کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
9- تَارِيخُ قُمَّ، لِلْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُمِّيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي مَشَايِخُ قُمَّ عَنْ آبَائِهِمْ أَنَّهُ لَمَّا أَخْرَجَ الْمَأْمُونُ الرِّضَا ع مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَرْوَ لِوِلَايَةِ الْعَهْدِ فِي سَنَةِ مِائَتَيْنِ مِنَ الْهِجْرَةِ خَرَجَتْ فَاطِمَةُ أُخْتُهُ تَقْصِدُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَ مِائَتَيْنِ فَلَمَّا وَصَلَتْ إِلَى سَاوَةَ 2941 مَرِضَتْ فَسَأَلَتْ كَمْ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ قُمَّ قَالُوا عَشَرَةُ فَرَاسِخَ فَقَالَتِ احْمِلُونِي إِلَيْهَا فَحَمَلُوهَا إِلَى قُمَّ وَ أَنْزَلُوهَا فِي بَيْتِ مُوسَى بْنِ خَزْرَجِ بْنِ سَعْدٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ وَ فِي أَصَحِّ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ لَمَّا وَصَلَ خَبَرُهَا إِلَى قُمَّ اسْتَقْبَلَهَا أَشْرَافُ قُمَّ وَ تَقَدَّمَهُمْ مُوسَى بْنُ الْخَزْرَجِ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهَا أَخَذَ بِزِمَامِ نَاقَتِهَا وَ جَرَّهَا إِلَى مَنْزِلِهِ وَ كَانَتْ فِي دَارِهِ سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْماً ثُمَّ تُوُفِّيَتْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأَمَرَ مُوسَى بِتَغْسِيلِهَا وَ تَكْفِينِهَا وَ صَلَّى عَلَيْهَا وَ دَفَنَهَا فِي أَرْضٍ كَانَتْ لَهُ وَ هِيَ الْآنَ رَوْضَتُهَا وَ بَنَى عَلَيْهَا سَقِيفَةً مِنَ الْبَوَارِيِّ إِلَى أَنْ بَنَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوَادِ ع عَلَيْهَا قُبَّةً قَالَ وَ أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُوسَى بْنِ بَابَوَيْهِ- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ أَنَّهُ لَمَّا تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَ غُسِّلَتْ وَ كُفِّنَتْ حَمَلُوهَا إِلَى مَقْبَرَةِ بابلان وَ وَضَعُوهَا عَلَى سِرْدَابٍ حُفِرَ لَهَا فَاخْتَلَفَ آلُ سَعْدٍ فِي مَنْ يُنْزِلُهَا إِلَى السِّرْدَابِ ثُمَّ اتَّفَقُوا عَلَى خَادِمٍ لَهُمْ صَالِحٍ كَبِيرِ السِّنِّ يُقَالُ لَهُ قَادِرٌ فَلَمَّا بَعَثُوا إِلَيْهِ رَأَوْا رَاكِبَيْنِ مُقْبِلَيْنِ مِنْ جَانِبِ الرَّمْلَةِ 2942 وَ عَلَيْهِمَا لِثَامٌ فَلَمَّا قَرُبَا مِنَ الْجِنَازَةِ نَزَلَا وَ صَلَّيَا عَلَيْهَا ثُمَّ نَزَلَا السِّرْدَابَ وَ أَنْزَلَا الْجِنَازَةَ وَ دَفَنَاهَا فِيهِ ثُمَّ خَرَجَا وَ لَمْ يُكَلِّمَا أَحَداً وَ رَكِبَا وَ ذَهَبَا وَ لَمْ يَدْرِ أَحَدٌ مَنْ هُمَا وَ قَالَ الْمِحْرَابُ الَّذِي كَانَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تُصَلِّي فِيهِ مَوْجُودٌ إِلَى الْآنِ فِي دَارِ مُوسَى وَ يَزُورُهُ النَّاسُ 2943 .
أقول: أوردنا بعض أحوالهم في باب وصية موسى ع و باب أحوال عشائر الرضا ع و سيأتي بعض أحوال عبد الله بن موسى في باب مكارم أخلاق أبي جعفر الجواد ع 2944
شذرات في ما يتعلق بأحوال إخوانه و أولاده ع
اقتبسناها من كتاب تحفة العالم في شرح خطبة المعالم تأليف العلامة السيد جعفر آل بحر العلوم الطباطبائي
فيما يتعلق بأحوال إخوانه و أخواته عليه الصلاة و السلام.
كان له ع ستة إخوة و ثلاثة أخوات و هم إسماعيل و عبد الله الأفطح و أم فروة اسمها عالية أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين ع و نقل عن ابن إدريس رحمه الله أنه قال أم إسماعيل فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن أبي طالب ع و إسحاق لأم ولد و العباس و علي و محمد و أسماء و فاطمة لأمهات أولاد شتى.
و كان إسماعيل أكبر أولاد الصادق ع و هو جد الخلفاء الفاطميين في المغرب و مصر و مصر الجديد من بنائهم.
و في بغداد قبران مذمومان أحدهما علي بن إسماعيل بن الصادق ع و يعرف عند البغداديين بالسيد سلطان علي و الآخر أخوه محمد بن إسماعيل جد الفاطميين و يعرف عندهم بالفضل و المحلة التي فيها محلة الفضل.
و كان الإمام الصادق ع شديد المحبة لإسماعيل و البر به و الإشفاق عليه و كان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه و الخليفة له لما ذكرنا من كبر سنه و ميل أبيه إليه و إكرامه له و لما كان عليه من الجمال و الكمال الصوري و المعنوي توفي حياة أبيه و حين ما حمل إلى البقيع للدفن كان أبوه الصادق ع يضع جنازته على الأرض و يرفع عن وجهه الكفن بحيث يراه الناس فعل ذلك في أثناء الطريق ثلاث مرات ليري الناس موته و أنه لم يغب كما كان يظن به ذلك و لما تحقق موته رجع الأكثرون عن القول بإمامته و فرض طاعته.
و قال قوم إنه لم يمت و إنما لبس على الناس في أمره و قالت فرقة إنه مات و لكن نص على ابنه محمد و هو الإمام بعد جعفر و هم المسمون بالقرامطة و المباركة و ذهب جماعة إلى أنه نص على محمد جده الصادق دون إسماعيل ثم يسحبون الإمامة في ولده إلى آخر الزمان.
قال جدي الأمجد السيد محمد جد جدنا بحر العلوم و سخافة مذهبهم و بطلانه أظهر من أن يبين مع أنه مبين بما لا مزيد عليه في محله.
و قبر إسماعيل ليس في البقيع نفسه بل هو في الطرف الغربي من قبة العباس في خارج البقيع و تلك البقعة ركن سور المدينة من جهة القبلة و المشرق و بابه من داخل المدينة و بناء تلك البقعة قبل بناء السور فاتصل السور به و هو من بناء بعض الفاطميين من ملوك مصر.