَبِي جَارُودٍ الْعَبْدِيِّ، قَالَ: أَمَّا عِجْلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَعُثْمَانُ، وَ فِرْعَوْنُهَا مُعَاوِيَةُ، وَ سَامِرِيهَا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ، وَ ذُو الثُّدَيَّةِ وَ أَصْحَابُ النَّهَرِ مَلْعُونُونَ، وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
وَ رُوِيَ عَنْ أَبِي الْأَرْقَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَعْمَشَ يَقُولُ : وَ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ وَجَأْتُ عُثْمَانَ بِخَنْجَرٍ فِي بَطْنِهِ فَقَتَلْتُهُ.
وَ رَوَوْا عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: يُرْفَعُ عُثْمَانُ وَ أَصْحَابُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُبْلَغَ بِهِمُ الثُّرَيَّا، ثُمَّ يُطْرَحُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ.
وَ رَوَى فِيهِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الذُّهْلِيِّ، قَالَ: وَ اللَّهِ لَا يَكُونُ الْأَرْضُ سِلْماً سِلْماً حَتَّى يُلْعَنَ عُثْمَانُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لَا يُنْكِرُ ذَلِكَ أَحَدٌ.
وَ رَوَى فِيهِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَنْبَلٍ الْجُمَحِيَّ وَ كَانَ بَدْرِيّاً قَالَ:
ذُقْ يَا أَبَا عَمْرٍو بِسُوءِ الْفِعْلِ
وَ ذُقْ صُنْعَ كَافِرٍ ذِي جَهْلٍ
لَمَّا سَدَدْتُ بَابَ كُلِّ عَدْلٍ
وَ رُمْتَ نَقْصَ حَقِّنَا بِالْبُطْلِ 2083
غَداً عَلَيْكَ أَهْلُ كُلِّ فَضْلٍ
بِالْمِشْرَفِيَّاتِ 2084 الْقِضَابِ 2085 الْفَصْلِ
فَذُقْتَ قَتْلًا لَكَ أَيَّ قَتْلٍ
كَذَاكَ نَجْزِي كُلَّ عَاتٍ وَ غَلٍ 2086 .
.. في أمثال 2087 هذه الأقوال المحفوظة عن الصحابة و التابعين ذكر جميعها يخرج عن الغرض، و في بعض ما ذكرناه كفاية في المقصود، و المنّة للّه.
و قال رحمه اللّه في موضع آخر 2088 : تناصر الخبر من طريقي الشيعة و أصحاب الحديث بأنّ عثمان و طلحة و الزبير و سعدا و عبد الرحمن من جملة أصحاب العقبة الذين نفّروا برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و أنّ عثمان و طلحة القائلان: أ ينكح محمد نساءنا و لا ننكح نساءه؟!. و اللّه لو قد مات لأجلبنا على نسائه بالسهام، و قولة طلحة: لأتزوجنّ أمّ سلمة، فأنزل اللّه سبحانه 2089 : (وَ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) 2090 .
و قول عثمان يوم أحد: لألحقنّ بالشام، فإنّ لي بها صديقا يهوديّا. و قول طلحة: لألحقنّ بالشام فإنّ لي بها صديقا نصرانيّا، فأنزل اللّه تعالى: (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصارى أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) 2091 .
و قول عثمان لطلحة و قد تنازعا-: و اللّه إنّك أوّل أصحاب محمّد صلّى اللّه عليه و آله تزوّج بيهوديّة، فقال طلحة: و أنت و اللّه لقد قلت ما ينجينا هاهنا إلّا أن نلحق بقومنا 2092 .
بيان:
الرّبو بالفتح النّفس العالي 2093 .
و أسي على مصيبته بالكسر يأسي أسا .. أي حزن، و قد أسيت لفلان ..
أي حزنت له 2094 .
قوله: إنّ في هذا الحديث .. أي روى الغزرمي مكان فتبطحون على وجوهكم هكذا: ترفعون .. أي يرفعكم الملائكة إلى مكان الثريّا من السماء ثم يضربونكم على الأرض على وجوهكم فتطؤكم البهائم، و هذا أشدّ في التعذيب.
و قوله: ليجاء بي .. لعلّ هذا الترديد و التبهيم للتقيّة و المصلحة مع وضوح المقصود.
قوله لعنه اللّه: الترباء في فيك يا عليّ .. الترباء بالفتح أو بضم التاء و فتح الراء لغتان في التّراب 2095 ، انظر هذا الذي خانت أمّه أباه كيف شتم و عقّ مولاه، لعنة اللّه عليه و على من والاه.
و قال الجوهري: النّاب: المسنّة من النّوق 2096 .
و قال: مرّ فلان ينجش نجشا .. أي يسرع 2097 .
و الشّارف من النّوق: المسنّة الهرمة 2098 .
و أغذّ السّير و فيه: أسرع 2099 .
و بعج بطنه بالسّكّين كمنع-: شقّه 2100 .
و النّهابير: المهالك 2101 .
و التنجيد: العدو 2102 .
و قال في النهاية: كان أعداء عثمان يسمّونه: نعثلا تشبيها برجل من مصر
كان طويل اللّحية اسمه: نعثل، و قيل النّعثل: الشّيخ الأحمق، و ذكر الضباع 2103 .
انتهى.
و يقال زعر الشّعر و الرّيش: قلّ، و الزّعارّة: سوء الخلق 2104 .
و الغرارة بالكسر-: الجوالق 2105 .
قولها: إنّ هذه .. أي السماء، وقعت على هذه .. أي الأرض.
و قال الفيروزآبادي: العضد و العضيد: الطّريقة من النّخل، و الجمع كغربان 2106 ، و المعنى أنّ ذلك أموالا كثيرة تحميه لبقائها أو حصلتها ببركته.
و قال في القاموس: الرّكب: ركبان الإبل اسم جمع أو جمع و هم العشرة فصاعدا، و قد يكون للخيل .. و الأركوب بالضّمّ أكثر من الرّكب 2107 ..
[26] باب الشورى و احتجاج أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه على القوم في ذلك اليوم