کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
7- باب نوادر الاحتجاج
1- ج 25503 : رَوَى رَافِعُ بْنُ أَبِي رَافِعٍ الطَّائِيُ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ- وَ قَدْ صَحِبَهُ فِي سَفَرٍ- قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ! عَلِّمْنِي شَيْئاً يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ.
قَالَ: كُنْتُ 25504 فَاعِلًا وَ لَوْ لَمْ تَسْأَلْنِي: لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئاً، وَ أَقِمِ الصَّلَاةَ، وَ آتِ الزَّكَاةَ، وَ صُمْ شَهْرَ رَمَضَانَ، وَ حِجَّ الْبَيْتَ، وَ اعْتَمِرْ، وَ لَا تَتَأَمَّرَنَ 25505 عَلَى اثْنَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ: قُلْتُ لَهُ: أَمَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ مِنَ الْإِيمَانِ وَ الصَّلَاةِ وَ الْحَجِّ وَ الْعُمْرَةِ وَ الزَّكَاةِ 25506 فَأَنَا أَفْعَلُهُ، وَ أَمَّا الْإِمَارَةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ لَا يُصِيبُونَ هَذَا الشَّرَفَ وَ هَذَا الْغِنَى وَ الْعِزَّ وَ الْمَنْزِلَةَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا بِهَا.
قَالَ: إِنَّكَ اسْتَنْصَحْتَنِي فَأَجْهَدْتُ نَفْسِي لَكَ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَ اسْتَخْلَفَ [أَبُو] 25507 بَكْرٍ جِئْتُهُ وَ قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ! أَ لَمْ تَنْهَنِي أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى اثْنَيْنِ؟
قَالَ: بَلَى.
قُلْتُ: فَمَا لَكَ 25508 تَأَمَّرْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟
قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ، وَ خِفْتُ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةَ، وَ دَعَوْنِي فَلَمْ أَجِدْ مِنْ ذَلِكَ بُدّاً!. 25509
8- باب احتجاج سلمان و أبي بن كعب و غيرهما على القوم
1- ج 25510 : عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ قَالَ: خَطَبَ النَّاسَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ- بَعْدَ أَنْ دُفِنَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ- فَقَالَ فِيهَا: .. أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا عَنِّي حَدِيثِي ثُمَّ اعْقِلُوهُ عَنِّي، أَلَا إِنِّي 25511 أُوتِيتُ عِلْماً كَثِيراً، فَلَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ مِنْ فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ [لَقَالَتْ] 25512 طَائِفَةٌ مِنْكُمْ: هُوَ مَجْنُونٌ، [وَ قَالَتْ] 25513 طَائِفَةٌ أُخْرَى: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَاتِلِ سَلْمَانَ.
أَلَا إِنَّ لَكُمْ مَنَايَا تَتْبَعُهَا بَلَايَا، أَلَا وَ إِنَّ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْمَنَايَا 25514 وَ الْبَلَايَا، وَ مِيرَاثَ الْوَصَايَا، وَ فَصْلَ الْخِطَابِ، وَ أَصْلَ الْأَنْسَابِ عَلَى مِنْهَاجِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ مِنْ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، إِذْ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: أَنْتَ وَصِيِّي فِي أَهْلِي 25515 وَ خَلِيفَتِي فِي أُمَّتِي 25516 وَ بِمَنْزِلَةِ 25517 هَارُونَ مِنْ مُوسَى 25518 .
وَ لَكِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ سُنَّةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَخْطَأْتُمُ الْحَقَّ، تَعْلَمُونَ فَلَا تَعْمَلُونَ 25519 ، أَمَا وَ اللَّهِ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ عَلَى سُنَّةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ 25520 ، حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ 25521 .
أَمَا وَ الَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ لَوْ وَلَّيْتُمُوهَا عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلَامُ لَأَكَلْتُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ 25522 ، وَ لَوْ دَعَوْتُمُ الطَّيْرَ فِي جَوِّ السَّمَاءِ لَأَجَابَتْكُمْ، وَ لَوْ دَعَوْتُمُ الْحِيتَانَ مِنَ الْبِحَارِ لَأَتَتْكُمْ، وَ لَمَا عَالَ وَلِيُّ اللَّهِ، وَ لَا طَاشَ لَكُمْ سَهْمٌ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ، وَ لَا اخْتَلَفَ اثْنَانِ فِي حُكْمِ اللَّهِ.
وَ لَكِنْ أَبَيْتُمْ فَوَلَّيْتُمُوهَا غَيْرَهُ، فَابْشِرُوا بِالْبَلَاءِ 25523 ، وَ اقْنَطُوا مِنَ الرَّخَاءِ، وَ قَدْ نَابَذْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ، فَانْقَطَعَتِ الْعِصْمَةُ فِيمَا بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ مِنَ الْوَلَاءِ.
عَلَيْكُمْ بِآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، فَإِنَّهُمُ الْقَادَةُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَ الدُّعَاةُ إِلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عَلَيْكُمْ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَوَ اللَّهِ لَقَدْ سَلَّمْنَا عَلَيْهِ بِالْوَلَايَةِ وَ إِمْرَةِ الْمُؤْمِنِينَ مِرَاراً جَمَّةً مَعَ نَبِيِّنَا، كُلَّ ذَلِكَ يَأْمُرُنَا بِهِ وَ يُؤَكِّدُهُ عَلَيْنَا، فَمَا بَالُ الْقَوْمِ عَرَفُوا فَضْلَهُ فَحَسَدُوهُ؟! وَ قَدْ حَسَدَ قَابِيلُ هَابِيلَ 25524 فَقَتَلَهُ، وَ كُفَّاراً قَدِ ارْتَدَّتْ أُمَّةُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَأَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ [كَأَمْرِ] 25525 بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَيْنَ يُذْهَبُ بِكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ؟! وَيْحَكُمْ مَا أَنَا 25526 وَ أَبُو فُلَانٍ وَ فُلَانٍ؟! أَ جَهِلْتُمْ أَمْ تَجَاهَلْتُمْ، أَمْ حَسَدْتُمْ 25527 أَمْ تَحَاسَدْتُمْ؟ وَ اللَّهِ لَتَرْتَدُّنَّ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ، يَشْهَدُ الشَّاهِدُ عَلَى النَّاجِي بِالْهَلَكَةِ، وَ يَشْهَدُ الشَّاهِدُ عَلَى الْكَافِرِ 25528 بِالنَّجَاةِ.
أَلَا وَ إِنِّي أَظْهَرْتُ أَمْرِي، وَ سَلَّمْتُ لِنَبِيِّي، وَ تَبِعْتُ 25529 مَوْلَايَ وَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَ سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ، وَ قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، وَ إِمَامَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ .
بيان: عال: أي افتقر 25530 .
و طاش السّهم: أي زال و مال عن الهدف 25531 .
و قال في النهاية: في حديث سلمان: و إن أبيتم نابذناكم على سواء، أي:
كاشفناكم و قاتلناكم على طريق مستو 25532 في العلم بالمنابذة منّا و منكم، بأن نظهر لهم العزم على قتالهم، و نخبرهم به إخبارا مكشوفا 25533 .
و قوله: و كفارا، حال عن فاعل ارتدّت.
ج 25534 : عَنْ مُحَمَّدٍ وَ يَحْيَى ابْنَي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنْ جَدِّهِمَا، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: لَمَّا خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ قَامَ 25535 أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.
فَقَالَ: يَا مَعَاشِرَ 25536 الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا مَرْضَاةَ اللَّهِ وَ أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي الْقُرْآنِ، وَ يَا مَعَاشِرَ 25537 الْأَنْصَارِ الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَ الْإِيمانَ وَ أَثْنَى اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِي الْقُرْآنِ، تَنَاسَيْتُمْ أَمْ نَسِيتُمْ، أَمْ بَدَّلْتُمْ أَمْ غَيَّرْتُمْ، أَمْ خُذِلْتُمْ أَمْ عَجَزْتُمْ؟!.