کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الجزء الثالث عشر
تتمة كتاب النبوة
أبواب قصص موسى و هارون عليه السلام
باب 1 نقش خاتمهما و علل تسميتهما و فضائلهما و سننهما و بعض أحوالهما
الآيات البقرة وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَ قَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ آل عمران وَ أَنْزَلَ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ هود وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَ رَحْمَةً و قال وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَ إِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ إبراهيم وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ مريم وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَ كانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَ نادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَ قَرَّبْناهُ نَجِيًّا وَ وَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا الأنبياء وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَ هارُونَ الْفُرْقانَ وَ ضِياءً وَ ذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ التنزيل وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَ جَعَلْناهُ هُدىً
لِبَنِي إِسْرائِيلَ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ الأحزاب يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا وَ كانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً الصافات وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَ هارُونَ وَ نَجَّيْناهُما وَ قَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَ نَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ وَ آتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ وَ هَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ وَ تَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى مُوسى وَ هارُونَ إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ المؤمن وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَ أَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ هُدىً وَ ذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ السجدة وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ الأحقاف وَ مِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَ رَحْمَةً تفسير قال الطبرسي قدس سره إِماماً أي يؤتم به في أمور الدين وَ رَحْمَةً أي نعمة من الله على عباده أو ذا رحمة أي سبب الرحمة لمن آمن به 11046 الْكِتابَ يعني التوراة فَاخْتُلِفَ فِيهِ أي قومه اختلفوا في صحته وَ لَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ أي لو لا خبر الله السابق بأنه يؤخر الجزاء إلى يوم القيامة للمصلحة لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ أي لعجل الثواب و العقاب لأهله وَ إِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ أي من وعد الله و وعيده 11047
بِأَيَّامِ اللَّهِ أي بوقائع الله في الأمم الخالية و إهلاك من هلك منهم أو بنعم الله في سائر أيامه كما روي عن أبي عبد الله عليه السلام.
أو الأعم منهما 11048 فِي الْكِتابِ أي القرآن إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً قرأ أهل الكوفة بفتح اللام أي أخلصه الله بالنبوة و الباقون بكسرها أي أخلص العبادة لله أو نفسه لأداء الرسالة
مِنْ جانِبِ الطُّورِ الطور جبل بالشام ناداه الله من جانبه اليمين و هو يمين موسى و قيل من الجانب الأيمن من الطور يريد حيث أقبل من مدين و رأى النار في الشجرة و هو قوله يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ وَ قَرَّبْناهُ نَجِيًّا أي مناجيا كليما قال ابن عباس قربه الله و كلمه و معنى هذا التقريب أنه أسمعه كلامه و قيل قربه حتى سمع صرير القلم الذي كتبت به التوراة و قيل قَرَّبْناهُ أي رفعنا منزلته حتى صار محله منا في الكرامة محل من قربه مولاه في مجلس كرامته فهو تقريب كرامة و اصطفاء لا تقريب مسافة و إدناء وَ وَهَبْنا لَهُ أي أنعمنا عليه بأخيه هارون و أشركناه في أمره 11049 الْفُرْقانَ أي التوراة يفرق بين الحق و الباطل و قيل البرهان الذي يفرق به بين حق موسى و باطل فرعون و قيل هو فلق البحر وَ ضِياءً هو من صفة التوراة أيضا أي استضاءوا بها حتى اهتدوا في دينهم 11050 .
فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ أي في شك من لقائك موسى ليلة الإسراء بك إلى السماء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
وَ قَدْ وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا جَعْداً كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَبْوَةَ 11051 وَ رَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَجُلًا مَرْبُوعَ الْخَلْقِ إِلَى الْحُمْرَةِ وَ الْبَيَاضِ سَبِطَ الرَّأْسِ 11052 .
فعلى هذا فقد وعد ص أنه سيلقى موسى عليه السلام قبل أن يموت و قيل فلا تكن في مرية من لقاء موسى إياك في الآخرة و قيل
من لقاء موسى الكتاب و قيل من لقاء الأذى كما لقي موسى وَ جَعَلْناهُ أي موسى أو الكتاب وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً أي رؤساء في الخير يقتدى بهم يهدون إلى أفعال الخير بإذن الله و قيل هم الأنبياء الذين كانوا فيهم لَمَّا صَبَرُوا أي لما صبروا جعلوا أئمة وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ لا يشكون فيها 11053 .
وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَ هارُونَ أي بالنبوة و النجاة من فرعون و غيرهما من النعم الدنيوية و الأخروية مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ من تسخير قوم فرعون إياهم و استعمالهم في الأعمال الشاقة و قيل من الغرق الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ يعني التوراة الداعي إلى نفسه بما فيه من البيان وَ تَرَكْنا عَلَيْهِما الثناء الجميل فِي الْآخِرِينَ بأن قلنا سَلامٌ عَلى مُوسى وَ هارُونَ 11054 موسى اسم مركب من اسمين بالقبطية فمو هو الماء و سى الشجر و سمي بذلك لأن التابوت الذي كان فيه موسى وجد عند الماء و الشجر 11055 وجدته جواري آسية و قد خرجن ليغتسلن و هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب عليه السلام.