کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
الضَّبِّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَخَا الْعَرَبِ فَأَخْرِجْهُ مِنْ جِرَابِكَ أَسْتَشْهِدْهُ 4648 فَيَشْهَدَ لِي بِالنُّبُوَّةِ وَ لِأَخِي هَذَا بِالْفَضِيلَةِ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ لَقَدْ تَعِبْتُ فِي اصْطِيَادِهِ وَ أَنَا خَائِفٌ أَنْ يَطْفِرَ 4649 وَ يَهْرُبَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لَا تَخَفْ فَإِنَّهُ لَا يَطْفِرُ وَ لَا يَهْرُبُ بَلْ يَقِفُ وَ يَشْهَدُ لَنَا بِتَصْدِيقِنَا وَ تَفْضِيلِنَا فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ أَخَافُ أَنْ يَطْفِرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَإِنْ طَفَرَ فَقَدْ كَفَاكَ بِهِ تَكْذِيباً لَنَا وَ احْتِجَاجاً عَلَيْنَا وَ لَنْ يَطْفِرَ وَ لَكِنَّهُ سَيَشْهَدُ لَنَا بِشَهَادَةِ الْحَقِّ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَخَلِّ سَبِيلَهُ فَإِنَّ مُحَمَّداً يُعَوِّضُكَ عَنْهُ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ فَأَخْرَجَهُ الْأَعْرَابِيُّ مِنَ الْجِرَابِ وَ وَضَعَهُ عَلَى الْأَرْضِ فَوَقَفَ وَ اسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ ص وَ مَرَّغَ خَدَّيْهِ فِي التُّرَابِ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَ أَنْطَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى فَقَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَفِيُّهُ وَ سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ وَ أَفْضَلُ الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ وَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَ أَشْهَدُ أَنَّ أَخَاكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْوَصْفِ الَّذِي وَصَفْتَهُ وَ بِالْفَضْلِ الَّذِي ذَكَرْتَهُ وَ أَنَّ أَوْلِيَاءَهُ فِي الْجِنَانِ مُكْرَمُونَ وَ أَنَّ أَعْدَاءَهُ فِي النَّارِ خَالِدُونَ 4650 فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ وَ هُوَ يَبْكِي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنَا أَشْهَدُ بِمَا شَهِدَ بِهِ هَذَا الضَّبُّ فَقَدْ رَأَيْتُ وَ شَاهَدْتُ وَ سَمِعْتُ مَا لَيْسَ لِي عَنْهُ مَعْدِلٌ وَ لَا مَحِيصٌ ثُمَّ أَقْبَلَ الْأَعْرَابِيُّ عَلَى الْيَهُودِ فَقَالَ وَيْلَكُمْ أَيَّ آيَةٍ بَعْدَ هَذِهِ تُرِيدُونَ وَ مُعْجِزَةٍ بَعْدَ هَذِهِ تَقْتَرِحُونَ لَيْسَ إِلَّا أَنْ تُؤْمِنُوا أَوْ تَهْلِكُوا أَجْمَعِينَ فَآمَنَ أُولَئِكَ الْيَهُودُ كُلُّهُمْ وَ قَالُوا عَظُمَتْ بَرَكَةُ ضَبِّكَ عَلَيْنَا يَا أَخَا الْعَرَبِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا أَخَا الْعَرَبِ خَلِّ الضَّبَّ عَلَى أَنْ يُعَوِّضَكَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ فَإِنَّهُ ضَبٌّ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِأَخِي رَسُولِهِ شَاهِدٌ بِالْحَقِّ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَصِيداً وَ لَا أَسِيراً وَ لَكِنَّهُ يَكُونُ مُخَلًّى سَرْبُهُ تَكُونُ لَهُ مَزِيَّةٌ 4651 عَلَى سَائِرِ الضِّبَابِ بِمَا فَضَّلَهُ اللَّهُ أَمِيراً فَنَادَاهُ الضَّبُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَخَلِّنِي وَ وَلِّنِي تَعْوِيضَهُ لِأُعَوِّضَهُ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ وَ مَا عَسَاكَ تُعَوِّضُنِي قَالَ تَذْهَبُ بِي إِلَى الْجُحْرِ الَّذِي أَخَذْتَنِي مِنْهُ فَفِيهِ عَشْرَةُ آلَافِ دِينَارٍ
خُسْرَوَانِيَّةٍ وَ ثَلَاثُمِائَةِ 4652 أَلْفِ دِرْهَمٍ فَخُذْهَا فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ كَيْفَ أَصْنَعُ قَدْ سَمِعَ هَذَا مِنَ الضَّبِّ جَمَاعَاتُ الْحَاضِرِينَ هَاهُنَا وَ أَنَا تَعِبٌ فَإِنَّ مَنْ هُوَ مُسْتَرِيحٌ يَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ فَيَأْخُذُهُ فَقَالَ الضَّبُّ يَا أَخَا الْعَرَبِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَهُ عِوَضاً مِنِّي فَمَا كَانَ لِيَتْرُكَ أَحَداً يَسْبِقُكَ إِلَيْهِ وَ لَا يَرُومُ أَحَدٌ أَخْذَهُ إِلَّا أَهْلَكَهُ اللَّهُ وَ كَانَ الْأَعْرَابِيُّ تَعِباً فَمَشَى قَلِيلًا وَ سَبَقَهُ إِلَى الْجُحْرِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا بِحَضْرَةِ رَسُولِ اللَّهِ فَأَدْخَلُوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى الْجُحْرِ لِيَتَنَاوَلُوا مِنْهُ مَا سَمِعُوا فَخَرَجَتْ عَلَيْهِمْ أَفْعًى عَظِيمَةٌ فَلَسَعَتْهُمْ وَ قَتَلَتْهُمْ وَ وَقَفَتْ حَتَّى حَضَرَ الْأَعْرَابِيُّ فَنَادَتْهُ يَا أَخَا الْعَرَبِ انْظُرْ إِلَى هَؤُلَاءِ كَيْفَ أَمَرَنِيَ اللَّهُ بِقَتْلِهِمْ دُونَ مَالِكَ الَّذِي هُوَ عِوَضُكَ 4653 مِنْ ضَبِّكَ وَ جَعَلَنِي هُوَ حَافِظَهُ 4654 فَتَنَاوَلَهُ فَاسْتَخْرَجَ الْأَعْرَابِيُّ الدَّرَاهِمَ وَ الدَّنَانِيرَ فَلَمْ يُطِقِ احْتِمَالَهَا فَنَادَتْهُ الْأَفْعَى خُذِ الْحَبْلَ الَّذِي فِي وَسَطِكَ وَ شُدَّهُ بِالْكِيسِ 4655 ثُمَّ شُدَّ الْحَبْلَ فِي ذَنَبِي فَإِنِّي سَأَجُرُّهُ 4656 لَكَ إِلَى مَنْزِلِكَ وَ أَنَا فِيهِ خَادِمُكَ 4657 وَ حَارِسُ مَالِكَ هَذَا فَجَاءَتِ الْأَفْعَى فَمَا زَالَتْ تَحْرُسُهُ وَ الْمَالَ إِلَى أَنْ فَرَّقَهُ الْأَعْرَابِيُّ فِي ضِيَاعٍ وَ عَقَارٍ وَ بَسَاتِينَ اشْتَرَاهَا ثُمَّ انْصَرَفَتِ الْأَفْعَى 4658 .
بيان: عنته تعنيتا شدد عليه و ألزمه ما يصعب عليه أداؤه و يقال جاءه متعنتا أي طالبا زلته و النَّبَاهَةُ الشرف.
تنبيه و إصلاح
ص 91 س 17 مذهب القرب كذا في النسخ كلها و هو تصحيف و الصحيح مذهب العرب
(إسكن) صورة فتوغرافية من نسخة المؤلف (قدس سره) و هي الصحيفة التي يبتدء بهذا الجزء.
مراجع التصحيح و التخريج و التعليق
بسم اللّه الرحمن الرحيم و الصلاة على سيّدنا و آله الطاهرين
اما بعد: فقد وفّقنا اللّه تعالى- و له الشكر و المنّة- لتصحيح الكتاب و تنميقه و تحقيق نصوصه و أسانيده و مراجعة مصادره و مآخذه، مزداناً بتعاليق مختصرة لا غنى عنها في فهم غرائب ألفاظه و مشكلاته و كان مرجعنا في المقابلة و التصحيح مضافاً إلى أصول الكتاب و النسخة المطبوعة المشهورة بطبعة أمين الضرب، الطبعة الحروفيّة عدة نسخ مخطوطة جيّدة في غاية الدقّة و الإتقان:
منها النسخة الثمينة الأصليّة التي هي بخطّ المؤلّف رضوان اللّه عليه تفضّل بها العالم العامل حجّة الإسلام الحاجّ السيّد مهديّ الصدر العامليّ الأصبهانيّ صاحب الوعظ و إمام الجماعة في عاصمة طهران و هي ممّا ورثه من أبيه الفقيد السعيد الخطيب المشهور الحاجّ السيّد (صدر الدين العامليّ) رحمة اللّه عليه.
و النسخة مخطوطة بخطّ جيّد في غاية الدقّة و الإتقان معلّمة بخطوط أفقيّة بالحمرة كتب المصنّف قدسّ سرّه بخطّه الشريف عناوين أبوابها و رموز مصادرها و تفسير الآيات و شروح ألفاظ الحديث كلّها و أمّا متون الأحاديث فهي بخطّ غيره (و كان عليها اعتمادي في التصحيح) يرى القارىء صحيفة من صورتها الفتوغرافيّة في الصفحة الآتية.
و منها: نسخة مخطوطة بخط نعمة اللّه بن محمّد مهديّ الإصطهباناتيّ استكتبها عام 1278 ه.
ومنها: نسخة مخطوطة أخرى مصحّحة بتصحيح محمّد محسن ابن أبي تراب مؤرّخة بعام 1226 تفضّل بهما الفاضل البارع الأستاذ المعظّم السيّد جلال الدين الأرمويّ الشهير بالمحدّث و يأتي مزيد توضيح بالنسبة إلى هاتين النسختين مع صورهما الفتوغرافيّة في الجزء الذي يتمّ به تاريخ نبيّنا الأكرم صّلى الّله عليه و آله إنشاء اللّه تعالى.
و كان مرجعنا في تخريج أحاديثه و تعاليقه كتباً أوعزنا إلى بعضها في المجلّدات السابقة و نذكر هنا بعضاً آخر:
1- إثبات الهداة للحرّ العامليّ طبع بقم في سنة 1378. ق
2- الاحتجاج للطبرسيّ طبع بالنجف في سنة: 1350
3- أسرار الصلاة للشهيد الثانيّ طبع بإيران في 1313
4- إعلام الورى للطبرسيّ طبع بإيران في سنة 1312
5- إعلام الورى ط 2 للطبرسيّ طبع بطهران في سنة 1338
6- الأمالي للشيخ و ولده طبع إيران في سنة: 1313
7- الأمالي للشريف المرتضى طبع بمصر في سنة: 1325
8- التجريد للمحقّق الطوسيّ و شرحه للعلّامة طبع بهند في سنة 1310
9- التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام طبع بإيران في سنة: 1315
10- التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام مخطوطة بخزانة كتبي المخصوصة كتب في 1132
11- التفسير لعليّ بن إبراهيم القميّ طبع بإيران في سنة: 1313
12- التفسير لعليّ بن إبراهيم القميّ مخطوطة بخزانة كتبي المخصوصة كتب في 1063
13- التفسير لعليّ بن إبراهيم القميّ مخطوطة بخزانة كتبي المخصوصة كتب دون تاريخ
14- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد طبع بمصر.
15- الشفاء للقاضي عياض و شرحه لعليّ القارىء طبع باسلامبول في سنة 1308
16- قرب الإسناد للحميريّ طبع بطهران في سنة: 1370
17- كشف اليقين لابن طاوس طبع بالنجف في سنة 1369
18- كنز جامع الفوائد نسخة مخطوطة أرسلها إلينا الأستاذ المرتضى المدرّسيّ.
19- مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب طبع بالنجف في سنة 1376
20- النوادر للراونديّ طبع بالنجف.
و الختام لاننسي الثناء على عدّة من الأفاضل الكرام و نخبة من العلماء العظام الذين ساعدوني في مشروعي هذا؛ و هم: فضيلة الشيخ محمّد عليّ الذاكريّ الشيرازيّ ساعدني في مقابلة الكتاب و فضيلة الشيخ حسين الدارابيّ المشتهر بالكرمانيّ و الشيخ حسين المؤمن الشيرازيّ ساعدني في مقابلة الكتاب على الخطّيّة و في مقابلته على المصادر و المآخذ كما أنّا لا ننسى الثناء على العالم الفاضل الشيخ محمّد مهديّ العميد اليزديّ حيث ساعدني في مقابلة المجلّدات الأولى و نسأل اللّه تعالى أن يوفّقنا و إخواننا لمرضاته و لخدمة الدين و أهله.
لجنة التحقيق و التصحيح لدار الكتب الإسلاميّة عبد الرحيم الربانيّ الشيرازي.
فهرست ما في هذا الجزء
الموضوع/ الصفحه
باب 13 وجوب طاعته و حبّه و التفويض إليه صّلى الّله عليه و آله؛ و فيه 29 حديثاً. 1- 14
باب 14 آداب العشرة معه و تفخيمه و توقيره في حياته و بعد وفاته صّلى الّله عليه و آله؛ و فيه 16 حديثاً. 15- 33
باب 15 عصمته و تأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك؛ و فيه 21 حديثاً. 34- 97
باب 16 سهوه و نومه صّلى الّله عليه و آله عن الصلاة؛ و فيه 17 حديثاً. 97- 129
باب 17 علمه صّلى الّله عليه و آله و ما دفع إليه من الكتب و الوصايا و آثار الأنبياء عليهم السلام و من دفعه إليه و عرض الأعمال عليه و عرض أمّته عليه و أنّه يقدّر على معجزات الأنبياء؛ و فيه 62 حديثاً. 130- 155
باب 18 فصاحته و بلاغته صّلى الّله عليه و آله و فيه حديثان 156- 158
أبواب معجزاته صّلى الّله عليه و آله
باب 1 إعجاز أمّ المعجزات: القرآن الكريم و فيه بيان حقيقة الإعجاز و بعض النوادر؛ و فيه 24 حديثاً. 159- 225
باب 2 جوامع معجزاته صلى الله عليه و آله و نوادرها؛ و فيه 18 حديثاً. 225- 346
باب 3 ما ظهر له صّلى الّله عليه و آله شاهداً على حقّيّته من المعجزات السماويّة و الغرائب العلويّة من انشقاق القمر و ردّ الشمس و حبسها و إظلال الغمامة و ظهور الشهب و نزول الموائد و النعم من السماء و ما يشاكل ذلك زائداً على ما مضى في باب جوامع المعجزات؛ و فيه 19 حديثاً. 347- 362
باب 4 معجزاته صّلى الّله عليه و آله في إطاعة الأرضيات من الجمادات و النباتات له و تكلّمها معه صّلى الّله عليه و آله؛ و فيه 59 حديثاً. 363- 390