کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
لِغَيْرِكَ اتَّعِظْ بِغَيْرِكَ وَ لَا تَكُنْ مُتَّعِظاً بِكَ- لَا خَيْرَ فِي لَذَّةٍ تُعْقِبُ نَدَامَةً تَمَامُ الْإِخْلَاصِ تَجَنُّبُ الْمَعَاصِي مِنْ أَحَبِّ الْمَكَارِمِ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ جَهْلُ الْمَرْءِ بِعُيُوبِهِ مِنْ أَكْبَرِ ذُنُوبِهِ مَنْ أَحَبَّكَ نَهَاكَ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ أَغْرَاكَ مَنْ أَسَاءَ اسْتَوْحَشَ مَنْ عَابَ عِيبَ وَ مَنْ شَتَمَ أُجِيبَ أَدُّوا الْأَمَانَةَ وَ لَوْ إِلَى قَاتِلِ الْأَنْبِيَاءِ الرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ الْعَطَبِ وَ التَّعَبُ مَطِيَّةُ النَّصَبِ وَ الشَّرُّ دَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ وَ مَنْ تَوَرَّطَ فِي الْأُمُورِ غَيْرَ نَاظِرٍ فِي الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمَدْرَجَاتِ النَّوَائِبِ مَنْ لَزِمَ الِاسْتِقَامَةَ لَزِمَتْهُ السَّلَامَةُ.
96- وَ قَالَ ع 20598 الْعَفَافُ زِينَةُ الْفَقْرِ وَ الشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى وَ الصَّبْرُ زِينَةُ الْبَلَاءِ وَ التَّوَاضُعُ زِينَةُ الْحَسَبِ وَ الْفَصَاحَةُ زِينَةُ الْكَلَامِ وَ الْعَدْلُ زِينَةُ الْإِمَارَةِ وَ السَّكِينَةُ زِينَةُ الْعِبَادَةِ وَ الْحِفْظُ زِينَةُ الرِّوَايَةِ وَ خَفْضُ الْجَنَاحِ زِينَةُ الْعِلْمِ وَ حُسْنُ الْأَدَبِ زِينَةُ الْعَقْلِ وَ بَسْطُ الْوَجْهِ زِينَةُ الْحِلْمِ وَ الْإِيثَارُ زِينَةُ الزُّهْدِ وَ بَذْلُ الْمَجْهُودِ زِينَةُ الْمَعْرُوفِ وَ الْخُشُوعُ زِينَةُ الصَّلَاةِ تَرْكُ مَا لَا يَعْنِي زِينَةُ الْوَرَعِ.
97- وَ مِنْ بَدِيعِ كَلَامِهِ ع 20599 أَنَّ رَجُلًا قَطَعَ عَلَيْهِ خُطْبَتَهُ وَ قَالَ لَهُ صِفْ لَنَا الدُّنْيَا فَقَالَ أَوَّلُهَا عَنَاءٌ وَ آخِرُهَا بَلَاءٌ حَلَالُهَا حِسَابٌ حَرَامُهَا عِقَابٌ مَنْ صَحَّ فِيهَا أَمِنَ وَ مَنْ مَرِضَ فِيهَا نَدِمَ وَ مَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ وَ مَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ وَ مَنْ سَاعَاهَا فَاتَتْهُ وَ مَنْ قَعَدَ عَنْهَا أَتَتْهُ وَ مَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا أَلْهَتْهُ وَ مَنْ تَهَاوَنَ بِهَا نَصَرَتْهُ ثُمَّ عَاوَدَ إِلَى مَكَانِهِ مِنْ خُطْبَتِهِ.
98- كَنْزُ الْكَرَاجُكِيِ 20600 ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع الْجَوَادُ مَنْ بَذَلَ مَا يَضَنُّ بِنَفْسِهِ مَنْ كَرُمَ أَصْلُهُ حَسُنَ فِعْلُهُ.
وَ قَالَ ع 20601 أَزْرَى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ مَنْ أَهْوَى إِلَى مُتَفَاوِتِ الْأُمُورِ خَذَلَتْهُ الرَّغْبَةُ أَشْرَفُ الْغِنَى تَرْكُ الْمُنَى مَنْ تَرَكَ الشَّهَوَاتِ كَانَ حُرّاً الْحِرْصُ مِفْتَاحُ التَّعَبِ وَ دَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ وَ الشَّرَهُ جَامِعٌ لِمَسَاوِي الْعُيُوبِ الْحِرْصُ عَلَامَةُ الْفَقْرِ مَنْ أَطْلَقَ طَرْفَهُ كَثُرَ أَسَفُهُ قَلَّمَا تُصَدِّقُكَ الْأُمْنِيَّةُ رُبَ
طَمَعٍ كَاذِبٍ وَ أَمَلٍ خَائِبٍ مَنْ لَجَأَ إِلَى الرَّجَاءِ سَقَطَتْ كَرَامَتُهُ هِمَّةُ الزَّاهِدِ مُخَالَفَةُ الْهَوَى وَ السُّلُوُّ عَنِ الشَّهَوَاتِ مَا هَدَمَ الدِّينَ مِثْلُ الْبِدَعِ وَ لَا أَفْسَدَ الرَّجُلَ مِثْلُ الطَّمَعِ إِيَّاكَ وَ الْأَمَانِيَّ فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْكَى 20602 لَنْ يُكْمِلَ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُؤْثِرَ دِينَهُ عَلَى شَهْوَتِهِ وَ لَنْ يَهْلِكَ حَتَّى يُؤْثِرَ شَهْوَتَهُ عَلَى دِينِهِ مَنْ تَيَقَّنَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَرَاهُ وَ هُوَ يَعْمَلُ بِمَعَاصِيهِ فَقَدْ جَعَلَهُ أَهْوَنَ النَّاظِرِينَ.
99- وَ قَالَ ع 20603 إِيَّاكُمْ وَ سَقَطَاتِ الِاسْتِرْسَالِ فَإِنَّهَا لَا تُسْتَقَالُ 20604 .
100- وَ قَالَ ع 20605 صَدِيقُ كُلِّ إِنْسَانٍ عَقْلُهُ وَ عَدُوُّهُ جَهْلُهُ وَ الْعُقُولُ ذَخَائِرُ وَ الْأَعْمَالُ كُنُوزٌ وَ النُّفُوسُ أَشْكَالٌ فَمَا تَشَاكَلَ مِنْهَا اتَّفَقَ وَ النَّاسُ إِلَى أَشْكَالِهِمْ أَمْيَلُ.
101- وَ قَالَ ع 20606 الْفِكْرَةُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ وَ الِاعْتِبَارُ مُنْذِرٌ نَاصِحٌ مَنْ تَفَكَّرَ اعْتَبَرَ وَ مَنِ اعْتَبَرَ اعْتَزَلَ وَ مَنِ اعْتَزَلَ سَلِمَ الْعَجَبُ مِمَّنْ خَافَ الْعِقَابَ فَلَمْ يَكُفَّ وَ رَجَا الثَّوَابَ فَلَمْ يَعْمَلْ الِاعْتِبَارُ يَقُودُ إِلَى الرَّشَادِ كُلُّ قَوْلٍ لَيْسَ لِلَّهِ فِيهِ ذِكْرٌ فَلَغْوٌ وَ كُلُّ صَمْتٍ لَيْسَ فِيهِ فِكْرٌ فَسَهْوٌ وَ كُلُّ نَظَرٍ لَيْسَ فِيهِ اعْتِبَارٌ فَلَهْوٌ.
102- وَ تُرْوَى 20607 هَذِهِ الْأَبْيَاتُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع
إِذَا كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ الْفِرَاقَ -
فِرَاقَ الْحَيَاةِ قَرِيبٌ قَرِيبٌ -
وَ أَنَّ الْمُعِدَّ جَهَازَ الرَّحِيلِ -
لِيَوْمِ الرَّحِيلِ مُصِيبٌ مُصِيبٌ -
وَ أَنَّ الْمُقَدِّمَ مَا لَا يَفُوتُ -
عَلَى مَا يَفُوتُ مَعِيبٌ مَعِيبٌ -
وَ أَنْتَ عَلَى ذَاكَ لَا تَرْعَوِي -
فَأَمْرُكَ عِنْدِي عَجِيبٌ عَجِيبٌ .
103- قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع 20608 مَا زَالَتْ نِعْمَةٌ عَنْ قَوْمٍ وَ لَا غَضَارَةُ عَيْشٍ إِلَّا بِذُنُوبٍ اجْتَرَحُوهَا إِنَ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ .
104- وَ قَالَ ع 20609 الْمَرْءُ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ مَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ التُّهَمَةَ فَلَا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ مَنْ أَكْثَرَ مِنْ شَيْءٍ عُرِفَ بِهِ مَنْ مَزَحَ اسْتُخِفَّ بِهِ مَنِ اقْتَحَمَ الْبَحْرَ غَرِقَ الْمِزَاحُ يُورِثُ الْعَدَاوَةَ مَنْ عَمِلَ فِي السِّرِّ عَمَلًا يَسْتَحْيِي مِنْهُ فِي الْعَلَانِيَةِ فَلَيْسَ لِنَفْسِهِ عِنْدَهُ قَدْرٌ مَا ضَاعَ امْرُؤٌ عَرَفَ قَدْرَهُ اعْرِفِ الْحَقَّ لِمَنْ عَرَفَهُ لَكَ رَفِيعاً كَانَ أَمْ وَضِيعاً مَنْ تَعَدَّى الْحَقَّ ضَاقَ مَذْهَبُهُ مَنْ جَهِلَ شَيْئاً عَادَاهُ أَسْوَأُ النَّاسِ حَالًا مَنْ لَمْ يَثِقْ بِأَحَدٍ لِسُوءِ ظَنِّهِ وَ لَمْ يَبْقَ بِهِ أَحَدٌ لِسُوءِ فِعْلِهِ- لَا دَلِيلَ أَنْصَحُ مِنِ اسْتِمَاعِ الْحَقِّ مَنْ نَظَّفَ ثَوْبَهُ قَلَّ هَمُّهُ الْكَرِيمُ يَلِينُ إِذَا اسْتُعْطِفَ وَ اللَّئِيمُ يَقْسُو إِذَا لُوطِفَ حُسْنُ الِاعْتِرَافِ يَهْدِمُ الِاقْتِرَافَ أَخِّرِ الشَّرَّ فَإِنَّكَ إِذَا شِئْتَ تَعَجَّلْتَهُ أَحْسِنْ إِذَا أَحْبَبْتَ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ إِذَا جُحِدَ الْإِحْسَانُ حَسُنَ الِامْتِنَانُ الْعَفْوُ يُفْسِدُ مِنَ اللَّئِيمِ بِقَدْرِ إِصْلَاحِهِ مِنَ الْكَرِيمِ مَنْ بَالَغَ فِي الْخُصُومَةِ أَثِمَ وَ مَنْ قَصَّرَ عَنْهَا خُصِمَ- لَا تُظْهِرِ الْعَدَاوَةَ لِمَنْ لَا سُلْطَانَ لَكَ عَلَيْهِ.
105- وَ قَالَ ع الْهَمُّ نِصْفُ الْهَرَمِ وَ السَّلَامَةُ نِصْفُ الْغَنِيمَةِ.
106- أَعْلَامُ الدِّينِ 20610 ، قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع أَفْضَلُ رِدَاءٍ تَرَدَّى بِهِ الْحِلْمُ وَ إِنْ لَمْ تَكُنْ حَلِيماً فَتَحَلَّمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ أَوْشَكَ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ.
قَالَ ع النَّاسُ فِي الدُّنْيَا صِنْفَانِ عَامِلٌ فِي الدُّنْيَا لِلدُّنْيَا قَدْ شَغَلَتْهُ دُنْيَاهُ عَنْ آخِرَتِهِ يَخْشَى عَلَى مَنْ يُخَلِّفُهُ الْفَقْرَ وَ يَأْمَنُهُ عَلَى نَفْسِهِ فَيُفْنِي عُمُرَهُ فِي مَنْفَعَةِ غَيْرِهِ وَ آخَرُ عَمِلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا فَجَاءَهُ الَّذِي لَهُ مِنَ الدُّنْيَا بِغَيْرِ عَمَلِهِ فَأَصْبَحَ مَلَكاً لَا يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئاً فَيَمْنَعَهُ.
107- وَ قَالَ ع عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ الَّذِي اسْتَعْجَلَ الْفَقْرَ الَّذِي مِنْهُ هَرَبَ وَ فَاتَهُ الْغِنَى الَّذِي إِيَّاهُ طَلَبَ يَعِيشُ فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ وَ يُحَاسَبُ فِي الْآخِرَةِ حِسَابَ الْأَغْنِيَاءِ وَ عَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ الَّذِي كَانَ بِالْأَمْسِ نُطْفَةً وَ هُوَ غَداً جِيفَةٌ وَ عَجِبْتُ لِمَنْ شَكَّ فِي اللَّهِ وَ هُوَ يَرَى خَلْقَ اللَّهِ وَ عَجِبْتُ لِمَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ وَ هُوَ يَرَى مَنْ يَمُوتُ وَ عَجِبْتُ لِمَنْ أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ وَ هُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الْأُولَى وَ عَجِبْتُ لِعَامِرِ الدُّنْيَا دَارِ الْفَنَاءِ وَ هُوَ نَازِلٌ دَارَ الْبَقَاءِ.
108- وَ قَالَ ع الْفَقِيهُ كُلُّ الْفَقِيهِ الَّذِي لَا يُقَنِّطُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ لَا يُؤْمِنُهُمْ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ وَ لَا يُؤْيِسُهُمْ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ وَ لَا يُرَخِّصُ لَهَا فِي مَعَاصِي اللَّهِ.
باب 17 ما صدر عن أمير المؤمنين ع في العدل في القسمة و وضع الأموال في مواضعها
1- ف 20611 ، تحف العقول أَمَّا بَعْدُ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّا نَحْمَدُ رَبَّنَا وَ إِلَهَنَا وَ وَلِيَّ النِّعْمَةِ عَلَيْنَا ظَاهِرَةً وَ بَاطِنَةً بِغَيْرِ حَوْلٍ مِنَّا وَ لَا قُوَّةٍ إِلَّا امْتِنَاناً عَلَيْنَا وَ فَضْلًا لِيَبْلُوَنَا أَ نَشْكُرُ أَمْ نَكْفُرُ فَمَنْ شَكَرَ زَادَهُ وَ مَنْ كَفَرَ عَذَّبَهُ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ أَحَداً صَمَداً وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ بَعَثَهُ رَحْمَةً لِلْعِبَادِ وَ الْبِلَادِ وَ الْبَهَائِمِ وَ الْأَنْعَامِ نِعْمَةً أَنْعَمَ بِهَا وَ مَنّاً وَ فَضْلًا ص فَأَفْضَلُ النَّاسِ أَيُّهَا النَّاسُ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً وَ أَعْظَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ خَطَراً أَطْوَعُهُمْ لِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ أَتْبَعُهُمْ لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ أَحْيَاهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عِنْدَنَا فَضْلٌ إِلَّا بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ وَ اتِّبَاعِ كِتَابِهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّهِ ص هَذَا كِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِنَا وَ عَهْدُ نَبِيِّ اللَّهِ وَ سِيرَتُهُ فِينَا- لَا يَجْهَلُهَا إِلَّا جَاهِلٌ مُخَالِفٌ مُعَانِدٌ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ اللَّهُ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ
وَ أُنْثى وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ 20612 فَمَنِ اتَّقَى اللَّهَ فَهُوَ الشَّرِيفُ الْمُكَرَّمُ الْمُحِبُّ وَ كَذَلِكَ أَهْلُ طَاعَتِهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِ اللَّهِ يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ- إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ 20613 وَ قَالَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ 20614 ثُمَّ صَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا مَعَاشِرَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ يَا مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ أَ تَمُنُّونَ عَلَى اللَّهِ وَ عَلَى رَسُولِهِ بِإِسْلَامِكُمْ وَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ الْمَنُّ عَلَيْكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ثُمَّ قَالَ أَلَا إِنَّهُ مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا وَ أَكَلَ ذَبِيحَتَنَا وَ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَجْرَيْنَا عَلَيْهِ أَحْكَامَ الْقُرْآنِ وَ أَقْسَامَ الْإِسْلَامِ لَيْسَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِتَقْوَى اللَّهِ وَ طَاعَتِهِ جَعَلَنَا اللَّهُ وَ إِيَّاكُمْ مِنَ الْمُتَّقِينَ وَ أَوْلِيَائِهِ وَ أَحِبَّائِهِ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ ثُمَّ قَالَ أَلَا إِنَّ هَذِهِ الدُّنْيَا الَّتِي أَصْبَحْتُمْ تَتَمَنَّوْنَهَا وَ تَرْغَبُونَ فِيهَا وَ أَصْبَحَتْ تَعِظُكُمْ وَ تَرْمِيكُمْ لَيْسَتْ بِدَارِكُمْ وَ لَا مَنْزِلِكُمُ الَّذِي خُلِقْتُمْ لَهُ وَ لَا الَّذِي دُعِيتُمْ إِلَيْهِ أَلَا وَ إِنَّهَا لَيْسَتْ بِبَاقِيَةٍ لَكُمْ وَ لَا تَبْقَوْنَ عَلَيْهَا فَلَا يَغُرَّنَّكُمْ عَاجِلُهَا فَقَدْ حُذِّرْتُمُوهَا وَ وُصِفَتْ لَكُمْ وَ جَرَّبْتُمُوهَا فَأَصْبَحْتُمْ لَا تَحْمَدُونَ عَاقِبَتَهَا فَسَابِقُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ إِلَى مَنَازِلِكُمُ الَّتِي أُمِرْتُمْ أَنْ تَعْمُرُوهَا فَهِيَ الْعَامِرَةُ الَّتِي لَا تَخْرَبُ أَبَداً وَ الْبَاقِيَةُ الَّتِي لَا تَنْفَدُ رَغَّبَكُمُ اللَّهُ فِيهَا وَ دَعَاكُمْ إِلَيْهَا وَ جَعَلَ لَكُمُ الثَّوَابَ فِيهَا فَانْظُرُوا يَا مَعَاشِرَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ أَهْلِ دِينِ اللَّهِ مَا وُصِفْتُمْ بِهِ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَ نَزَلْتُمْ بِهِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ جَاهَدْتُمْ عَلَيْهِ فِيمَا فُضِّلْتُمْ بِهِ أَ بِالْحَسَبِ وَ النَّسَبِ أَمْ بِعَمَلٍ وَ طَاعَةٍ فَاسْتَتِمُّوا نِعَمَهُ عَلَيْكُمْ رَحِمَكُمُ اللَّهُ بِالصَّبْرِ لِأَنْفُسِكُمْ وَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى
مَنِ اسْتَحْفَظَكُمُ اللَّهُ مِنْ كِتَابِهِ أَلَا وَ إِنَّهُ لَا يَضُرُّكُمْ تَوَاضُعُ شَيْءٍ مِنْ دُنْيَاكُمْ بَعْدَ حِفْظِكُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَ التَّقْوَى وَ لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْءٌ حَافَظْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ بَعْدَ تَضْيِيعِ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ مِنَ التَّقْوَى فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِالتَّسْلِيمِ لِأَمْرِهِ وَ الرِّضَا بِقَضَائِهِ وَ الصَّبْرِ عَلَى بَلَائِهِ فَأَمَّا هَذَا الْفَيْءُ فَلَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ عَلَى أَحَدٍ أَثَرَةٌ 20615 قَدْ فَرَغَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ قَسْمِهِ فَهُوَ مَالُ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ عِبَادُ اللَّهِ الْمُسْلِمُونَ وَ هَذَا كِتَابُ اللَّهِ بِهِ أَقْرَرْنَا وَ عَلَيْهِ شَهِدْنَا وَ لَهُ أَسْلَمْنَا وَ عَهْدُ نَبِيِّنَا بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَسَلِّمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ فَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِهَذَا فَلْيَتَوَلَّ كَيْفَ شَاءَ فَإِنَّ الْعَامِلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَ الْحَاكِمَ بِحُكْمِ اللَّهِ لَا وَحْشَةَ عَلَيْهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ - أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ نَسْأَلُ اللَّهَ رَبَّنَا وَ إِلَهَنَا أَنْ يَجْعَلَنَا وَ إِيَّاكُمْ مِنْ أَهْلِ طَاعَتِهِ وَ أَنْ يَجْعَلَ رَغْبَتَنَا وَ رَغْبَتَكُمْ فِيمَا عِنْدَهُ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكُمْ.
2- ف 20616 ، تحف العقول لَمَّا رَأَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بِصِفِّينَ مَا يَفْعَلُهُ مُعَاوِيَةُ بِمَنِ انْقَطَعَ إِلَيْهِ وَ بَذْلَهُ لَهُمُ الْأَمْوَالَ وَ النَّاسُ أَصْحَابُ دُنْيَا قَالُوا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَعْطِ هَذَا الْمَالَ وَ فَضِّلِ الْأَشْرَافَ وَ مَنْ تَخَوَّفُ خِلَافَهُ وَ فِرَاقَهُ حَتَّى إِذَا اسْتَتَبَ 20617 لَكَ مَا تُرِيدُ عُدْتَ إِلَى أَحْسَنِ مَا كُنْتَ عَلَيْهِ مِنَ الْعَدْلِ فِي الرَّعِيَّةِ وَ الْقَسْمِ بِالسَّوِيَّةِ 20618 فَقَالَ أَ تَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ فِيمَنْ وُلِّيتُ عَلَيْهِ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَ اللَّهِ لَا أَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ بِهِ سَمِيرٌ 20619 وَ مَا أَمَّ نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ نَجْماً 20620 وَ لَوْ كَانَ مَالُهُمْ