کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
53- وَ رَوَى ابْنُ أَبِي الْحَدِيدِ 29999 ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ يَوْماً عَلَى عُمَرَ، فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! لَقَدْ أَجْهَدَ هَذَا الرَّجُلُ نَفْسَهُ فِي الْعِبَادَةِ حَتَّى نحلت [نَحَلَتْهُ] 30000 رِيَاءً.
قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟.
قَالَ عُمَرُ 30001 : الْأَجْلَحُ 30002 - يَعْنِي عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ-.
قُلْتُ: وَ مَا يَقْصِدُ بِالرِّيَاءِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟.
قَالَ: يُرَشِّحُ 30003 نَفْسَهُ بَيْنَ النَّاسِ لِلْخِلَافَةِ.
قُلْتُ: وَ مَا يَصْنَعُ بِالتَّرْشِيحِ؟! قَدْ رَشَّحَهُ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فَصُرِفَتْ عَنْهُ.
قَالَ: إِنَّهُ كَانَ شَابّاً حَدَثاً فَاسْتَصْغَرَتِ الْعَرَبُ سِنَّهُ، وَ قَدْ كَمَلَ الْآنَ، أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيّاً إِلَّا بَعْدَ الْأَرْبَعِينَ؟!.
قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! أَمَّا أَهْلُ الْحِجَى وَ النُّهَى فَإِنَّهُمْ مَا زَالُوا يَعُدُّونَهُ كَامِلًا مُنْذُ رَفَعَ اللَّهُ مَنَارَ الْإِسْلَامِ، وَ لَكِنَّهُمْ يَعُدُّونَهُ مَحْرُوماً مَحْدُوداً 30004 .
فَقَالَ 30005 : أَمَا إِنَّهُ سَيَلِيهَا بَعْدَ هِيَاطٍ وَ مِيَاطٍ، ثُمَّ تَزِلُّ فِيهَا قَدَمُهُ، وَ لَا يَقْضِي
فِيهَا 30006 إِرْبَهُ 30007 ، وَ لَتَكُونَنَّ شَاهِداً ذَلِكَ 30008 يَا عَبْدَ اللَّهِ، ثُمَّ يَتَبَيَّنُ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ، وَ يَعْلَمُ الْعَرَبُ صِحَّةَ رَأْيِ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ الَّذِينَ صَرَفُوكَهَا عَنْهُ بَادِئَ بَدْءٍ، فَلَيْتَنِي أَرَاكُمْ بَعْدِي- يَا عَبْدَ اللَّهِ- إِنَّ الْحِرْصَ مُحَرَّمَةٌ، وَ إِنَّ الدُّنْيَا 30009 كَظِلِّكَ كُلَّمَا هَمَمْتَ بِهِ ازْدَادَ عَنْكَ بُعْداً.
قَالَ: وَ نَقَلْتُ هَذَا الْخَبَرَ مِنْ أَمَالِي مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ 30010 .
وَ رَوَى- أَيْضاً 30011 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ عُمَرَ إِلَى الشَّامِ 30012 فَانْفَرَدَ يَوْماً يَسِيرُ عَلَى بَعِيرِهِ فَاتَّبَعْتُهُ، فَقَالَ لِي: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! أَشْكُو إِلَيْكَ ابْنَ عَمِّكَ، سَأَلْتُهُ أَنْ يَخْرُجَ مَعِي فَلَمْ يَفْعَلْ، وَ لَا أَزَالُ أَرَاهُ وَاجِداً، فَبِمَا 30013 تَظُنُّ مَوْجِدَتَهُ 30014 ؟.
قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! إِنَّكَ لَتَعْلَمُ.
قَالَ: أَظُنُّهُ لَا يَزَالُ كَئِيباً لِفَوْتِ الْخِلَافَةِ.
قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، إِنَّهُ يَزْعُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَرَادَ الْأَمْرَ لَهُ.
فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! وَ أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ 30015 فَكَانَ مَا ذَا إِذَا لَمْ يُرِدِ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ! إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ إِذَا أَرَادَ أمر [أَمْراً] 30016 وَ أَرَادَ اللَّهُ غَيْرَهُ، نَفَذَ مُرَادُ اللَّهِ وَ لَمْ يَنْفُذْ مُرَادُ رَسُولِ اللَّهِ، أَ وَ كُلَّمَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ 30017
كَانَ؟! إِنَّهُ أَرَادَ إِسْلَامَ عَمِّهِ وَ لَمْ يُرِدْهُ اللَّهُ فَلَمْ يُسْلِمْ!.
54- قَالَ 30018 : وَ قَدْ رُوِيَ مَعْنَى هَذَا الْخَبَرِ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ، وَ هُوَ قَوْلُهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَرَادَ أَنْ يُذَكِّرَهُ لِلْأَمْرِ فِي مَرَضِهِ فَصَدَدْتُهُ عَنْهُ 30019 خَوْفاً مِنَ الْفِتْنَةِ وَ انْتِشَارِ 30020 أَمْرِ الْإِسْلَامِ، فَعَلِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مَا فِي نَفْسِي وَ أَمْسَكَ، وَ أَبَى اللَّهُ إِلَّا إِمْضَاءَ مَا حُتِمَ.
أقول: : قد سبق و سيأتي في أخبار فدك و غيرها ما يؤيّد ذلك.
توضيح:
قوله عليه السلام: وضعوا إنائي ..
الظاهر: أكفئوا كما مرّ، و على تقديره لعلّ المعنى وضعوا عندهم للأكل أو ضيّعوه و حقّروه، و الأصوب: أصغوا- كما في بعض النسخ- .. أي أمالوه 30021 لينصبّ ما فيه، و هذا مثل شائع.
قال الجوهري: أصغيت إلى فلان: إذا ملت بسمعك نحوه، و أصغيت الإناء: أملته، يقال: فلان مصغى إناؤه: إذا نقص حقّه 30022 .
و قال في النهاية: الوطب: الزّق الّذي يكون 30023 فيه السّمن و اللّبن .. و منه الحديث 30024 و الأوطاب تمخض ليخرج 30025 زبدها 30026 .
و عتك: اللّبن- كضرب-: اشتدّت حموضته 30027 .
و الانتزاء: تسرّع الإنسان إلى الشّرّ، افتعال من النّزو، و هو الوثوب 30028 .
و السوقة- بالضّمّ-: الرّعيّة، و من دون الملك من النّاس 30029 ، و ما يظنّ أنّهم أهل الأسواق فهو وهم.
و قال الفيروزآبادي: ما زال في هياط و مياط- بكسرهما-: دنوّ و تباعد.
و قال: تهايطوا: اجتمعوا و أصلحوا أمرهم 30030 . و قال: المياط- ككتاب-: الدّفع و الزّجر و الميل و الإدبار، و أشدّ الشّوق 30031 في الصّدر 30032 .
تذييل:
أقول: : لا يخفى على المنصف- بعد ما أوردناه من الأخبار.-
بطلان خلافة الغاصبين زائدا على ما قدّمناه، و لنوضّح ذلك بوجوه:
الأوّل:
إنّ الجمهور تمسّكوا في ذلك بما ادّعوه من الإجماع و اعترفوا بعدم النصّ، فإذا ثبت تألّمه و تظلّمه عليه السلام قبل البيعة و بعدها ثبت عدم انعقاد الإجماع على خلافة أبي بكر، و كيف يدّعي عاقل- بعد الإطّلاع على تظلّماته عليه السلام و إنكاره لخلافتهم قبل البيعة و بعدها- كونها على وجه الرضا دون الإجبار و الإكراه؟!.
الثاني:
إنّ إجباره صلوات اللّه عليه و آله على البيعة على الوجه الشنيع الذي رويناه من طريق المؤالف و المخالف و تهديده بالقتل، و تشبيهه عليه السلام بثعلب يشهد له ذنبه، و بأمّ طحال، و إسناد ملازمة كلّ فتنة إليه على رءوس الأشهاد و ..
غير ذلك من غصب حقّ فاطمة عليها السلام و ما جرى من المشاجرات بينه عليه السلام و بينهم كما مرّ و سيأتي، و أشباه ذلك إيذاء له عليه السلام و إعلان لبغضه و عداوته و شتم له.
و سيأتي 30033 أخبار متواترة من طرق الخاصّ و العامّ تدلّ على كفر من سبّه و نفاق من أبغضه و عاداه، و أنّه عدوّ اللّه و عدوّ رسوله صلّى اللّه عليه و آله، و لا ريب أنّ الهمّ بدفع أحد عن 30034 مقامه اللّائق به و حطّه عن درجته و إتيان ما ينافي احترامه من أشنع المعاداة، مع أنّه قال عمر: إذن نضرب عنقك، و كذّبه عليه السلام في دعوى المؤاخاة ..
و لا ريب ذو مسكة من العقل في أنّ الكافر و المنافق و من يحذو حذوهما لا يصلحان لخلافة سيّد المرسلين صلّى اللّه عليه و آله.
55- وَ قَدْ رَوَى فِي الْمِشْكَاةِ 30035 - الَّذِي هُوَ مِنْ أُصُولِهِمُ الْمُتَدَاوِلَةِ الْيَوْمَ- عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ 30036 قَالَ: قَالَ لِي 30037 عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ 30038 أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ 30039 .
56- وَ رَوَى- أَيْضاً 30040 - بِأَسَانِيدَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَا يُحِبُّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ مُنَافِقٌ وَ لَا يُبْغِضُهُ مُؤْمِنٌ.
قَالَ: رَوَاهُ أَحْمَدُ 30041 وَ التِّرْمِذِيُ 30042 عَنْهَا 30043 رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَيْضاً قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ سَبَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَدْ سَبَّنِي 30044 .
، قال:
رواه أحمد 30045 .
57- وَ رَوَى ابْنُ شِيرَوَيْهِ الدَّيْلَمِيُّ- وَ هُوَ مِنْ مَشَاهِيرِ مُحَدِّثِيهِمْ- فِي كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ 30046 فِي بَابِ الْمِيمِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: مَنْ سَبَّ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَدْ سَبَّنِي وَ مَنْ سَبَّنِي فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ، وَ مَنْ سَبَّ اللَّهَ أَدْخَلَهُ نَارَ جَهَنَّمَ، وَ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ.
58- وَ عَنْ سَلْمَانَ 30047 ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: يَا عَلِيُّ! مُحِبُّكَ مُحِبِّي وَ مُبْغِضُكَ مُبْغِضِي.
59- وَ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ 30048 ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: يَا عَلِيُّ! مَا يُبْغِضُكَ مِنَ الرِّجَالِ إِلَّا مُنَافِقٌ وَ مَنْ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَ هِيَ حَائِضٌ.
60- وَ رَوَى أَيْضاً 30049 فِي بَابِ الثَّاءِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَلَيْسَ مِنِّي وَ لَا أَنَا مِنْهُ: مَنْ أَبْغَضَ عَلِيّاً
وَ نَصَبَ لِأَهْلِ بَيْتِي، وَ مَنْ قَالَ: الْإِيمَانُ كَلَامٌ.
61- وَ رَوَى فِي جَامِعِ الْأُصُولِ 30050 ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ 30051 ، قَالَ: إِنَّا 30052 كُنَّا لَنَعْرِفُ الْمُنَافِقِينَ- نَحْنُ مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ- بِبُغْضِهِمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ [عَلَيْهِ السَّلَامُ]،.
قال: أخرجه الترمذي 30053 .
62- وَ عَنْ 30054 أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ 30055 : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: لَا يُحِبُّ عَلِيّاً [عَلَيْهِ السَّلَامُ] مُنَافِقٌ وَ لَا يُبْغِضُهُ مُؤْمِنٌ.
، قال: أخرجه الترمذي 30056 .
وَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ 30057 ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيّاً [عَلَيْهِ السَّلَامُ] يَقُولُ: وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهِدَ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ إِلَيَّ أَنَّهُ لَا يُحِبُّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا يُبْغِضُنِي إِلَّا مُنَافِقٌ 30058 .