کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
اللؤلؤيّ، و دفن في داره الّتي حوّلت بعده مسجدا في موضعه اليوم 358 . و قيل في تاريخ وفاته:
أودى بشهر محرّم فأضافه *
حزنا بفاجع رزئه المتجدّد
بك شيخ طائفة الدعاة إلى الهدى *
و مجمّع الأحكام بعد تبدّد
و بكى له الشرع الشريف مؤرّخا *
« أبكى الهدى و الدين فقد محمّد »
و خلّف ولده الشيخ أبا عليّ الملقّب بالمفيد الثاني صاحب كتاب المجالس و شرح النهاية.
(المفيد)
هو محمّد بن محمّد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان ينتهي نسبه إلى يعرب ابن قحطان. عرّف بابن المعلّم و اشتهر بالمفيد إمّا لأنّ الإمام صاحب الزمان لقّبه به كما نصّ عليه ابن شهرآشوب، أو أنّ شيخه عليّ بن عيسى الرمّانيّ لقّبه به لمناظرة جرت بينهما.
* (ثقافته)*
قد أجمع الموافق و المخالف على فضله و ثقافته و تبرّزه في العلوم العقليّة و النقليّة و الحديث و الرجال و الأدب و قوّة العارضة في الظهور على الخصم، يعرب عن ذلك ما في المعاجم من جملات ذهبيّة تدلّ على ذلك، قال اليافعيّ في مرآة الجنان في وقائع سنة 413 حيث قال:
و فيها توفّي عالم الشيعة و إمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة، شيخهم المعروف بالمفيد و بابن المعلّم، البارع في الكلام و الفقه و الجدل، و كان يناظر أهل كلّ عقيدة مع الجلالة و العظمة في الدولة البويهيّة. قال ابن طيّ: و كان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة و الصوم، خشن اللّباس. و قال غيره: كان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد
و كان شيخا ربعة نحيفا أسمر، عاش ستّا و سبعين سنة، و له أكثر من مأتي مصنّف، و كان يوم وفاته مشهورة، و شيّعه ثمانون ألفا من الرافضة و الشيعة، و أراح اللّه منه، و كان موته في رمضان.
و قال ابن كثير الشاميّ في تاريخه: شيخ الروافض و المصنّف لهم و الحامي عنهم، كانت ملوك الأطراف تعتقد به لكثرة الميل إلى الشيعة في ذلك الزمان، و كان يحضر مجلسه خلق عظيم من جميع طوائف العلماء 359 .
و قال ابن النديم: في عصرنا انتهت رئاسة متكلّمي الشيعة إليه، مقدّم في صناعة الكلام و الفقه و الآثار على مذهب أصحابه، دقيق الفطنة، ماضي الخاطر، شاهدته فرأيته بارعا 360 .
قال الذهبيّ: كانت له جلالة عظيمة و تقدّم في العلم مع خشوع و تعبّد و تألّه.
و عن شذرات الذهب لابن العماد أنّه قال: عالم الشيعة و إمام الرافضة و لسان الإماميّة رئيس الكلام و الفقه و الجدل صاحب التصانيف الكثيرة.
و عن الامتاع و المؤانسة للتوحيديّ: كان ابن المعلّم حسن اللّسان و الجدل، صبورا على الخصم، ضنين السرّ، جميل العلانية 361 .
قال ابن حجر: عالم الرافضة صاحب التصانيف البديعة، و هي مائتا تصنيف، طعن فيها على السلف، له صولة عظيمة بسبب عضد الدولة، شيّعه ثمانون ألفا رافضيّ، مات سنة 413 و كان كثير التقشّف و التخشّع و الإكباب على العلم، تخرّج به جماعة و برع في المقالة الإماميّة حتّى يقال: له على كلّ إمام منّة؛ و كان أبوه معلّما بواسط و ولد بها و قتل بعكبراء، و يقال: إنّ عضد الدولة كان يزوره في داره و يعوده إذا مرض، و قال الشريف أبو يعلى الجعفريّ- و كان تزوّج بنت المفيد-: ما كان ينام من اللّيل إلّا هجعة، ثمّ يقوم يصلّي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن 362 .
و قال النجاشيّ: شيخنا و أستادنا رضي اللّه عنه أشهر من أن يوصف في الفقه و الكلام و الرواية و الثقة و العلم 363 .
و قال شيخ الطائفة: من جملة متكلّمي الإماميّة، انتهت إليه رئاسة الإماميّة في وقته، و كان مقدّما في العلم و صناعة الكلام، و كان فقيها متقدّما فيه، حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب 364 .
و قال العلّامة الحلّيّ: من أجلّ مشايخ الشيعة و رئيسهم و أستادهم؛ و كلّ من تأخّر عنه استفاد منه، و فضله أشهر من أن يوصف في الفقه و الكلام و الرواية أوثق أهل زمانه و أعلمهم 365 .
و قال بحر العلوم في فوائده الرجاليّة: شيخ مشايخ الأجلّة، و رئيس رؤساء الملّة، فاتح أبواب التحقيق بنصب الأدلّة، و الكاسر بشقاشق بيانه الرشيق حجج الفرق المضلّة، اجتمعت فيه خلال الفضل، و انتهت إليه رئاسة الكلّ، و اتّفق الجميع على علمه و فضله و فقهه و عدالته و ثقته و جلالته، و كان رضي اللّه عنه كثير المحاسن، جمّ المناقب، حديد الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، واسع الرواية، خبيرا بالرجال و الأخبار و الأشعار و كان أوثق أهل زمانه في الحديث و أعرفهم بالفقه و الكلام، و كلّ من تأخّر عنه استفاد منه 366 .
إلى غير ذلك من الجملات الذهبيّة الّتي توجد في التراجم و المعاجم يقف عليها الباحث، و كلّها دون تحديد حقيقة نفسيّاته، و استكناه ما له من الأشواط البعيدة في العلم و العمل و ترويج المذهب؛ و حسبه دلالة على العظمة و الجلالة و الثقة ما ورد من التوقيعات من وليّ العصر عليه السّلام في حقّه، ففي أحدها:
أمّا بعد: سلام عليك أيّها الوليّ [المولى] المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين ... أدام اللّه توفيقك لنصرة الحقّ، و أجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق ...
و في ثانيها: هذا كتابنا إليك أيّها الأخ الوليّ المخلص في ودّنا، الصفيّ الناصر لنا الوليّ، حرسك اللّه بعينه الّتي لا تنام ...
و في ثالثها: من عبد اللّه المرابط في سبيله إلى ملهم الحقّ و دليله: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سلام عليك أيّها العبد الصالح الناصر للحقّ الداعي إليه بكلمة الصدق 367 .
* (أساتذته و مشايخه)*
قد تخرّج على عدّة من المشايخ و الأساتذة من العامّة و الخاصّة، منهم:
1- الشيخ الصدوق أبو جعفر محمّد بن عليّ بن بابويه القمّيّ 368 .
2- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه 369 .
3- أبو عليّ محمّد بن أحمد بن الجنيد الكاتب الإسكافيّ 370 .
4- أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد القمّيّ 371 .
5- أبو غالب أحمد بن محمّد بن سليمان الزراريّ 372 .
6- أبو الحسن محمّد بن أحمد بن داود بن عليّ القمّيّ 373 .
7- أبو الطيّب الحسين بن عليّ بن محمّد التمّار 374 .
8- أبو حفص عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفي، المعروف بابن الزيّات 375 .
9- أبو الحسن عليّ بن خالد المراغيّ 376 .
10- أبو الحسن عليّ بن مالك النحويّ 377 .
11- أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أسامة البصريّ 378 .
12- أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأبهريّ. 379
13- أبو محمّد بن عبد اللّه بن أبي شيخ 380 .
14- أبو بكر محمّد بن عمر بن سالم بن محمّد البراء المعروف بالجعابيّ الحافظ 381 .
15- الشريف أبو محمّد الحسن بن حمزة العلويّ الحسينيّ الطبريّ 382 .
16- أبو عبد اللّه محمّد بن عمران المرزبانيّ 383 .
17- أبو نصر محمّد بن الحسين البصير الشهرزوريّ 384 .
18- أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن المغيرة 385 .
19- أبو الطيّب محمّد بن أحمد الثقفيّ 386 .
20- أبو الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب 387 .
21- أبو بكر محمّد بن أحمد الشافعيّ 388 .
22- أبو جعفر محمّد بن الحسين البزوفريّ 389 .
23- أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن رياح القرشيّ 390 .
24- المظفّر بن محمّد البلخيّ 391 .
25- أبو الحسن عليّ بن بلال المهلبيّ. 392
26- أبو عليّ الحسن بن عبد اللّه القطّان. 393
27- أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباريّ الكاتب. 394
28- أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقّاق 395 .
29- أبو الحسن زيد بن محمّد بن جعفر السلميّ 396 .
30- أبو أحمد إسماعيل بن يحيى العبسيّ 397 .
31- محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصوريّ 398 .
32- أبو الحسن عليّ بن الحسين البصريّ البزّاز 399 .
33- أبو عبد اللّه بن أبي رافع الكاتب 400 .
34- أبو نصر محمّد بن الحسين الخلّال 401 .
35- أبو محمّد الحسن بن محمّد العطشيّ 402 .
36- الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن طاهر 403 .
37- أبو عليّ أحمد بن محمّد بن جعفر الصوليّ 404 .
38- الشريف أبو محمّد أحمد بن محمّد بن عيسى العلويّ الزاهد 405 .
39- أبو الحسن عليّ بن محمّد بن زبير الكوفيّ 406 .
40- أبو الحسن عليّ بن محمّد بن خالد. 407
41- أبو جعفر محمّد بن عمر الزيّات. 408
42- أبو الحسن محمّد بن مظفّر الورّاق. 409
43- أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد الكوفيّ النحويّ التميميّ 410 .
44- أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن الجوانيّ 411 .
45- أبو الحسن عليّ بن أحمد بن إبراهيم الكاتب 412 .
46- أبو عبد اللّه محمّد بن داود الحتميّ 413 .
47- أبو عليّ الحسن بن الفضل الرازيّ 414 .
48- أبو القاسم عليّ بن محمّد الرفاء 415 .
49- أبو بكر عمر بن محمّد بن سالم بن البراء المعروف بابن الجعابيّ 416 .
50- محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن قضاعة الصفوانيّ 417 .
51- أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الصيمريّ 418 .
52- أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الشريف 419 .
53- أبو الحسن عليّ بن محمّد القرشيّ.
54- عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن أعين البزّاز.
55- أبو الحسن أحمد بن محمّد الجرجانيّ.
56- الحسين بن أحمد بن موسى بن هديّة أبو عبد اللّه.
57- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن شيبان القزوينيّ.
58- محمّد بن سهل بن أحمد الديباجيّ.