کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
و كان ابن كاسب إذا حدث عنه يقول حدثني الثقة الرضي إسحاق بن جعفر ع و كان يقول بإمامة أخيه موسى بن جعفر و روى عن أبيه النص على إمامته.
و قال في العمدة و يكنى أبا محمد و يلقب المؤتمن و ولد بالعريض و كان من أشبه الناس برسول الله ص و أمه أم أخيه موسى الكاظم ع و كان محدثا جليلا و ادعت طائفة من الشيعة فيه الإمامة و كان سفيان بن عيينة إذا روى عنه يقول حدثني الثقة الرضي إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ع.
و كان محمد بن جعفر ع سخيا شجاعا و كان يصوم يوما و يفطر يوما و كان يصرف في مطبخه كل يوم شاة و كان يرى رأي الزيدية في الخروج بالسيف و خرج على المأمون في سنة مائة و تسع و تسعين بمكة و تبعه الجارودية فوجه عليه المأمون جندا بقيادة عيسى الجلودي فكسره و قبض عليه و أتى به إلى المأمون فأكرمه المأمون و لم يقتله و أصحبه معه إلى خراسان و قبره في بسطام و هو الذي ذكرنا سابقا أن قبره في جرجان فإن جرجان اسم لمجموع الناحية المعينة المشتملة على المدينة المدعوة بالأسترآباد و غيرها مثل مصر و القاهرة و العراق و الكوفة.
قال في مجالس المؤمنين في ضمن أحوال بايزيد البسطامي أن السلطان أولجايتوخان أمر ببناء قبة على تربته و قد ذهب إلى إمامته بعد أبيه قوم من الشيعة يقال لهم السمطية لنسبتهم إلى رئيس لهم يقال له يحيى بن أبي السمط.
و كان علي بن جعفر كثير الفضل شديد الورع سديد الطريق راوية للحديث من أخيه موسى ع و هو المعروف بعلي بن جعفر العريضي نشأ في تربية أخيه موسى بن جعفر ع و من أهل التضييف بأيدي الشيعة إلى هذا
اليوم و أدرك من الأئمة أربعة أو خمسة و قال السيد في الأنوار كان من الورع بمكان لا يدانى فيه و كذلك من الفضل و لزم أخاه موسى بن جعفر ع و قال بإمامته و إمامة الرضا و الجواد ع.
و كان إذا رأى الجواد ع مع الصبيان يقوم إليه من المسجد من بين جماعة الشيعة و ينكب على أقدامه و يمسح شيبته على تراب رجليه و يقول قد رأى الله هذا الصبي أهلا للإمامة فجعله إماما و لم ير شيبتي هذه أهلا للإمامة لأن جماعة من الشيعة كانوا يقولون له أنت إمام فادع الإمامة و كان رضوان الله عليه لا يقبل منهم قولا.
و روي أن الجواد ع إذا أراد أن يفصد أخذ الدم يقول علي بن جعفر للفصاد افصدني حتى أذق حرارة الحديد قبل الجواد انتهى.
و له مشاهد ثلاثة الأول في قم و هو المعروف و هو في خارج البلد و له صحن وسيع و قبة عالية و آثار قديمة منها اللوح الموضوع على المرقد المكتوب فيه اسمه و اسم والده و تاريخ الكتابة سنة أربع و سبعون.
قال المجلسي رحمه الله في البحار من جملة من هو معروف بالجلالة و النبالة علي بن جعفر ع مدفون في قم و جلالته أشهر من أن يذكر.
و أما كون مدفنه في قم فلم يذكر في الكتب المعتبرة لكن أثر القبر الشريف الموجود قديم و عليه مكتوب اسمه انتهى.
و في تحفة الزائر يوجد مزار في قم و فيه قبر كبير و على القبر مكتوب قبر علي بن جعفر الصادق ع و محمد بن موسى و من تاريخ بناء ذلك القبر إلى هذا الزمان قريب من أربعمائة سنة انتهى.
و قال الفقيه المجلسي الأول في شرح الفقيه في ترجمة علي بن جعفر ع بعد ذكر نبذة من فضائله و قبره في قم مشهور قال سمعت أن أهل الكوفة استدعوا منه أن يأتيهم من المدينة و يقيم عندهم فأجابهم إلى ذلك و مكث في الكوفة مدة و حفظ أهل الكوفة منه أحاديث ثم استدعى منه أهل
قم النزول إليهم فأجابهم إلى ذلك و بقي هناك إلى أن توفي و له ذرية منتشرة في العالم و في أصفهان قبر بعضهم منهم قبر السيد كمال الدين في قرية سينبرخوار و هو مزار معروف انتهى.
و ظني القوي أن محمد بن موسى المدفون معه هو من ذرية الإمام موسى بن جعفر ع و هو محمد بن موسى بن إسحاق بن إبراهيم العسكري بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر ع قال صاحب تاريخ قم ولد من أبي محمد موسى بن إسحاق ولد و بنت و لكن لم يذكر اسم الولد و ذكر صاحب العمدة أنه أعقب موسى بن إسحاق بن إبراهيم العسكري أبا جعفر محمد الفقيه بقم و أبا عبد الله إسحاق إلخ.
الثاني في خارج قلعة سمنان في وسط بستان نضرة مع قبة و بقعة و عمارة نزهة و لكن المنقول عن المجلسي أنه قال لم يعلم أن ذلك قبره بل المظنون خلافه.
الثالث في العريض بالتصغير على بعد فرسخ من المدينة اسم قرية كانت ملكه و محل سكناه و سكنى ذريته و لهذا كان يعرف بالعريضي و له فيها قبر و قبة و هو الذي اختاره المحدث النوري في خاتمة المستدركات مع بسط تام و هو الظاهر و لعل الموجود في قم هو لأحد أحفاده.
و أما العباس بن جعفر فقد قال في الإرشاد كان فاضلا نبيلا.
تتميم لا يخفى أنه يوجد على ضفة نهر كربلاء المشرفة المعروفة بالحسينية مقام يعرف بمقام جعفر الصادق ع على لسان سواد أهل تلك البلدة و لعله هو الذي عبر عنه الصادق ع في حديث صفوان الذي نقله المجلسي في تحفة الزائر عن مصباح الشيخ الطوسي رحمه الله الوارد لتعليمه إياه آداب زيارة جده الحسين ع و فيه فإذا وصلت إلى نهر الفرات يعني شريعة سماها الصادق بالعلقمي فقل كذا و التفسير من الشيخين و ظاهره أن المقام المقدس كان منسوبا إلى الصادق ع في عصرهما.
فيما يتعلق بأحوال أولاده عليه الصلاة و السلام.
ولد له سبع و ثلاثون و قيل تسع و ثلاثون ولدا ذكرا و أنثى علي بن موسى الرضا ع و إبراهيم و العباس و القاسم لأمهات أولاد و إسماعيل و له مزار في تويسركان من بلاد إيران و جعفر و هارون و الحسن لأم ولد و أحمد و محمد و حمزة لأم ولد و عبد الله و إسحاق و عبيد الله و زيد و الحسن و الفضل و قبره في بهبهان معروف يزار و يعرف بشاه فضل و الحسين و سليمان لأمهات أولاد و فاطمة الكبرى و فاطمة الصغرى و رقية و حكيمة و أم أبيها و رقية الصغرى و كلثوم و أم جعفر و لبابة و زينب و خديجة و علية و آمنة و حسنة و بريهة و عائشة و أم سلمة و ميمونة لأمهات شتى.
أما إبراهيم فقد قال المفيد رحمه الله في الإرشاد و الطبرسي في إعلام الورى.
كان إبراهيم بن موسى شجاعا كريما و تقلد الإمرة على اليمن في أيام المأمون من قبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة و مضى إليها ففتحها و أقام بها مدة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان و أخذ له الأمان من المأمون و صرحا بأن لكل من ولد أبي الحسن موسى ع فضل و منقبة مشهورة.
و في وجيزة المجلسي إبراهيم بن موسى بن جعفر ممدوح وَ فِي الْكَافِي فِي بَابِ أَنَّ الْإِمَامَ مَتَى يَعْلَمُ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ صَارَ إِلَيْهِ بِسَنَدِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ قُلْتُ لِلرِّضَا ع إِنَّ رَجُلًا عَنَى أَخَاكَ إِبْرَاهِيمَ فَذَكَرَ لَهُ أَنَّ أَبَاكَ فِي الْحَيَاةِ وَ أَنْتَ
تَعْلَمُ مِنْ ذَلِكَ مَا لَا يَعْلَمُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ يَمُوتُ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ لَا يَمُوتُ مُوسَى قَدْ وَ اللَّهِ مَضَى كَمَا مَضَى رَسُولُ اللَّهِ ص وَ لَكِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَزَلْ مُنْذُ قَبَضَ نَبِيَّهُ ص هَلُمَّ جَرّاً يَمُنُّ بِهَذَا الدِّينِ عَلَى أَوْلَادِ الْأَعَاجِمِ وَ يَصْرِفُهُ عَنْ قَرَابَةِ نَبِيِّهِ هَلُمَّ جَرّاً فَيُعْطِي هَؤُلَاءِ وَ يَمْنَعُ هَؤُلَاءِ لَقَدْ قَضَيْتُ عَنْهُ فِي هِلَالِ ذِي الْحِجَّةِ أَلْفَ دِينَارٍ بَعْدَ أَنْ أَشْفَى عَلَى طَلَاقِ نِسَائِهِ وَ عِتْقِ مَمَالِيكِهِ وَ لَكِنْ قَدْ سَمِعْتُ مَا لَقِيَ يُوسُفُ مِنْ إِخْوَتِهِ.
قال جدي الصالح في شرح أصول الكافي قوله عنى بمعنى قصد و أراد و في بعض النسخ عزى أخاك قيل ذلك الرجل أخوهما العباس قوله فذكر له فاعل ذكر راجع إلى الرجل و ضمير له إلى إبراهيم قوله و أنت تعلم أي ذكر أيضا أنك تعلم ما لا يعلم من مكانه و لفظة لا غير موجودة في بعض النسخ و معناه واضح.
قوله على أولاد الأعاجم كسلمان و غيره و فيه مدح عظيم للعجم و تفضيلهم على العرب و كتب أبو عامر بن حرشنة كتابا في تفضيل العجم على العرب و كذلك إسحاق بن سلمة و كيف ينكر فضلهم و في الأخبار ما يدل على أنهم من أعوان القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف و أنهم أهل تأييد الدين.
قَالَ النَّبِيُّ ص أَسْعَدُ النَّاسِ بِهَذَا الدِّينِ فَارِسُ رواه الشيخ أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي نزيل الري في كتاب جامع الأحاديث مع أنهم في تأييد الدين و قبول العلم أحسن و أكثر من العرب يدل على ذلك قوله تعالى وَ لَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ 2947 قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ الصَّادِقُ ع لَوْ نُزِّلَ الْقُرْآنُ عَلَى الْعَجَمِ مَا آمَنَتْ بِهِ الْعَرَبُ وَ قَدْ نُزِّلَ عَلَى الْعَرَبِ فَآمَنَتْ بِهِ الْعَجَمُ فَهِيَ فَضِيلَةٌ لِلْعَجَمِ وَ قَالَ عِنْدَ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ 2948 الشُّعُوبُ مِنَ الْعَجَمِ وَ القَبَائِلُ مِنَ الْعَرَبِ وَ الْأَسْبَاطُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ قال و روي ذلك عن الصادق ع.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ بِالْإِسْلَامِ نَخْوَةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَ تَفَاخُرَهَا بِآبَائِهَا إِنَّ الْعَرَبِيَّةَ لَيْسَتْ بِأَبٍ وَالِدٍ وَ إِنَّمَا هُوَ لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ فَهُوَ عَرَبِيٌّ أَلَا إِنَّكُمْ مِنْ آدَمَ وَ آدَمُ مِنَ التُّرَابِ و هذا صريح في أن التكلم بلغة العرب وحده لا فخر فيه بل المناط هو التقوى.
و في الفتوحات المكية في الباب السادس و الستين و ثلاثمائة أن وزراء المهدي عليه السلام من الأعاجم ما فيهم عربي لكن لا يتكلمون إلا بالعربية لهم حافظ ليس من جنسهم انتهى.
بل المستفاد من خطبة أمير المؤمنين فيما يتعلق بإخباره عن القائم ع حيث يقول فيها و كأني أسمع صهيل خيلهم و طمطمة رجالهم أنهم يتكلمون بالفارسية قال في البحار الطمطمة اللغة العجمية و رجل طمطمي في لسانه عجمة أشار ع بذلك إلى أن عسكرهم من العجم انتهى و لا ينافي ما ذكره صاحب الفتوحات إذ لعل التكلم بالعربي لوزرائه خاصة دون بقية الجيش.
وَ فِي حَيَاةِ الْحَيَوَانِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص رَأَيْتُ غَنَماً سُوداً دَخَلَتْ فِيهَا غَنَمٌ كَثِيرٌ بِيضٌ قَالُوا فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قَالَ الْعَجَمُ يَشْرَكُونَكُمْ فِي دِينِكُمْ وَ أَنْسَابِكُمْ قَالُوا الْعَجَمُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مُتَعَلِّقاً بِالثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنَ الْعَجَمِ و سبب المن و الإعطاء و الصرف و المنع في رواية الكافي هو استعمال الاستعداد الفطري و قبوله و إبطاله و الإعراض عنه فلا يلزم الجبر.
قوله لقد قضيت عنه قال الفاضل الأمين الأسترآبادي أي قضيت عن الذي عزى إبراهيم و كأنه عباس أخوهما ألف دينار بعد أن أشرف و عزم على طلاق نسائه و عتق مماليكه و على أن يشرد من الغرماء و كان قصده من الطلاق و العتق أن
لا يأخذ الغرماء مماليكه و يختموا بيوت نسائه و قيل عزمه على ذلك لفقره و عجزه من النفقة قوله قد سمعت ما لقي يوسف يعني أنهم يقولون ذلك افتراء و ينكرون حقي حسدا انتهى.
و في بصائر الدرجات أنه 2949 ألح إلى أبي الحسن ع في السؤال فحك بسوطه الأرض فتناول سبيكة ذهب فقال استغن بها و اكتم ما رأيت و بالجملة قال جدي بحر العلوم رحمه الله ما ذكره المفيد رحمه الله و غيره من الحكم بحسن حال أولاد الكاظم ع عموما محل نظر و كذا في خصوص إبراهيم كما هو ظاهر الرواية المتقدمة.
و كيف كان فإبراهيم هذا هو جد السيد المرتضى و الرضي رحمهما الله فإنهما ابنا أبي أحمد النقيب و هو الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر ع.
و ظاهر المفيد في الإرشاد و الطبرسي في إعلام الورى و ابن شهرآشوب في المناقب و الإربلي في كشف الغمة أن المسمّى بإبراهيم من أولاد أبي الحسن ع رجل واحد و لكن عبارة صاحب العمدة تعطي أن إبراهيم من ولده اثنان إبراهيم الأكبر و إبراهيم الأصغر و أنه يلقب بالمرتضى و العقب منه و أمه أم ولد نوبية اسمها نجية و الظاهر التعدد فإن علماء النسب أعلم من غيرهم بهذا الشأن و الظاهر أن المسئول عن أبيه و المخبر بحياته هو إبراهيم الأكبر و أن الذي هو جد المرتضى و الرضي هو الأصغر كما صرح به جدي بحر العلوم و قد ذكرنا أنه مدفون في الحائر الحسيني خلف ظهر الحسين ع.