کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الزَّيَّاتِ عَنْ خَالِهِ عَلِيِّ بْنِ نُعْمَانَ الْأَعْلَمِ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ الثَّقَفِيِّ الْبَلْخِيِّ عَنْ أَبِيهِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ ع عَنْ أَبِيهِ الْبَاقِرِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع وَ بِإِسْنَادِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَيَّاشٍ الْجَوْهَرِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ أَبِي طَاهِرٍ الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَهَّرٍ الْكَاتِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَلَقَانَ الْمِصْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ إِلَى آخِرِ السَّنَدِ الْمُتَقَدِّمِ قَالَ: وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ ع فِي الصَّلَاةِ عَلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ وَ كُلِّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ اللَّهُمَّ وَ حَمَلَةُ عَرْشِكَ الَّذِينَ لَا يَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبِيحِكَ وَ لَا يَسْأَمُونَ مِنْ تَقْدِيسِكَ وَ لَا يَسْتَحْسِرُونَ عَنْ عِبَادَتِكَ وَ لَا يُؤْثِرُونَ التَّقْصِيرَ عَلَى الْجِدِّ فِي أَمْرِكَ وَ لَا يَغْفُلُونَ عَنِ الْوَلَهِ إِلَيْكَ وَ إِسْرَافِيلُ صَاحِبُ الصُّورِ الشَّاخِصُ الَّذِي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الْإِذْنَ وَ حُلُولَ الْأَمْرِ فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعَى رَهَائِنَ الْقُبُورِ وَ مِيكَائِيلُ ذُو الْجَاهِ عِنْدَكَ وَ الْمَكَانِ الرَّفِيعِ مِنْ طَاعَتِكَ وَ جَبْرَئِيلُ الْأَمِينُ عَلَى وَحْيِكَ الْمُطَاعُ فِي أَهْلِ سَمَاوَاتِكَ الْمَكِينُ لَدَيْكَ الْمُقَرَّبُ عِنْدَكَ وَ الرُّوحُ الَّذِي هُوَ عَلَى مَلَائِكَةِ الْحُجُبِ وَ الرُّوحُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَمْرِكَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِمْ مِنْ سُكَّانِ سَمَاوَاتِكَ وَ أَهْلِ الْأَمَانَةِ عَلَى رِسَالاتِكَ وَ الَّذِينَ لَا يَدْخُلُهُمْ سَأْمَةٌ مِنْ دُءُوبٍ وَ لَا إِعْيَاءٌ مِنْ لُغُوبٍ وَ لَا فُتُورٌ وَ لَا تَشْغَلُهُمْ عَنْ تَسْبِيحِكَ الشَّهَوَاتُ وَ لَا يَقْطَعُهُمْ عَنْ تَعْظِيمِكَ سَهْوُ الْغَفَلَاتِ الْخُشَّعُ الْأَبْصَارِ فَلَا يَرُومُونَ النَّظَرَ إِلَيْكَ النَّوَاكِسُ الْأَعْنَاقِ 8770 الَّذِينَ قَدْ طَالَتْ رَغْبَتُهُمْ فِيمَا لَدَيْكَ الْمُسْتَهْتَرُونَ بِذِكْرِ آلَائِكَ وَ الْمُتَوَاضِعُونَ دُونَ عَظَمَتِكَ وَ جَلَالِ كِبْرِيَائِكَ وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ إِذَا نَظَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ تَزْفِرُ عَلَى أَهْلِ مَعْصِيَتِكَ سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ فَصَلِّ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى الرُّوحَانِيِّينَ مِنْ مَلَائِكَتِكَ وَ أَهْلِ الزُّلْفَةِ عَنْكَ وَ حَمَلَةِ الْغَيْبِ إِلَى رُسُلِكَ وَ الْمُؤْتَمَنِينَ عَلَى وَحْيِكَ وَ قَبَائِلِ الْمَلَائِكَةِ
الَّذِينَ اخْتَصَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَ أَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ بِتَقْدِيسِكَ وَ أَسْكَنْتَهُمْ بُطُونَ أَطْبَاقِ سَمَاوَاتِكَ وَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى أَرْجَائِهَا إِذَا نَزَلَ الْأَمْرُ بِتَمَامِ وَعْدِكَ وَ خُزَّانِ الْمَطَرِ وَ زَوَاجِرِ السَّحَابِ وَ الَّذِي بِصَوْتِ زَجْرِهِ يُسْمَعُ زَجَلُ الرُّعُودِ وَ إِذَا سَبَّحَتْ بِهِ حَفِيفَةُ 8771 السَّحَابِ الْتَمَعَتْ صَوَاعِقُ الْبُرُوقِ وَ مُشَيِّعِي الثَّلْجِ وَ الْبَرَدِ وَ الْهَابِطِينَ مَعَ قَطْرِ الْمَطَرِ إِذَا نَزَلَ وَ الْقُوَّامِ عَلَى خَزَائِنِ الرِّيَاحِ وَ الْمُوَكَّلِينَ بِالْجِبَالِ فَلَا تَزُولُ وَ الَّذِينَ عَرَّفْتَهُمْ مَثَاقِيلَ الْمِيَاهِ وَ كَيْلَ مَا تَحْوِيهِ لَوَاعِجُ الْأَمْطَارِ وَ عَوَالِجُهَا وَ رُسُلِكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ بِمَكْرُوهِ مَا يَنْزِلُ مِنَ الْبَلَاءِ وَ مَحْبُوبِ الرَّخَاءِ وَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَ الْحَفَظَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ وَ مَلَكِ الْمَوْتِ وَ أَعْوَانِهِ وَ مُنْكَرٍ وَ نَكِيرٍ وَ مُبَشِّرٍ وَ بَشِيرٍ وَ رَوْمَانَ فَتَّانِ الْقُبُورِ وَ الطَّائِفِينَ بِالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَ مَالِكٍ وَ الْخَزَنَةِ وَ رِضْوَانَ وَ سَدَنَةِ الْجِنَانِ وَ الَّذِينَ لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ وَ الزَّبَانِيَةِ الَّذِينَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ابْتَدَرُوهُ سِرَاعاً وَ لَمْ يُنْظِرُوهُ وَ مَنْ أَوْهَمْنَا ذِكْرَهُ وَ لَمْ نَعْلَمْ مَكَانَهُ مِنْكَ وَ بِأَيِّ أَمْرٍ وَكَّلْتَهُ وَ سُكَّانِ الْهَوَاءِ وَ الْأَرْضِ وَ الْمَاءِ وَ مَنْ مِنْهُمْ عَلَى الْخَلْقِ فَصَلِّ عَلَيْهِمْ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَ شَهِيدٌ وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ صَلَاةً تَزِيدُهُمْ كَرَامَةً عَلَى كَرَامَتِهِمْ وَ طَهَارَةً عَلَى طَهَارَتِهِمْ اللَّهُمَّ وَ إِذَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلَائِكَتِكَ وَ رُسُلِكَ وَ بَلَّغْتَهُمْ صَلَوَاتِنَا 8772 عَلَيْهِمْ فَصَلِّ عَلَيْنَا بِمَا فَتَحْتَ لَنَا مِنْ حُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِمْ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ.
تبيان أقول الدعاء مروية برواية الحسني أيضا في الصحيفة الشريفة الكاملة المشهورة و رواية الشيخ و رواية المطهري كما فصلناه في آخر المجلدات و لنوضحه بعض الإيضاح و إن استقصينا الكلام في شرحه في الفرائد 8773 الطريفة
اللَّهُمَّ وَ حَمَلَةُ عَرْشِكَ الَّذِينَ لَا يَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبِيحِكَ.
و في رواية الحسني عن
تسبيحك و الواو في قوله و حملة للعطف على الجمل المتقدمة في الدعاء السابق أو من قبيل عطف القصة على القصة و قيل زائدة و قيل استئنافية و قيل عطف بحسب المعنى على قوله اللهم فإنه أيضا جملة لأنه بتأويل أدعوك و لا يخفى بعد ما سوى الأولين و قوله و حملة مبتدأ و خبره مقدر أي هم مستحقون لأن نصلي عليهم و يحتمل أن يكون فصل عليهم خبرا بتأويل مقول في حقه فدخول الفاء إما على مذهب الأخفش حيث جوز دخول الفاء على الخبر مطلقا أو بتقدير أما أو باعتبار الاكتفاء بكون صفة المبتدإ موصولا و يحتمل أن يكون الموصول خبرا لا صفة و كذا صاحب في الثاني و ذو الجاه في الثالث و الأمين في الرابع و كذا الموصول في الأخيرين أو يقدر فيهما بقرينة ما سبقهما هما مقربان عندك و قد مضى الكلام في معاني العرش و حملته و إن كان الأظهر هنا كون المراد بالعرش الجسم العظيم و بحملته الملائكة الذين يحملونه و الفتور الانكسار و الضعف
وَ لَا يَسْأَمُونَ مِنْ تَقْدِيسِكَ.
سئم من الشيء كعلم مل أي لا يحصل لهم من التسبيح و التقديس سأمة و ملال بل يتقوون بهما كما مر و التسبيح و التقديس كلاهما بمعنى التنزيه عن العيوب و النقائص و يمكن حمل الأول على تنزيه الذات و الثاني على تنزيه الصفات و الأفعال و يحتمل وجوها أخر
وَ لَا يَسْتَحْسِرُونَ عَنْ عِبَادَتِكَ.
الاستحسار استفعال من حسر إذا أعيا و تعب و عدم ملالهم لشدة شوقهم و كون خلقتهم خلقة لا يحصل بها لهم الملال بكثرة الأعمال
وَ لَا يُؤْثِرُونَ التَّقْصِيرَ عَلَى الْجِدِّ فِي أَمْرِكَ.
الإيثار الاختيار و الجد بالكسر الاجتهاد و السعي
وَ لَا يَغْفُلُونَ عَنِ الْوَلَهِ إِلَيْكَ.
محركة الحزن أو ذهاب العقل حزنا و الحيرة و الخوف و لعل المراد هنا التحير في غرائب خلقه سبحانه أو لشدة حبهم له تعالى أو للخوف منه جل و علا و الأوسط لعله أظهر. و إسرافيل هو ملك موكل بنفخ الصور و الصور هو قرنه الذي ينفخ فيه كما قال سبحانه وَ نُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ
ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ 8774 و قال تعالى إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ 8775 و قد مر تفصيله في كتاب المعاد.
الشَّاخِصُ الَّذِي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الْإِذْنَ.
أي شخص ببصره لا يطرف من يوم خلقته انتظارا لما سوف يؤمر به بعد انقضاء أمر الدنيا و المرتفع الماد عنقه لذلك أو الرفيع الشأن و الأول أظهر قال الفيروزآبادي شخص كمنع شخوصا ارتفع و بصره فتح عينيه و جعل لا يطرف و بصره رفعه و الإذن في النفخ و الأمر أيضا فيه أو المراد أمر القيامة
فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعَى رَهَائِنَ الْقُبُورِ.
في القاموس الصرع الطرح على الأرض و كأمير المصروع و الجمع صرعى انتهى و الصريع يطلق على الميت و على المقتول لأنهما يطرحان على الأرض و في القاموس الرهن ما وضع عندك لينوب مناب ما أخذ منك و كل ما احتسب به شيء فرهينة و راهن الميت القبر ضمنه إياه و الرهينة كسفينة واحد الرهائن.
أقول يمكن أن يكون المراد برهائن القبور مودعاتها أي الذين أقاموهم فيها إلى يوم البعث أو من ارتهن بعمله في القبر كما قال تعالى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ 8776 و
رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّ أَنْفُسَكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ فَفُكُّوهَا بِاسْتِغْفَارِكُمْ.
و مثله في الأخبار كثير فيكون من قبيل الإضافة إلى الظرف لا إلى المفعول كقولهم يا سارق الليلة أهل الدار و كما قيل في مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ أي مالك الأشياء يوم الدين ثم اعلم أن أكثر نسخ الصحيفة متفقه على نصب الرهائن فهو إما بدل عن صرعى أو حال أو بيان أو صفة لأن الإضافة لفظية و في رواية ابن أشناس بالجر بالإضافة و الأول أصوب ثم إنه عليه السلام اقتصر على ذكر النفخة الثانية لأنه أشد و أفظع لاتصالها بالقيامة و احتمال كون الكلام مشتملا عليهما بأن يكون في الإذن و الأمر إشارة إلى الأولى
و قوله فينبه إلى الثانية في غاية البعد.
و ميكائيل هو من عظماء الملائكة و روي أنه رئيس الملائكة الموكلين بأرزاق الخلق كملائكة السحب و الرعود و البروق و الرياح و الأمطار و غير ذلك و في اسمه لغات قال الزمخشري قرئ ميكال بوزن قنطار و ميكائيل بوزن ميكاعيل و ميكئيل كميكعيل و ميكائل كميكاعل و ميكئل كميكعل قال ابن جني العرب إذا نطقت بالعجمي خلطت فيه انتهى و الجاه القدر و المنزلة
وَ الْمَكَانِ الرَّفِيعِ مِنْ طَاعَتِكَ.
لعل المراد بالمكان المكانة و المنزلة و بالرفعة العلو المعنوي و من ابتدائية أي رفعة مكانه بسبب إطاعتك أو تبعيضية أي له من درجات طاعتك منزلة رفيعة.
و جبرئيل من أعاظم الملائكة و في سائر روايات الصحيفة جبرئيل بالكسر أو بالفتح و فيه أيضا لغات قال الزمخشري قرئ جبرئيل بوزن فقشليل و جبرئل بحذف الياء و جبريل بحذف الهمزة و جبريل بوزن قنديل و جبرال باللام المشددة و جبرائيل بوزن جبراعيل و جبرائل بوزن جبراعل انتهى و قيل معناه عبد الله و قيل صفوة عبد الله و قيل صفوة الله و هو ع حامل الوحي إما على جميع الأنبياء أو إلى أولي العزم منهم أو إلى بعض من غير أولي العزم أيضا
وَ الْمُطَاعُ فِي أِهْلِ سَمَاوَاتِكَ.
أي هم جميعا يطيعونه بأمر الله و الفقرتان إشارتان إلى قوله تعالى مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ 8777
الْمَكِينُ لَدَيْكَ.
المكين ذو المكانة و المنزلة و لدى ظرف مكان بمعنى عند كلدن إلا أنهما أقرب مكانا من عند و أخص منه فإن عند يقع على مكان و غيره تقول لي عند فلان مال أي في ذمته و لا يقال ذلك فيهما.
وَ الرُّوحُ الَّذِي هُوَ عَلَى مَلَائِكَةِ الْحُجُبِ.
قد مر ذكر الحجب و يدل على أن الروح رئيس الملائكة الموكلين بالحجب و الساكنين فيها و الظاهر أنه شخص واحد موكل بالجميع و يحتمل أن يكون اسم جنس بأن يكون لملائكة كل حجاب
رئيس يطلب عليه الروح.
وَ الرُّوحُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَمْرِكَ.
إشارة إلى قوله تعالى وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي 8778 و ظاهر هذه الفقرة أن الروح من جنس الملائكة أو شبيه بهم ذكر بينهم تغليبا لا الروح الإنساني و اختلف المفسرون فيه كما سيأتي في باب النفس و الروح فقيل إنه روح الإنسان 8779 و قيل إنه جبرئيل و ظاهر الدعاء المغايرة و قيل إنه ملك من عظماء الملائكة و هو الذي قال تعالى يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِكَةُ صَفًّا 8780
وَ رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّ لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ وَجْهٍ لِكُلِّ وَجْهٍ سَبْعُونَ أَلْفَ لِسَانٍ لِكُلِّ لِسَانٍ سَبْعُونَ أَلْفَ لُغَةٍ يُسَبِّحُ اللَّهَ بِتِلْكَ اللُّغَاتِ كُلِّهَا يَخْلُقُ اللَّهُ تَعَالَى بِكُلِّ تَسْبِيحِهِ مَلَكاً يَطِيرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ لَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ خَلْقاً أَعْظَمَ مِنَ الرُّوحِ غَيْرَ الْعَرْشِ وَ لَوْ شَاءَ أَنْ يَبْلَعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرَضِينَ السَّبْعَ بِلُقْمَةٍ وَاحِدَةٍ لَفَعَلَ.
و الجواب حينئذ أنه من غرائب خلقه تعالى و قيل خلق عظيم ليس من الملائكة و هو أعظم قدرا منها و هذا أظهر من سائر الأخبار كما
رَوَاهُ الْكُلَيْنِيُّ وَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَ الصَّفَّارُ وَ غَيْرُهُمْ بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قَالَ خَلْقٌ أَعْظَمُ مِنْ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ مَعَ الْأَئِمَّةِ ع وَ هُوَ مِنَ الْمَلَكُوتِ 8781 .
وَ رَوَى الْكُلَيْنِيُّ بِإِسْنَادِهِ أَنَّهُ أَتَى رَجُلٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع يَسْأَلُهُ عَنِ الرُّوحِ أَ لَيْسَ هُوَ جَبْرَئِيلَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع جَبْرَئِيلُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ الرُّوحُ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ فَكَرَّرَ ذَلِكَ عَلَى الرَّجُلِ فَقَالَ لَهُ لَقَدْ قُلْتَ عَظِيماً مِنَ الْقَوْلِ مَا يَزْعُمُ أَحَدٌ أَنَّ الرُّوحَ غَيْرُ جَبْرَئِيلَ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنَّكَ ضَالٌّ تَرْوِي عَنْ أَهْلِ الضَّلَالِ يَقُولُ اللَّهُ
عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ ص يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ 8782 وَ الرُّوحُ غَيْرُ الْمَلَائِكَةِ 8783 .
و قد مرت الأخبار في ذلك فذكره ع الروح في دعاء الملائكة إما تغليبا كما عرفت أو بزعم المخالفين تقية
وَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِمْ.
أي بحسب المكان الظاهري لأن السابقين كانوا حملة العرش و الكرسي و الساكنين فيهما و في الحجب و تلك فوق السماوات السبع أو بحسب المنزلة و الرتبة أو بحسبهما معا.
وَ أَهْلِ الْأَمَانَةِ عَلَى رِسَالاتِكَ.
يدل على عدم انحصار التبليغ في جبرئيل عليه السلام فيمكن أن يكون نزولهم على غير أولي العزم أو إليهم أيضا نادرا كما يدل عليه بعض الأخبار أو المراد بهم الوسائط بينه تعالى و بين جبرئيل كالقلم و اللوح و إسرافيل و غيرهم كما مر و في بعض الأخبار القدسية عن رسول الله ص عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح عن القلم عن الله عز و جل أو المراد بهم الرسل إلى ملائكة السحاب و المطر و العذاب و الرحمة و غيرهم من الملائكة الموكلين بأمور العباد و الملائكة الحافظين للوحين الذين أثبت فيهما جميع الكتب السماوية أو الذين ينزلون على الأنبياء و الأوصياء في ليلة القدر.
وَ الَّذِينَ لَا تَدْخُلُهُمْ سَأْمَةٌ مِنْ دُءُوبٍ وَ لَا إِعْيَاءٌ مِنْ لُغُوبٍ وَ لَا فُتُورٌ.