کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
وَ الْعِقَابُ بَوَاءً، و أصل البواء: اللّزوم 29804 .
أين الذين زعموا ..؟ أي الخلفاء الجائرون المتقدّمون.
قوله عليه السلام: إن رفعنا اللَّه .. تعليل لدعوتهم 29805 الكاذبة .. أي كانت العلّة الحاملة لهم على هذا الكذب أنّ اللَّه رفع قدرنا في الدنيا و الآخرة و أعطانا ..
أي الملك و النبوّة، و أدخلنا .. أي في دار قربه و عناياته الخاصّة. و إنّ هاهنا للتعليل .. أي لأن، فحذف اللام، و يحتمل أن يكون المعنى أين الذين زعموا عن أن يروا أن رفعنا اللَّه و أورثنا الخلافة و وضعهم بأخذهم بأعمالهم السيّئة.
و البطن: ما دون القبيلة و فوق الفخذ 29806 .
قوله عليه السلام: لا تصلح على سواهم ..
أي لا يكون لها صلاح على يد غيرهم، و لا يكون الولاة 29807 من غيرهم صالحين.
و الآجن: الماء المتغيّر 29808 .
قوله عليه السلام: كأنّي أنظر ..
قال ابن أبي الحديد: هو إشارة إلى قوم يأتي من الخلف بعد السلف 29809 .
قيل: و الأظهر أنّ المراد بهم من تقدّم ذكرهم من الخلفاء و غيرهم من ملاعين الصحابة، كما قال عليه السلام- في الفصل السابق-: أين الذين زعموا؟
فيكون قوله عليه السلام: كأنّي أنظر .. إشارة إلى ظهور اتّصافهم بالصفات حتى كأنّه يراه عيانا.
و قال في النهاية: بسأت- بفتح السين و كسرها-: أي اعتادت و استأنست 29810 .
شابت عليه مفارقه .. أي ابيضّ شعره 29811 و فني عمره في صحبة المنكر.
و صبغت به خلائقه .. أي صار المنكر عادته حتّى تلوّنت خلائقه به 29812 .
و التّيّار: موج البحر 29813 و لجّته.
و كلمة ثمّ للترتيب الحقيقي أو الذكرى، و لعلّ المراد بالفاسق: عمر.
و قوله عليه السلام: لا يحفل .. أي لا يبالي 29814 ، و اللّامحة: النّاظرة 29815 .
29- نهج 29816 : مِنْ خُطْبَةٍ لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْمَلَاحِمِ: وَ أَخَذُوا يَمِيناً وَ شِمَالًا ظَعْناً 29817 فِي مَسَالِكِ الْغَيِّ، وَ تَرْكاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ، فَلَا تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ، وَ لَا تَسْتَبْطِئُوا مَا يَجِيءُ بِهِ الْغَدُ، فَكَمْ مِنْ مُسْتَعْجِلٍ بِمَا إِنْ أَدْرَكَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ، وَ مَا أَقْرَبَ الْيَوْمَ مِنْ تَبَاشِيرِ غَدٍ. يَا قَوْمِ! هَذَا إِبَّانُ وُرُودِ 29818 كُلِّ مَوْعُودٍ،
وَ دُنُوٌّ مِنْ 29819 طَلْعَةِ مَا لَا تَعْرِفُونَ، أَلَا وَ إِنَ 29820 مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا يَسْرِي فِيهَا بِسِرَاجٍ مُنِيرٍ، وَ يَحْذُوا فِيهَا عَلَى مِثَالِ الصَّالِحِينَ، لِيَحُلَّ فِيهَا رِبْقاً، وَ يُعْتِقَ رِقّاً 29821 ، وَ يَصْدَعَ شُعَباً، وَ يَشْعَبَ صَدْعاً، فِي سُتْرَةٍ عَنِ النَّاسِ، لَا يُبْصِرُ الْقَائِفُ أَثَرَهُ وَ لَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ، ثُمَّ لَيُشْحَذَنَّ فِيهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَيْنِ النَّصْلَ، تُجْلَى بِالتَّنْزِيلِ أَبْصَارُهُمْ، وَ يُرْمَى بِالتَّفْسِيرِ فِي مَسَامِعِهِمْ، وَ يُغْبَقُونَ 29822 كَأْسَ الْحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ.
مِنْهَا: وَ طَالَ الْأَمَدُ بِهِمْ لِيَسْتَكْمِلُوا الْخِزْيَ وَ يستوجب [يَسْتَوْجِبُوا] 29823 الْغِيَرَ، حَتَّى إِذَا اخْلَوْلَقَ الْأَجَلُ، وَ اسْتَرَاحَ قَوْمٌ إِلَى الْفِتَنِ، وَ اشْتَالُوا 29824 عَنْ لَقَاحِ حَرْبِهِمْ، لَمْ يَمُنُّوا عَلَى اللَّهِ بِالصَّبْرِ، وَ لَمْ يَسْتَعْظِمُوا بَذْلَ أَنْفُسِهِمْ فِي الْحَقِّ، حَتَّى إِذَا 29825 وَافَقَ وَارِدُ الْقَضَاءِ انْقِطَاعَ مُدَّةِ الْبَلَاءِ، حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَسْيَافِهِمْ، وَ دَانُوا لِرَبِّهِمْ بِأَمْرِ وَاعِظِهِمْ، حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الْأَعْقَابِ، وَ غَالَتْهُمُ 29826 السُّبُلُ، وَ اتَّكَلُوا عَلَى الْوَلَائِجِ 29827 ، وَ وَصَلُوا غَيْرَ الرَّحِمِ، وَ هَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ، وَ نَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهِ فَبَنَوْهُ 29828 فِي غَيْرِ
مَوْضِعِهِ، مَعَادِنُ كُلِّ خَطِيئَةٍ، وَ أَبْوَابُ كُلِّ ضَارِبٍ فِي غَمْرَةٍ 29829 . قَدْ مَارُوا فِي الْحَيْرَةِ، وَ ذَهَلُوا عَنِ 29830 السَّكْرَةِ عَلَى سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ مِنْ مُنْقَطِعٍ إِلَى الدُّنْيَا رَاكِنٍ، أَوْ مُفَارِقٍ لِلدِّينِ مُبَايِنٍ.
بيان:
نصب (ظعنا) و (تركا) على المصدر و العامل فيهما من غير لفظهما، أو مصدران قاما مقام الفاعل.
قوله عليه السلام: مرصد .. على المفعول .. أي مترقّب معدّ 29831 لا بدّ من كونه.
و تباشير كلّ شيء: أوائله 29832 .
و إبّان الشّيء- بالكسر و التشديد-: وقته و زمانه 29833 ، و لعلّه إشارة إلى ظهور القائم عليه السلام.
قوله عليه السلام: إنّ من أدركها منّا ..
أي قائم آل محمّد صلّى اللَّه عليه و آله.
و سرى- كضرب- و أسرى .. أي سار باللّيل 29834 .
و الرّبق- بالفتح: شدّ الشّاة بالربق و هو الخيط 29835 .
و الصّدع: التّفريق 29836 و الشّقّ 29837 .
و الشّعب: الجمع 29838 .
قوله عليه السلام: في سترة ..
أشار عليه السلام به إلى غيبة القائم عليه السلام.
و القائف: الّذي يتّبع الآثار و يعرفها 29839 .
و شحذت السّكّين: حددته 29840 .. أي ليحرصنّ في تلك الملاحم قوم على الحرب، و يشحذ عزائمهم في قتل أهل الضلال كما يشحذ القين- و هو الحدّاد 29841 النّصل: كالسّيف و غيره 29842 .
و يجلى بالتّنزيل: .. أي يكشف 29843 الرين و الغطاء عن قلوبهم بتلاوة القرآن و إلهامهم تفسيره و معرفة أسراره، و كشف الغطاء عن مسامع قلوبهم.
و الغبوق: الشّرب بالعشيّ، تقول منه 29844 غبقت الرّجل أغبقه- بالضم فاغتبق هو 29845 .. أي تفاض عليهم المعارف صباحا و مساء، و القوم: أصحاب القائم عليه السلام.
قوله عليه السلام: و طال الأمد بهم ..
هذا متّصل بكلام قبله لم يذكره.
السيّد رضي اللَّه عنه، و الأمد: الغاية 29846 .
و الغير: اسم من قولك غيّرت الشّيء فتغيّر .. أي تغيّر الحال و انتقالها من الصّلاح إلى الفساد 29847 .
و اخلولق الأجل .. أي قرب انقضاء أمرهم 29848 ، من اخلولق السّحاب ..
أي استوى و صار خليقا بأن يمطر، و اخلولق الرّسم: استوى بالأرض 29849 .
و استراح قوم .. أي مال قوم 29850 من شيعتنا إلى هذه الفئة الضالّة و اتّبعوها تقيّة أو لشبهة دخلت عليهم.
و اشتالوا .. أي رفعوا أيديهم 29851 و سيوفهم، و استعار اللّقاح- بفتح اللام 29852 لإثارة الحرب لشبهها بالناقة.
و قوله عليه السلام: حتّى 29853 إذا قبض اللَّه .. لعلّه منقطع عمّا قبله إلّا أن يحمل (من طال الأمد بهم) في الكلام المتقدّم على من كان من أهل الضلال قبل الإسلام، و لا يخفى بعده.
و بالجملة، الكلام صريح في شكايته عليه السلام عن [كذا] الذين غصبوا الخلافة منه.
و غالتهم السّبل .. أي أهلكتهم 29854 .
و وصلوا غير الرحم .. أي غير رحم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله.
و السبب الذي أمروا بمودّته أهل البيت عليهم السلام كما
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: خَلَّفْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَ أَهْلَ بَيْتِي حَبْلَانِ مَمْدُودَانِ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ 29855 .
كلّ ضارب في غمرة .. أي سائر في غمرة 29856 الضلالة و الجهالة.
قد ماروا في الحيرة .. أي تردّدوا و اضطربوا فيها 29857 .
و المنقطع إلى الدّنيا: هو المنهمك في لذاتها 29858 و المفارق للدين هو الزاهد الذي يترك الدنيا للدنيا، أو يعمل على الضلالة و الردى، و سيأتي فيما سنورده من كتبه عليه السلام و غيرها ما هو صريح في الشكاية.