کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
هَذِهِ الزَّاوِيَةِ وَ كَانَ شَرِيكِي فِي الْخِدْمَةِ شَيْخٌ كَبِيرٌ يُقَالُ لَهُ بَقَاءُ بْنُ عُنْقُودٍ فَوَضَعَهُ وَ دَخَلْتُ فَأَشْعَلْتُ لَهُمْ شَمْعَةً وَ حَرَّكْتُ الْقَنَادِيلَ وَ زَارُوا وَ صَلَّوْا وَ طَلَعُوا وَ طَلَبَ الْعَبَّاسُ السَّيْفَ فَلَمْ يَجِدْهُ فَسَأَلَنِي عَنْهُ فَقُلْتُ لَهُ مَكَانَهُ فَقَالَ مَا هُوَ هَاهُنَا فَطَلَبَهُ فَمَا وَجَدَهُ 20903 وَ عَادَتُنَا أَنْ لَا نُخَلِّيَ أَحَداً يَنَامُ بِالْحَضْرَةِ سِوَى أَصْحَابِ النَّوْبَةِ فَلَمَّا يَئِسَ مِنْهُ دَخَلَ وَ قَعَدَ عِنْدَ الرَّأْسِ وَ قَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا وَلِيُّكَ عَبَّاسٌ وَ الْيَوْمَ لِي خَمْسُونَ سَنَةً أَزُورُكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي رَجَبٍ وَ شَعْبَانَ وَ رَمَضَانَ- وَ السَّيْفُ الَّذِي مَعِي عَارِيَّةٌ وَ حَقِّكَ إِنْ لَمْ تَرُدَّهُ عَلَيَّ مَا رَجَعْتُ زُرْتُكَ أَبَداً وَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ وَ مَضَى فَأَصْبَحْتُ فَأَخْبَرْتُ السَّيِّدَ النَّقِيبَ السَّعِيدَ شَمْسَ الدِّينِ عَلِيَّ بْنَ الْمُخْتَارِ- فَضَجِرَ عَلَيَّ وَ قَالَ أَ لَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ يَنَامَ أَحَدٌ بِالْمَشْهَدِ سِوَاكُمْ فَأَحْضَرْتُ الْمُخَتَّمَةَ الشَّرِيفَةَ وَ أَقْسَمْتُ بِهَا أَنَّنِي فَتَّشْتُ الْمَوَاضِعَ وَ قَلَبْتُ الْحُصُرَ وَ مَا تَرَكْتُ أَحَداً عِنْدَنَا فَوَجَدَ مِنْ ذَلِكَ أَمْراً عَظِيماً وَ صَعُبَ عَلَيْهِ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَ إِذَا أَصْوَاتُهُمْ بِالتَّكْبِيرِ وَ التَّهْلِيلِ فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ لَهُمْ عَلَى جَارِي عَادَتِي وَ إِذَا الْعَبَّاسُ الْأَمْعَصُ وَ السَّيْفُ مَعَهُ فَقَالَ يَا حَسَنُ هَذَا السَّيْفَ فَالْزَمْهُ فَقُلْتُ أَخْبِرْنِي خَبَرَهُ قَالَ رَأَيْتُ مَوْلَانَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي مَنَامِي وَ قَدْ أَتَى إِلَيَّ وَ قَالَ يَا عَبَّاسُ لَا تَغْضَبْ امْضِ إِلَى دَارِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ اصْعَدِ الْغُرْفَةَ الَّتِي فِيهَا التِّبْنُ وَ بِحَيَاتِي عَلَيْكَ لَا تَفْضَحْهُ وَ لَا تُعْلِمْ بِهِ أَحَداً فَمَضَيْتُ إِلَى النَّقِيبِ شَمْسِ الدِّينِ فَأَعْلَمْتُهُ بِذَلِكَ فَطَلَعَ فِي السَّحَرِ إِلَى الْحَضْرَةِ وَ أَخَذَ السَّيْفَ مِنْهُ وَ حَلَّى لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ لَا أُعْطِيكَ السَّيْفَ حَتَّى تُعْلِمَنِي مَنْ كَانَ أَخَذَهُ فَقَالَ لَهُ عَبَّاسٌ يَا سَيِّدِي يَقُولُ لِي جَدُّكَ بِحَيَاتِي عَلَيْكَ لَا تَفْضَحْهُ وَ لَا تُعْلِمْ بِهِ أَحَداً وَ أُخْبِرُكَ وَ لَمْ يُعْلِمْهُ وَ مَاتَ وَ لَمْ يُعْلِمْ أَحَداً مَنِ الْآخِذُ السَّيْفَ وَ هَذِهِ الْحِكَايَةُ أَخْبَرَنَا بِمَعْنَاهَا الْمَذْكُورِ الْقَاضِي الْعَالِمُ الْفَاضِلُ الْمُدَرِّسُ عَفِيفُ الدِّينِ رَبِيعُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ- عَنِ الْقَاضِي الزَّاهِدِ
عَلِيِّ بْنِ بُدَّا 20904 الْهَمْدَانِيِّ عَنْ عَبَّاسٍ الْمَذْكُورِ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ خَامِسَ عَشَرَ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَمَانِينَ وَ سِتِّمِائَةٍ.
قصة لطيفة
11- قَالَ: وَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَ ثَمَانِينَ وَ خَمْسِمِائَةٍ كَانَتْ نَوْبَتِي أَنَا وَ شَيْخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو الْغَنَائِمِ بْنُ كَدُونَا 20905 وَ قَدْ أُغْلِقَتِ الْحَضْرَةُ الشَّرِيفَةُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى صَاحِبِهَا فَإِذَا وَقَعَ 20906 فِي مَسَامِعِي صَوْتُ أَحَدِ أَبْوَابِ الْقُبَّةِ فَارْتَعْتُ لِذَلِكَ وَ قُمْتُ فَفَتَحْتُ الْبَابَ الْأُولَى 20907 وَ دَخَلْتُ إِلَى بَابِ الْوَدَاعِ فَلَمَسْتُ الْأَقْفَالَ فَوَجَدْتُهَا عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ وَ الْإِغْلَاقَ 20908 وَ مَشَيْتُ إِلَى الْأَبْوَابِ أَجْمَعَ فَوَجَدْتُهَا بِحَالِهَا وَ كُنْتُ أَقُولُ وَ اللَّهِ لَوْ وَجَدْتُ أَحَداً لَلَزِمْتُهُ فَلَمَّا رَجَعْتُ طَالِعاً وَصَلْتُ إِلَى الشُّبَّاكِ الشَّرِيفِ وَ إِذَا بِرَجُلٍ عَلَى ظَهْرِ الضَّرِيحِ أُحَقِّقُهُ فِي ضَوْءِ الْقَنَادِيلِ فَحِينَ رَأَيْتُهُ أَخَذَتْنِي الْقَعْقَعَةُ وَ الرِّعْدَةُ الْعَظِيمَةُ وَ رَبَا لِسَانِي فِي فَمِي إِلَى أَنْ صَعِدَ إِلَى سَقْفِ حَلْقِي فَلَزِمْتُ بِكِلْتَا يَدَيَّ عَمُودَ الشُّبَّاكِ وَ أَلْصَقْتُ مَنْكِبِيَ الْأَيْمَنَ فِي رُكْنِهِ وَ غَابَ وَجْدِي 20909 عَنِّي سَاعَةً وَ إِذَا هَمْهَمَةُ الرَّجُلِ وَ مَشْيُهُ 20910 عَلَى فَرْشِ الصَّحْنِ بِالْقُبَّةِ وَ تَحْرِيكُ الْخَتْمَةِ الشَّرِيفَةِ بِالزَّاوِيَةِ مِنَ الْقُبَّةِ وَ بَعْدَ سَاعَةٍ رُدَّ رُوعِي وَ سَكَنَ مَا عِنْدِي فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَهُ 20911 فَرَجَعْتُ حَتَّى أَطْلَعَ
وَجَدْتُ الْبَابَ الْمُقَابِلَ بَابَ الْحَضْرَةِ لِلنِّسَاءِ قَدْ فُتِحَ مِنْهُ مِقْدَارُ شِبْرٍ فَرَجَعْتُ إِلَى بَابِ الْوَدَاعِ فَفَتَحْتُ الْأَقْفَالَ وَ الْأَغْلَاقَ وَ دَخَلْتُ أَغْلَقْتُهُ مِنْ دَاخِلٍ 20912 فَهَذَا مَا رَأَيْتُهُ وَ شَاهَدْتُهُ.
قصة أخرى
12- وَ قَالَ أَيْضاً إِنَّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الْكَنَاتِينِيُ 20913 سَأَلَهُ رَجُلٌ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ بِضَاعَةً فَلَمَّا أَلَحَّ عَلَيْهِ أَخْرَجَ سِتِّينَ دِينَاراً وَ قَالَ لَهُ أَشْهِدْ لِي أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِذَلِكَ فَأَشْهَدَهُ عَلَيْهِ بِالْقَبْضِ وَ التَّسْلِيمِ فَفَعَلَ ذَلِكَ فَلَمَّا قَبَضَ الْمَبْلَغَ بَقِيَ ثَلَاثَ سِنِينَ مَا أَعْطَاهُ شَيْئاً وَ كَانَ بِالْمَشْهَدِ رَجُلٌ ذُو صَلَاحٍ يُقَالُ لَهُ مُفَرِّجٌ- فَرَأَى فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ الَّذِي 20914 قَبَضَ الْمَالَ قَدْ مَاتَ وَ قَدْ جَاءُوا بِهِ عَلَى الْعَادَةِ لِيُدْخِلُوهُ الْحَضْرَةَ الشَّرِيفَةَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى صَاحِبِهَا فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى الْبَابِ طَلَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى الْعَتَبَةِ وَ قَالَ لَا يُدْخَلْ هَذَا الْبِنَاءَ 20915 وَ لَا يُصَلِّي أَحَدٌ عَلَيْهِ فَتَقَدَّمَ وَلَدٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ يَحْيَى 20916 - فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيُّكَ قَالَ صَدَقْتَ وَ لَكِنْ أَشْهَدَنِي عَلَيْهِ لِأَبِي جَعْفَرٍ الْكَنَاتِينِيِّ بِمَالٍ مَا أَوْصَلَهُ إِلَيْهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ مُفَرِّجٌ فَأَخْبَرَنَا بِذَلِكَ 20917 فَدَعَوْنَا أَبَا جَعْفَرٍ وَ قُلْنَا لَهُ أَيُّ شَيْءٍ لَكَ عِنْدَ فُلَانٍ قَالَ مَا لِيَ عِنْدَهُ شَيْءٌ فَقُلْنَا لَهُ وَيْحَكَ شَاهِدُكَ إِمَامٌ قَالَ وَ مَنْ شَاهِدِي فَقُلْنَا لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَوَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ يَبْكِي فَأَرْسَلْنَا إِلَى الرَّجُلِ الَّذِي قَبَضَ الْمَالَ فَقُلْنَا لَهُ أَنْتَ هُنَالِكَ 20918 فَأَخْبَرْنَاهُ بِالْمَنَامِ فَبَكَى وَ مَضَى
فَأَحْضَرَ أَرْبَعِينَ دِينَاراً فَسَلَّمَهَا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَعْطَاهُ الْبَاقِيَ.
قصة أخرى
13- وَ حَكَى عَلِيُّ بْنُ مُظَفَّرٍ النَّجَّارُ قَالَ: كَانَ لِي حِصَّةٌ فِي ضَيْعَةٍ فَقُبِضَتْ غَصْباً فَدَخَلْتُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع شَاكِياً وَ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ رُدَّ هَذِهِ الْحِصَّةُ عَلَيَّ عَمِلْتُ هَذَا الْمَجْلِسَ مِنْ مَالِي فَرُدَّتِ الْحِصَّةُ عَلَيْهِ فَغَفَلَ مُدَّةً فَرَأَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي مَنَامِهِ وَ هُوَ قَائِمٌ فِي زَاوِيَةِ الْقُبَّةِ وَ قَدْ قَبَضَ عَلَى يَدِهِ وَ طَلَعَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْوَدَاعِ الْبَرَّانِيِّ وَ أَشَارَ إِلَى الْمَجْلِسِ وَ قَالَ يَا عَلِيُّ- 20919 يُوفُونَ بِالنَّذْرِ فَقَالَ لَهُ حُبّاً وَ كَرَامَةً يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَصْبَحَ اشْتَغَلَ فِي عَمَلِهِ.
قصة أخرى
14- سَمِعْتُ بَعْضَ مَنْ أَثِقُ بِهِ يَحْكِي بَعْضَ الْفُقَهَاءِ عَنِ الْقَاضِي ابْنِ بُدَّا 20920 الْهَمْدَانِيِّ وَ كَانَ زَيْدِيّاً صَالِحاً مُتَعَبِّداً 20921 تُوُفِّيَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَ سِتِّينَ وَ سِتِّمِائَةٍ وَ دُفِنَ بِالسَّهْلَةِ قَالَ: كُنْتُ فِي الْجَامِعِ بِالْكُوفَةِ وَ كَانَتْ لَيْلَةٌ مَطِيرَةٌ 20922 فَدَقَّ بَابَ مُسْلِمٍ جَمَاعَةٌ فَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّ مَعَهُمْ جِنَازَةً فَأَدْخَلُوهَا وَ جَعَلُوهَا عَلَى الصُّفَّةِ الَّتِي تُجَاهَ بَابِ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ ثُمَّ إِنَّ أَحَدَهُمْ نَعَسَ 20923 فَرَأَى فِي مَنَامِهِ كَأَنَّ قَائِلًا يَقُولُ لِآخَرَ مَا نُبْصِرُهُ حَتَّى نَبْصُرَ هَلْ لَنَا مَعَهُ حِسَابٌ أَمْ لَا فَكَشَفُوا عَنْ وَجْهِهِ وَ قَالَ بَلَى لَنَا مَعَهُ حِسَابٌ وَ يَنْبَغِي أَنْ نَأْخُذَهُ مِنْهُ مُعَجَّلًا قَبْلَ أَنْ يَتَعَدَّى الرُّصَافَةَ فَمَا يَبْقَى
لَنَا مَعَهُ طَرِيقٌ فَانْتَبَهْتُ وَ حَكَيْتُ لَهُمُ الْمَنَامَ وَ قُلْتُ لَهُمْ خُذُوهُ مُعَجَّلًا فَأَخَذُوهُ وَ مَضَوْا فِي الْحَالِ 20924 .
بيان قال الفيروزآبادي المداس كسحاب الذي يلبس في الرجل 20925 و قال السك تضبيب الباب بالحديد 20926 و قال القعقعة صريف الأسنان لشدة وقعها 20927 قوله و ربا لساني أي ارتفع.
15- حة، فرحة الغري إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ عَنْ عَتَّابِ بْنِ كَرِيمٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ قَالَ: حَضَرَ صَاحِبُ شُرْطَةِ الْحَجَّاجِ حَفِيرَةً فِي الرَّحْبَةِ فَاسْتَخْرَجَ شَيْخاً أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَ اللِّحْيَةِ فَكَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ أَنِّي حَفَرْتُ وَ اسْتَخْرَجْتُ شَيْخاً أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَ اللِّحْيَةِ وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ كَذَبْتَ أَعِدِ الرَّجُلَ مِنْ حَيْثُ اسْتَخْرَجْتَ 20928 فَإِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حَمَلَ أَبَاهُ مِنْ حَيْثُ خَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ 20929 .
16- حة، فرحة الغري نَجِيبُ الدِّينِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُهْرَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ شَهْرَآشُوبَ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الشَّيْخِ عَنِ الْمُفِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ: خَرَجْنَا يَوْماً مَعَ الرَّشِيدِ مِنَ الْكُوفَةِ نَتَصَيَّدُ فَصِرْنَا إِلَى نَاحِيَةِ الْغَرِيَّيْنِ وَ الثُّوَيَّةِ 20930 فَرَأَيْنَا ظِبَاءً فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهَا الصُّقُورَةَ وَ الْكِلَابَ فَحَاوَلَتْهَا سَاعَةً ثُمَّ لَجَأَتِ الظِّبَاءُ إِلَى أَكَمَةٍ فَسَقَطَتْ عَلَيْهَا فَسَقَطَتِ الصُّقُورَةُ
نَاحِيَةً وَ رَجَعَتِ الْكِلَابُ فَتَعَجَّبَ الرَّشِيدُ مِنْ ذَلِكَ ثُمَّ إِنَّ الظِّبَاءَ هَبَطَتْ مِنَ الْأَكَمَةِ فَسَقَطَ الصُّقُورَةُ وَ الْكِلَابُ فَرَجَعَتِ الظِّبَاءُ إِلَى الْأَكَمَةِ فَتَرَاجَعَتْ عَنْهَا الْكِلَابُ وَ الصُّقُورَةُ فَفَعَلَتْ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَقَالَ هَارُونُ ارْكُضُوا فَمَنْ لَقِيتُمُوهُ ائْتُونِي بِهِ فَأَتَيْنَاهُ بِشَيْخٍ مِنْ بَنِي أَسَدٍ فَقَالَ هَارُونُ مَا هَذِهِ الْأَكَمَةُ قَالَ إِنْ جَعَلْتَ لِيَ الْأَمَانَ أَخْبَرْتُكَ قَالَ لَكَ عَهْدُ اللَّهِ وَ مِيثَاقُهُ أَنْ لَا أُهَيِّجَكَ وَ لَا أُوذِيَكَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ هَذِهِ الْأَكَمَةُ قَبْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع جَعَلَهُ اللَّهُ حَرَماً لَا يَأْوِي إِلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا أَمِنَ فَنَزَلَ هَارُونُ وَ دَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ وَ صَلَّى عِنْدَ الْأَكَمَةِ وَ تَمَرَّغَ عَلَيْهَا وَ جَعَلَ يَبْكِي 20931 فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَائِشَةَ فَكَانَ قَلْبِي لَمْ يَقْبَلْ ذَلِكَ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ حَجَجْتُ إِلَى مَكَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا ياسر [يَاسِراً] جَمَّالَ الرَّشِيدِ وَ كَانَ يَجْلِسُ مَعَنَا إِذَا طُفْنَا فَجَرَى الْحَدِيثُ إِلَى أَنْ قَالَ قَالَ لِيَ الرَّشِيدُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي وَ قَدْ قَدِمْنَا مِنْ مَكَّةَ فَنَزَلَ الْكُوفَةَ فَقَالَ يَا يَاسِرُ قُلْ لِعِيسَى بْنِ جَعْفَرٍ فَلْيَرْكَبْ فَرَكِبَا جَمِيعاً وَ رَكِبْتُ مَعَهُمَا حَتَّى إِذَا صِرْنَا إِلَى الْغَرِيَّيْنِ فَأَمَّا عِيسَى فَاطَّرَحَ 20932 نَفْسَهُ فَنَامَ وَ أَمَّا الرَّشِيدُ فَجَاءَ إِلَى أَكَمَةٍ فَصَلَّى عِنْدَهَا فَلَمَّا صَلَّى رَكْعَتَيْنِ دَعَا وَ بَكَى وَ تَمَرَّغَ عَلَى الْأَكَمَةِ ثُمَّ يَقُولُ 20933 يَا ابْنَ عَمِّ أَنَا وَ اللَّهِ أَعْرِفُ فَضْلَكَ وَ سَابِقَتَكَ وَ بِكَ وَ اللَّهِ جَلَسْتُ مَجْلِسِيَ الَّذِي أَنَا بِهِ وَ أَنْتَ وَ أَنْتَ 20934 وَ لَكِنْ وُلْدُكَ يُؤْذُونَنِي وَ يَخْرُجُونَ عَلَيَّ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي ثُمَّ يُعِيدُ 20935 هَذَا الْكَلَامَ وَ يَدْعُو وَ يَبْكِي حَتَّى إِذَا كَانَ وَقْتُ السَّحَرِ قَالَ يَا يَاسِرُ أَقِمْ عِيسَى فَأَقَمْتُهُ
فَقَالَ يَا عِيسَى قُمْ صَلِّ قَبْرَ 20936 ابْنِ عَمِّكَ قَالَ لَهُ أَيُّ عُمُومَتِي هَذَا قَالَ هَذَا قَبْرُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَتَوَضَّأَ عِيسَى وَ قَامَ يُصَلِّي فَلَمْ يَزَالا كَذَلِكَ حَتَّى الْفَجْرِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرَكَكَ الصُّبْحُ فَرَكِبْنَا وَ رَجَعْنَا إِلَى الْكُوفَةِ 20937 .
شا، الإرشاد محمد بن زكريا مثله 20938 .