کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
ثُمَّ تُطْوَى الصَّحِيفَةُ فَلَا يُزَادُ فِيهَا وَ لَا يَنْقُصُ مِنْهَا 10389 .
114 وَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا مَكَثَ الْمَنِيُّ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً أَتَاهُ مَلَكُ النُّفُوسِ فَعَرَجَ بِهِ إِلَى الرَّبِّ فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَ ذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى فَيَقْضِي اللَّهُ مَا هُوَ قَاضٍ فَيَقُولُ أَ شَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ فَيَكْتُبُ مَا هُوَ لَاقٍ وَ قَرَأَ أَبُو ذَرٍّ مِنْ فَاتِحَةِ التَّغَابُنِ خَمْسَ آيَاتٍ إِلَى قَوْلِهِ وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ 10390 .
115 وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا جِئْنَاكُمْ بِحَدِيثٍ أَتَيْنَاكُمْ بِتَصْدِيقِهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ النُّطْفَةَ تَكُونُ فِي الرَّحِمِ أَرْبَعِينَ ثُمَّ تَكُونُ عَلَقَةً أَرْبَعِينَ ثُمَّ تَكُونُ مُضْغَةً أَرْبَعِينَ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ نَزَلَ الْمَلَكُ فَيَقُولُ لَهُ اكْتُبْ فَيَقُولُ مَا ذَا أَكْتُبُ فَيَقُولُ شَقِيّاً 10391 أَوْ سَعِيداً ذَكَراً أَوْ أُنْثَى وَ مَا رِزْقُهُ وَ أَثَرُهُ وَ أَجَلُهُ فَيُوحِي اللَّهُ بِمَا يَشَاءُ وَ يَكْتُبُهُ الْمَلَكُ ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ أَمْشَاجُهَا عُرُوقُهَا 10392 .
116 وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ قَالَ مَاءُ الرَّجُلِ وَ مَاءُ الْمَرْأَةِ حِينَ يَخْتَلِطَانِ 10393 .
117 وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَافِعَ بْنَ الْأَزْرَقِ قَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ قَالَ اخْتِلَاطُ مَاءِ الرَّجُلِ وَ مَاءِ الْمَرْأَةِ إِذَا وَقَعَ فِي الرَّحِمِ قَالَ وَ هَلْ تَعْرِفُ الْعَرَبُ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ أَ مَا سَمِعْتَ أَبَا ذُوَيْبٍ وَ هُوَ يَقُولُ
كَأَنَّ الرِّيشَ وَ الْفَوْقَيْنِ مِنْهُ
خِلَالُ النَّسْلِ خَالَطَهُ مَشِيجٌ 10394 .
118 وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ قَالَ مُخْتَلِفَةِ الْأَلْوَانِ 10395 .
119 وَ عَنْ مُجَاهِدٍ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ قَالَ أَلْوَانُ نُطْفَةِ الرَّجُلِ بَيْضَاءُ وَ حَمْرَاءُ وَ نُطْفَةُ الْمَرْأَةِ خَضْرَاءُ وَ حَمْرَاءُ 10396 .
120 وَ عَنْ قَتَادَةَ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ قَالَ طَوْراً نُطْفَةً وَ طَوْراً عَلَقَةً وَ طَوْراً مُضْغَةً وَ طَوْراً عِظَاماً ثُمَّ كَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً وَ ذَلِكَ أَشَدُّ مَا يَكُونُ إِذَا كُسِيَ اللَّحْمَ ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ قَالَ أَنْبَتَ لَهُ الشَّعْرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ فَأَنْبَأَهُ اللَّهُ مِمَّا خَلَقَهُ وَ أَبْنَاهُ إِنَّمَا بَيَّنَ ذَلِكَ لِيَبْتَلِيَهُ بِذَلِكَ لِيَعْلَمَ كَيْفَ شُكْرُهُ وَ مَعْرِفَتُهُ لِحَقِّهِ فَبَيَّنَ اللَّهُ لَهُ مَا أَحَلَّ لَهُ وَ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً لِنِعَمِ اللَّهِ وَ إِمَّا كَفُوراً بِهَا 10397 .
121 وَ عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ أَمْشاجٍ قَالَ الظُّفْرُ وَ الْعَظْمُ وَ الْعَصَبُ مِنَ الرَّجُلِ وَ اللَّحْمُ وَ الدَّمُ وَ الشَّعْرُ مِنَ الْمَرْأَةِ 10398 .
122 وَ عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ النَّسَمَةَ فَجَامَعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ طَارَ مَاؤُهُ فِي كُلِّ عِرْقٍ وَ عَصَبٍ مِنْهَا فَإِذَا كَانَ الْيَوْمُ السَّابِعُ أَحْضَرَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ عِرْقٍ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ آدَمَ ثُمَّ قَرَأَ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ 10399 .
123 وَ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ قَالَ إِمَّا قَبِيحاً وَ إِمَّا حَسَناً وَ شِبْهَ أَبٍ أَوْ أُمٍّ أَوْ خَالٍ أَوْ عَمٍ 10400 .
124 وَ عَنْ عُلَيِّ بْنِ رِيَاحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ لَهُ مَا وُلِدَ لَكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَسَى أَنْ يُولَدَ لِي إِمَّا غُلَامٌ وَ إِمَّا جَارِيَةٌ قَالَ فَمَنْ يُشْبِهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَسَى أَنْ يُشْبِهَ إِمَّا أَبَاهُ وَ إِمَّا أُمَّهُ فَقَالَ لَا تَقُولَنَّ هَذَا إِنَّ النُّطْفَةَ إِذَا اسْتَقَرَّتْ فِي الرَّحِمِ أَحْضَرَهَا اللَّهُ كُلَّ نَسَبٍ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ آدَمَ فَرَكَّبَ خَلْقَهُ فِي صُورَةٍ مِنْ تِلْكَ الصُّوَرِ أَ مَا قَرَأْتَ هَذِهِ الْآيَةَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ مِنْ نَسَبَكِ مَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ آدَمَ 10401 .
125 وَ عَنِ ابْنِ أَبِي حَاتِمٍ فِي قَوْلِهِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ قَالَ صُلْبُ الرَّجُلِ وَ تَرَائِبُ الْمَرْأَةِ لَا يَكُونُ الْوَلَدُ إِلَّا مِنْهُمَا 10402 .
126 وَ عَنِ ابْنِ أَبْزَى قَالَ: الصُّلْبُ مِنَ الرَّجُلِ وَ التَّرَائِبُ مِنَ الْمَرْأَةِ 10403 .
127 وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ قَالَ مَا بَيْنَ الْجِيدِ وَ النَّحْرِ 10404 .
128 وَ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: التَّرَائِبُ أَسْفَلُ مِنَ التَّرَاقِي 10405 .
129 وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ وَ التَّرائِبِ قَالَ تَرِيبَةُ الْمَرْأَةِ وَ هُوَ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ 10406 .
130 وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَافِعَ بْنَ الْأَزْرَقِ قَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ قَالَ التَّرَائِبُ مَوْضِعُ الْقِلَادَةِ مِنَ الْمَرْأَةِ قَالَ وَ هَلْ تَعْرِفُ الْعَرَبُ ذَلِكَ قَالَ نَعَمْ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ
وَ الزَّعْفَرَانُ عَلَى تَرَائِبِهَا
شَرَقاً بِهِ اللَّبَّاتُ وَ النَّحْرُ 10407 .
131 وَ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ قَالَ صُلْبِ الرَّجُلِ وَ تَرَائِبِ الْمَرْأَةِ أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ
نِظَامُ اللُّؤْلُؤِ عَلَى تَرَائِبِهَا
شَرَقاً بِهِ اللَّبَّاتُ وَ النَّحْرُ 10408
.
132 وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: التَّرَائِبُ بَيْنَ ثَدْيَيِ الْمَرْأَةِ 10409 .
وَ 133 عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: التَّرَائِبُ الصَّدْرُ 10410 .
17- و عن عكرمة و ابن عياض مثله 10411 .
134 وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: التَّرَائِبُ أَرْبَعَةُ أَضْلَاعٍ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ مِنْ أَسْفَلِ الْأَضْلَاعِ 10412 .
135 وَ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: يُخْلَقُ الْعِظَامُ وَ الْعَصَبُ مِنْ مَاءِ الرَّجُلِ وَ يُخْلَقُ اللَّحْمُ وَ الدَّمُ مِنْ مَاءِ الْمَرْأَةِ 10413 .
136 وَ عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ قَالَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ صُلْبِهِ وَ نَحْرِهِ إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى بَعْثِهِ وَ إِعَادَتِهِ لَقَادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ قَالَ إِنَّ هَذِهِ السَّرَائِرَ مُخْتَبَرَةٌ فَأَسِرُّوا خَيْراً وَ أَعْلِنُوهُ فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْتَنِعُ بِهَا وَ لا ناصِرٍ يَنْصُرُهُ مِنَ اللَّهِ 10414 .
137 وَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ قَالَ أَنْ يَجْعَلَ الشَّيْخَ شَابّاً وَ الشَّابَّ شَيْخاً 10415 .
138 وَ عَنْ مُجَاهِدٍ إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ قَالَ عَلَى رَجْعِ النُّطْفَةِ فِي الْإِحْلِيلِ 10416 .
بيان: قوله كأن الريش أقول أورد الجوهري البيت هكذا
كأن النصل و الفوقين منها .
خلال الريش سيط به المشيج .
فائدة
قال بعض المحققين مبدأ عقد الصورة في مني الذكر و مبدأ انعقادها في مني الأنثى و هما بالنسبة إلى الجنين كالإنفحة و اللّبن بالقياس إلى الجبنّ و قيل إن لكل من المنيين قوة عاقدة و قابلة و إن كانت العاقدة في الذكوري أقوى و المنعقدة في الأنوثي أقوى و رجح ذلك بأنه لو لم يكن كذلك لم يمكن أن يتحدا شيئا واحدا و لم ينعقد مني الذكر حتى يصير جزء من الولد و قال بعضهم و لهذا إذا كان مزاج الأنثى قويا ذكوريا كما تكون أمزجة النساء الشريفة النفس القوية القوى و كان مزاج كبدها حارا كان المني المنفصل من الكلية اليمنى مقام مني الرجل في شدة قوة العقد و المنفصل من اليسرى مقام مني الأنثى في قوة الانعقاد فينخلق الولد بإذن الله و خصوصا إذا كانت النفس متأيدة بروح القدس متقومة به بحيث يسري اتصالها به إلى الطبيعة و البدن و يغير المزاج و يمد جميع القوى في أفعالها بالمدد الروحاني
فتصير أقدر على أفعالها بما لا ينضبط بالقياس كما وقع للصديقة مريم بنت عمران على نبينا و آله و على ابنها و عليها السلام حيث تمثل لها روح القدس بشرا سوي الخلق حسن الصورة فتأثر نفسها به فتحركت على مقتضى الجبلة و سري الأثر من الخيال في الطبيعة فتحركت شهوتها فأنزلت كما يقع في المنام من الاحتلام انتهى.
و أقول قد مر أن نفوذ إرادة الله سبحانه و قدرته في أمر لا يتوقف على حصول تلك الأسباب العادية حتى يتكلف أمثال تلك التكلفات التي ربما انتهى القول به إلى نسبة أمور إلى النساء المقدسات المطهرات لا يرضى الله بها و الكف عنها أحوط و أحرى.
ثم قالوا ابتداء خلقه الجنين 10417 هو حصول الماء في الرحم و شبه بالعجين إذا ألصق بالتنور ثم يتغير عن حاله قليلا و يشبه بالبذر إذا طرح في الأرض و يسمى نطفة ثم تحصل فيه نقط دموية من دم الحيض و يسمى علقة ثم يظهر فيه حمرة ظاهرة منه فيصير شبيها بالدم الجامد و يعظم قليلا و يهيج فيه ريح حارة و يسمى مضغة ثم يتم و يتميز فيه الأعضاء الرئيسة الثلاثة 10418 و يظهر لسائر الأعضاء رسوم خفية و يسمى جنينا ثم يظهر فيه رسوم سائر الأعضاء و يقوى و يصلب و يجري فيه الروح و يتحرك و يسمى صبيا ثم تنفصل الرسوم و تظهر الصورة و ينبت الشعر ثم ينفتح لسانه و تتم خلقته و تكمل خلقة الذكر قبل خلقة الأنثى و إذا كمل لم يكتف بما
يجيئه من الغذاء من دم الحيض فيتحرك حركات صعبة قوية و انتهكت رباطات الرحم فكانت الولادة.
و قال بعضهم الرحم موضوعة في ما بين المثانة و المعى المستقيم و هي مربوطة برباطات على هيئة السلسلة و جسمها عصبي ليمكن امتدادها و اتساعها وقت الولادة و الحاجة إلى ذلك و تنضم إذا استغنت و لها بطنان ينتهيان إلى فم واحد و زائدتان تسميان قرني 10419 الرحم و خلف هاتين الزائدتين بيضتا المرأة و هما أصغر من بيضتي الرجل و أشد تفرطحا و المفرطح العريض و منهما ينصب مني المرأة إلى تجويف الرحم و للرحم رقبة منتهية إلى فرج المرأة و تلك الرقبة من المرأة بمنزلة الذكر من الرجل فإذا امتزج مني الرجل بمني المرأة من تجويف الرحم كان العلوق ثم ينمي من دم الطمث و يتصل بالجنين عروق تأتي إلى الرحم فتغذوه حتى يتم و يكمل فإذا لم يكتف بما يجيئه من تلك العروق يتحرك حركات قوية طلبا للغذاء فيهتك أربطة الرحم التي قلنا إنها على هيئة السلسلة و يكون منها الولادة انتهى.
و اعلم أنهم اتفقوا على أن المني يتولد من فضلة الهضم الرابع في الأعضاء قال بقراط في كتابه في المني إن جمهور مادة المني هو من الدماغ فإنه ينزل منه إلى العرقين اللذين خلف الأذنين ثم منهما إلى النخاع لئلا يبعد من الدماغ و ما يشبهه مسافة طويلة فيغير مزاجه ثم منه إلى الكليتين بعد نفوذه في العرقين الطالعين المتشعبين من الأجوف إلى العروق التي تأتي الأنثيين و لهذا قيل إن قطعهما يقطع النسل. و نقل الطبري عن بقراط أن الصقالبة إذا أرادوا أن يرتبوا 10420 أولادهم للدعوة أو للناموس بتروا منهم هذين العرقين فينقطع هذا المقطوع العرق عن الجماع و يصير بصورة النساء فيتبركون به و يتوسلون به إلى الله تعالى و يرون أن دعاءه مستجاب و أن الله قد اصطفاه و اختاره و طهره من الخبائث و جالينوس أنكر ذلك و خطّأ قول بقراط.
و قال الشيخ أنا أرى أن المني ليس يجب أن يكون من الدماغ وحده و إن كانت خميرته منه و صح ما يقوله بقراط من أمر العرقين بل يجب أن يكون له من كل عضو رئيس عين و من الأعضاء الأخرى ترشح أيضا إلى هذه الأصول.
و قال القرشي في شرح القانون إنما يكون تولد المني من الرطوبة المبثوثة على الأعضاء كالطل و معلوم أنه ليس في كل عضو من الأعضاء مجرى يسيل فيه ما هناك من تلك الرطوبة إلى الأنثيين ثم إلى القضيب فلا يمكن أن يكون وصولها إلى هناك إلا بأن تتبخر تلك الرطوبة من الأعضاء حتى تتصعد إلى الدماغ و هناك تفارقها الحرارة المتبخرة فتبرد و تتكاثف و تعود إلى قوامها قبل التبخر ثم من هناك ينزل إلى العروق التي خلف الأذنين و ينفذ إلى النخاع في عروق هناك لئلا يتغير عن التعدل الذي أفاده الدماغ فلا يتبخر بالحرارة كرة أخرى فإذا نزلت من هناك حتى وصلت إلى قرب الأنثيين صادف هناك عروقا واصلة من الكليتين إلى الأنثيين و تلك العروق مملوءة من الدم فتتسخن في الكليتين و تعدل فيحيله ذلك النازل من الدماغ إلى مشابهة بعض استحالة ثم بعد ذلك ينفذ إلى الأنثيين و يكمل فيهما تعدله و بياضه و نضجه و منهما يندفع إلى أوعيته.
و أيد ذلك بما نقل من كتاب منسوب إلى هرمس في سر الخليقة قد فسره بليناس و هو أن المني إذا خرج من معادنه عند الجماع ائتلف بعضه إلى بعض و سما إلى الدماغ و أخذ الصورة منه ثم نزل في الذكر و خرج منه.
و قال شارح الأسباب مادة المني يأتي من الكبد إلى الكليتين في شعب من الأجوف النازل و يتصفى فيهما من المائية ثم منهما إلى المجرى الذي بينهما و بين الأنثيين و هو عرق كثير المعاطف و الاستدارات ليطول المسافة بينهما فينضج فيه المني و يبيض بعد احمراره ثم منه إلى الأنثيين فهما يعينان على تمام تكون المني بإسخانها الدم النافذ في هذه العروق انتهى.