کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
وَ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً أَبْغَضَهُ اللَّهُ 1542 . قَالَ خَالِدٌ: فَمَا زِلْتُ أُحِبُّهُ مِنْ يَوْمِئِذٍ.
وَ عَنْ أَنَسٍ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: اشْتَاقَتِ الْجَنَّةُ إِلَى عَلِيٍّ وَ عَمَّارٍ وَ سَلْمَانَ وَ بِلَالٍ 1543 .
وَ عَنْ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: جَاءَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ 1544 يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ يَوْماً فَعَرَفَ صَوْتَهُ، فَقَالَ: مَرْحَباً بِالطَّيِّبِ الْمُطَيِّبِ، ائْذَنُوا لَهُ 1545 .
وَ رُوِيَ فِي الْمِشْكَاةِ 1546 ، عَنِ التِّرْمِذِيِ 1547 ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي حَدِيثٍ قَالَ: عَمَّارٌ: هُوَ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ].
وَ عَنْ أَنَسٍ، عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، قَالَ: قَالَ: إِنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ:
عَلِيٍّ وَ عَمَّارٍ وَ سَلْمَانَ 1548 .
وَ عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ]: مَا خُيِّرَ عَمَّارٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَشَدَّهُمَا عَلَى بَدَنِهِ 1549 .
وَ عَنْ أَحْمَدَ 1550 بِإِسْنَادِهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: كَانَ بَيْنِي وَ بَيْنَ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ كَلَامٌ فَأَغْلَظْتُ لَهُ فِي الْقَوْلِ، فَانْطَلَقَ عَمَّارٌ يَشْكُونِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ]، قَالَ: فَجَاءَ خَالِدٌ وَ هُوَ يَشْكُوهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ]، قَالَ:
فَجَعَلَ يُغَلِّظُهُ لَهُ وَ لَا يَزِيدُهُ إِلَّا غِلْظَةً وَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] سَاكِتٌ لَا يَتَكَلَّمُ، فَبَكَى عَمَّارٌ وَ قَالَ: أَ لَا تَرَاهُ؟. فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] رَأْسَهُ، وَ قَالَ: مَنْ عَادَى عَمَّاراً عَادَاهُ اللَّهُ، وَ مَنْ أَبْغَضَ عَمَّاراً أَبْغَضَهُ اللَّهُ.
قَالَ خَالِدٌ: فَخَرَجْتُ فَمَا كَانَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ رِضَى عَمَّارٍ، فَلَقِيتُهُ بِمَا رَضِيَ فَرَضِيَ 1551 .
وَ رُوِيَ فِي جَامِعِ الْأُصُولِ 1552 ، عَنِ الْبُخَارِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِ فِي ذِكْرِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً 1553 وَ عَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ 1554 ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] يَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ، وَ يَقُولُ: وَيْحَ عَمَّارٍ! يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَ يَدْعُونَهُ 1555 إِلَى النَّارِ.
قَالَ: وَ يَقُولُ عَمَّارٌ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ 1556 .
و روى من صحاحهم الأخبار السالفة بأسانيد.
و لا يخفى على عاقل بعد ملاحظة الأخبار السابقة التي رووها في صحاحهم حال من ضرب و شتم و أهان و عادى رجلا
قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: إِنَ 1557 مَنْ عَادَاهُ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ وَ مَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ، وَ إِنَّ الْجَنَّةَ تَشْتَاقُ إِلَيْهِ، وَ إِنَّهُ مَمْلُوٌّ إِيمَاناً، وَ إِنَّ اللَّهَ أَجَارَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ،.
1558 .
السابع:
أنّه جمع الناس على قراءة زيد بن ثابت خاصّة و أحرق المصاحف 1559 و أبطل ما لا شكّ أنّه منزل من القرآن، و أنّه مأخوذ من الرسول صلّى اللّه عليه و آله، و لو كان ذلك حسنا لسبق إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله،
وَ سَيَأْتِي فِي كِتَابِ الْقُرْآنِ 1560 أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَمَعَ الْقُرْآنَ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ كَمَا أَوْصَأَ 1561 بِهِ فَجَاءَ بِهِ إِلَى الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ اشْتِمَالَهُ عَلَى فَضَائِحِ الْقَوْمِ أَعْرَضَا عَنْهُ وَ أَمَرَا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ وَ إِسْقَاطِ مَا اشْتَمَلَ مِنْهُ عَلَى الْفَضَائِحِ، وَ لَمَّا اسْتُخْلِفَ 1562 عُمَرُ سَأَلَ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ الْقُرْآنَ الَّذِي جَمَعَهُ لِيُحْرِقَهُ 1563 وَ يُبْطِلَهُ، فَأَبَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ ذَلِكَ، وَ قَالَ: (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) 1564 مِنْ وُلْدِي، وَ لَا يُظْهَرُ حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ
عَلَيْهِمُ السَّلَامُ فَيَحْمِلَ النَّاسَ عَلَيْهِ وَ يَجْرِيَ السُّنَّةَ عَلَى مَا يَتَضَمَّنُهُ وَ يَقْتَضِيهِ.
و سيأتي 1565 الأخبار الكثيرة في ذلك من طرق الخاصّة و العامّة.
و تفصيل القول في ذلك، أنّ الطعن فيه من وجهين:
الأول: جمع الناس على قراءة زيد بن ثابت إبطال للقرآن المنزل، و عدول عن الراجح إلى المرجوح في اختيار زيد بن ثابت من حملة 1566 قراءة القرآن 1567 ، بل هو ردّ صريح لقول الرسول صلّى اللّه عليه و آله على ما يدلّ عليه صحاح أخبارهم.
و الثاني: أنّ إحراق المصاحف الصحيحة استخفاف بالدين و محادّة للّه ربّ العالمين.
أمّا الثاني، فلا يخفى على من له حظّ من العقل و الإيمان.
و أمّا الأول، فلأنّ أخبارهم متضافرة في أنّ القرآن نزل على سبعة أحرف، و أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لم ينه أحدا عن الاختلاف في قراءة القرآن بل قرّرهم عليه، و صرّح بجوازه، و أمر الناس بالتعلّم من ابن مسعود و غيره ممّن منع عثمان من قراءتهم، و ورد في فضلهم و علمهم بالقرآن ما لم يرد في زيد بن ثابت، فجمع الناس على قراءته و حظر ما سواه ليس إلّا ردّا لقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إبطالا للصحيح الثابت من كتاب اللّه عزّ و جلّ. فأمّا ما يدلّ من رواياتهم على
أنّ القرآن نزل على سبعة أحرف، و على تقرير النبيّ صلّى اللّه عليه و آله على الاختلاف في القراءة.
فمنها.:
مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُ 1568 ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] قَالَ: أَقْرَأَنِي جَبْرَئِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَزَادَنِي 1569 ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ وَ يَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ 1570 .
وَ رُوِيَ فِي جَامِعِ الْأُصُولِ 1571 ، عَنِ الْبُخَارِيِ 1572 وَ مُسْلِمٌ 1573 وَ مَالِكٌ 1574 وَ أَبُو دَاوُدَ 1575 وَ النَّسَائِيُ 1576 بِأَسَانِيدِهِمْ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ فَإِذَا هُوَ يَقْرَؤُهُ عَلَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ 1577 فِي الصَّلَاةِ، فَتَرَبَّصْتُ حَتَّى سَلَّمَ فَلَبَبْتُهُ بِرِدَائِهِ 1578 ، فَقُلْتُ: مَنْ أَقْرَأَكَ هَذِهِ السُّورَةَ الَّتِي سَمِعْتُكَ تَقْرَؤُهَا؟. قَالَ: أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ، فَقُلْتُ: كَذَبْتَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ قَدْ أَقْرَأَنِيهَا عَلَى غَيْرِ مَا قَرَأْتَ، فَانْطَلَقْتُ بِهِ أَقُودُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ]، فَقُلْتُ 1579 : إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى حُرُوفٍ لَمْ تَقْرَأْنِيهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ: أَرْسِلْهُ، اقْرَأْ يَا هِشَامُ.
فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةَ الَّتِي 1580 سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ: كَذَلِكَ 1581 أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قَالَ 1582 : اقْرَأْ يَا عُمَرُ. فَقَرَأْتُهُ الْقِرَاءَةَ الَّتِي أَقْرَأَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وَ آلِهِ] وَ سَلَّمَ: كَذَلِكَ أُنْزِلَتْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ .
قَالَ فِي جَامِعِ الْأُصُولِ: أَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ. وَ قَالَ التِّرْمِذِيُ 1583 هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.