کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
تَغْبِطُوا الْمُلُوكَ وَ الْأَغْنِيَاءَ غَيْرَ الْمَسَاكِينِ يَا رِضْوَانُ أَظْهِرْ لِعِبَادِي مَا أَعْدَدْتُ لَهُمْ ثَمَانِيَةَ ألف [آلَافِ] ضِعْفٍ يَا دَاوُدُ مَنْ تَاجَرَنِي فَهُوَ أَرْبَحُ التَّاجِرِينَ وَ مَنْ صَرَعَتْهُ الدُّنْيَا فَهُوَ أَخْسَرُ الْخَاسِرِينَ وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَقْسَى قَلْبَكَ أَبُوكَ وَ أُمُّكَ يَمُوتَانِ وَ لَيْسَ لَكَ عِبْرَةٌ بِهِمَا يَا ابْنَ آدَمَ أَ لَا تَنْظُرُ إِلَى بَهِيمَةٍ مَاتَتْ فَانْتَفَخَتْ وَ صَارَتْ جِيفَةً وَ هِيَ بَهِيمَةٌ وَ لَيْسَ لَهَا ذَنْبٌ وَ لَوْ وُضِعَتْ أَوْزَارُكَ عَلَى الْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ لَهَدَّتْهَا دَاوُدُ وَ عِزَّتِي مَا شَيْءٌ أَضَرَّ عَلَيْكُمْ مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَ أَوْلَادِكُمْ وَ لَا أَشَدَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ فِتْنَةً مِنْهَا وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ عِنْدِي مَرْفُوعٌ وَ أَنَا بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ وَ فِي السُّورَةِ الثَّالِثَةِ وَ الْعِشْرِينَ يَا بَنِي الطِّينِ وَ الْمَاءِ الْمَهِينِ 13662 وَ بَنِي الْغَفْلَةِ وَ الْغِرَّةِ لَا تُكْثِرُوا الِالْتِفَاتَ إِلَى مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكُمْ فَلَوْ رَأَيْتُمْ مَجَارِيَ الذُّنُوبِ لَاسْتَقْذَرْتُمُوهُ وَ لَوْ رَأَيْتُمُ الْعَطِرَاتِ 13663 قَدْ عُوفِينَ مِنْ هَيَجَانِ الطَّبَائِعِ فَهُنَّ الرَّاضِيَاتُ فَلَا يَسْخَطْنَ أَبَداً وَ هُنَّ الْبَاقِيَاتُ فَلَا يَمُتْنَ أَبَداً كُلَّمَا اقْتَضَّهَا 13664 صَاحِبُهَا رَجَعَتْ بِكْراً أَرْطَبَ مِنَ الزُّبْدِ وَ أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ بَيْنَ السَّرِيرِ وَ الْفِرَاشِ أَمْوَاجٌ تَتَلَاطَمُ مِنَ الْخَمْرِ وَ الْعَسَلِ كُلُّ نَهَرٍ يَنْفُذُ مِنْ آخَرَ وَيْحَكَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْمُلْكُ الْأَكْبَرُ وَ النَّعِيمُ الْأَطْوَلُ وَ الْحَيَاةُ الرَّغِدَةُ وَ السُّرُورُ الدَّائِمُ وَ النَّعِيمُ الْبَاقِي عِنْدِيَ الدَّهْرُ كُلُّهُ وَ أَنَا الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ وَ فِي الثَّلَاثِينَ 13665 بَنِي آدَمَ رَهَائِنَ الْمَوْتَى 13666 اعْمَلُوا لِآخِرَتِكُمْ وَ اشْتَرُوهَا بِالدُّنْيَا وَ لَا تَكُونُوا كَقَوْمٍ أَخَذُوهَا لَهْواً وَ لَعِباً وَ اعْلَمُوا أَنَّ مَنْ قَارَضَنِي نَمَتْ بِضَاعَتُهُ وَ تَوَفَّرَ رِبْحُهَا
وَ مَنْ قَارَضَ الشَّيْطَانَ قُرِنَ مَعَهُ مَا لَكُمْ تَتَنَافَسُونَ فِي الدُّنْيَا وَ تَعْدِلُونَ عَنِ الْحَقِّ غَرَّتْكُمْ أَحْسَابُكُمْ فَمَا حَسَبُ امْرِئٍ خُلِقَ مِنَ الطِّينِ إِنَّمَا الْحَسَبُ عِنْدِي هُوَ التَّقْوَى بَنِي آدَمَ إِنَّكُمْ وَ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ مِنِّي بُرَآءُ وَ أَنَا مِنْكُمْ بَرِيءٌ لَا حَاجَةَ لِي فِي عِبَادَتِكُمْ حَتَّى تُسْلِمُوا إِسْلَاماً مُخْلَصاً وَ أَنَا الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ 13667 وَ فِي السَّادِسَةِ وَ الْأَرْبَعِينَ بَنِي آدَمَ لَا تَسْتَخِفُّوا بِحَقِّي فَأَسْتَخِفَّ بِكُمْ فِي النَّارِ إِنَّ أَكَلَةَ الرِّبَا تُقَطَّعُ أَمْعَاؤُهُمْ وَ أَكْبَادُهُمْ إِذَا نَاوَلْتُمُ الصَّدَقَاتِ فَاغْسِلُوهَا بِمَاءِ الْيَقِينِ فَإِنِّي أَبْسُطُ يَمِينِي قَبْلَ يَمِينِ الْآخِذِ فَإِذَا كَانَتْ مِنْ حَرَامٍ حَذَفْتُ بِهَا فِي وَجْهِ الْمُتَصَدِّقِ وَ إِنْ كَانَتْ مِنْ حَلَالٍ قُلْتُ ابْنُوا لَهُ قُصُوراً فِي الْجَنَّةِ وَ لَيْسَتِ الرِّئَاسَةُ رِئَاسَةَ الْمُلْكِ إِنَّمَا الرِّئَاسَةُ رِئَاسَةُ الْآخِرَةِ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ وَ فِي السَّابِعَةِ وَ الْأَرْبَعِينَ أَ تَدْرِي يَا دَاوُدُ لِمَ مَسَخْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَجَعَلْتُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَ الْخَنَازِيرَ لِأَنَّهُمْ إِذَا جَاءَ الْغَنِيُّ بِالذَّنْبِ الْعَظِيمِ سَاهَلُوهُ وَ إِذَا جَاءَ الْمِسْكِينُ بِأَدْنَى مِنْهُ انْتَقَمُوا مِنْهُ وَجَبَتْ لَعْنَتِي عَلَى كُلِّ مُتَسَلِّطٍ فِي الْأَرْضِ لَا يُقِيمُ الْغَنِيَّ وَ الْفَقِيرَ بِأَحْكَامٍ وَاحِدَةٍ إِنَّكُمْ تَتَّبِعُونَ الْهَوَى فِي الدُّنْيَا 13668 أَيْنَ الْمَفَرُّ مِنِّي إِذَا تَخَلَّيْتُ بِكُمْ كَمْ قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنِ الِالْتِفَاتِ إِلَى حُرَمِ الْمُؤْمِنِينَ وَ طَالَتْ أَلْسِنَتُكُمْ 13669 فِي أَعْرَاضِ النَّاسِ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ
وَ فِي الْخَامِسَةِ وَ السِّتِّينَ أَفْصَحْتُمْ فِي الْخُطْبَةِ وَ قَصَّرْتُمْ فِي الْعَمَلِ فَلَوْ أَفْصَحْتُمْ فِي الْعَمَلِ وَ قَصَّرْتُمْ فِي الْخُطْبَةِ لَكَانَ أَرْجَى لَكُمْ وَ لَكِنَّكُمْ عَمَدْتُمْ إِلَى آيَاتِي فَاتَّخَذْتُمُوهَا هُزُءاً وَ إِلَى مَظَالِمِي فَاشْتَهَرْتُمْ بِهَا وَ عَلِمْتُمْ أَنْ لَا هَرَبَ مِنِّي وَ أَمِنْتُمْ فَجَائِعَ الدُّنْيَا 13670 دَاوُدُ اتْلُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ نَبَأَ رَجُلٍ دَانَتْ لَهُ أَقْطَارُ الْأَرْضِ حَتَّى اسْتَوَى 13671 وَ سَعَى فِي الْأَرْضِ فَسَاداً وَ أَخْمَدَ الْحَقَّ وَ أَظْهَرَ الْبَاطِلَ وَ عَمَّرَ الدُّنْيَا وَ حَصَّنَ 13672 الْحُصُونَ وَ حَبَسَ الْأَمْوَالَ فَبَيْنَمَا هُوَ فِي غَضَارَةِ 13673 دُنْيَاهُ إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى زُنْبُورٍ يَأْكُلُ لَحْمَةَ خَدِّهِ وَ يَدْخُلُ وَ لْيَلْدَغِ الْمَلِكَ فَدَخَلَ الزُّنْبُورُ وَ بَيْنَ يَدَيْهِ سُتَّارُهُ وَ وُزَرَاؤُهُ وَ أَعْوَانُهُ فَضَرَبَ خَدَّهُ فَتَوَرَّمَتْ وَ تَفَجَّرَتْ مِنْهُ أَعْيُنٌ دَماً وَ قَيْحاً فثير [فَأُشِيرَ] عَلَيْهِ بِقَطْعٍ مِنْ لَحْمِ 13674 وَجْهِهِ حَتَّى كَانَ كُلُّ مَنْ يَجْلِسُ عِنْدَهُ شَمَّ مِنْهُ نَتْناً عَظِيماً 13675 حَتَّى دُفِنَ جُثَّةً بِلَا رَأْسٍ فَلَوْ كَانَ لِلْآدَمِيِّينَ عِبْرَةٌ تَرْدَعُهُمْ لَرَدَعَتْهُمْ وَ لَكِنِ اشْتَغَلُوا بِلَهْوِ الدُّنْيَا وَ لَعِبِهِمْ فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَ يَلْعَبُوا حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرِي وَ لَا أُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ 13676 .
أقول: سيأتي سائر ما نقلنا من الزبور و سائر حكم داود ع في كتاب المواعظ إن شاء الله تعالى.
باب 4 قصة أصحاب السبت
الآيات البقرة قال الله تعالى وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ فَجَعَلْناها نَكالًا لِما بَيْنَ يَدَيْها وَ ما خَلْفَها وَ مَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ النساء أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ و قال تعالى قُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَ أَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً أعراف وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ وَ إِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَ أَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ النحل 124 إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ تفسير قيل المعنى إنما جعل السبت لعنة و مسخا على الذين اختلفوا فيه فحرموه ثم استحلوه فمسخهم و قيل أي إنما فرض تعظيم السبت على الذين اختلفوا في أمر الجمعة و هم اليهود و كانوا قد أمروا بتعظيم الجمعة فعدلوا عما أمروا به و قيل المختلفون هم اليهود و النصارى قال بعضهم السبت أعظم الأيام لأنه سبحانه فرغ فيه من خلق الأشياء و قال آخرون بل الأحد أعظم لأنه ابتدأ خلق الأشياء فيه و يؤيد الوسط ما سيأتي من الخبر.
1- ع، علل الشرائع أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الْيَهُودَ أُمِرُوا بِالْإِمْسَاكِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَتَرَكُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَ أَمْسَكُوا يَوْمَ السَّبْتِ فَحُرِّمَ عَلَيْهِمُ الصَّيْدُ يَوْمَ السَّبْتِ 13677 .
شي، تفسير العياشي عن علي بن عقبة مثله 13678 .
2- فس، تفسير القمي إِنَّ أَصْحَابَ السَّبْتِ قَدْ كَانَ أَمْلَى اللَّهُ لَهُمْ حَتَّى أَثْرَوْا 13679 وَ قَالُوا إِنَّ السَّبْتَ لَنَا حَلَالٌ وَ إِنَّمَا كَانَ حُرِّمَ عَلَى أَوَّلِينَا وَ كَانُوا يُعَاقَبُونَ عَلَى اسْتِحْلَالِهِمُ السَّبْتَ فَأَمَّا نَحْنُ فَلَيْسَ عَلَيْنَا حَرَامٌ 13680 وَ مَا زِلْنَا بِخَيْرٍ مُنْذُ اسْتَحْلَلْنَا وَ قَدْ كَثُرَتْ أَمْوَالُنَا وَ صَحَّتْ أَبْدَانُنَا ثُمَّ أَخَذَهُمُ اللَّهُ لَيْلًا وَ هُمْ غَافِلُونَ 13681 .
3- كا، الكافي الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمَدَانِيِّ عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْكَلْبِيِّ النَّسَّابَةِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْجِرِّيِ 13682 فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مَسَخَ طَائِفَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَمَا أَخَذَ مِنْهُمْ بَحْراً فَهُوَ الْجِرِّيُّ وَ الزِّمِّيرُ 13683 وَ الْمَارْمَاهِي وَ مَا سِوَى ذَلِكَ وَ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ بَرّاً فَالْقِرَدَةُ وَ الْخَنَازِيرُ وَ الْوَبَرُ 13684 وَ الْوَرَلُ وَ مَا سِوَى ذَلِكَ 13685 .
بيان: قال الجوهري الورل دابة مثل الضب.
4- كا، الكافي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ آدَمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ
مِهْرَانَ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ: فَلَمَّا اسْتَجَابَ لِكُلِّ نَبِيٍّ مَنِ اسْتَجَابَ لَهُ مِنْ قَوْمِهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ جَعَلَ لِكُلِّ نَبِيٍّ مِنْهُمْ شِرْعَةً وَ مِنْهَاجاً وَ الشِّرْعَةُ وَ الْمِنْهَاجُ سَبِيلٌ وَ سُنَّةٌ 13686 وَ كَانَ مِنَ السَّبِيلِ وَ السُّنَّةِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا مُوسَى أَنْ جَعَلَ عَلَيْهِمُ السَّبْتَ وَ كَانَ مِنْ أَعْظَمِ السَّبْتِ وَ لَمْ يَسْتَحِلَّ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ مِنْ قَوْمِ ثَمُودَ سَبَقَتِ الْحِيتَانُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ السَّبْتِ أَدْخَلَهَا اللَّهُ الْجَنَّةَ 13687 وَ مَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّهِ وَ اسْتَحَلَّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ الَّذِي نَهَى اللَّهُ عَنْهُ فِيهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ النَّارَ وَ ذَلِكَ حَيْثُ اسْتَحَلُّوا الْحِيتَانَ وَ احْتَبَسُوهَا وَ أَكَلُوهَا يَوْمَ السَّبْتِ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ 13688 أَشْرَكُوا بِالرَّحْمَنِ وَ لَا شَكُّوا فِي شَيْءٍ مِمَّا جَاءَ بِهِ مُوسَى ع قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ الْخَبَرَ 13689 .
5- فس، تفسير القمي وَ سْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ فَإِنَّهَا قَرْيَةٌ كَانَتْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ قَرِيبَةٌ مِنَ الْبَحْرِ وَ كَانَ الْمَاءُ يَجْرِي عَلَيْهَا فِي الْمَدِّ وَ الْجَزْرِ فَيَدْخُلُ أَنْهَارَهُمْ وَ زُرُوعَهُمْ وَ يَخْرُجُ السَّمَكُ مِنَ الْبَحْرِ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَ زُرُوعِهِمْ وَ قَدْ كَانَ اللَّهُ حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الصَّيْدَ 13690 يَوْمَ السَّبْتِ فَكَانُوا يَضَعُونَ الشِّبَاكَ فِي الْأَنْهَارِ لَيْلَةَ الْأَحَدِ وَ يَصِيدُونَ بِهَا السَّمَكَ وَ كَانَ السَّمَكُ يَخْرُجُ يَوْمَ السَّبْتِ وَ يَوْمَ الْأَحَدِ لَا يَخْرُجُ وَ هُوَ قَوْلُهُ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَ يَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ فَنَهَاهُمْ عُلَمَاؤُهُمْ عَنْ ذَلِكَ فَلَمْ يَنْتَهُوا فَمُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ وَ كَانَ الْعِلَّةُ
فِي تَحْرِيمِ الصَّيْدِ عَلَيْهِمْ يَوْمَ السَّبْتِ أَنَّ عِيدَ جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ وَ غَيْرِهِمْ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَخَالَفَ الْيَهُودُ وَ قَالُوا عِيدُنَا السَّبْتُ 13691 فَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الصَّيْدَ يَوْمَ السَّبْتِ وَ مُسِخُوا قِرَدَةً وَ خَنَازِيرَ.