کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
وَ خَافَ مِنْ لِسَانِهِ -
عَزْباً حَدِيداً فَخَزَنَ -
وَ مَنْ يَكُنْ مُعْتَصِماً -
بِاللَّهِ ذِي الْعَرْشِ فَلَنْ -
يَضُرَّهُ شَيْءٌ وَ مَنْ -
يُعْدِي عَلَى اللَّهِ وَ مَنْ -
مَنْ يَأْمَنِ اللَّهَ يَخَفْ -
وَ خَائِفُ اللَّهِ أَمِنَ -
وَ مَا لِمَا يُثْمِرُهُ -
الْخَوْفُ مِنَ اللَّهِ ثَمَنٌ -
يَا عَالِمَ السِّرِّ كَمَا -
يَعْلَمُ حَقّاً مَا عَلَنَ -
صَلِّ عَلَى جَدِّي أَبِي الْقَاسِمِ -
ذِي النُّورِ الْمِنَنِ -
أَكْرَمُ مَنْ حَيَّ وَ مَنْ -
لُفِّفَ مَيْتاً فِي كَفَنٍ -
وَ امْنُنْ عَلَيْنَا بِالرِّضَى -
فَأَنْتَ أَهْلٌ لِلْمِنَنِ -
وَ أَعْفِنَا فِي دِينِنَا مِنْ -
كُلِّ خُسْرٍ وَ غَبَنٍ -
مَا خَابَ مَنْ خَابَ كَمَنْ -
يَوْماً إِلَى الدُّنْيَا رَكَنَ -
طُوبَى لِعَبْدٍ كُشِفَتْ -
عَنْهُ غَبَابَاتُ الْوَسَنِ -
وَ الْمَوْعِدُ اللَّهُ وَ مَا -
يَقْضِ بِهِ اللَّهُ يَكُنْ
وَ هِيَ طَوِيلَةٌ.
وَ قَالَ ع 20737
أَبِي عَلِيٌّ وَ جَدِّي خَاتَمُ الرُّسُلِ -
وَ الْمُرْتَضَوْنَ لِدِينِ اللَّهِ مِنْ قَبْلِي -
وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ الْقُرْآنُ يَنْطِقُهُ -
أَنَّ الَّذِي بِيَدِي مَنْ لَيْسَ يَمْلِكُ لِي -
مَا يُرْتَجَى بِامْرِئٍ لَا قَائِلَ عَذَلًا -
وَ لَا يَزِيغُ إِلَى قَوْلٍ وَ لَا عَمَلٍ -
وَ لَا يَرَى خَائِفاً فِي سِرِّهِ وَجِلًا -
وَ لَا يُحَاذِرُ مِنْ هَفْوٍ وَ لَا زَلَلٍ -
يَا وَيْحَ نَفْسِي مِمَّنْ لَيْسَ يَرْحَمُهَا -
أَ مَا لَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنْ مَثَلٍ -
أَ مَا لَهُ فِي حَدِيثِ النَّاسِ مُعْتَبَرٌ -
مِنَ الْعَمَالِقَةِ الْعَادِيَةِ الْأُوَلِ -
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ الْمَغْبُونُ شِيمَتُهُ -
إِنِّي وَرِثْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ رُسُلٍ -
أَ أَنْتَ أَوْلَى بِهِ مِنْ آلِهِ فَبِمَا -
تَرَى اعْتَلَلْتَ وَ مَا فِي الدِّينِ مِنْ عِلَلٍ
وَ فِيهَا أَبْيَاتٌ أُخَرُ.
وَ قَالَ ع
يَا نَكَبَاتِ الدَّهْرِ دُولِي دُولِي -
وَ أَقْصِرِي إِنْ شِئْتِ أَوْ أَطِيلِي 20738 .
مِنْهَا
رَمَيْتَنِي رَمْيَةً لَا مَقِيلَ -
بِكُلِّ خَطْبٍ فَادِحٍ جَلِيلٍ -
وَ كُلِّ عَبْءٍ أَيِّدٍ ثَقِيلٍ -
أَوَّلُ مَا رُزِئْتُ بِالرَّسُولِ -
وَ بَعْدُ بِالطَّاهِرَةِ الْبَتُولِ -
وَ الْوَالِدِ الْبَرِّ بِنَا الْوُصُولِ -
وَ بِالشَّقِيقِ الْحَسَنِ الْجَلِيلِ -
وَ الْبَيْتِ ذِي التَّأْوِيلِ وَ التَّنْزِيلِ -
وَ زَوْرُنَا الْمَعْرُوفُ مِنْ جِبْرِيلَ -
فَمَا لَهُ فِي الزَّرْءِ مِنْ عَدِيلٍ -
مَا لَكَ عَنِّي الْيَوْمَ مِنْ عُدُولٍ -
وَ حَسْبِيَ الرَّحْمَنُ مِنْ مُنِيلٍ
قَالَ تَمَّ شِعْرُ مَوْلَانَا الشَّهِيدِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ هُوَ عَزِيزُ الْوُجُودِ.
7- جع 20739 ، جامع الأخبار رُوِيَ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ع جَاءَهُ رَجُلٌ وَ قَالَ أَنَا رَجُلٌ عَاصٍ وَ لَا أَصْبِرُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فَعِظْنِي بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ ع افْعَلْ خَمْسَةَ أَشْيَاءَ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ فَأَوَّلُ ذَلِكَ لَا تَأْكُلْ رِزْقَ اللَّهِ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَ الثَّانِي اخْرُجْ مِنْ وَلَايَةِ اللَّهِ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَ الثَّالِثُ اطْلُبْ مَوْضِعاً لَا يَرَاكَ اللَّهُ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَ الرَّابِعُ إِذَا جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ رُوحَكَ فَادْفَعْهُ عَنْ نَفْسِكَ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ وَ الْخَامِسُ إِذَا أَدْخَلَكَ مَالِكٌ فِي النَّارِ فَلَا تَدْخُلْ فِي النَّارِ وَ أَذْنِبْ مَا شِئْتَ.
8- ختص 20740 ، الإختصاص قَالَ الصَّادِقُ ع حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ ع أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَتَبَ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع يَا سَيِّدِي أَخْبِرْنِي بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَكَتَبَ ع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ مَنْ طَلَبَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ أُمُورَ النَّاسِ وَ مَنْ طَلَبَ رَضِيَ النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ وَ السَّلَامُ.
9- الدُّرَّةُ الْبَاهِرَةُ 20741 ، قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع إِنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ
مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فَلَا تَمَلُّوا النِّعَمَ.
وَ قَالَ ع اللَّهُمَّ لَا تَسْتَدْرِجْنِي بِالْإِحْسَانِ وَ لَا تُؤَدِّبْنِي بِالْبَلَاءِ.
وَ قَالَ ع مَنْ قَبِلَ عَطَاءَكَ فَقَدْ أَعَانَكَ عَلَى الْكَرَمِ.
وَ قَالَ ع مَالُكَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ كُنْتَ لَهُ فَلَا تَبْقَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يَبْقَى عَلَيْكَ وَ كُلْهُ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَكَ.
10- كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِ 20742 ، قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع يَوْماً لِابْنِ عَبَّاسٍ- لَا تَتَكَلَّمَنَّ فِيمَا لَا يَعْنِيكَ فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ الْوِزْرَ وَ لَا تَتَكَلَّمَنَّ فِيمَا يَعْنِيكَ حَتَّى تَرَى لِلْكَلَامِ مَوْضِعاً فَرُبَّ مُتَكَلِّمٍ قَدْ تَكَلَّمَ بِالْحَقِّ فَعِيبَ وَ لَا تُمَارِيَنَّ حَلِيماً وَ لَا سَفِيهاً فَإِنَّ الْحَلِيمَ يَقْلِيكَ وَ السَّفِيهَ يُؤْذِيكَ وَ لَا تَقُولَنَّ فِي أَخِيكَ الْمُؤْمِنِ إِذَا تَوَارَى عَنْكَ إِلَّا مَا تُحِبُّ أَنْ يَقُولَ فِيكَ إِذَا تَوَارَيْتَ عَنْهُ وَ اعْمَلْ عَمَلَ رَجُلٍ يَعْلَمُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ بِالْإِجْرَامِ مَجْزِيٌّ بِالْإِحْسَانِ وَ السَّلَامُ وَ بَلَغَهُ ع كَلَامُ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ 20743 فِي مُعَاوِيَةَ وَ قَوْلُهُ إِنَّهُ كَانَ يُسْكِتُهُ الْحِلْمُ وَ يُنْطِقُهُ الْعِلْمُ فَقَالَ بَلْ كَانَ يُنْطِقُهُ الْبَطَرُ وَ يُسْكِتُهُ الْحَصَرُ.
11- أَعْلَامُ الدِّينِ 20744 ، قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ع اعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فَلَا تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَتَحَوَّلَ إِلَى غَيْرِكُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الْمَعْرُوفَ مُكْسِبٌ حَمْداً وَ مُعَقِّبٌ أَجْراً فَلَوْ رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ رَجُلًا لَرَأَيْتُمُوهُ حَسَناً جَمِيلًا يَسُرُّ النَّاظِرِينَ وَ يَفُوقُ الْعَالَمِينَ وَ لَوْ رَأَيْتُمُ اللُّؤْمَ رَأَيْتُمُوهُ سَمِجاً قَبِيحاً مُشَوَّهاً تَنْفِرُ مِنْهُ الْقُلُوبُ وَ تُغَضُّ دُونَهُ الْأَبْصَارُ وَ مَنْ نَفَّسَ كُرْبَةَ مُؤْمِنٍ فَرَّجَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ كُرَبَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ مَنْ أَحْسَنَ أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْهِ- وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَ تَذَاكَرُوا الْعَقْلَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ الْحُسَيْنُ ع- لَا يَكْمُلُ الْعَقْلُ إِلَّا بِاتِّبَاعِ الْحَقِّ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ مَا فِي صُدُورِكُمْ إِلَّا شَيْءٌ وَاحِدٌ.
وَ قَالَ ع لَا تَصِفَنَّ لِمَلِكٍ دَوَاءً فَإِنْ نَفَعَهُ لَمْ يَحْمَدْكَ وَ إِنْ ضَرَّهُ اتَّهَمَكَ.
وَ قَالَ ع رُبَّ ذَنْبٍ أَحْسَنُ مِنَ الِاعْتِذَارِ مِنْهُ.
وَ قَالَ ع مَالُكَ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ كُنْتَ لَهُ مُنْفِقاً فَلَا تُنْفِقْهُ بَعْدَكَ فَيَكُنْ ذَخِيرَةً لِغَيْرِكَ وَ تَكُونُ أَنْتَ الْمُطَالَبَ بِهِ الْمَأْخُوذَ بِحِسَابِهِ اعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَبْقَى لَهُ وَ لَا يَبْقَى عَلَيْكَ فَكُلْهُ قَبْلَ أَنْ يَأْكُلَكَ وَ كَانَ ع يَرْتَجِزُ يَوْمَ قُتِلَ وَ يَقُولُ-
الْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْعَارِ
وَ الْعَارُ خَيْرٌ مِنْ دُخُولِ النَّارِ
وَ اللَّهَ مِنْ هَذَا وَ هَذَا جَارٍ
.
وَ قَالَ ع دِرَاسَةُ الْعِلْمِ لِقَاحُ الْمَعْرِفَةِ وَ طُولُ التَّجَارِبِ زِيَادَةٌ فِي الْعَقْلِ وَ الشَّرَفُ التَّقْوَى وَ الْقُنُوعُ رَاحَةُ الْأَبْدَانِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ نَهَاكَ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ أَغْرَاكَ.
وَ قَالَ ع مَنْ أَحْجَمَ عَنِ الرَّأْيِ وَ عَيِيَتْ بِهِ الْحِيَلُ كَانَ الرِّفْقُ مِفْتَاحَهُ 20745 .
باب 21 وصايا علي بن الحسين ع و مواعظه و حكمه
1- ف 20746 ، تحف العقول مِنْ كَلَامِهِ ع فِي الزَّاهِدِينَ أَنَّ عَلَامَةَ الزَّاهِدِينَ فِي الدُّنْيَا الرَّاغِبِينَ فِي الْآخِرَةِ تَرْكُهُمْ كُلَّ خَلِيطٍ وَ خَلِيلٍ وَ رَفْضُهُمْ كُلَّ صَاحِبٍ لَا يُرِيدُ مَا يُرِيدُونَ أَلَا وَ إِنَّ الْعَامِلَ لِثَوَابِ الْآخِرَةِ هُوَ الزَّاهِدُ فِي عَاجِلِ زَهْرَةِ الدُّنْيَا الْآخِذُ لِلْمَوْتِ أُهْبَتَهُ 20747 الْحَاثُّ عَلَى الْعَمَلِ قَبْلَ فَنَاءِ الْأَجَلِ وَ نُزُولِ مَا لَا بُدَّ مِنْ لِقَائِهِ وَ تَقْدِيمِ الْحَذَرِ قَبْلَ الْحَيْنِ 20748 فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ- حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً
فِيما تَرَكْتُ 20749 فَلْيُنْزِلَنَّ أَحَدُكُمْ الْيَوْمَ نَفْسَهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا كَمَنْزِلَةِ الْمَكْرُورِ إِلَى الدُّنْيَا النَّادِمِ عَلَى مَا فَرَّطَ فِيهَا مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ لِيَوْمِ فَاقَتِهِ وَ اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّهُ مَنْ خَافَ الْبَيَاتَ تَجَافَى عَنِ الْوِسَادِ وَ امْتَنَعَ مِنَ الرُّقَادِ 20750 وَ أَمْسَكَ عَنْ بَعْضِ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ مِنْ خَوْفِ سُلْطَانِ أَهْلِ الدُّنْيَا فَكَيْفَ وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ خَوْفِ بَيَاتِ سُلْطَانِ رَبِّ الْعِزَّةِ وَ أَخْذِهِ الْأَلِيمِ وَ بَيَاتِهِ لِأَهْلِ الْمَعَاصِي وَ الذُّنُوبِ مَعَ طَوَارِقِ الْمَنَايَا 20751 بِاللَّيْلِ وَ النَّهَارِ فَذَلِكَ الْبَيَاتُ الَّذِي لَيْسَ مِنْهُ مَنْجًى وَ لَا دُونَهُ مُلْتَجَأٌ وَ لَا مِنْهُ مَهْرَبٌ فَخَافُوا اللَّهَ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ مِنَ الْبَيَاتِ خَوْفَ أَهْلِ التَّقْوَى فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ- ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَ خافَ وَعِيدِ 20752 - فَاحْذَرُوا زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ غُرُورَهَا وَ شُرُورَهَا وَ تَذَكَّرُوا ضَرَرَ عَاقِبَةِ الْمَيْلِ إِلَيْهَا فَإِنَّ زِينَتَهَا فِتْنَةٌ وَ حُبَّهَا خَطِيئَةٌ وَ اعْلَمْ وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ أَنَّ قَسْوَةَ الْبِطْنَةِ وَ فَتْرَةَ الْمَيْلَةِ وَ سُكْرَ الشِّبَعِ وَ غِرَّةَ الْمُلْكِ 20753 مِمَّا يُثَبِّطُ وَ يُبْطِئُ عَنِ الْعَمَلِ وَ يُنْسِي الذِّكْرَ وَ يُلْهِي عَنِ اقْتِرَابِ الْأَجَلِ حَتَّى كَأَنَّ الْمُبْتَلَى بِحُبِّ الدُّنْيَا بِهِ خَبَلٌ مِنْ سُكْرِ الشَّرَابِ 20754 وَ إِنَّ الْعَاقِلَ عَنِ اللَّهِ الْخَائِفَ مِنْهُ الْعَامِلَ لَهُ لَيُمَرِّنُ نَفْسَهُ وَ يُعَوِّدُهَا الْجُوعَ حَتَّى مَا تَشْتَاقَ إِلَى الشِّبَعِ وَ كَذَلِكَ تُضَمَّرُ الْخَيْلُ لِسَبْقِ الرِّهَانِ 20755
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقْوَى مُؤَمِّلٍ ثَوَابَهُ وَ خَافٍ عِقَابَهُ 20756 فَقَدْ لِلَّهِ أَنْتُمْ أَعْذَرَ وَ أَنْذَرَ وَ شَوَّقَ وَ خَوَّفَ فَلَا أَنْتُمْ إِلَى مَا شَوَّقَكُمْ إِلَيْهِ مِنْ كَرِيمِ ثَوَابِهِ تَشْتَاقُونَ فَتَعْمَلُونَ وَ لَا أَنْتُمْ مِمَّا خَوَّفَكُمْ بِهِ مِنْ شَدِيدِ عِقَابِهِ وَ أَلِيمِ عَذَابِهِ تَرْهَبُونَ فَتَنْكُلُونَ 20757 وَ قَدْ نَبَّأَكُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ أَنَّهُ- فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَ إِنَّا لَهُ كاتِبُونَ 20758 ثُمَّ ضَرَبَ لَكُمُ الْأَمْثَالَ فِي كِتَابِهِ وَ صَرَّفَ الْآيَاتِ لِتَحْذَرُوا عَاجِلَ زَهْرَةِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَقَالَ إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ 20759 فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَ اسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا - فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ اتَّعِظُوا بِمَوَاعِظِ اللَّهِ وَ مَا أَعْلَمُ إِلَّا كَثِيراً مِنْكُمْ قَدْ نَهَكَتْهُ 20760 عَوَاقِبُ الْمَعَاصِي فَمَا حَذَرَهَا وَ أَضَرَّتْ بِدِينِهِ فَمَا مَقَتَهَا أَ مَا تَسْمَعُونَ النِّدَاءَ مِنَ اللَّهِ بِعَيْبِهَا وَ تَصْغِيرِهَا حَيْثُ قَالَ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَ تَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَ مَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٌ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ- سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ 20761 وَ قَالَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ- وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ 20762
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ وَ تَفَكَّرُوا وَ اعْمَلُوا لِمَا خُلِقْتُمْ لَهُ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً وَ لَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدًى قَدْ عَرَّفَكُمْ نَفْسَهُ وَ بَعَثَ إِلَيْكُمْ رَسُولَهُ وَ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ كِتَابَهُ فِيهِ حَلَالُهُ وَ حَرَامُهُ وَ حُجَجُهُ وَ أَمْثَالُهُ فَاتَّقُوا اللَّهَ فَقَدِ احْتَجَّ عَلَيْكُمْ رَبُّكُمْ فَقَالَ أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ- وَ لِساناً وَ شَفَتَيْنِ- وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ 20763 فَهَذِهِ حُجَّةٌ عَلَيْكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ لَا تُكْلَانَ إِلَّا عَلَيْهِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ آلِهِ.