کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
فقال الإمام عليه السلام: ما تقول يا أسقف؟. قال: يا فتى أنتم تقولون: إنّ الجنة عرضها السماوات و الأرض، فأين تكون النار؟. قال له الإمام عليه السلام: إذا جاء اللّيل أين يكون النهار؟. فقال له الأسقف: من أنت يا فتى؟ دعني حتى أسأل هذا الفظّ الغليظ، أنبئني يا عمر عن أرض طلعت عليها الشمس ساعة و لم تطلع مرّة أخرى؟. قال عمر: أعفني عن هذا، و اسأل عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ثمّ قال: أخبره يا أبا الحسن!، فقال عليّ عليه السلام: هي أرض البحر الذي فلقه اللّه تعالى لموسى حتى عبر هو و جنوده، فوقعت الشمس عليها تلك الساعة و لم تطلع عليها قبل و لا بعد، و انطبق البحر على فرعون و جنوده.
فقال الأسقف: صدقت يا فتى قومه و سيّد عشيرته، أخبرني عن شيء هو في أهل الدنيا، تأخذ الناس منه مهما أخذوا فلا ينقص بل يزداد؟. قال عليه السلام: هو القرآن و العلوم.
فقال: صدقت. أخبرني عن أوّل رسول أرسله اللّه تعالى لا من الجنّ و لا من الإنس؟.
فقال عليه السلام: ذلك الغراب الذي بعثه اللّه تعالى لمّا قتل قابيل أخاه هابيل، فبقي متحيّرا لا يعلم ما يصنع به، فعند ذلك بعث اللّه غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه.
قال: صدقت يا فتى، فقد بقي لي مسألة واحدة؛ أريد أن يخبرني عنها هذا و أومأ بيده الى عمر فقال له: يا عمر! أخبرني أين هو اللّه؟. قال: فغضب عند ذلك عمر و أمسك و لم يردّ جوابا.
قال: فالتفت الإمام عليّ عليه السلام و قال: لا تغضب يا أبا حفص حتى لا يقول: إنّك قد عجزت، فقال: فأخبره أنت يا أبا الحسن، فعند ذلك قال الإمام عليه السلام: كنت يوما عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إذ أقبل إليه ملك فسلّم عليه فردّ عليه السلام، فقال له:
أين كنت؟. قال: عند ربّي فوق سبع سماوات.
قال: ثمّ أقبل ملك آخر فقال: أين كنت؟. قال: عند ربّي في تخوم الأرض السابعة السفلى، ثمّ أقبل ملك آخر ثالث فقال له: أين كنت؟. قال: عند ربّي في مطلع الشمس، ثمّ جاء ملك آخر فقال: أين كنت؟. قال: كنت عند ربيّ في مغرب الشمس، لأنّ اللّه لا يخلو منه مكان، و لا هو في شيء، و لا على شيء، و لا من شيء، وسع كرسيّه السماوات و الأرض، ليس كمثله شيء و هو السميع البصير، لا يعزب عنه مثقال ذرّة في الأرض و لا في السماء و لا أصغر من ذلك و لا أكبر، يعلم ما في السماوات و ما في الأرض، ما يكون من نجوى ثلاثة إلّا هو رابعهم و لا خمسة إلّا هو سادسهم و لا أدنى من ذلك و لا أكثر إلّا هو معهم أينما كانوا.
قال: فلمّا سمع الأسقف قوله، قال له: مدّ يدك فإنّي أشهد أن لا إله إلّا اللّه، و أنّ محمّدا رسول اللّه، و أنّك خليفة اللّه في أرضه و وصيّ رسوله، و أنّ هذا الجالس الغليظ الكفل المحبنطئ ليس هو لهذا المكان بأهل، و إنّما أنت أهله، فتبسّم الإمام عليه السلام.
[بحار الأنوار: 10/ 58، حديث 3، عن فضائل ابن شاذان: 149- 151 باختلاف يسير]
29-
ير: بإسناده عن أبي عمارة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، و بإسناده عن أبان بن تغلب، عنه عليه السلام: أنّ أمير المؤمنين عليه السلام لقي أبا بكر فاحتجّ عليه، ثم قال له:
أ ما ترضى برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بيني و بينك؟. قال: و كيف لي به؟، فأخذ بيده و أتى مسجد قبا، فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فيه، فقضى على أبي بكر، فرجع أبو بكر مذعورا، فلقى عمر فأخبره، فقال: تبا لك [مالك]! أ ما علمت سحر بني هاشم!.
[بحار الأنوار: 6/ 247، حديث 81، عن بصائر الدرجات: 77 (294، حديث 2)]
30-
ير: بإسناده عن أبي سعيد المكاري، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: إنّ أمير المؤمنين عليه السلام لقي [أتى] أبا بكر، فقال له: ما أمرك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن تطيعني؟. فقال: لا، و لو أمرني لفعلت، قال: فانطلق بنا الى مسجد قبا، [فانطلق معه] فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يصلّي، فلما انصرف قال عليّ: يا رسول اللّه! إنّي قلت لأبي بكر:
[ما] أمرك رسول اللّه أن تطيعني؟ فقال: لا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: [بلى] قد أمرتك فأطعه، قال: فخرج، فلقي عمر و هو ذعر، فقال له: ما لك؟، فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: كذا و كذا، قال: تبّا لأمّتك [لأمّته]، تترك [ولوك] أمرهم، أما تعرف سحر بني هاشم؟!.
[بحار الأنوار: 6/ 131، حديث 41، عن بصائر الدرجات: 296، حديث 9. و هناك تسع روايات أخر في الباب الخامس من الجزء السادس من البصائر، فراجعها]
31-
ير: أحمد بن إسحاق، عن الحسن بن عبّاس بن جريش، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سأل أبا عبد اللّه عليه السلام رجل من أهل بيته عن سورة إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، فقال: ويلك سألت عن عظيم، إيّاك و السؤال عن مثل هذا، فقام الرجل، قال:
فأتيته يوما فأقبلت عليه، فسألته، فقال: إِنَّا أَنْزَلْناهُ نور عند الأنبياء و الأوصياء لا يريدون حاجة من السماء و لا من الأرض إلّا ذكروها لذلك النّور فأتاهم بها، فإنّ ممّا ذكر عليّ بن أبي طالب عليه السلام من الحوائج أنّه قال لأبي بكر يوما: لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ ..، فاشهد أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مات شهيدا، فإيّاك أن تقول:
إنّه ميّت، و اللّه ليأتينّك، فاتّق اللّه إذا جاءك الشيطان غير متمثّل به.
فبعث به أبو بكر، فقال: إن جاءني و اللّه أطعته و خرجت ممّا أنا فيه، قال: و ذكر أمير المؤمنين عليه السلام لذلك النّور فعرج إلى أرواح النبيّين، فإذا محمّد صلّى اللّه عليه و آله قد ألبس وجهه ذلك النّور و أتى و هو يقول: يا أبا بكر آمن بعليّ عليه السلام و بأحد عشر من ولده إنّهم مثلي إلّا النبوّة، و تب إلى اللّه بردّ ما في يديك إليهم، فإنّه لا حقّ لك فيه، قال: ثمّ ذهب فلم ير.
فقال أبو بكر: أجمع الناس فأخطبهم بما رأيت و أبرأ إلى اللّه ممّا أنا فيه إليك يا علي- على أن تؤمنني، قال: ما أنت بفاعل، و لو لا أنّك تنسى ما رأيت لفعلت، قال: فانطلق أبو بكر إلى عمر و رجع نور إنّا أنزلناه إلى عليّ عليه السلام، فقال له: قد اجتمع أبو بكر مع عمر، فقلت: أو علم النّور؟ قال: إنّ له لسانا ناطقا و بصرا نافذا يتجّسس الأخبار للأوصياء و يستمع الأسرار، و يأتيهم بتفسير كلّ أمر يكتتم به أعداؤهم.
فلمّا أخبر أبو بكر الخبر عمر قال: سحرك، و إنّها لفي بني هاشم لقديمة، قال: ثمّ قاما يخبران الناس، فما دريا ما يقولان، قلت: لماذا؟. قال: لأنّهما قد نسياه، و جاء النّور فأخبر عليّا عليه السلام خبرهما، فقال: بعدا لهما كما بعدت ثمود.
بيان: قوله عليه السلام: لفعلت، لعلّ المعنى لفعلت أشياء أخر من التشنيع، و النسبة إلى السحر و غيرهما كما يؤمي إليه آخر الخبر، و يمكن أن يقرأ على صيغة المتكلّم لكنّه يأبى عنه ما بعده في الجملة.
[بحار الأنوار: 25/ 51- 52، حديث 12، عن بصائر الدرجات: 80].
32-
قال العلّامة المجلسي في بحاره: 42/ 55 تحت باب 117 ما ورد من غرائب معجزاته عليه السلام بالأسانيد الغريبة، في أنّه وجده في بعض الكتب، و فيه:
.. فقال عليه السلام: يا ملائكة ربّي! ائتوني الساعة بإبليس الأبالسة و فرعون الفراعنة، قال: فو اللّه ما كان بأسرع من طرفة عين حتى أحضروه عنده ... فقالت الملائكة:
يا خليفة اللّه! زد الملعون لعنة و ضاعف عليه العذاب ... قال: فلما جرّوه بين يديه قام و قال:
واويلاه من ظلم آل محمد! واويلاه من اجترائي عليهم!، ثم قال: يا سيّدي! ارحمني فإنّي لا أحتمل هذا العذاب، فقال عليه السلام: لا رحمك اللّه و لا غفر لك، أيّها الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان، ثم التفت إلينا و قال عليه السلام: أنتم تعرفون هذا باسمه و جسمه؟. قلنا: نعم يا أمير المؤمنين، فقال عليه السلام: سلوه حتى يخبركم من هو، فقالوا:
من أنت؟. فقال: أنا إبليس الأبالسة و فرعون هذه الأمّة، أنا الذي جحدت سيّدي و مولاي أمير المؤمنين و خليفة ربّ العالمين و أنكرت آياته و معجزاته ... الى آخره.
أقول: استدراكا لما سلف في نسب الخليفة-: لا بأس بمراجعة كتاب «نسب عمر بن الخطّاب» للشيخ هاشم بن سليمان الكتكتاني، كما ذكره في رياض العلماء، و الذريعة:
24/ 141 برقم 701.
و كتاب «عقد الدرر في تاريخ وفاة عمر»، و يقال له: الحديقة الناضرة، احتمل شيخنا في الذريعة 15/ 289 نسبته الى الشيخ حسن بن سليمان الحلّي.
و كتاب «عقد الدرر في تاريخ قتل عمر»، للسيّد مرتضى بن داود الحسيني المعاصر للعلّامة المجلسي الثاني.
و كتاب «مقتل عمر»، للشيخ زين الدين علي بن مظاهر الحلّي.
و مثله باسمه للسيد حسين المجتهد الكركي المتوفّى سنة 1001 ه بأردبيل، كما صرّح بذلك في الرياض و الذريعة 22/ 34 برقم 5919 و 5920.
و كتاب «نسيم عيش در شرح دعاى صنمي قريش»، فارسي، لمير سيّد علي بن مرتضى الطبيب الموسوي الدزفولي.
ثمّ إنّ لهذا الدعاء شروحا أخر أدرجها في الذريعة في مواطن متعدّدة، لاحظ: 4/ 102، و 10/ 9، و 11/ 236، و 13/ 256، و 15/ 123 و 289، و 19/ 73- 76، و غيرها.
ثم لا بأس بملاحظة بيان المصنّف طاب ثراه في بحار الأنوار 86/ 224- 225 ذيل ما حكاه عن مهج الدعوات فإنّه حريّ بالمراجعة.
و ممّا ورد في عثمان:
33-
فس: عَبَسَ وَ تَوَلَّى* أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى، قال: نزلت في عثمان و ابن أمّ مكتوم، و كان ابن أمّ مكتوم مؤذّن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و كان أعمى، و جاء الى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و عنده أصحابه و عثمان عنده، فقدمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على عثمان، فعبس عثمان وجهه و تولّى عنه، فأنزل اللّه: عَبَسَ وَ تَوَلَّى يعني: عثمان؛ أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى وَ ما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أي يكون طاهرا زكى، أَوْ يَذَّكَّرُ قال: يذكّره رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى، ثم خاطب عثمان، فقال: أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى* فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى، قال: أنت إذا جاءك غني تتصدّى له و ترفعه وَ ما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى أي لا تبالي زكيّا كان أو غير زكّي اذا كان غنيّا، وَ أَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى يعني ابن أمّ مكتوم وَ هُوَ يَخْشى* فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى أي تلهو و لا تلتفت اليه.
[بحار الأنوار: 17/ 85، حديث 13، عن تفسير القمي: 711- 712 (2/ 404- 405)].
34- فس: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا نزلت في عثكن يوم الخندق، و ذلك أنّه مرّ بعمّار ابن ياسر و هو يحفر الخندق و قد ارتفع الغبار من الحفر فوضع عثكن كمّه على أنفه و مرّ، فقال عمّار:
لا يستوي من يبتني المساجدا
يظلّ فيها راكعا و ساجدا
كمن يمرّ بالغبار حائدا
يعرض عنه جاحدا معاندا
فالتفت إليه عثكن فقال: يابن السوداء! إيّاي تعني؟ ثمّ أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقال له: لم ندخل معك لتسبّ أعراضنا، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: قد أقلتك إسلامك فاذهب، فأنزل اللّه عزّ و جلّ: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أي ليس هم صادقين، إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اللَّهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (الحجرات: 17- 18).
بيان: قوله: في عثكن المراد به عثمان، كما هو المصرّح في بعض النسخ و سائر الأخبار.
[بحار الأنوار: 20/ 243، حديث 7، عن تفسير القمي: 2/ 322 (الحجرية: 642)].
35، 36-
ختص، ير: بإسناده عن بعض أصحابنا، قال: كان رجل عند أبي جعفر عليه السلام من هذه العصابة يحادثه في شيء من ذكر عثمان، فإذا وزغ قد قرقر من فوق الحائط، فقال أبو جعفر عليه السلام: أتدري ما يقول؟. قلت: لا. قال: يقول: لتكفنّ عن ذكر عثمان أو لأسبنّ عليّا.
[بحار الأنوار: 27/ 267 برقم 15، عن الاختصاص:
301، و بصائر الدرجات: 103 (الجزء السابع، باب 16، ص 373)]
37-
نهج: و من كلام له عليه السلام في معنى طلحة بن عبيد اللّه:
قد كنت و ما أهدّد بالحرب و لا أرهب بالضرب و أنا على ما قد وعدني ربّي من النّصر، و اللّه ما أستعجل متجرّدا للطلب بدم عثمان إلّا خوفا من أن يطالب بدمه، لأنّه [كان] مظنّته و لم يكن في القوم أحرص عليه منه، فأراد أن يغالط بما أجلب فيه ليلتبس الأمر و يقع الشكّ.
و واللّه ما صنع في أمر عثمان واحدة من ثلاث؛ لئن كان ابن عفّان ظالما كما كان يزعم- لقد كان ينبغي له أن يؤازر قاتليه أو ينابذ ناصريه.
و لئن كان مظلوما؛ لقد كان ينبغي له أن يكون من المنهنهين عنه و المعذرين فيه.
و لئن كان في شكّ من الخصلتين؛ لقد كان ينبغي له أن يعتزله و يركد جانبا و يدع الناس معه، فما فعل واحدة من الثلاث و جاء بأمر لم يعرف بابه و لم تسلم معاذيره.
[بحار الأنوار: 34/ 95، حديث 65، و رواه السيّد الرضيّ رفع اللّه مقامه في المختار (174) من كتاب نهج البلاغة، صبحي صالح: 249، و محمد عبده: 2/ 88- 89]
و ممّا ورد فيهما أو فيهم ..:
38-
فس: أبي، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ..، و ساق الحديث الى أن قال: قلت: الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ بِحُسْبانٍ ؟. قال: هما بعذاب اللّه. قلت:
الشمس و القمر يعذّبان؟. قال: سألت عن شيء فأيقنه؛ إنّ الشمس و القمر آيتان من آيات اللّه يجريان بأمره، مطيعان له، ضوؤهما من نور عرشه، و حرّهما من جهنم، فإذا كانت القيامة عاد الى العرش نورهما و عاد الى النار حرّهما، فلا يكون شمس و لا قمر، و إنّما عناهما لعنهما اللّه، أو ليس قد روى الناس أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال: الشمس و القمر نوران في النار؟.
قلت: بلى. قال: أما سمعت قول الناس: فلان و فلان شمس هذه الأمّة و نورها؟ فهما في النار، و اللّه ما عنى غيرهما.
الخبر.
[بحار الأنوار: 7/ 120، حديث 58، عن تفسير القمي: 658 (2/ 243).
و ذكره بهذا السند عن تفسير علي بن ابراهيم مع زيادة في أوّله و آخره في بحار الأنوار: 36/ 171- 172، حديث 160]
39-
فس: بإسناده عن الفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه تبارك و تعالى: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (الإسراء: 71)، قال: يجيء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في قرنه، و عليّ في قرنه، و الحسن في قرنه، و الحسين في قرنه [في المصدر: فرقة، في الجميع]، و كلّ من مات بين ظهراني قوم جاؤوا معه. قال علي بن ابراهيم: قال: ذلك يوم القيامة، ينادي مناد: ليقم أبو بكر و شيعته، و عمر و شيعته، و عثمان و شيعته، و عليّ و شيعته، قوله: و لا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا، قال: الجلدة التي في ظهر النواة.
[بحار الأنوار: 8/ 9- 10، من حديث 1، عن تفسير القمي: 385 (2/ 23)]
40-
فس: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ، قال: هم الذين سمّوا أنفسهم بالصدّيق و الفاروق و ذي النورين. قوله: لا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا، قال:
القشرة التي تكون على النواة، ثم كنّى عنهم، فقال: انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ و هم هؤلاء الثلاثة. و قوله: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا. ..
و قد روى فيه أيضا- أنّها نزلت في الذين غصبوا آل محمّد حقّهم و حسدوا منزلتهم ... ثم قال: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ يعني بالناس هنا أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السلام عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (النساء: 51 و 54) و هي الخلافة بعد النبوة، و هم الأئمة عليهم السلام.
[بحار الأنوار: 9/ 193- 194، حديث 37، عن تفسير القمي: 128- 129 (1/ 141)].
41-
فس: بإسناده عن علي بن حمزة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: ما بعث اللّه رسولا إلّا و في وقته شيطانان يؤذيانه و يفتنانه و يضلّان الناس بعده، فأمّا الخمسة أولو العزم من الرسل: نوح و ابراهيم و موسى و عيسى و محمّد صلّى اللّه عليهم، و أما صاحبا نوح؛ فقيطيفوس و خرام، و أما صاحبا ابراهيم؛ فمكيل ورذام، و أما صاحبا موسى؛ فالسامريّ و مرعقيبا، و أما صاحبا عيسى؛ فمولس و مريسا، و أما صاحبا محمّد؛ فحبتر و زريق.
[بحار الأنوار: 13/ 212، حديث 5، عن تفسير القمي: 422].
42-
فس: بإسناده عن صالح بن سهل الهمداني، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول في قول اللّه: اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ ... الى أن قال: أَوْ كَظُلُماتٍ فلان و فلان فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ يعني نعثل، مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ... طلحة و الزبير، ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ معاوية وفتن بني أميّة، إِذا أَخْرَجَ المؤمن، يَدَهُ في ظلمة فتنتهم، لَمْ يَكَدْ يَراها وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ (النور: 35- 40) فما له من إمام يوم القيامة يمشي بنوره ..
[بحار الأنوار: 23/ 304- 305، حديث 1، عن تفسير القمي: 2/ 106].
43-
فس: بإسناده عن الحسين بن خالد، عن الرضا عليه السلام ...
و قوله: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ* قال: في الظاهر مخاطبة الجنّ و الإنس، و في الباطن فلان و فلان.