کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
كلمة الناشر للطبعة الأولى
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
الحمد للّه الّذي جعل الحمد مفتاحا لذكره و سببا لمزيد فضله و الصلاة على نبيّه الّذي أرسله على حين فترة من الرّسل و طول هجعة من الأمم و كان الناس في غمار الهمجيّة يخوضون و في بيداء الضلال يخبطون، فقام محمّد صلّى اللّه عليه و آله داعيا إلى شريعته، معلنا بنبوّته، في قوم قد ملكت سجايا الحيوانيّة أعنّة نفوسهم و أفسدت ضواري الشهوات قلوبهم التي في صدورهم؛ و سيطرت مخازي العبوديّة على طبائعهم، تائهين في مهمه خائف و سيل إشراك جارف، فجاء صلّى اللّه عليه و آله و معه كتاب ربّه؛ و قام بأعباء الدعاية؛ و أنار نبراس؟؟؟ المدنيّة؛ و أوقد مقباس الهداية؛ و أخمد نيران الغواية؛ و دعا الناس إلى عبادة من يدبّر شئون الكيان و رفض الطواغيت و الأصنام؛ و حثّ الناس على التعاطف و التراحم و ترك البغي و التنازع و التخاصم فلمّا انقضت أيّامه و أتى عليه يومه ترك بين الناس الثقلين: كتاب اللّه و عترته و نصّ بنجاة من تمسّك بهما من امّته، فلم يمض حتّى بيّن لهم معالم دينهم و تركهم على قصد سبيلهم و أقام أهله علما و إماما للخلق و أوصاهم باتّباع أمرهم و الانتهاء عن نهيهم فقام بعده أوصياؤه فيما شرّع و احتذوا مثاله في كلّ ما صدع، شرحوا كلمه و نشروا دينه و أناروا طرقه و سلكوا مسلكه و أقاموا حدوده و علّموا الناس دقائق كتابه و حقائق سنّته؛ يؤلمهم بقاء الامّة في الجهل و يؤذيهم خروجهم عن صراط الفطرة و العقل؛ و استنقذوهم عن معاسيف السبيل و معامي الطريق؛ و نهضوا بهم من دركات السفالة و أخاديد الخمول و هوى الجهل إلى مستوى العلم و الفضيلة و العقل؛ و أوردوهم منهلا نميرا رويّا صافيا تطفح ضفّتاه و لا يترنّق جانباه.
و هناك رهط من الامّة، الامويّة الغاشمة، قد ضرب اللّه بينهم و بين الحقّ بسور ظاهره الرّحمة و باطنه العذاب، أرادوا خضد شوكة العترة و إضاعة حقّهم و إباحة نصبهم و نبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم و أبقوا شطرا من الامّة في الذهول و بيئة الضلالة و الاستكانة و الخمول، أحيوا البدعة و أماتوا السنّة و فعلوا ما فعلوا و ابتدعوا ما ابتدعوا و أحدثوا في الإسلام ما ليس في الحسبان.
و اخرى قوم رضي اللّه عنهم و رضوا عنه، استضاءوا بنور القرآن و تمسّكوا بحجزة أهل بيت الوحي و شيّدوا بهم و وطّدوا بهم دعائم دينهم و أشادوا بذكرهم و اقتصّوا آثارهم و نهجوا منهجهم و ذبّوا عن حريمهم و قاموا بواجب حقوقهم، لم يثبّط هممهم بعد الغاية الّتي يقصدون و لم يحل شيء بينهم و بين ما يرجون و لم تأخذهم في اللّه لومة لائم، رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه، فنهضوا لتدعيم الحقّ و تنوير أفكار المجتمع فجمعوا في عامّة العلوم و شتّى أنواع الفنون ما أخذوا عن الأئمّة الكرام و عيبة علم الملك العلّام فألّفوا و أفادوا و دوّنوا فأجادوا و خلّفوا من أصناف التصانيف و آلاف التآليف في جميع الأنحاء و الأغراض و الأنواع من فقه و معارف و خطب و رسائل و حكم و مواعظ و أخلاق و سنن و ملاحم و فتن كتبا منشّرة و صحفا مكرّمة مرفوعة مطهّرة. فأبقت لهم كيانا خالدا و ذكرا جميلا و صحيفة بيضاء تبقى مع الدّهر تذكر و تشكر.
و من الأسف قد نشبت بين أجيال المسلمين خلال تلك القرون حروب طاحنة و فتن غاشمة و دواهي عظيمة منذ عهدهم الأوّل عهد الصحابة الأوّلين ثمّ في أدوارهم المتتابعة و تعرّضوا في بعض تلكم الحوادث للمكتبات العامرة الإسلامية الّتي تربو عدد مجلّداتها مئات الالوف كمكتبة «الصاحب» و مكتبة «شيخ الطائفة» و غيرهما تارة بالإحراق و اخرى بالإغراق و ما بقيت بعد هاتيكم الكوارث و الهنابث ذهبت و اندرست أو دثرت و انطمست جلّها في حادثة «التاتار» فما بقي من تلك المؤلّفات الذّهبية و الآثار المذهبيّة إلّا قليل من كثير و ذلك في زوايا نسجت عليها عناكب النسيان.
فهنالك نهض بطل عبقريّ إلهيّ كأنّه أمّة في نفسه، شمّر عن ساق الجدّ و جمع ما لديه من هذه الأصول و بعث من يفحص عنها من العظماء و الفحول، فتفحّصوا عن الدفائن المغمورة و خزائن الكتب المهجورة و المكتبات الدارسة المطمورة و تجسّسوا عن علماء الأمصار و تتّبعوا خلال الدّيار؛ فجمع ما وصل إليه من الأثر و قام بإحياء ما دثر، ضامّا شعثها، جامعا شملها، و بذل همّته القعساء في تنظيم ما جاءت من الأرجاء، فرتّب أصوله و قرّر فصوله و بوّب أبوابه و أسّس أساسه و علّوا عليها صروحه و فسّر غريبه و أوضح جدده و أبلج معضله و جاء بكتاب كريم لم يرى الدّهر مثله. فهو و الحقّ مشكاة أنوار الوحي و مصباح السالك في دهماء الوخي، تمثّل مجلّداته الضخمة أمام القارئ كالنجوم الزاهرة
أو كالبحار الزاخرة، يحمل بين دفّتيه من العلوم كلّها و من الفنون جلّها، يحتوي ما تحتاج إليه الامّة و لا يغادر منه شيئا، فلن يفقد الناظر فيه بغيته و يجد كلّ طالب بلغته، بحر متلاطم الأمواج، جيّاش العباب، فيه اللّؤلؤ و المرجان و الدّرّ الوضّاء و الحجّة البالغة و البرهان الساطع و العلم الناجع و الأدب الناصع، و فيه ... و فيه ما ليس في وسعنا و أيّ ثقافيّ دينيّ أن نحصيه و نعدده. فجزى اللّه مؤلّفه العلّامة مولانا «المولى محمّد باقر المجلسيّ» عنّا و عن جميع المسلمين خير الجزاء على موسوعته الّتي لا تتناهى.
ألا و قد طبع ذلك الكتاب بتمامه في خمس و عشرين مجلّدا بنفقة صاحب السماحة و الكرم ارومة الفضل و الهمم «الحاجّ محمّد حسن الأصفهانيّ» أمين دار الضرب الملقّب ب [الكمپاني] فنفدت تلكم النسخ مع كثرة من يرغب في اقتنائها و شدّة مسيس الحاجة إليها فمنّ المولى سبحانه و أنعم علينا و شرّفنا بتجديد طبعه على هذا الجمال البهيّ و الطرز المرغّب فيه مزدانا بتعاليق نافعة علميّة لجمع من أعلام قم المشرّفة؛ فالواجب علينا أن نسدي شكرنا الجزيل و ثناءنا العاطر إلى حضرة العلّامة الجليل «الحاجّ السيّد محمّد حسين الطباطبائي» أبقاه اللّه علما للخلق و منارا للحقّ الذي هو رأس هذه اللّجنة، و قد بيّن من الكتاب ما أشكل فهمه على الطالب المستنير و نرمز إلى تعاليقه ب [ط]. و إلى العالم الخبير و المتتبّع البصير «الشيخ عبد الرحيم الربانيّ الشيرازيّ» أدام اللّه إفضاله و كثّر أمثاله حيث بذل جهده في تصحيح الكتاب سندا و متنا و ترجم بعض رجاله و أوضح مشكله و شرح غامضه و علّق عليه مقدّمة ضافية شافية ليتيسّر لمعتنقيه أن يرتشفوا مناهله و يقتطفوا ثمار محاسنه. و إلى الفاضل الأديب و المحقّق الأريب «الشيخ يحيى العابديّ الزنجانيّ» أيّده اللّه و وفّقه لمراضيه الذي بذل غاية سعيه وراء تصحيح الكتاب و تحسينه و تنميقه و مقابلته و عرضه على نسخه المتعدّدة فجاء الكتاب- بحول اللّه و طوله- يروق طبعه هذا كلّ مثقّف دينيّ له إلمام بهذا المهمّ و ذلك لخلوّه من الخلل و الخطأ إلّا نزر زهيد لا يعبأ.
و في الختام لا يسعنا إلّا أن نثني على مجهود شقيقنا الفاضل «عليّ أكبر الغفاريّ» حيث عاضدنا في كثير من الموارد الّتي تحتاج إلى دقّة النظر. و كان حقّا علينا أن نسطّر لهم آية من الحمد في تضاعيف هذا السفر القيم الخالد و لروّاد الفضيلة الذين وازرونا في هذا المشروع شكر متواصل غير ممنوع و لا مقطوع.
الحاجّ السيّد جواد العلوي
كلمة الناشر: المكتبة الإسلامية
بسمه تعالى
الحمد للّه على فضله و إحسانه، و الشكر له على نعمائه و سوابغ آلائه، حيث وفّقنا لاحياء تراث الدّين و نشر آثار خير المرسلين محمّد و عترته الأمجاد الأطهرين:
الأئمّة الأبرار، عليهم صلوات اللّه الرّحمن ما دام اللّيل و النهار.
و بعد- فهذه الموسوعة الكبرى من ينابيع علومهم الفاخرة، و مناهل حكمهم القيّمة الزاخرة، و هو بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار، الّذي لم ينسج على منواله و لم يجمع على شاكلته: جمعا و نظما و شرحا و إيضاحا و تبيانا، لمؤلّفه العبقريّ الفذ البطل: وحيد عصره، و فريد دهره، غوّاص بحار الحقائق، حلال الغوامض و الدقائق، المولى العلّامة البحّاثة، ذي الفيض القدسي مولانا محمّد باقر المجلسيّ، أعلى اللّه في غرفات الجنان مقامه، و حشره مع أحبّائه محمّد و آله، وفّقنا اللّه تعالى- و له المنّ و الشكر- لاخراج هذا السفر القيّم و تكميل طبعتها بهذه الصورة الرائقة: ضبطا و تصحيحا و إتقانا، يروق جماله كلّ ناظر يفصل بين الغثّ و السمين و كلّ باحث ثقافيّ ينقد الزيّف المموّه من العقيان الثمين.
و لقد ساعدنا في تحقيق هذه العزمة لجنة من الفضلاء و المحققين، فوازرونا في إنجاز هذا المشروع، و بذلوا إمكانيّاتهم في تحقيق أجزاء الكتاب و تخريج أحاديثها و تصحيح ألفاظها و ضبطها، و السعي وراء هذه الأمنيّة الصالحة بكلّ جدّ و جهد.
فمنهم الفاضل المكرّم و الحبر المعظم الحاجّ السيّد إبراهيم الميانجي دام ظله، فقد ساهمنا في تصحيح كلّ الأجزاء الّتي صدرت بعنايتنا عند طبعها فنصحنا في سبيل هذه الفكرة باخلاص و وفاء.
و منهم الفاضل البحّاثة و العلم الحجّة السيّد محمّد مهدي الموسوي الخرسان، حيث ساهمنا بتحقيق شطر من الأجزاء، أرسلها إلينا من مهد العلم و الشرف النجف الأشرف، فله ثناؤنا العاطر و شكرنا الجزيل الفاخر، أبقاه اللّه علما للثقافة و الدّين بمحمّد و عترته الطاهرين.
و منهم الفاضل المكرّم السيّد هداية اللّه المسترحميّ الأصبهانيّ، حيث رتّب فهرسا عامّا لهذه الموسوعة الكبرى، و هو فهرس عامّ شامل لمواضيع الكتاب عن آخرها و الإشارة إلى غرر الأحاديث و نوادرها، بما فيها من استخراج فوائده الرجالية أو مباحثه اللّغويّة و الأدبيّة (يتم في ثلاثة اجزاء: 54- و قد خرج و 55 تحت الطبع و 56 سيتم إنشاء اللّه).
و منهم الفاضل الحبر الذكىّ علي أكبر الغفاريّ صديقنا المكرّم حيث ساهمنا في تحقيق بعض الأجزاء و تخريج نصوصه من المصادر و التصحيح عند الطباعة و الإشراف عليه بالتعليق و التنميق، أبقاه اللّه لخدمة الدّين و الثقافة و العلم.
و منهم الفاضل الخبير المضطلع بأعباء هذا الثقل الفادح، محمّد الباقر البهبودي، حيث ساهمنا في تصحيح كلّ الأجزاء عند طبعها بمعاضدة الفاضل المحترم الميانجي المقدّم ذكره، و مع ذلك ساعدنا في تحقيق شطر كبير من الأجزاء الّتي صدرت بعنايتنا، و بذل جهده في تحصيل النسخ الأصيلة الثمينة و مقابلة 30 جزءا من أجزاء هذه المطبوعة عليها بدقة و إتقان.
*** فللّه درّهم بما أخلصوا اللّه ما وعدوه، و علينا تقديم الشكر الجزيل إليهم و إطراء الثناء الجميل عليهم، حيث أجابوا ملتمسنا في تحقيق هذه الفكرة القيّمة، و اللّه هو الموفّق المعين.
المكتبة الإسلامية الحاجّ السيّد إسماعيل الكتابچى و إخوانه
*** و من المناسب في ختام هذه الطبعة، أن نشكر مساعي أعضاء مطبعتنا أيضا و هم: 1- السيّد هادي گيتيآرا 2- بهروز كشور دوست 3- حسين موحدان پيمان حقّ 4- علي ابريشمي: حيث جاهدوا معنا في سبيل هذه الخدمة المرضيّة و التسريع في إخراج المطبوعة هذه بصورة رائقة نفيسة فتحمّلوا المشاقّ في قراءة الأصل (مطبوعة الكمباني) و ترصيف الحروف بدقّة و رعاية الفواصل و العلامات، و المساهمة في ذلك مع المصحّحين و مطاوعتهم في ضبط الكلمات و تشكيلها و استدراك ما سقط عن الأصل (مطبوعة الكمباني) داخل المتن و هذا ممّا يصعب على مرصّف الحروف جدّا، فجزاهم اللّه خير الجزاء.
المطبعة الإسلامية
كلمة تفضل بها الفاضل المكرم الحاجّ السيّد إبراهيم الميانجى بمناسبة ختم الكتاب
شكر و تقدير الحمد للّه الّذي يكلّ اللّسان عن إحصاء نعمائه و نعت جلاله، و الصلاة و السلام على نبيّه المصطفى محمّد و آله.
و بعد لقد قيّض اللّه سبحانه و اختار- و له الخيرة- الاخوان الكرام و الأعزّة العظام الكتابچيّين على رأسهم الأخ المعظم المحترم- الحاجّ السيّد إسماعيل الكتابچي- دامت توفيقاتهم، لنشر ما وصل إلينا من الأخبار و الآثار عن نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و آله الأئمّة الأطهار صلوات اللّه عليهم ما دامت اللّيل و النّهار، فنشروا من كلم اولئك السادة صلوات اللّه عليهم أجمعين جوامع و كتبا قيّمة تكلّ الألسن عن وصفها، و يقصر البيان عن مدحها و تعريفها.
منها كتاب وسائل الشيعة الّذي هو منية المريد و طلبة الباحث للشيخ الحرّ العاملي أعلى اللّه مقامه، و لقد عكفت عليه الفقهاء العظام في استخراج الأحكام من حين تأليفه إلى اليوم، و جعلوه مرجعا في الحلال و الحرام، و هذا الكتاب في الطبقة العليا من موساعات العلم و العمل، أخرجوه في عشرين مجلّدا بورق صقيل و شكل جميل.
و منها كتاب مستدرك الوسائل لخاتمة المحدّثين العلّامة النوريّ نوّر اللّه مضجعه في ثلاث مجلّدات المطبوع بالافست.
و منها كتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للعلّامة الخوئي قدّس سرّه في أحد و عشرين مجلّدا.
و غيرها من آثار باقية خالدة تزيد على ثلاثمائة، يرى القاري فهرسها في رسالة مستقلّة مطبوعة.