کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الجزء الثامن عشر
تتمة كتاب تاريخ نبينا ص
تتمة أبواب معجزاته ص
باب 6 معجزاته في استجابة دعائه في إحياء الموتى و التكلم معهم و شفاء المرضى و غيرها زائدا عما تقدم في باب الجوامع
1- جا، المجالس للمفيد ما، الأمالي للشيخ الطوسي الْمُفِيدُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ بِلَالٍ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَرَفَةَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رُشَيْدِ بْنِ خَيْثَمٍ 4659 عَنْ عَمِّهِ سَعِيدٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْغَلَابِيِّ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ وَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ أَتَيْنَاكَ وَ مَا لَنَا بَعِيرٌ يَئِطُّ وَ لَا غَنَمٌ يَغِطُّ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ
أَتَيْنَاكَ يَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا
لِتَرْحَمَنَا مِمَّا لَقِينَا مِنَ الْإِزْلِ
أَتَيْنَاكَ وَ الْعَذْرَاءُ يَدْمَى لَبَانُهَا
وَ قَدْ شُغِلَتْ أُمُّ الْبَنِينَ 4660 عَنِ الطِّفْلِ
وَ أَلْقَى بِكَفَّيْهِ الْفَتَى اسْتِكَانَةً
مِنَ الْجُوعِ ضَعْفاً لَا يُمِرُّ وَ لَا يُحْلِي
وَ لَا شَيْءَ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ عِنْدَنَا
سِوَى الْحَنْظَلِ الْعَامِيِّ وَ الْعِلْهِزِ الْفَسْلِ
وَ لَيْسَ لَنَا إِلَّا إِلَيْكَ فِرَارُنَا
وَ أَيْنَ فِرَارُ النَّاسِ إِلَّا إِلَى الرُّسْلِ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِأَصْحَابِهِ إِنَّ هَذَا الْأَعْرَابِيَّ يَشْكُو قِلَّةَ الْمَطَرِ وَ قَحْطاً شَدِيداً ثُمَّ قَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ فَكَانَ فِيمَا حَمِدَهُ بِهِ أَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا فِي السَّمَاءِ فَكَانَ عَالِياً وَ فِي الْأَرْضِ قَرِيباً دَانِياً أَقْرَبَ إِلَيْنَا مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ وَ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثاً مُغِيثاً مَرِيئاً مَرِيعاً غَدَقاً طَبَقاً
عَاجِلًا غَيْرَ رَائِثٍ نَافِعاً غَيْرَ ضَارٍّ تَمْلَأُ بِهِ الضَّرْعَ وَ تُنْبِتُ بِهِ الزَّرْعَ وَ تُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا فَمَا رَدَّ يَدَهُ إِلَى نَحْرِهِ حَتَّى أَحْدَقَ السَّحَابُ بِالْمَدِينَةِ كَالْإِكْلِيلِ وَ أَلْقَتِ السَّمَاءُ بِأَرْوَاقِهَا وَ جَاءَ أَهْلُ الْبِطَاحِ يَصِيحُونَ 4661 يَا رَسُولَ اللَّهِ الْغَرَقَ الْغَرَقَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَ لَا عَلَيْنَا فَانْجَابَ السَّحَابُ عَنِ السَّمَاءِ فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَالَ لِلَّهِ دَرُّ أَبِي طَالِبٍ لَوْ كَانَ حَيّاً لَقَرَّتْ عَيْنَاهُ مَنْ يُنْشِدُنَا قَوْلَهُ فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ عَسَى أَرَدْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
وَ مَا حَمَلَتْ مِنْ نَاقَةٍ فَوْقَ ظَهْرِهَا
أَبَرَّ وَ أَوْفَى ذِمَّةً مِنْ مُحَمَّدٍ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَيْسَ هَذَا مِنْ قَوْلِ أَبِي طَالِبٍ هَذَا مِنْ قَوْلِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ كَأَنَّكَ أَرَدْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
وَ أَبْيَضَ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ
رَبِيعُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ
تَلُوذُ بِهِ الْهُلَّاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ
فَهُمْ عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَ فَوَاضِلِ
كَذَبْتُمْ وَ بَيْتِ اللَّهِ يُبْزَى 4662 مُحَمَّدٌ
وَ لَمَّا نُمَاصِعْ دُونَهُ وَ نُقَاتِلْ
وَ نُسْلِمُهُ حَتَّى نُصَرَّعَ حَوْلَهُ
وَ نَذْهَلَ عَنْ أَبْنَائِنَا وَ الْحَلَائِلِ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ أَجَلْ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ فَقَالَ
لَكَ الْحَمْدُ وَ الْحَمْدُ مِمَّنْ شَكَرَ
سُقِينَا بِوَجْهِ النَّبِيِّ الْمَطَرَ
دَعَا اللَّهَ خَالِقَهُ دَعْوَةً
وَ أَشْخَصَ مِنْهُ إِلَيْهِ الْبَصَرُ
فَلَمْ يَكُ إِلَّا كَإِلْقَى الرِّدَاءِ
وَ أَسْرَعَ حَتَّى أَتَانَا الدُّرَرُ
دُفَاقُ الْعَزَائِلِ جَمُّ الْبُعَاقِ
أَغَاثَ بِهِ اللَّهُ عُلْيَا مُضَرَ
فَكَانَ كَمَا قَالَهُ عَمُّهُ
أَبُو طَالِبٍ ذَا رُوَاءٍ أَغَرَّ 4663
بِهِ اللَّهُ يَسْقِي صَيُّوبَ الْغَمَامِ
فَهَذَا الْعِيَانُ وَ ذَاكَ الْخَبَرُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا كِنَانِيُّ بَوَّأَكَ اللَّهُ بِكُلِّ بَيْتٍ قُلْتَهُ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ 4664 .
قب، المناقب لابن شهرآشوب مرسلا مثله 4665 ثم قال و السبب في ذلك أنه كان قحط في زمن أبي طالب فقالت قريش اعتمدوا اللات و العزى و قال آخرون اعتمدوا المناة 4666 الثالثة الأخرى فقال ورقة بن نوفل أنى تؤفكون و فيكم بقية إبراهيم و سلالة إسماعيل أبو طالب فاستسقوه فخرج أبو طالب و حوله أغيلمة من بني عبد المطلب وسطهم غلام كأنه شمس دجنة تجلت عنها غمامة 4667 فأسند ظهره إلى الكعبة و لاذ بإصبعه و بصبصت الأغلمة حوله فأقبل السحاب في الحال فأنشأ أبو طالب اللامية 4668 .
بيان قال الجزري في حديث الاستسقاء لقد أتيناك و ما لنا بعير يئط أي يحن و يصيح يريد ما لنا بعير أصلا لأن البعير لا بد أن يئط و قال الغطيط الصوت الذي يخرج مع نفس النائم و منه الحديث و الله ما يغط لنا بعير غط البعير إذا هدر في الشقشقة فإن لم يكن في الشقشقة فهو هدير و الأزل الشدة و الضيق و قال في قوله يدمي لبانها أي يدمي صدرها لامتهانها نفسها في الخدمة حيث لا تجد ما تعطيه من يخدمها من الجدب و شدة الزمان و أصل اللبان في الفرس موضع اللبب من الصدر ثم استعير للناس و قال في قوله ما يمر و ما يحلي أي ما ينطق بخير و لا شر من الجوع و الضعف و قال الحنظل العامي منسوب إلى العام لأنه يتخذ في عام الجدب كما قالوا للجدب السنة و العلهز بكسر العين و سكون اللام و كسر الهاء قال هو شيء يتخذونه في سني المجاعة يخلطون الدم بأوبار الإبل ثم يشوونه بالنار و يأكلونه و قيل كانوا يخلطون فيه القردان و يقال للقراد الضخم علهز و قيل العلهز شيء ينبت ببلاد سليم له أصل كأصل البردي 4669 و الفسل هو الردي الرذل من كل شيء قال و يروى بالشين المعجمة أي الضعيف
يعني الفشل مدخره و آكله فصرف الوصف إلى العلهز و هو في الحقيقة لآكله و قال بأرواقها أي بجميع ما فيها من الماء و الأرواق الأثقال أراد مياهها المثقلة للسحاب انتهى.
و البطاح بالكسر جمع الأبطح و هو مسيل واسع فيه دقاق الحصى و الدرر بالكسر جمع درة يقال للسحاب درة أي صب و اندفاق و قال الجزري الدفاق المطر الواسع الكثير و العزائل أصله العزالي هي مثل الشائك و الشاكي و العزالي جمع العزلاء و هو فم المزادة الأسفل فشبه اتساع المطر و اندفاقه بالذي يخرج من فم المزادة و البعاق بالضم المطر الغزير الكثير الواسع و الرواء بالضم و المد المنظر الحسن انتهى.
و قال الفيروزآبادي عليا مضر بالضم و القصر أعلاها و الأغر الأبيض و الشريف و الصوب و الصيوب الانصباب و الدجن إلباس الغيم الأرض و أقطار السماء و الدجنة بالضم 4670 و بضمتين مع تشديد النون الظلمة و الأغلمة من جموع الغلام.
أقول سيأتي شرح أبيات أبي طالب في باب أحواله ع.