کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
بيان: قوله ع الحج الأكبر أي يوم الحج الأكبر يوم النحر و مبنى الاحتجاج على ما كان مسلما عندهم من أن أشهر السياحة تنتهي في العاشر من ربيع الآخر.
4- شي، تفسير العياشي عَنْ دَاوُدَ بْنِ سِرْحَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَانَ الْفَتْحُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَ بَرَاءَةُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَ حَجَّةُ الْوَدَاعِ فِي سَنَةِ عَشْرٍ 11590 .
5- شي، تفسير العياشي عَنْ حَرِيزٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ مَعَ بَرَاءَةَ إِلَى الْمَوْسِمِ لِيَقْرَأَهَا عَلَى النَّاسِ فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ لَا يُبَلِّغْ عَنْكَ إِلَّا عَلِيٌّ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ص عَلِيّاً فَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ نَاقَتَهُ الْعَضْبَاءَ وَ أَمَرَهُ أَنْ يَلْحَقَ أَبَا بَكْرٍ فَيَأْخُذَ مِنْهُ بَرَاءَةَ وَ يَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ بِمَكَّةَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَ سَخْطَةٌ فَقَالَ لَا إِلَّا أَنَّهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَا يُبَلِّغْ إِلَّا رَجُلٌ مِنْكَ فَلَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ ع مَكَّةَ وَ كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ بَعْدَ الظُّهْرِ وَ هُوَ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ قَامَ ثُمَّ قَالَ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمِ وَ صَفَرٍ وَ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَ عَشْرٍ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ 11591 الْآخِرِ وَ قَالَ لَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَ لَا عُرْيَانَةٌ وَ لَا مُشْرِكٌ أَلَا 11592 وَ مَنْ كَانَ لَهُ عَهْدٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ فَمُدَّتُهُ إِلَى هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ الْأَشْهُرِ وَ فِي خَبَرِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ فَقَالَ يَا عَلِيُّ هَلْ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ مُنْذُ فَارَقْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لَا وَ لَكِنْ أَبَى اللَّهُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْ مُحَمَّدٍ إِلَّا رَجُلٌ مِنْهُ فَوَافَى الْمَوْسِمَ فَبَلَّغَ عَنِ اللَّهِ وَ عَنْ رَسُولِهِ بِعَرَفَةَ وَ الْمُزْدَلِفَةِ وَ يَوْمَ النَّحْرِ عِنْدَ الْجِمَارِ وَ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ كُلِّهَا يُنَادِي بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ لَا يَطُوفَنَّ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ 11593 .
6- شي، تفسير العياشي عَنْ زُرَارَةَ وَ حُمْرَانَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَوْلِهِ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ قَالَ عِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَ الْمُحَرَّمِ وَ صَفَرٍ وَ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَ عَشْرٍ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ 11594 .
7- شي، تفسير العياشي عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع قَالَ: وَ اللَّهِ إِنَّ لِعَلِيٍّ لَإِسْماً فِي الْقُرْآنِ مَا يَعْرِفُهُ النَّاسُ قَالَ قُلْتُ وَ أَيُّ شَيْءٍ هُوَ جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِي وَ أَذانٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ قَالَ فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَانَ عَلِيٌّ ع هُوَ وَ اللَّهِ الْمُؤَذِّنَ فَأَذَّنَ بِأَذَانِ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ فِي الْمَوَاقِفَ كُلِّهَا فَكَانَ مَا نَادَى بِهِ أَلَا لَا يَطُوفُ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ عُرْيَانٌ وَ لَا يَقْرَبُ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ مُشْرِكٌ 11595 .
8- شي، تفسير العياشي عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِ اللَّهِ فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ قَالَ هِيَ يَوْمُ النَّحْرِ إِلَى عَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ 11596 .
9- عم، إعلام الورى نَزَلَتْ سُورَةُ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ فِي سَنَةِ تِسْعٍ- فَدَفَعَهَا إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَسَارَ بِهَا فَنَزَلَ جَبْرَئِيلُ ع فَقَالَ إِنَّهُ لَا يُؤَدِّي عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ عَلِيٌّ فَبَعَثَ عَلِيّاً ع عَلَى نَاقَتِهِ الْعَضْبَاءِ فَلَحِقَهُ فَأَخَذَ مِنْهُ الْكِتَابَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ أَ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ قَالَ لَا وَ لَكِنْ لَا يُؤَدِّي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص إِلَّا هُوَ أَوْ أَنَا فَسَارَ بِهَا عَلِيٌّ ع حَتَّى أَذَّنَ بِمَكَّةَ يَوْمَ النَّحْرِ وَ أَيَّامَ التَّشْرِيقِ وَ كَانَ فِي عَهْدِهِ أَنْ يُنْبَذَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ عَهْدُهُمْ وَ أَنْ لَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ وَ لَا يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ مُشْرِكٌ وَ مَنْ كَانَ لَهُ عَهْدٌ فَإِلَى مُدَّتِهِ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ فَلَهُ أَرْبَعَةُ أَشْهُرٍ 11597 فَإِنْ أَخَذْنَاهُ بَعْدَ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ قَتَلْنَاهُ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ إِلَى قَوْلِهِ
كُلَّ مَرْصَدٍ وَ لَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ اخْتَرَطَ سَيْفَهُ وَ قَالَ وَ اللَّهِ لَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ إِلَّا ضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى أَلْبَسَهُمُ الثِّيَابَ فَطَافُوا وَ عَلَيْهِمُ الثِّيَابُ 11598 .
10- شا، الإرشاد من فضائله ع ما جاء في قصة براءة وَ قَدْ دَفَعَهَا النَّبِيُّ ص إِلَى أَبِي بَكْرٍ لِيَنْبِذَ بِهَا عَهْدَ الْمُشْرِكِينَ فَلَمَّا سَارَ غَيْرَ بَعِيدٍ نَزَلَ جَبْرَئِيلُ ع عَلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ لَا يُؤَدِّي عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ فَاسْتَدْعَا رَسُولُ اللَّهِ ص عَلِيّاً ع وَ قَالَ لَهُ ارْكَبْ نَاقَتِيَ الْعَضْبَاءَ وَ الْحَقْ أَبَا بَكْرٍ فَخُذْ بَرَاءَةَ مِنْ يَدِهِ وَ امْضِ بِهَا إِلَى مَكَّةَ وَ انْبِذْ 11599 بِهَا عَهْدَ الْمُشْرِكِينَ إِلَيْهِمْ وَ خَيِّرْ أَبَا بَكْرٍ بَيْنَ أَنْ يَسِيرَ مَعَ رِكَابِكَ أَوْ يَرْجِعَ إِلَيَّ فَرَكِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع نَاقَةَ رَسُولِ اللَّهِ ص الْعَضْبَاءَ وَ سَارَ حَتَّى لَحِقَ بِأَبِي بَكْرٍ 11600 فَلَمَّا رَآهُ فَزِعَ مِنْ لُحُوقِهِ بِهِ وَ اسْتَقْبَلَهُ وَ قَالَ فِيمَ جِئْتَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَ سَائِرٌ أَنْتَ مَعِي أَمْ لِغَيْرِ ذَلِكَ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص أَمَرَنِي أَنْ أَلْحَقَكَ فَأَقْبِضَ مِنْكَ الْآيَاتِ مِنْ بَرَاءَةَ [وَ] أَنْبِذَ بِهَا 11601 عَهْدَ الْمُشْرِكِينَ إِلَيْهِمْ وَ أَمَرَنِي أَنْ أُخَيِّرَكَ بَيْنَ أَنْ تَسِيرَ مَعِي 11602 أَوْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ فَقَالَ بَلْ أَرْجِعُ إِلَيْهِ وَ عَادَ إِلَى النَّبِيِّ ص فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ أَهَّلْتَنِي لِأَمْرٍ طَالَتِ الْأَعْنَاقُ إِلَيَ 11603 فِيهِ فَلَمَّا تَوَجَّهْتُ لَهُ رَدَدْتَنِي عَنْهُ مَا لِي أَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص لَا وَ لَكِنَّ الْأَمِينَ جَبْرَئِيلَ ع 11604 هَبَطَ إِلَيَّ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَنَّهُ لَا يُؤَدِّي عَنْكَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ رَجُلٌ مِنْكَ وَ عَلِيٌّ مِنِّي وَ لَا يُؤَدِّي عَنِّي إِلَّا عَلِيٌّ.
في حديث مشهور و كان 11605 نبذ العهد مختصا بمن عقده أو بمن يقوم مقامه في فرض الطاعة و جلالة القدر و علو الرتبة و شرف المقام و من لا يرتاب بفعاله و لا يعترض عليه في مقاله و من هو كنفس العاقد و أمره أمره فإذا حكم بحكم مضى و استقر و أمن الاعتراض
فيه و كان بنبذ العهد قوة الإسلام و كمال الدين و صلاح أمر المسلمين و تمام فتح مكة و اتساق أحوال الصلاح و أحب 11606 الله أن يجعل ذلك في 11607 يد من ينوه باسمه و يعلي ذكره و ينبه على فضله و يدل على علو قدره و يبينه به عمن سواه و كان ذلك أمير المؤمنين ع و لم يكن لأحد من القوم فضل يقارب الفضل الذي وصفناه و لا يشركه 11608 فيه أحد منهم على ما بيناه 11609 .
أقول سيأتي أكثر الأخبار المتعلقة بتلك القصة و بسط القول في الاستدلال بها على إمامته و فضله في أبواب الآيات النازلة في شأنه في باب مفرد فمن أراد الاطلاع عليها فليرجع إليه.
11- كا، الكافي الْعِدَّةُ عَنْ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنِ الْأَصَمِّ عَنْ مِسْمَعٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَمَّا بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِبَرَاءَةَ مَعَ عَلِيٍّ ع بَعَثَ مَعَهُ أُنَاساً وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنِ اسْتَأْسَرَ مِنْ غَيْرِ جِرَاحَةٍ مُثْقِلَةٍ فَلَيْسَ مِنَّا 11610 .
باب 32 المباهلة و ما ظهر فيها من الدلائل و المعجزات
تفسير قال الطبرسي رحمه الله في نزول الآيات قيل نزلت في وفد نجران السيد و العاقب و من معهما قالوا لرسول الله ص هل رأيت ولدا من غير ذكر فنزلت إِنَّ مَثَلَ عِيسى الآيات فقرأها عليهم
عن ابن عباس و قتادة و الحسن فلما دعاهم رسول الله ص إلى المباهلة استنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك فلما رجعوا إلى رحالهم قال لهم الأسقف انظروا محمدا في غد فإن غدا بولده و أهله فاحذروا مباهلته و إن غدا بأصحابه فباهلوه فإنه على غير شيء فلما كان من الغد جاء النبي ص آخذا بيد علي بن أبي طالب ع و الحسن و الحسين ع بين يديه يمشيان و فاطمة ع تمشي خلفه و خرج النصارى يقدمهم أسقفهم فلما رأى النبي قد أقبل بمن معه سأل عنهم فقيل له هذا ابن عمه و زوج ابنته و أحب الخلق إليه و هذان ابنا بنته من علي و هذه الجارية بنته فاطمة أعز الناس عليه و أقربهم إليه 11611 و تقدم رسول الله فجثا على ركبتيه فقال أبو حارثة الأسقف جثا و الله كما جثا الأنبياء للمباهلة فرجع 11612 و لم يقدم على المباهلة فقال له السيد ادن يا حارثة للمباهلة قال لا إني لأرى رجلا جريئا على المباهلة و أنا أخاف أن يكون صادقا و لئن كان صادقا لم يحل علينا الحول و الله و في الدنيا نصراني يطعم الماء فقال الأسقف يا أبا القاسم إنا لا نباهلك و لكن نصالحك فصالحنا على ما ننهض به فصالحهم رسول الله على ألفي حلة من حلل الأواقي قيمة كل حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك و على عارية ثلاثين درعا و ثلاثين رمحا و ثلاثين فرسا إن كان باليمن كيد و رسول الله ص ضامن حتى يؤديها و كتب لهم بذلك كتابا و روي أن الأسقف قال لهم إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله فلا تبتهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة و قال النبي ص و الذي نفسي بيده لو لاعنوني لمسخوا قردة و خنازير و لاضطرم الوادي عليهم نارا و لما حال الحول على
النصارى حتى هلكوا كلهم 11613 قالوا فلما رجع وفد نجران لم يلبث السيد و العاقب إلا يسيرا حتى رجعا إلى النبي ص و أهدى العاقب له حلة و عصا و قدحا و نعلين و أسلما.
فرد الله سبحانه على النصارى قولهم في المسيح إنه ابن الله فقال إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ أي في خلق الله إياه من غير أب كَمَثَلِ آدَمَ في خلق الله إياه من غير أب و لا أم فليس هو بأبدع و لا أعجب من ذلك فكيف أنكروا ذا و أقروا بذلك خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ أي خلق عيسى من الريح و لم يخلق قبله أحدا من الريح كما خلق آدم من التراب و لم يخلق أحدا قبله من التراب ثُمَّ قالَ لَهُ أي لآدم كما قيل لعيسى 11614 كُنْ فَيَكُونُ أي فكان في الحال كما أراد الْحَقُ أي هذا هو الحق مِنْ رَبِّكَ أضافه إلى نفسه تأكيدا و تعليلا فَلا تَكُنْ أيها السامع مِنَ الْمُمْتَرِينَ الشاكين فَمَنْ حَاجَّكَ أي جادلك و خاصمك فِيهِ أي في عيسى مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ أي من البرهان الواضح على أنه عبدي و رسولي و قيل معناه فمن حاجك في الحق فَقُلْ يا محمد لهؤلاء النصارى تَعالَوْا أي هلموا إلى حجة أخرى فاصلة بين الصادق و الكاذب نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ أجمع المفسرون على أن المراد بأبنائنا الحسن و الحسين ع قال أبو بكر الرازي هذا يدل على أن الحسن و الحسين ابنا رسول الله ص و أن ولد الابنة ابن على الحقيقة و قال ابن أبي علان و هو أحد أئمة المعتزلة هذا يدل على أنهما ع كانا مكلفين في تلك الحال لأن المباهلة لا يجوز إلا مع البالغين و قال 11615 إن صغر السن و نقصانها عن حد بلوغ الحلم لا ينافي كمال العقل و إنما جعل بلوغ الحلم حدا لتعلق الأحكام الشرعية و كان سنهما ع في تلك الحال سنا لا يمتنع معها أن يكونا كاملي العقل على أن عندنا يجوز أن يخرق الله العادات للأئمة
و يخصهم بما لا يشركهم فيه غيرهم فلو صح أن كمال العقل غير معتاد في تلك السن لجاز ذلك فيهم إبانة لهم عمن سواهم و دلالة على مكانهم من الله و اختصاصهم به و مما يؤيده من الأخبار
قَوْلُ النَّبِيِّ ص ابْنَايَ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا.
وَ نِساءَنا اتفقوا على أن المراد به فاطمة ع لأنه لم يحضر المباهلة غيرها من النساء و هذا يدل على تفضيل الزهراء ع على جميع النساء و يعضده ما جاء في الخبر
أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُرِيبُنِي مَا رَابَهَا.
وَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ يَرْضَى لِرِضَاهَا.
وَ قَدْ صَحَّ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ ص يَقُولُ أَتَانِي مَلَكٌ فَبَشَّرَنِي أَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ نِسَاءِ أُمَّتِي.
وَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ أَسَرَّ النَّبِيُّ ص إِلَى فَاطِمَةَ شَيْئاً فَضَحِكَتْ فَسَأَلْتُهَا قَالَتْ 11616 قَالَ لِي أَ لَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ 11617 فَضَحِكْتُ لِذَلِكِ.
وَ نِساءَكُمْ أي من شئتم من نسائكم وَ أَنْفُسَنا يعني عليا ع خاصة و لا يجوز أن يكون المعني به النبي ص لأنه هو الداعي و لا يجوز أن يدعو الإنسان نفسه و إنما يصح أن يدعو غيره و إذا كان قوله وَ أَنْفُسَنا لا بد أن يكون إشارة إلى غير الرسول وجب أن يكون إشارة إلى علي ع لأنه لا أحد يدعي دخول غير أمير المؤمنين و زوجته و ولديه ع في المباهلة و هذا يدل على غاية الفضل و علو الدرجة و البلوغ منه إلى حيث لا يبلغه أحد إذ جعله الله سبحانه نفس الرسول و هذا ما لا يدانيه فيه أحد و لا يقاربه و مما يعضده في الروايات
مَا صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ فَعَلِيٌّ فَقَالَ إِنَّمَا سَأَلْتَنِي عَنِ النَّاسِ وَ لَمْ تَسْأَلْنِي عَنْ نَفْسِي..