کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
ثم قسم النبي ص أموال بني قريظة و نساءهم 9484 على المسلمين ثم بعث رسول الله ص سعد بن زيد الأنصاري بسبايا بني قريظة إلى نجد فابتاع له بهم خيلا و سلاحا.
و كان رسول الله ص قد اصطفى لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو بن خناقة 9485 إحدى نساء بني عمرو بن قريظة فكانت عند رسول الله ص حتى توفي عنها و هي في ملكه و قد كان رسول الله ص يحرص 9486 عليها أن يتزوجها و يضرب عليها الحجاب فقالت يا رسول الله بل تتركني في ملكك فهو أخف علي و عليك فتركها و قد كانت حين سباها كرهت الإسلام 9487 و أبت إلا اليهودية فعزلها رسول الله ص و وجد في نفسه بذلك 9488 من أمرها فبينا هو مع أصحابه إذ سمع وقع نعلين خلفه فقال إن هذا لثعلبة بن سعية يبشرني بإسلام ريحانة فجاءه فقال يا رسول الله قد أسلمت ريحانة فبشر بذلك رسول الله ص 9489 .
أقول: سيأتي بعض أخبار غزوة الخندق في باب أحوال أولاد النبي ص.
29- وَ فِي الدِّيوَانِ، فِي وَصْفِ الظَّفَرِ فِي الْخَنْدَقِ
وَ كَانُوا عَلَى الْإِسْلَامِ أَلْباً ثَلَاثَةً
فَقَدْ خَرَّ مِنْ تِلْكَ الثَّلَاثَةِ وَاحِدٌ
وَ فَرَّ أَبُو عَمْرٍو هُبَيْرَةُ لَمْ يَعُدْ
وَ لَكِنْ أَخُو الْحَرْبِ الْمُجَرَّبِ عَائِدٌ
نَهَتْهُمْ سُيُوفُ الْهِنْدِ أَنْ يَقِفُوا لَنَا 9490
غَدَاةَ الْتَقَيْنَا وَ الرِّمَاحُ مَصَائِدُ 9491 .
بيان: الضمير في كانوا 9492 راجع إلى بني قريظة و غطفان و قريش و ألبت الجيش جمعته و هم ألب بالفتح و الكسر إذا كانوا مجتمعين و الذي خر قريش إذ قتل منهم ابن عبد ود و نوفل بن عبد الله و غداة مضاف إلى الجملة.
وَ مِنْهُ فِي مِثْلِهِ قَالَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْجَمِيلِ الْمُفْضِلِ .
الْمُسْبِغِ الْمُولِى الْعَطَاءِ الْمُجْزِلِ .
شُكْراً عَلَى تَمْكِينِهِ لِرَسُولِهِ .
بِالنَّصْرِ مِنْهُ عَلَى الْغُوَاةِ الْجُهَّلِ .
كَمْ نِعْمَةٍ لَا أَسْتَطِيعُ بُلُوغَهَا .
جَهْداً وَ لَوْ أَعْمَلْتُ طَاقَةَ مِقْوَلٍ .
لِلَّهِ أَصْبَحَ فَضْلُهُ مُتَظَاهِراً .
مِنْهُ عَلَيَّ سَأَلْتُ أَمْ لَمْ أَسْأَلِ .
قَدْ عَايَنَ الْأَحْزَابُ مِنْ تَأْيِيدِهِ .
جُنْدَ النَّبِيِّ وَ ذِي الْبَيَانِ الْمُرْسَلِ .
مَا فِيهِ مَوْعِظَةٌ لِكُلِّ مُفَكِّرٍ .
إِنْ كَانَ ذَا عَقْلٍ وَ إِنْ لَمْ يَعْقِلِ 9493 .
بيان: المقول بالكسر اللسان و اللام في لله للقسم و الجند مفعول التأييد و ما فيه مفعول عاين.
وَ مِنْهُ مُخَاطِباً لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ
يَا عَمْرُو قَدْ لَاقَيْتَ فَارِسَ بُهْمَةٍ .
عِنْدَ اللِّقَاءِ مُعَاوِدَ الْأَقْدَامِ .
مِنْ آلِ هَاشِمٍ مِنْ سَنَاءٍ بَاهِرٍ .
وَ مُهَذَّبِينَ مُتَوَّجِينَ كِرَامٍ .
يَدْعُو إِلَى دِينِ الْإِلَهِ وَ نَصْرِهِ .
وَ إِلَى الْهُدَى وَ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ .
بِمُهَنَّدٍ عَضْبٍ 9494 رَقِيقٍ حَدُّهُ .
ذِي رَوْنَقٍ يقري [يَفْرِي] الْفِقَارَ حُسَامٍ .
وَ مُحَمَّدٌ فِينَا كَأَنَّ جَبِينَهُ .
شَمْسٌ تَجَلَّتْ مِنْ خِلَالِ 9495 غَمَامٍ .
وَ اللَّهُ نَاصِرُ دِينِهِ وَ نَبِيِّهِ .
وَ مُعِينُ كُلِّ مُوَحِّدٍ مِقْدَامٍ .
شَهِدَتْ قُرَيْشٌ وَ الْقَبَائِلُ كُلُّهَا .
أَنْ لَيْسَ فِيهَا مَنْ يَقُومُ مَقَامِي 9496 .
بيان: قال الجوهري البهمة بالضم الفارس الذي لا يدرى من أين يؤتى من شدة بأسه و يقال أيضا للجيش بهمة و منه قولهم فلان فارس بهمة و ليث غابة و معاود الأقدام أي معاود فيه و يقال الشجاع معاود.
باب 18 غزوة بني المصطلق في المريسيع 9497 و سائر الغزوات و الحوادث إلى غزوة الحديبية
الآيات سورة المنافقين 9498 إلى آخرها.
تفسير قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ نزلت الآيات في عبد الله بن أبي المنافق و أصحابه و ذلك أن رسول الله ص بلغه أن بني المصطلق يجمعون لحربه و قائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي ص فلما سمع بهم رسول الله ص خرج إليهم 9499 حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس و اقتتلوا فهزم الله بني المصطلق و قتل منهم من قتل و نفل رسول الله ص أبناءهم و نساءهم و أموالهم 9500 فبينا الناس على ذلك الماء إذ وردت واردة الناس و مع عمر بن الخطاب أجير له من بني غفار يقال له جهجاه بن سعيد 9501 يقود له فرسه فازدحم جهجاه و سنان الجهني من بني عوف
بن الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني يا معشر الأنصار و صرخ الغفاري يا معشر المهاجرين فأعان الغفاري رجل من المهاجرين يقال له جعال و كان فقيرا فقال عبد الله بن أبي لجعال و إنك لهناك 9502 فقال و ما يمنعني أن أفعل ذلك و اشتد لسان جعال على عبد الله فقال عبد الله و الذي يحلف به لأذرنك 9503 و يهمك 9504 غير هذا و غضب ابن أبي و عنده رهط من قومه فيهم زيد بن أرقم حديث السن فقال ابن أبي قد نافرونا و كاثرونا في بلادنا و الله 9505 ما مثلنا و مثلهم إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك أما و الله لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَ يعني بالأعز نفسه و بالأذل رسول الله ص ثم أقبل على من حضره من قومه فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم و قاسمتموهم أموالكم أما و الله لو أمسكتم عن جعال و ذويه فضل الطعام لم يركبوا رقابكم و لأوشكوا أن يتحولوا من بلادكم و يلحقوا بعشائرهم و مواليهم فقال زيد بن أرقم أنت و الله الذليل القليل المبغض في قومك و محمد في عز من الرحمن و مودة من المسلمين و الله لا أحبك بعد كلامك هذا فقال عبد الله اسكت فإنما كنت ألعب فمشى زيد بن أرقم إلى رسول الله ص و ذلك بعد فراغه من الغزو فأخبره الخبر فأمر رسول الله ص بالرحيل و أرسل إلى عبد الله فأتاه فقال ما هذا الذي بلغني عنك فقال عبد الله و الذي أنزل عليك الكتاب ما قلت شيئا من ذلك قط و إن زيدا
لكاذب 9506 و قال من حضر من الأنصار يا رسول الله شيخنا و كبيرنا لا تصدق عليه كلام غلام من غلمان الأنصار عسى أن يكون هذا الغلام وهم في حديثه فعذره ص و فشت الملامة من الأنصار لزيد و لما استقل رسول الله فسار لقيه أسيد بن حضير فحياه بتحية النبوة ثم قال يا رسول الله لقد رحت في ساعة منكرة ما كنت تروح فيها فقال له رسول الله ص أ و ما بلغك ما قال صاحبكم زعم أنه إن رجع إلى المدينة أخرج الأعز منها الأذل فقال أسيد فأنت و الله يا رسول الله تخرجه إن شئت هو و الله الذليل و أنت العزيز ثم قال يا رسول الله ارفق به فو الله لقد جاء الله بك 9507 و إن قومه لينظمون له الخرز ليتوجوه و إنه ليرى أنك قد استلبته ملكا و بلغ عبد الله بن عبد الله بن أبي ما كان من أمر أبيه فأتى رسول الله ص فقال يا رسول الله إنه قد بلغني أنك تريد قتل أبي فإن كنت لا بد فاعلا فمرني به فأنا أحمل إليك رأسه فو الله لقد علمت الخزرج ما كان بها رجل أبر بوالديه مني و إني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني نفسي أن أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي 9508 أن يمشي في الناس فأقتله فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار فقال ص بل ترفق به و تحسن صحبته ما بقي معنا 9509 .
قالوا و سار رسول الله ص بالناس يومهم ذلك حتى أمسى و ليلتهم حتى أصبح و صدر يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ثم نزل بالناس فلم يكن إلا أن
وجدوا مس الأرض وقعوا نياما و إنما فعل ذلك ليشتغل الناس عن الحديث الذي خرج من ابن أبي ثم راح بالناس حتى نزل على ماء بالحجاز فويق البقيع يقال له بقعاء فهاجت ريح شديدة آذتهم و تخوفوها و ضلت ناقة رسول الله و ذلك ليلا فقال ص مات اليوم منافق عظيم النفاق بالمدينة قيل من هو قال رفاعة فقال رجل من المنافقين كيف يزعم أنه يعلم الغيب و لا يعلم مكان ناقته أ لا يخبره الذي يأتيه بالوحي فأتاه جبرئيل فأخبره بقول المنافق و بمكان الناقة و أخبر رسول الله بذلك أصحابه و قال ما أزعم أني أعلم الغيب و ما أعلمه و لكن الله تعالى أخبرني بقول المنافق و بمكان ناقتي هي في الشعب فإذا هي كما قال فجاءوا بها و آمن ذلك المنافق فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة بن زيد في التابوت 9510 أحد بني قينقاع و كان من عظماء اليهود قد مات ذلك 9511 اليوم.
قال زيد بن أرقم فلما وافى رسول الله ص المدينة جلست في البيت لما بي من الهم و الحياء فنزلت سورة المنافقين في تصديق زيد و تكذيب عبد الله ثم أخذ رسول الله ص بأذن زيد فرفعه عن الرحل ثم قال يا غلام صدق فوك و وعت أذناك و وعى قلبك 9512 و قد أنزل الله فيما قلت قرآنا.