کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
مداها كانت شيمته إغاثة اللهيف و إعانة الضعيف لم يسأله سائل فيكون محروما و لم يلتجئ إليه ضعيف فيكون ممنوعا.
أنعم الله تعالى على هذا الفاضل العلام بنعم جسام فخام إحداها تلك المرتبة من الفضيلة قل من أوتيها.
و ثانيها ذلك التوفيق للطاعات و القربات فإنه مع كمال الشيخوخة كان يحضر المسجد قبل طلوع الصبح بساعتين فيتنفل و يقرأ الأدعية و يشتغل بقراءة القرآن إلى أن يطلع الصبح فليقس عليه غيره.
ثالثها الأخلاق الحسنة و الآداب المستحسنة فإنه كان كاملا فيها.
رابعها إعانة الفقراء و السادات و العوام فإنه كان يخرج من بيته و في أحد كيسيه الزكوات و ما ينحو نحوها فيعطيها العوام الفقراء و في الآخر الأخماس و ما يناسبها فيعطيها السادات الفقراء.
و خامسها الجاه العظيم و الوجاهة العامة فإنه كان في المشهد المقدس قريبا من أربعين سنة و كل من كان فيها من الفراعنة و الجبابرة يعظمونه و يكرمونه نهاية التعظيم و التكريم و النادر مع كمال خباثته و بسطة ملكه لا يقصر من تعظيمه أصلا و كذا ابنه رضا قلي و أهل هند و بخارا كانوا يكاتبونه و يرسلون إليه الهدايا و أموال الفقراء بالتفخيم.
سادسها اليسر التام و الوجد العام فإنه كان يتعيش أحسن التعيش في المطاعم و الملابس و المراكب و المناكح.
و سابعها العمر الكثير فإنه قرب من المائة و بالجملة نعم الله تعالى عليه كان كثيرة و مواهبه خطيرة و في مدة كونه في المشهد المقدس ألقى دروسا منها شرح المقاصد و التهذيب و البيضاوي و شرح المختصر و إلهيات الشفاء و الفضلاء كانوا يجيئون إليه من كل جانب و يجالسهم و يجالسونه و يجاورهم و يجاورونه فحصل من اللذات ما لا يحصى كثرة.
و له الحواشي على كتاب الشافي و المدارك و شرح اللمعة و البيضاوي و حواشي
العلامة الخوانساري على شرح المختصر و له رسالة في تتميم استدلال الإمامية بأنه لا ينال عهدي الظالمين على بطلان إمامة الخلفاء الثلاث و رسالة الرد على الفخر الرازي في استدلاله بآية و سيجنبها الأتقى على أفضلية أبي بكر و رسالة في تفسير آية وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ و رسالة في الوجوب العيني للجمعة و رسالة في المتخير في الجمعة بين الوجوب التخييري و العيني و الحرمة و أنه يجب عليه الجمعة و الظهر من باب المقدمة.
و في رياض العلماء المولى رفيعا الجيلاني و هو رفيع الدين محمد بن فرج الجيلاني المعاصر فاضل عالم حكيم المسلك ماهر في الصنائع الإلهية و الرياضية و هو من تلامذة الأستاد الفاضل و السيد آميرزا رفيعا النائيني و من مؤلفاته حاشية على أصول الكافي سماها شواهد الإسلام و كان عندنا بخطه و منظومة على طريق نان و حلوا للشيخ البهائي سماها نان و پنير 11492 و له فوائد و تعليقات و إفادات متفرقة كثيرة فلاحظ.
و قال السيد الجليل و العالم النبيل السيد عبد الله بن السيد السند المؤيد نور الدين بن سيد المحدثين السيد نعمة الله الجزائري في إجازته الكبيرة لأربعة من علماء الحويزة المولى محمد رفيع الجيلاني المجاور بالمشهد الرضوي كان علامة محققا متكلما متقنا لم أر في قوة فضله و إيمانه فيمن رأيت من فضلاء العرب و العجم متواضعا منصفا كريم الأخلاق حضرت درسه أوقات إقامتي بمشهد المقدس في المسجد و في المدرسة الصغيرة المجاورة للقبة المقدسة و كان مجتهدا صرفا ينكر طريقة الأخباريين و يرجح ظواهر الكتاب على السنة و لا يجيز تخصيصها بأخبار الآحاد و كان حسن العشرة مع طوائف الإسلام جدا و له أصحاب من تجار خوارزم يأتونه كل سنة بالهدايا و النذور و اتهم عند عوام المشهد بالتسنن لذلك و لأنه كان يؤخر العصر اشتغالا بالنوافل إلى دخول وقتها و لأمور أخر لا حاجة إلى ذكرها هنا
و سرت هذه التهمة من العوام إلى الخواص و كوشف بذلك في المسجد يوم الجمعة و هو على المنبر يخطب و حصلت في الناس ضجة لم تسكن إلا بعد جهد طويل و كان بريئا من ذلك عاشرته و مارسته ظاهرا و باطنا و ما علمت منه إلا خيرا له رسالة في وجوب الجمعة عينا و الرد على من أنكر ذلك خصوصا بعض معاصريه من علماء العجم و رسالة في الاجتهاد و التقليد و غير ذلك توفي عشر الستين 11493 و قد جاوز عمره الثمانين رحمة الله عليه.
و قال آية الله بحر العلوم في إجازته للسيد عبد الكريم بن السيد محمد جواد بن العالم السيد عبد الله المتقدم ذكره في ذكر مشايخ شيخه المحدث الفقيه الشيخ يوسف أعلاهم سندا و أرفعهم طريقا الشيخ العلامة الفهامة ذو العز الشامخ الرفيع و الفخر الباذخ المنيع المولى محمد رفيع المجاور بالمشهد الرضوي حيا و ميتا.
ثم إن صاحب المرآة أشار إلى جماعة يدعون انتهاء نسبهم إلى السلسلة المجلسية و بعضهم في بلاد الهند و لم يتحقق تلك النسبة و سمعنا أن السيد الأجل و العالم الأكمل النحرير الماهر و البحر الزاخر الأمجد المؤيد السيد محمد الشهشهاني الأصفهاني طاب ثراه صاحب التصانيف الكثيرة في الفقه و الأصول و غيرها أشهرها الحواشي على الرياض في مجلدات ينتهي إلى هذه السلسلة بتوسط بعض جداته و الله العالم
الفصل الخامس في إجمال حال ولده و ذراريه و من فيهم من العلماء الأخيار
قال الفاضل الألمعي في مرآة الأحوال كان له رحمه الله أربعة ذكور و خمس إناث من حرتين و أم ولد إحدى الحرتين أخت العالم الفاضل الآميرزا علاء الدين محمد گلستانه شارح نهج البلاغة صغيرا و كبيرا و شارح أسماء الحسنى خلف منها ابنا و بنتين.
أما الابن فهو الفاضل المقدس الآميرزا محمد صادق توفي في حياة والده و قد شرح والده الكافي المسمى بمرآة العقول و التهذيب بالتماسه زوج علوية من سادات أردستان خلف منها الآميرزا محمد علي توفي بلا عقب و ثلاث بنات كانت إحداهن تحت العالم النحرير سبطه الأمجد الأمير محمد حسين و هي أم العالم الأجل الآمير عبد الباقي و أخيه الآمير محمد مهدي و أخته و الأخرى تحت الفاضل آغا محمد علي بن العلامة آغا محمد هادي بن المولى محمد صالح المازندراني و هي أم الفاضل آغا محمد هادي الثاني و الأخرى تحت الفاضل الآميرزا محمد علي بن الفاضل الآميرزا حيدر علي كما تقدم في الفصل السابق خلفت آغا محمد.
و أما البنتان فإحداهما كانت تحت السيد العلام و العالم القمقام الآمير محمد صالح الخاتونآبادي المتقدم ذكره في الفصل الثالث صاحب التصانيف الرائقة و خلف منها العالم الأرشد و الفاضل المؤيد الآمير محمد حسين 11494 و كان ماهرا في المعقول و المنقول خبيرا بأغلب الفنون سيما في الفقه و الحديث.
قال الفاضل القزويني في تتميم أمل الآمل في ترجمته كان صدر الفضلاء و بدر العلماء و نخبة الأتقياء كان فاضلا عظيم القدر فخيم المكان نبيه الشأن نير
البرهان قوي النفس زكي القلب جمع بين المرتبة العالية الفضل الكامل و الزهد الشامل و بالجملة هو من أعاجيب الأزمنة و الدهور و أغاريب الآونة و العصور كان رئيس الطائفة العامة و رأس الفرقة الناجية حامي الدين دافع شبه الملحدين عديم المماثل فقد المعادل لم نر منه تأليفا و تصنيفا لكن سمعت له حواش متفرقة على كتب العلوم أقام الجمعة بأصبهان أعواما كثيرة و صار في آخر عمره شيخ الإسلام متكلفا.
و ثبت عنه ره أنه كان في زمان الشاه سلطان حسين وزير مريم بيگم عمة السلطان و لما تسلط المحمود الأفغاني على أصبهان أخذته الأفاغنة و عذبوه و ضربوه لأخذ الأموال عنه و كان ذلك مؤثرا عظيما في إصلاح حاله و ميله من جنبة الدنيا إلى جنبة الآخرة و كان ره يقول تأثير ذلك في قلبي و إصلاح حالي كان كتأثير شرب الأصل الصيني في البدن لإصلاح المزاج.
و من قوة نفسه أن النادر كان في أوائل حاله مصرا على قتل الروم و نهب أموالهم على أنهم كفرة مستخفون و كان يستفتي في ذلك العلماء و لما ورد أصبهان استفتى في ذلك عن السيد و كان رأيه عدم جواز ذلك فأجاب عنه بمقتضى رأيه فعظم ذلك على النادر فلما رأى السيد ذلك اعترضه فقال إن عظم ذلك عليك فلسنا مفتين بخلاف الحق و نخرج عن تحت أمرك و نخرج إلى بلد فتحمل النادر ذلك و لم يرد عليه مع شدة بأسه و صولته.
قلت و قد صرح السيد المعظم في إجازته للسيد السند صدر الدين محمد الرضوي و هي موجودة عندي بخطه الشريف بعد ذكر كتب جده و أبيه و كل ما أفرغته في قالب التصنيف أو نظمته في سمط التأليف كحاشية شرح اللمعة و معالم الأصول و خزائن الجواهر في أعمال السنة و هو غير مقصور على ذكر الأعمال بل منطو على ذكر المسائل المتعلقة بها و تنقيحها كمسائل الصوم و تحقيق ليلة القدر و حل الشبه المتعلقة بها و بغيرها و قد خرج منها أكثرها و كتاب سبع المثاني في زيارة الغري و الحائر و بغداد و سرمنرأى صلوات الله على مشرفيها و وسيلة النجاح في الزيارات
البعيدة و النجم الثاقب في إثبات الواجب و الألواح السماوية في اختيارات أيام الأسبوع و السنة و لباس كلمة التقوى في تحريم الغيبة و مفتاح الفرج في الاستخارة و رسالة البداء و رسالة الزكاة و الأخماس و اللقطة و رسائل متفرقة و مسائل متشتتة و له كتاب حدائق المقربين الذي قد نقلنا عنه و باقي حاله يطلب من إجازته الكبيرة الموسومة بمناقب الفضلاء و من كتاب روضات الجنات 11495 للسيد المحقق الخبير المعاصر الآميرزا محمد باقر سلمه الله تعالى.
و كانت له أخت كانت تحت المرحوم الآمير عبد الكريم خلفت السيدين النجيبين الآمير أبو طالب و الآميرزا محمد علي و لكل واحد عقب.
و خلف السيد المعظم الآمير محمد حسين ذكرين و بنتين أحد الذكرين السيد المقدس الصالح الآمير محمد مهدي و الآخر السيد العالم العليم الآمير عبد الباقي قال في مرآة الأحوال 11496 ما معناه كان جليل القدر عظيم الشأن من أعاظم فضلاء هذا البيت الرفيع و كان ورعا تقيا في الغاية متخلفا بالأخلاق الحميدة المصطفوية و متأدبا للآداب المرتضوية و كان بأصبهان مدرسا في المعقول و المنقول إماما في الجمعة و الجماعة مع فطرة عالية و طوية صافية و أخلاق مرضية.
قلت و قد استجاز منه العلامة الطباطبائي بحر العلوم أعلى الله مقامه في عام ست و ثمانين بعد المائة و الألف لما حدث الطاعون العظيم في بغداد و نواحيه و المشاهد المشرفة و سار السيد بأهله إلى المشهد الرضوي على مشرفه السلام و ورد أصبهان حين مراجعته من خراسان فكتب له إجازة تنبئ عن فضله و كماله و بلاغته و هي موجودة عندي بخطه و هي في غاية الحسن و الجودة و رأيت له كتاب أعمال شهر رمضان و هو كتاب كبير قد استوفى فيه حقه من الأعمال و الآداب و الأدعية سماه كتاب الجامع.
و قال بحر العلوم في إجازته للسيد علي اليزدي و أخبرني إجازة جماعة من
أصحابنا الأجلاء العظماء منهم السيد الجليل النبيل الراقي في التقوى و المجد و العلي أعلى المراقي الآمير عبد الباقي.
و أما البنتان فإحداهما كانت تحت السيد الفاضل الآمير أبو طالب والد الآمير عبد الواسع و بنتين كانت إحداهما تحت المرحوم الآمير محمد صالح المشهور بآغا تكمه دوز له ولد كلهم صلحاء أبرار و الأخرى تحت الآمير محمد علي بن الآمير علي نقي المذكور و خلف المغفور الآمير محمد مهدي ذكرين أحدهما الفاضل الصالح الآمير محمد باقر و الآخر المقدس الفاضل الآمير السيد مرتضى و بنتين كانت تحت المرحوم الآمير عبد الواسع بن الآمير أبو طالب خلف المرحوم الآمير محمد رضا المشهور بآقاسي و الأخرى تحت المرحوم الآمير محمد صالح المشهور بآغا ابن الآمير زين العابدين الآمير محمد صالح المذكور.
و خلف السيد المبجل العلام الآمير عبد الباقي العالم الجليل الآمير محمد حسين قال في المرآة كان عمدة المحققين و زبدة المدققين مجتهد الزمان و فقيه الدوران و بالغ في مدحه و ثنائه و علوه مقامه قال و كان مرجع الخاص و العام و ملاذ الفضلاء الكرام كان بأصبهان مشغولا بالتدريس و ترويج الدين و إنجاح مطالب المسلمين و صلاة الجمعة و الجماعة له تصانيف كثيرة إلخ.
و خلف أيضا الفاضلين العلام الآمير عبد الباقي و الآمير علي نقي و هما من أهل الصلاح و الفضل و التقوى انتهى.
و منصب الإمامة في الجمعة باق في أعقابه في بلدة طهران و أصفهان إلى يومنا و هم بيت جليل رفيع معظم في الدين و الدنيا فيهم علماء صلحاء أجلاء و يروي عنه السيد الأجل صاحب الرياض.
و الزوجة الأخرى هي أخت المرحوم أبو طالب خان النهاوندي خلف منها الآميرزا محمد رضا المدعو بآقاسي و بنتا كانت تحت العلام المولى حيدر علي بن المدقق الشيرواني كما مر مع ولدها في ذكر أولاد المدقق المذكور.