کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
بيان: قال الفيروزآبادي قوارع القرآن الآيات التي من قرأها أمن من شياطين الإنس و الجن كأنها تقرع الشيطان.
27- كا، الكافي الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: خَرَجَ إِلَيَّ أَبُو الْحَسَنِ ع فَوَجَدْتُ مِنْهُ رَائِحَةَ التَّجْمِيرِ 3253 .
28- كا، الكافي الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ وَ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع يَدَّهِنُ بِالْخِيرِيِ 3254 .
29- كا، الكافي الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْبَزَنْطِيِّ عَنِ الرِّضَا ع أَنَّهُ كَانَ يُتَرِّبُ الْكِتَابَ 3255 .
بيان: أي يذر على مكتوبه بعد تمامه التراب و قيل كناية عن التواضع فيه و قيل المعنى جعله على الأرض عند تسليمه إلى الحامل و لا يخفى بعدهما.
30- كا، الكافي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا ع وَ بَيْنَ يَدَيْهِ إِبْرِيقٌ يُرِيدُ أَنْ يَتَهَيَّأَ مِنْهُ لِلصَّلَاةِ فَدَنَوْتُ لِأَصُبَّ عَلَيْهِ فَأَبَى ذَلِكَ وَ قَالَ مَهْ يَا حَسَنُ فَقُلْتُ لَهُ لِمَ تَنْهَانِي أَنْ أَصُبَّ عَلَى يَدِكَ تَكْرَهُ أَنْ أُوجَرَ قَالَ تُؤْجَرُ أَنْتَ وَ أُوزَرُ أَنَا فَقُلْتُ لَهُ وَ كَيْفَ ذَلِكَ فَقَالَ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً وَ هَا أَنَا ذَا أَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ وَ هِيَ الْعِبَادَةُ فَأَكْرَهُ أَنْ يَشْرَكَنِي فِيهَا أَحَدٌ 3256 .
31- كا، الكافي الْعِدَّةُ عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنِ الْبَزَنْطِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا مِنْ وَرَاءِ نَهَرِ بَلْخَ قَالَ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَإِنْ أَجَبْتَنِي فِيهَا بِمَا عِنْدِي قُلْتُ بِإِمَامَتِكَ
فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع سَلْ عَمَّا شِئْتَ فَقَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ رَبِّكَ مَتَى كَانَ وَ كَيْفَ كَانَ وَ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كَانَ اعْتِمَادُهُ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ ع إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَيَّنَ الْأَيْنَ بِلَا أَيْنٍ وَ كَيَّفَ الْكَيْفَ بِلَا كَيْفٍ وَ كَانَ اعْتِمَادُهُ عَلَى قُدْرَتِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ عَلِيّاً وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ وَ الْقَيِّمُ بَعْدَهُ بِمَا أَقَامَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الصَّادِقُونَ وَ أَنَّكَ الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِهِمْ 3257 .
32- كا، الكافي الْعِدَّةُ عَنِ ابْنِ عِيسَى عَنِ الْبَزَنْطِيِّ قَالَ: ذَكَرْتُ لِلرِّضَا ع شَيْئاً فَقَالَ اصْبِرْ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَصْنَعَ اللَّهُ لَكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا ادَّخَرَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا خَيْرٌ لَهُ مِمَّا عَجَّلَ لَهُ فِيهَا ثُمَّ صَغَّرَ الدُّنْيَا وَ قَالَ أَيُّ شَيْءٍ هِيَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ صَاحِبَ النِّعْمَةِ عَلَى خَطَرٍ إِنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ حُقُوقُ اللَّهِ فِيهَا وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيَكُونُ عَلَيَّ النِّعَمُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَمَا أَزَالُ مِنْهَا عَلَى وَجَلٍ وَ حَرَّكَ يَدَهُ حَتَّى أَخْرُجَ مِنَ الْحُقُوقِ الَّتِي تَجِبُ لِلَّهِ عَلَيَّ فِيهَا قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْتَ فِي قَدْرِكَ تَخَافُ هَذَا قَالَ نَعَمْ فَأَحْمَدُ رَبِّي عَلَى مَا مَنَّ بِهِ عَلَيَ 3258 .
33- كا، الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْجَعْفَرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَنِ الرِّضَا ع قَالَ: قَالَ لِبَعْضِ مَوَالِيهِ يَوْمَ الْفِطْرِ وَ هُوَ يَدْعُو لَهُ يَا فُلَانُ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْكَ وَ مِنَّا ثُمَّ أَقَامَ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْأَضْحَى فَقَالَ لَهُ يَا فُلَانُ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَ مِنْكَ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قُلْتَ فِي الْفِطْرِ شَيْئاً وَ تَقُولُ فِي الْأَضْحَى غَيْرَهُ قَالَ فَقَالَ نَعَمْ إِنِّي قُلْتُ لَهُ فِي الْفِطْرِ تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْكَ وَ مِنَّا لِأَنَّهُ فَعَلَ مِثْلَ فِعْلِي وَ نَاسَبْتُ أَنَا وَ هُوَ فِي الْفِعْلِ وَ قُلْتُ لَهُ فِي الْأَضْحَى تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَ مِنْكَ لِأَنَّا يُمْكِنُنَا أَنْ نُضَحِّيَ وَ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يُضَحِّيَ فَقَدْ فَعَلْنَا نَحْنُ غَيْرَ فِعْلِهِ 3259 .
34- كا، الكافي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ الرِّضَا ع فِي بَعْضِ الْحَاجَةِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ إِلَى مَنْزِلِي فَقَالَ لِيَ انْصَرِفْ مَعِي فَبِتْ عِنْدِيَ اللَّيْلَةَ فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَدَخَلَ إِلَى دَارِهِ مَعَ الْمَغِيبِ فَنَظَرَ إِلَى غِلْمَانِهِ يَعْمَلُونَ بِالطِّينِ أَوَارِيَ الدَّوَابِّ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ وَ إِذَا مَعَهُمْ أَسْوَدُ لَيْسَ مِنْهُمْ فَقَالَ مَا هَذَا الرَّجُلُ مَعَكُمْ قَالُوا يُعَاوِنُنَا وَ نُعْطِيهِ شَيْئاً قَالَ قَاطَعْتُمُوهُ عَلَى أُجْرَتِهِ فَقَالُوا لَا هُوَ يَرْضَى مِنَّا بِمَا نُعْطِيهِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِمْ يَضْرِبُهُمْ بِالسَّوْطِ وَ غَضِبَ لِذَلِكَ غَضَباً شَدِيداً فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِمَ تُدْخِلُ عَلَى نَفْسِكَ فَقَالَ إِنِّي قَدْ نَهَيْتُهُمْ عَنْ مِثْلِ هَذَا غَيْرَ مَرَّةٍ أَنْ يَعْمَلَ مَعَهُمْ أَحَدٌ حَتَّى يُقَاطِعُوهُ أُجْرَتَهُ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ مَا مِنْ أَحَدٍ يَعْمَلُ لَكَ شَيْئاً بِغَيْرِ مُقَاطَعَةٍ ثُمَّ زِدْتَهُ لِذَاكَ الشَّيْءِ ثَلَاثَةَ أَضْعَافٍ عَلَى أُجْرَتِهِ إِلَّا ظَنَّ أَنَّكَ قَدْ نَقَصْتَهُ أُجْرَتَهُ وَ إِذَا قَاطَعْتَهُ ثُمَّ أَعْطَيْتَهُ أُجْرَتَهُ حَمِدَكَ عَلَى الْوَفَاءِ فَإِنْ زِدْتَهُ حَبَّةً عَرَفَ ذَلِكَ لَكَ وَ رَأَى أَنَّكَ قَدْ زِدْتَهُ 3260 .
توضيح قال الجوهري و مما يضعه الناس في غير موضعه قولهم للمعلف آري و إنما الآري محبس الدابة و قد تسمى الأخية أيضا آريا و هو حبل تشد به الدابة في محبسها و الجمع الأواري يخفف و يشدد.
كِتَابُ الْإِمَامَةِ وَ التَّبْصِرَةِ لِعَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ النَّجَاشِيِّ الْأَسَدِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا ع أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ إِي وَ اللَّهِ عَلَى الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ.
باب 8 ما أنشد ع من الشعر في الحكم
1- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الصَّوْلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَبَّادٍ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا ع يَوْماً يُنْشِدُ شِعْراً وَ قَلِيلًا مَا كَانَ يُنْشِدُ شِعْراً
كُلُّنَا نَأْمُلُ مَدّاً فِي الْأَجَلِ -
وَ الْمَنَايَا هُنَّ آفَاتُ الْأَمَلِ -
لَا تَغُرَّنْكَ أَبَاطِيلُ الْمُنَى -
وَ الْزَمِ الْقَصْدَ وَ دَعْ عَنْكَ الْعِلَلَ -
إِنَّمَا الدُّنْيَا كَظِلٍّ زَائِلٍ -
حَلَّ فِيهِ رَاكِبٌ ثُمَّ رَحَلَ -
فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا أَعَزَّ اللَّهُ الْأَمِيرَ فَقَالَ لِعِرَاقِيٍّ لَكُمْ قُلْتُ أَنْشَدَنِيهِ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ لِنَفْسِهِ فَقَالَ هَاتِ اسْمَهُ وَ دَعْ عَنْكَ هَذَا إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى يَقُولُ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ 3261 وَ لَعَلَّ الرَّجُلَ يَكْرَهُ هَذَا 3262 .
2- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام ابْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَ ابْنُ عِصَامٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ وَ الْوَرَّاقُ وَ الدَّقَّاقُ جَمِيعاً عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيِّ الْجَوَّانِيِّ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَ اسْمَهُ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع أَنَّ الْمَأْمُونَ قَالَ هَلْ رَوَيْتَ مِنَ الشِّعْرِ شَيْئاً فَقَالَ قَدْ رَوَيْتُ مِنْهُ الْكَثِيرَ فَقَالَ أَنْشِدْنِي أَحْسَنَ مَا رَوَيْتَهُ فِي الْحِلْمِ فَقَالَ ع
إِذَا كَانَ دُونِي مَنْ بُلِيتُ بِجَهْلِهِ -
أَبَيْتُ لِنَفْسِي أَنْ تُقَابِلَ بِالْجَهْلِ -
وَ إِنْ كَانَ مِثْلِي فِي مَحَلِّي مِنَ النُّهَى
أَخَذْتُ بِحِلْمِي كَيْ أُجَلَّ عَنِ الْمِثْلِ -
وَ إِنْ كُنْتُ أَدْنَى مِنْهُ فِي الْفَضْلِ وَ الْحِجَى -
عَرَفْتُ لَهُ حَقَّ التَّقَدُّمِ وَ الْفَضْلِ -
قَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ مَا أَحْسَنَ هَذَا هَذَا مَنْ قَالَهُ فَقَالَ بَعْضُ فِتْيَانِنَا قَالَ فَأَنْشِدْنِي أَحْسَنَ مَا رَوَيْتَهُ فِي السُّكُوتِ عَنِ الْجَاهِلِ وَ تَرْكِ عِتَابِ الصَّدِيقِ فَقَالَ ع
إِنِّي لَيَهْجُرُنِي الصَّدِيقُ تَجَنُّباً -
فَأُرِيهِ أَنَّ لِهَجْرِهِ أَسْبَاباً -
وَ أَرَاهُ إِنْ عَاتَبْتُهُ أَغْرَيْتُهُ -
فَأَرَى لَهُ تَرْكَ الْعِتَابِ عِتَاباً -
وَ إِذَا بُلِيتُ بِجَاهِلٍ مُتَحَكِّمٍ -
يَجِدُ الْمُحَالَ مِنَ الْأُمُورِ صَوَاباً -
أَوْلَيْتُهُ مِنِّي السُّكُوتَ وَ رُبَّمَا -
كَانَ السُّكُوتُ عَنِ الْجَوَابِ جَوَاباً
فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ مَا أَحْسَنَ هَذَا هَذَا مَنْ قَالَهُ فَقَالَ ع بَعْضُ فِتْيَانِنَا قَالَ فَأَنْشِدْنِي أَحْسَنَ مَا رَوَيْتَهُ فِي اسْتِجْلَابِ الْعَدُوِّ حَتَّى يَكُونَ صَدِيقاً فَقَالَ ع
وَ ذِي غِلَّةٍ سَالَمْتُهُ فَقَهَرْتُهُ -
فَأَوْقَرْتُهُ مِنِّي لِعَفْوِ التَّجَمُّلِ -
وَ مَنْ لَا يُدَافِعْ سَيِّئَاتِ عَدُوِّهِ
بِإِحْسَانِهِ لَمْ يَأْخُذِ الطَّوْلَ مِنْ عَلِ -
وَ لَمْ أَرَ فِي الْأَشْيَاءِ أَسْرَعَ مَهْلَكاً -
لِغِمْرٍ قَدِيمٍ مِنْ وِدَادٍ مُعَجَّلٍ
فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ مَا أَحْسَنَ هَذَا هَذَا مَنْ قَالَهُ فَقَالَ بَعْضُ فِتْيَانِنَا فَقَالَ فَأَنْشِدْنِي أَحْسَنَ مَا رَوَيْتَهُ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ فَقَالَ ع
وَ إِنِّي لَأَنْسَى السِّرَّ كَيْلَا أُذِيعَهُ -
فَيَا مَنْ رَأَى سِرّاً يُصَانُ بِأَنْ يُنْسَى -
مَخَافَةَ أَنْ يَجْرِيَ بِبَالِي ذِكْرُهُ -
فَيَنْبِذَهُ قَلْبِي إِلَى مُلْتَوَى حَشًا -
فَيُوشِكُ مَنْ لَمْ يُفْشِ سِرّاً وَ جَالَ فِي -
خَوَاطِرِهِ أَنْ لَا يُطِيقَ لَهُ حَبْساً -
فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ إِذَا أَمَرْتَ أَنْ تترب [يُتَرَّبَ] الْكِتَابُ كَيْفَ تَقُولُ قَالَ تَرِّبْ قَالَ فَمِنَ السَّحَا قَالَ سَحِّ قَالَ فَمِنَ الطِّينِ قَالَ طَيِّنْ فَقَالَ يَا غُلَامُ تَرِّبْ هَذَا الْكِتَابَ وَ سَحِّهِ وَ طَيِّنْهُ وَ امْضِ بِهِ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ وَ خُذْ لِأَبِي الْحَسَنِ ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ 3263 .
بيان: الغل بالكسر الحقد و الضغن و يقال أتيته من عل أي من موضع عال و الغمر بالكسر الحقد و الغل قوله ع فيا من رأى كلام على التعجب
أي من رأى سرا يكون صيانته بنسيانه و الحال أن النسيان ظاهرا ينافي الصيانة و قوله مخافة متعلق بالمصرع الأولى قوله إلى ملتوى حشا أي من يكون لوى و زحير في أحشائه و في بعض النسخ حسا بكسر الحاء المهملة و تشديد السين المهملة و هو وجع يأخذ النفساء بعد الولادة و على التقديرين كناية عن عدم الصبر على ضبط السر و منازعة النفس إلى إفشائه.
و قال الجوهري سحاة كل شيء قشره و سحاء الكتاب مكسور ممدود و سحوت القرطاس و سحيته أسحاه إذا قشرته و سحوت الكتاب و سحيته إذا شددته بالسحاء.
و قال الصدوق رحمه الله بعد إيراد هذا الخبر كان سبيل ما يقبله الرضا ع عن المأمون سبيل ما كان يقبله النبي ص من الملوك و سبيل ما كان يقبله الحسن بن علي ع من معاوية و سبيل ما كان يقبله الأئمة ع من آبائه من الخلفاء و من كانت الدنيا كله له فغلب عليها ثم أعطي بعضها فجائز له أن يأخذه.
3- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام الدَّقَّاقُ عَنِ الْأَسَدِيِّ عَنْ سَهْلٍ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ وَ جَمَاعَةٍ قَالُوا دَخَلْنَا عَلَى الرِّضَا ع فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيِّرَ الْوَجْهِ فَقَالَ ع إِنِّي بَقِيتُ لَيْلَتِي سَاهِراً مُفَكِّراً فِي قَوْلِ مَرْوَانَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ- 3264
أَنَّى يَكُونُ وَ لَيْسَ ذَاكَ بِكَائِنٍ -
لِبَنِي الْبَنَاتِ وِرَاثَةُ الْأَعْمَامِ
ثُمَّ نِمْتُ فَإِذَا أَنَا بِقَائِلٍ قَدْ أَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ وَ هُوَ يَقُولُ
أَنَّى يَكُونُ وَ لَيْسَ ذَاكَ بِكَائِنٍ -
لِلْمُشْرِكِينَ دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ -
لِبَنِي الْبَنَاتِ نَصِيبُهُمْ مِنْ جَدِّهِمْ
وَ الْعَمُّ مَتْرُوكٌ بِغَيْرِ سِهَامٍ
مَا لِلطَّلِيقِ وَ لِلتُّرَاثِ وَ إِنَّمَا -
سَجَدَ الطَّلِيقُ مَخَافَةَ الصَّمْصَامِ -
قَدْ كَانَ أَخْبَرَكَ الْقُرْآنُ بِفَضْلِهِ -
فَمَضَى الْقَضَاءُ بِهِ مِنَ الْحُكَّامِ -
إِنَّ ابْنَ فَاطِمَةَ الْمُنَوَّهَ بِاسْمِهِ
حَازَ الْوِرَاثَةَ عَنْ بَنِي الْأَعْمَامِ -
وَ بَقِيَ ابْنُ نَثْلَةَ وَاقِفاً مُتَرَدِّداً -
يَرْثِي وَ يُسْعِدُهُ ذَوُو الْأَرْحَامِ
3265 .
بيان: المراد بالطليق العباس حيث أسر يوم بدر فأطلق بالفداء و الصمصام السيف الصارم الذي لا ينثني و الضمير في قوله بفضله راجع إلى أمير المؤمنين ع بمعونة المقام و قرينة ما سيذكر بعده إذ هو المراد بابن فاطمة و المراد بابن نثلة العباس فإن اسم أمه كانت نثلة و قد مر بيان حالها في باب أحوال العباس و المراد بقضاء الحكام ما قضى به أبو بكر بينهما كما هو المشهور و قد مضى منازعة أخرى أيضا بين الصادق ع و بين داود بن علي العباسي و أنه قضى هشام للصادق ع.
4- ن، عيون أخبار الرضا عليه السلام أَبِي عَنْ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع يَقُولُ
إِنَّكَ فِي دَارٍ لَهَا مُدَّةٌ -
يُقْبَلُ فِيهَا عَمَلُ الْعَامِلِ -
أَ لَا تَرَى الْمَوْتَ مُحِيطاً بِهَا
يَكْذِبُ فِيهَا أَمَلُ الْآمِلِ -
تُعَجِّلُ الذَّنْبَ لِمَا تَشْتَهِي -
وَ تَأْمُلُ التَّوْبَةَ فِي قَابِلٍ -
وَ الْمَوْتُ يَأْتِي أَهْلَهُ بَغْتَةً
مَا ذَاكَ فِعْلَ الْحَازِمِ الْعَاقِلِ 3266 .