کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
عن أئمتهم تبديع فاعليها و ذم مستعمليها فهل معك رواية عن أهل البيت ع في صحتها لم تعتمد على حجج العقول و لا تلتفت إلى ما خالفها و إن كان عليه إجماع العصابة فقال أخطأت المعتزلة و الحشوية في ما ادعوه علينا من خلاف جماعة مذهبنا 7752 في استعمال المناظرة و أخطأ من ادعى ذلك من الإمامية أيضا و تجاهل لأن فقهاء الإمامية و رؤساءهم في علم الدين كانوا يستعملون المناظرة و يدينون بصحتها و تلقى ذلك عنهم الخلف و دانوا به و قد أشبعت القول في هذا الباب و ذكرت أسماء المعروفين بالنظر و كتبهم و مدائح الأئمة ع لهم في كتاب الكامل في علوم الدين و كتاب الأركان في دعائم الدين و أنا أروي لك في هذا الوقت حديثا من جملة ما أوردت في ذلك إن شاء الله 7753
أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَوْلَى آلِ يَقْطِينٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: قَالَ لِي خَاصِمُوهُمْ وَ بَيِّنُوا لَهُمُ الْهُدَى الَّذِي أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَ بَيِّنُوا لَهُمْ ضَلَالَتَهُمْ وَ بَاهِلُوهُمْ فِي عَلِيٍّ ع قُلْتُ فَإِنِّي لَا أَزَالَ أَسْمَعُ الْمُعْتَزِلَةَ يَدَّعُونَ عَلَى أَسْلَافِنَا أَنَّهُمْ كَانُوا كُلُّهُمْ مُشَبِّهَةً وَ أَسْمَعُ الْمُشَبِّهَةَ مِنَ الْعَامَّةِ يَقُولُونَ مِثْلَ ذَلِكَ وَ أَرَى جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ مِنَ الْإِمَامِيَّةِ يُطَابِقُونَهُمْ عَلَى هَذِهِ الْحِكَايَةِ وَ يَقُولُونَ إِنَّ نَفْيَ التَّشْبِيهِ إِنَّمَا أَخَذْنَاهُ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ فَأُحِبُّ أَنْ تَرْوِيَ لِي حَدِيثاً يُبْطِلُ ذَلِكَ فَقَالَ هَذِهِ الدَّعْوَى كَالْأَوَّلَةِ وَ لَمْ يَكُنْ فِي سَلَفِنَا رَحِمَهُمُ اللَّهُ مَنْ تَدَيَّنَ بِالتَّشْبِيهِ مِنْ طَرِيقِ الْمَعْنَى وَ إِنَّمَا خَالَفَ هِشَامٌ وَ أَصْحَابُهُ جَمَاعَةَ أَصْحَابِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع بِقَوْلِهِ فِي الْجِسْمِ وَ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جِسْمٌ لَا كَالْأَجْسَامِ وَ قَدْ رُوِيَ أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ هَذَا الْقَوْلِ بَعْدَ ذَلِكَ وَ قَدِ اخْتَلَفَتِ الْحِكَايَاتُ عَنْهُ وَ لَمْ يَصِحَّ مِنْهَا إِلَّا مَا ذَكَرْتُ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَى هِشَامٍ وَ الْقَوْلُ بِنَفْيِ التَّشْبِيهِ فَهُوَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَى مِنَ الرِّوَايَةِ عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ ع 7754 .
أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ. وَ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغِيرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: : سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ ظَبْيَانَ 7755 يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ يَقُولُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَوْلًا عَظِيماً إِلَّا أَنِّي أَخْتَصِرُ لَكَ مِنْهُ أَحْرُفاً، يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جِسْمٌ 7756 لِأَنَّ الْأَشْيَاءَ شَيْئَانِ: جِسْمٌ، وَ فِعْلُ الْجِسْمِ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الصَّانِعُ مَعْنَى الْفِعْلِ وَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ. فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَا وَيْحَهُ! أَ مَا عَلِمَ أَنَّ الْجِسْمَ مَحْدُودٌ مُتَنَاهٍ مُحْتَمِلٌ لِلزِّيَادَةِ وَ النُّقْصَانِ وَ مَا احْتَمَلَ ذَلِكَ كَانَ مَخْلُوقاً، فَلَوْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى جِسْماً لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْخَالِقِ وَ الْمَخْلُوقِ فَرْقٌ.
فهذا قول أبي عبد اللّه عليه السلام و حجتّه على هشام فيما اعتّل به من المقال فكيف نكون قد أخذنا ذلك عن المعتزلة لو لا قلّة الدين؟
قلت فإنّهم يدّعون أنّ الجماعة كانت تدين بالجبر و القول بالرؤية، حتى نقل جماعة من المتأخّرين منهم المعتزلة عن ذلك، 7757 فهل معنا رواية بخلاف ما ادّعوه؟ فقال هذا أيضاً كالأوّل، ما دان أصحابنا قطّ بالجبر إلّا أن يكون عامّيّا لا يعرف تأويل الأخبار أو شاذا عن جماعة الفقهاء و النظّار، و الرواية في العدل و نفي الرؤية عن آل محمّد عليهم السلام أكثر من أن يقع عليها الإحصاء 7758 .
أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ سَهْلُ بْنُ أَحْمَدَ الدِّيبَاجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى الْمِصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ- وَ كَانَ أَفْضَلَ مَنْ رَأَيْتُ مِنَ الشُّرَفَاءِ وَ الْعُلَمَاءِ وَ أَهْلِ الْفَضْلِ- وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ أَفْعَالِ الْعِبَادِ فَقَالَ: كُلُّ مَا وَعَدَ اللَّهُ وَ تَوَاعَدَ عَلَيْهِ فَهُوَ مِنْ أَفْعَالِ الْعِبَادِ..
وَ قَالَ: قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ 7759 قَالَ: قَالَ رَسُولُ 7760
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي بَعْضِ كَلَامِهِ إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ تُرَدُّ إِلَيْكُمْ فَمَنْ وَجَدَ خَيْراً فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَ مَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.
فأمّا نفي الرؤية عن اللّه عزّ و جلّ بالأبصار فعليه إجماع الفقهاء و المتكلمين من العصابة كافّة إلّا ما حكي عن هشام في خلافه و الحجج عليه مأثورة عن الصادقين عليهم السلام فمن ذلك
حَدِيثُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ 7761 وَ قَدْ كَتَبَ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَسْأَلُهُ عَنِ الرُّؤْيَةِ فَكَتَبَ جَوَابَهُ لَيْسَ يَجُوزُ الرُّؤْيَةُ مَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الرَّائِي وَ الْمَرْئِيِّ هَوَاءٌ يَنْفُذُهُ الْبَصَرُ فَمَتَى انْقَطَعَ الْهَوَاءُ وَ عُدِمَ الضِّيَاءُ لَمْ تَصِحَ 7762 الرُّؤْيَةُ.
و في وجود اتصال الضياء بين الرائي و المرئي وجوب الاشتباه 7763 و اللّه يتعالى عن الأشباه فثبت أنه سبحانه لا يجوز عليه الرؤية بالأبصار 7764 .
فهذا قول أبي الحسن عليه السلام و حجته في نفي الرؤية، و عليها اعتمد جميع من نفى الرؤية من المتكلمين و كذلك الخبر المروي عن الرضا عليه السلام و في ثبوته مع نظائره في كتابي المقدّم ذكرهما غنى عن إيراده في هذا المكان 7765 .
أقول احتجاجات أصحابنا و مناظراتهم رحمة اللّه عليهم على المخالفين أكثر من أن تحصى و لنكتف في هذا المجلّد بما أوردناه.
و قد وقع الفراغ منه على يدي مؤلّفه ختم اللّه له بالحسنى في شهر ربيع الثاني من شهور سنة ثمانين بعد الألف من الهجرة و الحمد لله أوّلا و آخرا و صلّى اللّه على أشرف المرسلين محمّد و عترته الطاهرين المنتجبين المكرّمين.
[كلمة المصحّح]
إلى هنا تمّ الجزء العاشر من كتاب بحار الأنوار من هذه الطبعة النفيسة و به يتّم المجلّد الرابع حسب تجزءة المصنّف- قدسّ سرّه الشريف- و يحوي هذا الجزء 159 حديثاً في 26 باباً. و قد قابلناه بعدّة نسخ مطبوعة و مخطوطة، منها نسخة ثمينة نفيسة مقروءة على المصنّف، و في ختامها إجازة منه بخطّه الشريف كما يراه القارىء. و النسخة لخزانة كتب الأستاذ المعظّم السيد محمّد مشكوة فمن الواجب أن نقدّم إليه ثناءنا العاطر و شكرنا الجزيل
و لا ننسى الثناء على الحبر الفاضل السيّد كاظم الموسويّ المحترم، حيث يساعدنا في مقابلة الكتاب و تصحيحه؛ وفّقه اللّه تعالى و إيّانا لجميع مرضاته؛ إنّه وليّ التوفيق.
يحيى عابديّ الزنجانيّ
فهرست ما في هذا الجزء
الموضوع/ الصفحه
باب 1 احتجاجات أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه على اليهود في أنواع كثيرة من العلوم و مسائل شتّى؛ و فيه 13 حديثاً. 1- 28
باب 2 احتجاجه صلوات اللّه عليه على بعض اليهود بذكر معجزات النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و فيه حديث واحد. 28- 51
باب 3 احتجاجه صلوات اللّه عليه على النصارى؛ و فيه خمسة أحاديث. 52- 69
باب 4 احتجاجه صلوات اللّه عليه على الطبيب اليونانيّ؛ و فيه حديث واحد. 70- 75
باب 5 أسؤلة الشاميّ عن أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد الكوفة؛ و فيه حديث واحد 75- 83
باب 6 نوادر احتجاجاته صلوات اللّه عليه و بعض ما صدر عنه من جوامع العلوم و فيه تسعة أحاديث. 83- 89
باب 7 ما علمه صلوات اللّه عليه من أربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه و دنياه؛ و فيه حديث واحد. 89- 117
باب 8 ما تفضّل صلوات اللّه عليه به على الناس بقوله: سلوني قبل أن تفقدوني؛ و فيه سبعة أحاديث. 117- 129
باب 9 مناظرات الحسنين- صلوات اللّه عليهما- و احتجاجاتهما؛ و فيه خمسة أحاديث. 129- 145
باب 10 مناظرات عليّ بن الحسين عليهما السلام و احتجاجاته؛ و فيه ثلاثة أحاديث. 145- 146
باب 11 في احتجاج أهل زمانه على المخالفين؛ و فيه حديث واحد. 146- 149
باب 12 مناظرات محمد بن عليّ الباقر و احتجاجاته عليه السلام؛ و فيه 14 حديثاً. 149- 163
باب 13 احتجاجات الصادق صلوات اللّه عليه على الزنادقة و المخالفين و مناظراته معهم؛ و فيه 23 حديثاً. 163- 222
باب 14 ما بيّن عليه السلام من السائل في أصول الدين و فروعه برواية الأعمش؛ و فيه حديث واحد. 222- 230
باب 15 احتجاجات أصحابه عليه السلام على المخالفين؛ و فيه ثلاثة أحاديث. 230- 234
باب 16 احتجاجات موسى بن جعفر عليه السلام على أرباب الملل و الخلفاء و بعض ما روي عنه من جوامع العلوم؛ و فيه 17 حديثاً. 234- 248
باب 17 ما وصل إلينا من أخبار عليّ بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام بغير رواية الحميريّ؛ و فيه حديث واحد. 249- 291
باب 18 احتجاجات أصحابه عليه السلام على المخالفين؛ و فيه ستة أحاديث. 292- 298
باب 19 مناظرات عليّ بن موسى الرضا صلوات اللّه عليه و احتجاجه على أرباب الملل المختلفة و الأديان المتشتّة في مجلس المأمون و غيره؛ و فيه 13 حديثاً. 299- 351
باب 20 ما كتبه صلوات اللّه عليه للمأمون من محض الإسلام و شرائع الدين، و سائر ما روي عنه عليه السلام من جوامع العلوم؛ و فيه 24 حديثاً. 352- 369
باب 21 مناظرات أصحابه و أهل زمانه صلوات اللّه عليه؛ و فيه عشرة أحاديث. 370- 381
باب 22 احتجاجات أبي جعفر الجواد و مناظراته صلوات اللّه عليه؛ و فيه حديثان. 381- 385
باب 23 احتجاجات أبي الحسن عليّ بن محمّد النقيّ صلوات اللّه عليه؛ و فيه أربعة أحاديث. 386- 391
باب 24 احتجاجات أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ صلوات اللّه عليه؛ و فيه حديث واحد. 292
باب 25 فيما بيّن الصدوق رحمه اللّه من مذهب الإمامية و أملى على المشائخ في مجلس واحد. 393- 405