کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
قَالَ ثُمَّ تَجَهَّزَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ وَ سَارَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ أَذِنَ لَهُ وَ قَرَّبَهُ وَ أَدْنَاهُ وَ أَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ آجَرَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكَ فِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فَوَ اللَّهِ لَئِنْ كَانَ نَقَصَكَ فَقَدْ نَقَصَنِي وَ لَئِنْ كَانَ أَوْجَعَكَ فَقَدْ أَوْجَعَنِي وَ لَوْ كُنْتُ أَنَا الْمُتَوَلِّيَ لِحَرْبِهِ لَمَا قَتَلْتُهُ وَ لَدَفَعْتُ عَنْهُ الْقَتْلَ وَ لَوْ بِحَزِّ أَصَابِعِي وَ ذَهَابِ بَصَرِي وَ لَفَدَيْتُهُ بِجَمِيعِ مَا مَلَكَتْ يَدِي وَ إِنْ كَانَ قَدْ ظَلَمَنِي وَ قَطَعَ رَحِمِي وَ نَازَعَنِي حَقِّي وَ لَكِنْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ لَمْ يَعْلَمْ رَأْيِي فِي ذَلِكَ فَعَجَّلَ عَلَيْهِ بِالْقَتْلِ فَقَتَلَهُ وَ لَمْ يَسْتَدْرِكْ مَا فَاتَ وَ بَعْدُ فَإِنَّهُ لَيْسَ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَرْضَى بِالدَّنِيَّةِ فِي حَقِّنَا وَ لَمْ يَكُنْ يَجِبُ عَلَى أَخِيكَ أَنْ يُنَازِعَنَا فِي أَمْرٍ خَصَّنَا اللَّهُ بِهِ دُونَ غَيْرِنَا وَ عَزِيزٌ عَلَيَّ مَا نَالَهُ وَ السَّلَامُ فَهَاتِ الْآنَ مَا عِنْدَكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَالَ فَتَكَلَّمَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ كَلَامَكَ فَوَصَلَ اللَّهُ رَحِمَكَ وَ رَحِمَ حُسَيْناً وَ بَارَكَ لَهُ فِيمَا صَارَ إِلَيْهِ مِنْ ثَوَابِ رَبِّهِ وَ الْخُلْدِ الدَّائِمِ الطَّوِيلِ فِي جِوَارِ الْمَلِكِ الْجَلِيلِ وَ قَدْ عَلِمْنَا أَنَّ مَا نَقَصَنَا فَقَدْ نَقَصَكَ وَ مَا عَرَاكَ فَقَدْ عَرَانَا مِنْ فَرَحٍ وَ تَرَحٍ وَ كَذَا أَظُنُّ أَنْ لَوْ شَهِدْتَ ذَلِكَ بِنَفْسِكَ- لَاخْتَرْتَ أَفْضَلَ الرَّأْيِ وَ الْعَمَلِ وَ لَجَانَبْتَ أَسْوَأَ الْفِعْلِ وَ الْخَطَلِ وَ الْآنَ فَإِنَّ حَاجَتِي إِلَيْكَ أَنْ لَا تُسْمِعَنِي فِيهِ مَا أَكْرَهُ فَإِنَّهُ أَخِي وَ شَقِيقِي وَ ابْنُ أَبِي وَ إِنْ زَعَمْتَ أَنَّهُ قَدْ كَانَ ظَلَمَكَ وَ كَانَ عُدُوّاً لَكَ كَمَا تَقُولُ قَالَ فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ إِنَّكَ لَنْ تَسْمَعَ مِنِّي إِلَّا خَيْراً وَ لَكِنْ هَلُمَّ فَبَايِعْنِي وَ اذْكُرْ مَا عَلَيْكَ مِنَ الدَّيْنِ حَتَّى أَقْضِيَهُ عَنْكَ قَالَ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَّا الْبَيْعَةُ فَقَدْ بَايَعْتُكَ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ الدَّيْنِ فَمَا عَلَيَّ دَيْنٌ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ إِنِّي مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي كُلِّ نِعْمَةٍ سَابِغَةٍ لَا أَقُومُ بِشُكْرِهَا قَالَ فَالْتَفَتَ يَزِيدُ لَعَنَهُ اللَّهُ إِلَى ابْنِهِ خَالِدٍ فَقَالَ يَا بُنَيَّ إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ هَذَا بَعِيدٌ مِنَ الْخِبِّ وَ اللُّؤْمِ وَ الدَّنَسِ وَ الْكَذِبِ وَ لَوْ كَانَ غَيْرَهَ كَبَعْضِ مَنْ عَرَفْتَ لَقَالَ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَ كَذَا لِيَسْتَغْنِمَ أَخْذَ أَمْوَالِنَا قَالَ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ يَزِيدُ فَقَالَ بَايَعْتَنِي يَا أَبَا الْقَاسِمِ
فَقَالَ نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَإِنِّي قَدْ أَمَرْتُ لَكَ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَابْعَثْ مَنْ يَقْبِضُهَا فَإِذَا أَرَدْتَ الِانْصِرَافَ عَنَّا وَصَلْنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ لَا حَاجَةَ لِي فِي هَذَا الْمَالِ وَ لَا لَهُ جِئْتُ قَالَ يَزِيدُ فَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَقْبِضَهُ وَ تُفَرِّقَهُ فِيمَنْ أَحْبَبْتَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ قَالَ فَإِنِّي قَدْ قَبِلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَأَنْزَلَهُ فِي بَعْضِ مَنَازِلِهِ وَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ يَدْخُلُ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ صَبَاحاً وَ مَسَاءً قَالَ وَ إِذَا وَفْدُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَدْ قَدِمُوا عَلَى يَزِيدَ وَ فِيهِمْ مُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَفْصِ بْنِ مُغِيرَةَ الْمَخْزُومِيُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأَنْصَارِيُّ فَأَقَامُوا عِنْدَ يَزِيدَ لَعَنَهُ اللَّهُ أَيَّاماً فَأَجَازَهُمْ يَزِيدُ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ أَجَازَ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا أَرَادُوا الِانْصِرَافَ إِلَى الْمَدِينَةِ أَقْبَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ حَتَّى دَخَلَ عَلَى يَزِيدَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الِانْصِرَافِ مَعَهُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَذِنَ لَهُ فِي ذَلِكَ وَ وَصَلَهُ بِمِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ أَعْطَاهُ عُرُوضاً بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنِّي لَا أَعْلَمُ فِي أَهْلِ بَيْتِكِ الْيَوْمَ رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ بِالْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ قَدْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ لَا تُفَارِقَنِي وَ تَأْمُرَنِي بِمَا فِيهِ حَظِّي وَ رُشْدِي فَوَ اللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَنْصَرِفَ عَنِّي وَ أَنْتَ ذَامٌّ لِشَيْءٍ مِنْ أَخْلَاقِي فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَّا مَا كَانَ مِنْكَ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فَذَاكَ شَيْءٌ لَا يُسْتَدْرَكُ وَ أَمَّا الْآنَ فَإِنِّي مَا رَأَيْتُ مِنْكَ مُذْ قَدِمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا خَيْراً وَ لَوْ رَأَيْتُ مِنْكَ خَصْلَةً أَكْرَهُهَا لَمَا وَسِعَنِي السُّكُوتُ دُونَ أَنْ أَنْهَاكَ عَنْهَا وَ أُخْبِرَكَ بِمَا يَحِقُّ لِلَّهِ عَلَيْكَ مِنْهَا لِلَّذِي أَخَذَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَلَى الْعُلَمَاءِ فِي عِلْمِهِمْ أَنْ يُبَيِّنُوهُ لِلنَّاسِ وَ لَا يَكْتُمُوهُ وَ لَسْتُ مُؤَدِّياً عَنْكَ إِلَى مَنْ وَرَائِي مِنَ النَّاسِ إِلَّا خَيْراً غَيْرَ أَنِّي أَنْهَاكَ عَنْ شُرْبِ هَذَا الْمُسْكِرِ فَإِنَّهُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ وَ لَيْسَ مَنْ وُلِّيَ أُمُورَ الْأُمَّةِ وَ دُعِيَ لَهُ بِالْخِلَافَةِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ عَلَى الْمَنَابِرِ كَغَيْرِهِ مِنَ النَّاسِ فَاتَّقِ اللَّهَ فِي نَفْسِكَ وَ تَدَارَكْ مَا سَلَفَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ السَّلَامُ قَالَ فَسُرَّ يَزِيدُ بِمَا سَمِعَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ سُرُوراً شَدِيداً ثُمَّ قَالَ فَإِنِّي قَابِلٌ مِنْكَ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ وَ أَنَا أُحِبُّ أَنْ تُكَاتِبَنِي فِي كُلِّ حَاجَةٍ تَعْرِضُ لَكَ مِنْ صِلَةٍ أَوْ تَعَاهُدٍ-
وَ لَا تُقَصِّرَنَّ فِي ذَلِكَ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَفْعَلُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ لَا أَكُونُ إِلَّا عِنْدَ مَا تُحِبُّ قَالَ ثُمَّ وَدَّعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَفَرَّقَ ذَلِكَ الْمَالَ كُلَّهُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ وَ سَائِرِ بَنِي هَاشِمٍ وَ قُرَيْشٍ حَتَّى لَمْ يَبْقَ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَ قُرَيْشٍ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ الذُّرِّيَّةِ وَ الْمَوَالِي إِلَّا صَارَ إِلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ الْمَالِ ثُمَّ خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ فَأَقَامَ بِهَا مُجَاوِراً لَا يَعْرِفُ شَيْئاً غَيْرَ الصَّوْمِ وَ الصَّلَاةِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ رَضِيَ عَنْهُمْ وَ رَزَقَنَا شَفَاعَتَهُمْ بِحَوْلِهِ وَ مَنِّهِ وَ فَضْلِهِ وَ كَرَمِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
أَقُولُ قَالَ الْعَلَّامَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ رَوَى الْبَلاذُرِيُّ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ ع كَتَبَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَ جَلَّتِ الْمُصِيبَةُ وَ حَدَثَ فِي الْإِسْلَامِ حَدَثٌ عَظِيمٌ وَ لَا يَوْمَ كَيَوْمِ الْحُسَيْنِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَزِيدُ أَمَّا بَعْدُ يَا أَحْمَقُ فَإِنَّنَا جِئْنَا إِلَى بُيُوتٍ مُنَجَّدَةٍ وَ فُرُشٍ مُمَهَّدَةٍ وَ وَسَائِدَ مُنَضَّدَةٍ فَقَاتَلْنَا عَنْهَا فَإِنْ يَكُنِ الْحَقُّ لَنَا فَعَنْ حَقِّنَا قَاتَلْنَا وَ إِنْ كَانَ الْحَقُّ لِغَيْرِنَا فَأَبُوكَ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ هَذَا وَ ابْتَزَّ وَ اسْتَأْثَرَ بِالْحَقِّ عَلَى أَهْلِهِ.
أَقُولُ قَدْ سَبَقَ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ خَبَرٌ طَوِيلٌ أَخْرَجْنَاهُ مِنْ كِتَابِ دَلَائِلِ الْإِمَامَةِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ لَمَّا وَرَدَ نَعْيُ الْحُسَيْنِ ع الْمَدِينَةَ وَ قَتْلُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ ثَلَاثٍ وَ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنْ شِيعَتِهِ وَ قَتْلُ عَلِيٍّ ابْنِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ بِنُشَّابَةٍ وَ سَبْيُ ذَرَارِيِّهِ خَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى الشَّامِ مُنْكِراً لِفِعْلِ يَزِيدَ وَ مُسْتَنْفِراً لِلنَّاسِ عَلَيْهِ حَتَّى أَتَى يَزِيدَ وَ أَغْلَظَ لَهُ الْقَوْلَ فَخَلَا بِهِ يَزِيدُ وَ أَخْرَجَ إِلَيْهِ طُومَاراً طَوِيلًا كَتَبَهُ عُمَرُ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَ أَظْهَرَ فِيهِ أَنَّهُ عَلَى دِينِ آبَائِهِ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً كَانَ سَاحِراً غَلَبَ عَلَى النَّاسِ بِسِحْرِهِ وَ أَوْصَاهُ بِأَنْ يُكْرِمَ أَهْلَ بَيْتِهِ ظَاهِراً وَ يَسْعَى فِي أَنْ يَجْتَثَّهُمْ عَنْ جَدِيدِ الْأَرْضِ وَ لَا يَدَعَ أَحَداً مِنْهُمْ عَلَيْهَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ قَدْ مَرَّ ذِكْرُهَا فَلَمَّا قَرَأَهُ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ بِذَلِكِ وَ رَجَعَ وَ أَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّهُ مُحِقٌّ فِيمَا أَتَى بِهِ وَ مَعْذُورٌ فِيمَا فَعَلَهُ.
- وَ لَنِعْمَ مَا قِيلَ مَا قُتِلَ الْحُسَيْنُ إِلَّا فِي يَوْمِ السَّقِيفَةِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى مَنْ أَسَّسَ أَسَاسَ الظُّلْمِ وَ الْجَوْرِ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
باب 48 عدد أولاده صلوات الله عليه و جمل أحوالهم و أحوال أزواجه ع
و قد أوردنا بعض أحوالهن في أبواب تاريخ السجاد ع.
1- شا، الإرشاد كَانَ لِلْحُسَيْنِ ع سِتَّةُ أَوْلَادٍ- عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَكْبَرُ كُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ أُمُّهُ شَهْرَبَانُ 22300 بِنْتُ كِسْرَى يَزْدَجَرْدَ وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَصْغَرُ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ بِالطَّفِّ وَ قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ فِيمَا سَلَفَ وَ أُمُّهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي مُرَّةَ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيَّةُ وَ جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ لَا بَقِيَّةَ لَهُ وَ أُمُّهُ قُضَاعِيَّةٌ وَ كَانَتْ وَفَاتُهُ فِي حَيَاةِ الْحُسَيْنِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ صَغِيراً جَاءَهُ سَهْمٌ وَ هُوَ فِي حَجْرِ أَبِيهِ فَذَبَحَهُ وَ سُكَيْنَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ وَ أُمُّهَا الرَّبَابُ بِنْتُ إِمْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ كَلْبِيَّةٌ مُعَدِّيَّةٌ وَ هِيَ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ ع وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ الْحُسَيْنِ وَ أُمُّهَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ تَيْمِيَّةٌ.
2- قب، المناقب لابن شهرآشوب ذَكَرَ صَاحِبُ كِتَابَ الْبِدَعِ وَ صَاحِبُ كِتَابِ شَرْحِ الْأَخْبَارِ أَنَّ عَقِبَ الْحُسَيْنِ مِنِ ابْنِهِ عَلِيٍّ الْأَكْبَرِ وَ أَنَّهُ هُوَ الْبَاقِي بَعْدَ أَبِيهِ وَ أَنَّ الْمَقْتُولَ هُوَ الْأَصْغَرُ مِنْهُمَا وَ عَلَيْهِ نُعَوِّلُ فَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ الْبَاقِي كَانَ يَوْمَ كَرْبَلَاءَ مِنْ أَبْنَاءِ ثَلَاثِينَ سَنَةً وَ إِنَّ ابْنَهُ مُحَمَّداً الْبَاقِرَ كَانَ يَوْمَئِذٍ مِنَ أَبْنَاءِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَ كَانَ لِعَلِيٍّ الْأَصْغَرِ الْمَقْتُولِ نَحْوُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً.
وَ تَقُولُ الزَّيْدِيَّةُ إِنَّ الْعَقِبَ مِنَ الْأَصْغَرِ وَ إِنَّهُ كَانَ فِي يَوْمِ كَرْبَلَاءَ ابْنَ سَبْعِ سِنِينَ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَرْبَعِ سِنِينَ وَ عَلَى هَذَا النَّسَّابُونَ.
كِتَابُ النَّسَبِ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَسَنِ قَالَ يَزِيدُ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع وَا عَجَبَا لِأَبِيكَ سَمَّى عَلِيّاً وَ عَلِيّاً فَقَالَ ع إِنَّ أَبِي أَحَبَّ أَبَاهُ فَسَمَّى بِاسْمِهِ مِرَاراً 22301 .
3- قب، المناقب لابن شهرآشوب لَمَّا وُرِدَ بَسَبْيِ الْفُرْسِ إِلَى الْمَدِينَةِ أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَبِيعَ النِّسَاءَ وَ أَنْ يَجْعَلَ الرِّجَالَ عَبِيدَ الْعَرَبِ وَ عَزَمَ عَلَى أَنْ يُحْمَلَ الْعَلِيلُ وَ الضَّعِيفُ وَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ فِي الطَّوَافِ وَ حَوْلَ الْبَيْتِ عَلَى ظُهُورِهِمْ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع إِنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ أَكْرِمُوا كَرِيمَ قَوْمٍ وَ إِنْ خَالَفُوكُمْ وَ هَؤُلَاءِ الْفُرْسُ حُكَمَاءُ كُرَمَاءُ فَقَدْ أَلْقَوْا إِلَيْنَا السَّلَامَ وَ رَغِبُوا فِي الْإِسْلَامِ وَ قَدْ أَعْتَقْتُ مِنْهُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ حَقِّي وَ حَقَّ بَنِي هَاشِمٍ فَقَالَتِ الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ قَدْ وَهَبْنَا حَقَّنَا لَكَ يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ فَاشْهَدْ أَنَّهُمْ قَدْ وَهَبُوا وَ قَبِلْتُ وَ أَعْتَقْتُ فَقَالَ عُمَرُ سَبَقَ إِلَيْهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع وَ نَقَضَ عَزْمَتِي فِي الْأَعَاجِمِ وَ رَغِبَ جَمَاعَةٌ فِي بَنَاتِ الْمُلُوكِ أَنْ يَسْتَنْكِحُوهُنَّ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ تُخَيِّرُهُنَّ وَ لَا تُكْرِهُهُنَّ فَأَشَارَ أَكْبَرُهُمْ إِلَى تَخْيِيرِ شَهْرَبَانُوَيْهِ بِنْتِ يَزْدَجَرْدَ فَحَجَبَتْ وَ أَبَتْ فَقِيلَ لَهَا أَيَا كَرِيمَةَ قَوْمِهَا مَنْ تَخْتَارِينَ مِنْ خُطَّابِكِ وَ هَلْ أَنْتِ رَاضِيَةٌ بِالْبَعْلِ فَسَكَتَتْ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ رَضِيَتْ وَ بَقِيَ الِاخْتِيَارُ بَعْدُ سُكُوتُهَا إِقْرَارُهَا فَأَعَادُوا الْقَوْلَ فِي التَّخْيِيرِ فَقَالَتْ لَسْتُ مِمَّنْ يَعْدِلُ عَنِ النُّورِ السَّاطِعِ وَ الشِّهَابِ اللَّامِعِ الْحُسَيْنِ إِنْ كُنْتُ مُخَيَّرَةً فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لِمَنْ تَخْتَارِينَ أَنْ يَكُونَ وَلِيَّكِ فَقَالَتْ أَنْتَ فَأَمَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ أَنْ يَخْطُبَ فَخَطَبَ وَ زُوِّجَتْ مِنَ الْحُسَيْنِ.
قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِ وَلَّى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حُرَيْثَ بْنَ جَابِرٍ الْحَنَفِيَّ جَانِباً مِنَ الْمَشْرِقِ فَبَعَثَ بِنْتَ يَزْدَجَرْدَ بْنِ شَهْرِيَارَ بْنِ كِسْرَى فَأَعْطَاهَا عَلَى ابْنِهِ الْحُسَيْنِ ع فَوَلَدَتْ مِنْهُ عَلِيّاً.
وَ قَالَ غَيْرُهُ إِنَّ حُرَيْثاً بَعَثَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بِبِنْتَيْ يَزْدَجَرْدَ فَأَعْطَى وَاحِدَةً لِابْنِهِ الْحُسَيْنِ فَأَوْلَدَهَا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ وَ أَعْطَى الْأُخْرَى مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ فَأَوْلَدَهَا الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَهُمَا ابْنَا خَالَةٍ 22302 .
4- قب أَبْنَاؤُهُ عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ الشَّهِيدُ أُمُّهُ بَرَّةُ بِنْتُ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ وَ عَلِيٌّ الْإِمَامُ وَ هُوَ عَلِيٌّ الْأَوْسَطُ وَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ وَ هُمَا مِنْ شَهْرَبَانُوَيْهِ وَ مُحَمَّدٌ وَ عَبْدُ اللَّهِ
الشَّهِيدُ مِنْ أُمِّ الرَّبَابِ بِنْتِ إِمْرِئِ الْقَيْسِ وَ جَعْفَرٌ وَ أُمُّهُ قُضَاعِيَّةٌ وَ بَنَاتُهُ سُكَيْنَةُ أُمُّهَا رَبَابُ بِنْتُ إِمْرِئِ الْقَيْسِ الْكِنْدِيَّةُ وَ فَاطِمَةُ أُمُّهَا أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَ زَيْنَبُ وَ أَعْقَبَ الْحُسَيْنُ مِنِ ابْنٍ وَاحِدٍ وَ هُوَ زَيْنُ الْعَابِدِينَ ع وَ ابْنَتَيْنِ وَ بَابُهُ رُشَيْدٌ الْهَجَرِيُ 22303 .
5- كشف، كشف الغمة قَالَ كَمَالُ الدِّينِ بْنُ طَلْحَةَ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَوْلَادِ ذُكُورٌ وَ إِنَاثٌ عَشَرَةٌ سِتَّةُ ذُكُورٍ وَ أَرْبَعُ إِنَاثٍ فَالذَّكَرُ عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ وَ عَلِيٌّ الْأَوْسَطُ وَ هُوَ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ وَ مُحَمَّدٌ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ جَعْفَرٌ فَأَمَّا عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ فَإِنَّهُ قَاتَلَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِيهِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيداً وَ أَمَّا عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ فَجَاءَهُ سَهْمٌ وَ هُوَ طِفْلٌ فَقَتَلَهُ وَ قِيلَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ قُتِلَ أَيْضاً مَعَ أَبِيهِ شَهِيداً وَ أَمَّا الْبَنَاتُ فَزَيْنَبُ وَ سُكَيْنَةُ وَ فَاطِمَةُ هَذَا قَوْلٌ مَشْهُورٌ وَ قِيلَ كَانَ لَهُ أَرْبَعُ بَنِينَ وَ بِنْتَانِ وَ الْأَوَّلُ أَشْهَرُ وَ كَانَ الذِّكْرُ الْمُخَلَّدُ وَ الْبِنَاءُ الْمُنَضَّدُ مَخْصُوصاً مِنْ بَيْنِ بَنِيهِ- بِعَلِيٍّ الْأَوْسَطِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ دُونَ بَقِيَّةِ الْأَوْلَادِ آخِرُ كَلَامِهِ قُلْتُ عَدَّدَ أَوْلَادَهُ ع ذَكَرَ بَعْضاً وَ تَرَكَ بَعْضاً قَالَ ابْنُ الْخَشَّابِ وُلِدَ لَهُ سِتَّةُ بَنِينَ وَ ثَلَاثُ بَنَاتٍ- عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ الشَّهِيدُ مَعَ أَبِيهِ وَ عَلِيٌّ الْإِمَامُ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ وَ مُحَمَّدٌ وَ عَبْدُ اللَّهِ الشَّهِيدُ مَعَ أَبِيهِ وَ جَعْفَرٌ وَ زَيْنَبُ وَ سُكَيْنَةُ وَ فَاطِمَةُ.
وَ قَالَ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْأَخْضَرِ الْجَنَابِذِيُ وُلْدُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا سِتَّةٌ أَرْبَعَةُ ذُكُورٍ وَ ابْنَتَانِ عَلِيٌّ الْأَكْبَرُ وَ قُتِلَ مَعَ أَبِيهِ وَ عَلِيٌّ الْأَصْغَرُ وَ جَعْفَرٌ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ سُكَيْنَةُ وَ فَاطِمَةُ قَالَ وَ نَسْلُ الْحُسَيْنِ ع مِنْ عَلِيٍّ الْأَصْغَرِ وَ أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ وَ كَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ وَ قَالَ الزُّهْرِيُّ مَا رَأَيْتُ هَاشِمِيّاً أَفْضَلَ مِنْهُ.
قلت قد أخل الحافظ بذكر علي زين العابدين ع حيث قال علي الأكبر و علي الأصغر و أثبته حيث قال و نسل الحسين من علي الأصغر
فسقط في هذه الرواية علي الأصغر و الصحيح أن العليين من أولاده ثلاثة كما ذكر كمال الدين و زين العابدين ع هو الأوسط و التفاوت بين ما ذكره كمال الدين و الحافظ أربعة 22304 .
باب 49 أحوال المختار بن أبي عبيد الثقفي و ما جرى على يديه و أيدي أوليائه