کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
عَلِيّاً (ع) وَ قَالَ: إِنَّهُ يَغُشُّنِي وَ يُظَاهِرُ مَنْ يَغُشُّنِي 1405 يُرِيدُ بِذَلِكَ أَبَا ذَرٍّ وَ عَمَّاراً 1406 أَوْ غَيْرَهُمَا-، فَدَخَلَ النَّاسُ بَيْنَهُمَا حَتَّى اصْطَلَحَا. وَ قَالَ 1407 عَلِيٌّ (ع): وَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِتَشْيِيعِي أَبَا ذَرٍّ 1408 إِلَّا اللَّهَ تَعَالَى.
انتهى 1409 و قد مرّ في باب أحوال أبي ذرّ 1410 تلك القصّة و فضائله و مناقبه من طرق أهل البيت عليهم السلام 1411 .
وَ رَوَى ابْنُ الْأَثِيرِ فِي جَامِعِ الْأُصُولِ 1412 بِرِوَايَةِ التِّرْمِذِيِ 1413 ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] : مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَ لَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَةٍ مِنْ أَبِي ذَرٍّ، أَشْبَهِ عِيسَى فِي وَرَعِهِ. قَالَ عُمَرُ: أَ فَنَعْرِفُ 1414 ذَلِكَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟!. قَالَ: نَعَمْ، فَاعْرِفُوا لَهُ.
وَ عَنْ بُرَيْدَةَ 1415 ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ : إِنَّ اللَّهَ 1416 أَمَرَنِي بِحُبِّ أَرْبَعَةٍ وَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! سَمِّهِمْ لَنَا؟. قَالَ: عَلِيٌّ مِنْهُمْ .. يَقُولُ ذَلِكَ ثَلَاثاً، وَ أَبُو ذَرٍّ، وَ الْمِقْدَادُ، وَ سَلْمَانُ، أَمَرَنِي بِحُبِّهِمْ وَ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ 1417 .
وَ عَنِ ابْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ 1418 ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] يَقُولُ : مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَ لَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ.
قَالَ:
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُ 1419 .
وَ 1420 عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ]: مَا أَظَلَّتِ
الْخَضْرَاءُ وَ لَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ مِنْ ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ 1421 مِنْ أَبِي ذَرٍّ، شَبِيهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كَالْحَاسِدِ-: يَا رَسُولَ اللَّهِ (ص)! أَ فَنَعْرِفُ ذَلِكَ لَهُ؟. قَالَ: نَعَمْ، فَاعْرِفُوهُ.
قال: أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُ 1422 ، وَ قَالَ: قَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ: أَبُو ذَرٍّ يَمْشِي فِي الْأَرْضِ بِزُهْدِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ 1423 .
أقول: : و إذا كان أبو ذرّ رضوان اللّه عليه من الذي يحبّهم اللّه و أمر رسوله بحبّهم فإيذاؤه و الإهانة به في حكم المعاداة للّه و لرسوله، و إذا كان أصدق الناس لهجة فحال من شهد عليه بالكذب و الضلال معلوم، و ما اشتملت عليه القصّة من منازعته مع أمير المؤمنين عليه السلام و شتمه يكفي في القدح فيه و وجوب لعنه.
الخامس:
أنّه ضرب عبد اللّه بن مسعود حتّى كسر بعض أضلاعه، و قد رووا في فضله في صحاحهم أخبارا كثيرة، و كان ابن مسعود يذمّه و يشهد بفسقه و ظلمه.
قَالَ 1424 السَّيِّدُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الشَّافِي 1425 : قَدْ رَوَى كُلُّ مَنْ رَوَى السِّيرَةَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ عَلَى اخْتِلَافِ طُرُقِهِمْ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يَقُولُ: لَيْتَنِي وَ عُثْمَانُ بِرَمْلِ عَالِجٍ يَحْثُو عَلَيَّ وَ أَحْثُو عَلَيْهِ 1426 حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَزُ مِنِّي وَ مِنْهُ.
وَ رَوَوْا أَنَّهُ كَانَ يَطْعَنُ عَلَيْهِ فَيُقَالُ لَهُ: أَلَا خَرَجْتَ إِلَيْهِ لِيَخْرُجَ 1427 مَعَكَ؟!.
فَيَقُولُ: وَ اللَّهِ لَأَنْ أُزَاوِلَ جَبَلًا رَاسِياً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ 1428 أُزَاوِلَ مُلْكاً مُؤَجَّلًا. وَ كَانَ يَقُولُ فِي كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ بِالْكُوفَةِ جَاهِراً مُعْلِناً: إِنَّ أَصْدَقَ الْقَوْلِ كِتَابُ اللَّهِ، وَ أَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَ كُلَّ مُحْدَثٍ بِدْعَةٌ،
وَ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَ كُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ، وَ إِنَّمَا كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ مُعَرِّضاً بِعُثْمَانَ حَتَّى غَضِبَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ 1429 مِنِ اسْتِمْرَارِ تَعْرِيضِهِ 1430 وَ نَهَاهُ عَنْ خُطْبَتِهِ هَذِهِ فَأَبَى أَنْ يَنْتَهِيَ، فَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ فِيهِ، فَكَتَبَ عُثْمَانُ يَسْتَقْدِمُهُ عَلَيْهِ. 1431 ..
وَ قَدْ رُوِيَ 1432 عَنْهُ مِنْ طُرُقٍ لَا تُحْصَى كَثْرَةً أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَا يَزِنُ عُثْمَانُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ 1433 ..
وَ 1434 أَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ لَا يُصَلِّيَ عَلَيْهِ عُثْمَانُ 1435 ، وَ لَمَّا أَتَاهُ عُثْمَانُ فِي مَرَضِهِ وَ طَلَبَ مِنْهُ الِاسْتِغْفَارَ قَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَأْخُذَ لِي مِنْكَ بِحَقِّي ...
وَ رَوَى الْوَاقِدِيُ 1436 بِإِسْنَادِهِ، وَ غَيْرُهُ، أَنَّ عُثْمَانَ 1437 لَمَّا اسْتَقْدَمَهُ 1438 الْمَدِينَةَ دَخَلَهَا لَيْلَةَ جُمُعَةٍ، فَلَمَّا عَلِمَ عُثْمَانُ بِدُخُولِهِ، قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّهُ قَدْ طَرَقَكُمُ اللَّيْلَةَ
دُوَيْبَةٌ مِنْ تَمْرٍ 1439 عَلَى طَعَامِهِ تَقِيءُ وَ تَسْلَحُ 1440 . فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَسْتُ كَذَلِكَ، وَ لَكِنِّي 1441 صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَ صَاحِبُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَ صَاحِبُهُ يَوْمَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، وَ صَاحِبُهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ، وَ صَاحِبُهُ يَوْمَ حُنَيْنٍ.
قَالَ: وَ صَاحَتْ 1442 عَائِشَةُ: أَيَا عُثْمَانُ! أَ تَقُولُ هَذَا لِصَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؟!. فَقَالَ عُثْمَانُ: اسْكُتِي. ثُمَّ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ 1443 :
أَخْرِجْهُ إِخْرَاجاً عَنِيفاً، فَأَخَذَهُ ابْنُ زَمْعَةَ فَاحْتَمَلَهُ حَتَّى جَاءَ بِهِ بَابَ الْمَسْجِدِ، فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ فَكَسَرَ ضِلْعاً مِنْ أَضْلَاعِهِ. فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: قَتَلَنِي ابْنُ زَمْعَةَ الْكَافِرُ بِأَمْرِ عُثْمَانَ.
وَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: أَنَّ ابْنَ زَمْعَةَ الَّذِي فَعَلَ بِهِ مَا فَعَلَهُ كَانَ مَوْلًى لِعُثْمَانَ
أَسْوَدَ، وَ كَانَ مُشَذَّباً 1444 طُوَالًا.
وَ فِي رِوَايَةٍ 1445 : أَنَّ فَاعِلَ ذَلِكَ يَحْمُومُ مَوْلَى عُثْمَانَ.
وَ فِي رِوَايَةٍ: أَنَّهُ لَمَّا احْتَمَلَهُ لِيُخْرِجَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ نَادَاهُ عَبْدُ اللَّهِ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ مَسْجِدِ خَلِيلِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. قَالَ الرَّاوِي:
فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى حُمُوشَةِ 1446 سَاقَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَ رِجْلَاهُ يَخْتَلِفَانِ عَلَى عُنُقِ مَوْلَى عُثْمَانَ حَتَّى أُخْرِجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَ هُوَ الَّذِي
يَقُولُ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ :
لَسَاقَا ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ 1447 .