کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
نَعْتِ النَّاعِتِينَ وَ أَنْ يُقَاسَ بِهِمْ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ كَيْفَ وَ هُمُ الْكَلِمَةُ الْعَلْيَاءُ وَ التَّسْمِيَةُ الْبَيْضَاءُ وَ الْوَحْدَانِيَّةُ الْكُبْرَى الَّتِي أَعْرَضَ عَنْهَا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّى وَ حِجَابُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الْأَعْلَى فَأَيْنَ الِاخْتِيَارُ مِنْ هَذَا وَ أَيْنَ الْعُقُولُ مِنْ هَذَا وَ مَنْ 19806 ذَا عَرَفَ أَوْ وَصَفَ مَنْ وَصَفْتُ 19807 ظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ فِي غَيْرِ آلِ مُحَمَّدٍ كَذَبُوا وَ زَلَّتْ أَقْدَامُهُمْ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ رَبّاً وَ الشَّيَاطِينَ حِزْباً كُلُّ ذَلِكَ بِغْضَةً لِبَيْتِ الصَّفْوَةِ وَ دَارِ الْعِصْمَةِ وَ حَسَداً لِمَعْدِنِ الرِّسَالَةِ وَ الْحِكْمَةِ وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَتَبّاً لَهُمْ وَ سُحْقاً 19808 كَيْفَ اخْتَارُوا إِمَاماً جَاهِلًا عَابِداً لِلْأَصْنَامِ جَبَاناً يَوْمَ الزِّحَامِ وَ الْإِمَامُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَالِماً لَا يَجْهَلُ وَ شُجَاعاً لَا يَنْكُلُ لَا يَعْلُو عَلَيْهِ حَسَبٌ وَ لَا يُدَانِيهِ نَسَبٌ فَهُوَ فِي الذِّرْوَةِ مِنْ قُرَيْشٍ وَ الشَّرَفِ مِنْ هَاشِمٍ وَ الْبَقِيَّةِ مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَ النَّهْجِ 19809 مِنَ النَّبْعِ الْكَرِيمِ وَ النَّفْسِ مِنَ الرَّسُولِ وَ الرِّضَى مِنَ اللَّهِ وَ الْقَوْلِ عَنِ اللَّهِ فَهُوَ شَرَفُ الْأَشْرَافِ وَ الْفَرْعُ مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ عَالِمٌ بِالسِّيَاسَةِ قَائِمٌ بِالرِّئَاسَةِ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ إِلَى يَوْمِ السَّاعَةِ أَوْدَعَ اللَّهُ قَلْبَهُ سِرَّهُ وَ أَطْلَقَ بِهِ لِسَانَهُ فَهُوَ مَعْصُومٌ مُوَفَّقٌ لَيْسَ بِجَبَانٍ وَ لَا جَاهِلٍ فَتَرَكُوهُ يَا طَارِقُ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ وَ الْإِمَامُ يَا طَارِقُ بَشَرٌ مَلَكِيٌّ وَ جَسَدٌ سَمَاوِيٌّ وَ أَمْرٌ إِلَهِيٌّ وَ رُوحٌ قُدْسِيٌّ وَ مَقَامٌ عَلِيٌّ وَ نُورٌ جَلِيٌّ وَ سِرٌّ خَفِيٌّ فَهُوَ مَلَكُ الذَّاتِ إِلَهِيُّ الصِّفَاتِ زَائِدُ الْحَسَنَاتِ عَالِمٌ بِالْمُغَيَّبَاتِ خَصّاً مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ نَصّاً مِنَ الصَّادِقِ الْأَمِينِ
وَ هَذَا كُلُّهُ لِآلِ مُحَمَّدٍ لَا يُشَارِكُهُمْ فِيهِ مُشَارِكٌ لِأَنَّهُمْ مَعْدِنُ التَّنْزِيلِ وَ مَعْنَى التَّأْوِيلِ وَ خَاصَّةُ الرَّبِّ الْجَلِيلِ وَ مَهْبِطُ الْأَمِينِ جَبْرَئِيلَ صَفْوَةُ اللَّهِ وَ سِرُّهُ وَ كَلِمَتُهُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَ مَعْدِنُ الصَّفْوَةِ عَيْنُ الْمَقَالَةِ وَ مُنْتَهَى الدَّلَالَةِ وَ مُحْكَمُ الرِّسَالَةِ وَ نُورُ الْجَلَالَةِ جَنْبُ اللَّهِ وَ وَدِيعَتُهُ وَ مَوْضِعُ كَلِمَةِ اللَّهِ وَ مِفْتَاحُ حِكْمَتِهِ وَ مَصَابِيحُ رَحْمَةِ اللَّهِ وَ يَنَابِيعُ نِعْمَتِهِ السَّبِيلُ إِلَى اللَّهِ وَ السَّلْسَبِيلُ وَ الْقِسْطَاسُ الْمُسْتَقِيمُ وَ الْمِنْهَاجُ الْقَوِيمُ وَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَ الْوَجْهُ الْكَرِيمُ وَ النُّورُ الْقَدِيمُ أَهْلُ التَّشْرِيفِ وَ التَّقْوِيمِ وَ التَّقْدِيمِ وَ التَّعْظِيمِ وَ التَّفْضِيلِ خُلَفَاءُ النَّبِيِّ الْكَرِيمِ وَ أَبْنَاءُ الرَّءُوفِ الرَّحِيمِ 19810 وَ أُمَنَاءُ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ السَّنَامُ الْأَعْظَمُ وَ الطَّرِيقُ الْأَقْوَمُ مَنْ عَرَفَهُمْ وَ أَخَذَ عَنْهُمْ فَهُوَ مِنْهُمْ وَ إِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي 19811 خَلَقَهُمُ اللَّهُ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ وَ وَلَّاهُمْ أَمْرَ مَمْلَكَتِهِ فَهُمْ سِرُّ اللَّهِ الْمَخْزُونُ وَ أَوْلِيَاؤُهُ الْمُقَرَّبُونَ وَ أَمْرُهُ بَيْنَ الْكَافِ وَ النُّونِ 19812 إِلَى اللَّهِ يَدْعُونَ وَ عَنْهُ يَقُولُونَ وَ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ عِلْمُ الْأَنْبِيَاءِ فِي عِلْمِهِمْ وَ سِرُّ الْأَوْصِيَاءِ فِي سِرِّهِمْ وَ عِزُّ الْأَوْلِيَاءِ فِي عِزِّهِمْ كَالْقَطْرَةِ فِي الْبَحْرِ وَ الذَّرَّةِ فِي الْقَفْرِ وَ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ عِنْدَ الْإِمَامِ كَيَدِهِ مِنْ رَاحَتِهِ يَعْرِفُ ظَاهِرَهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَ يَعْلَمُ بَرَّهَا مِنْ فَاجِرِهَا وَ رَطْبَهَا وَ يَابِسَهَا لِأَنَّ اللَّهَ عَلَّمَ نَبِيَّهُ عِلْمَ مَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ وَ وَرِثَ ذَلِكَ السِّرَّ الْمَصُونَ الْأَوْصِيَاءُ الْمُنْتَجَبُونَ وَ مَنْ أَنْكَرَتْ ذَلِكَ فَهُوَ شَقِيٌّ مَلْعُونٌ يَلْعَنُهُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُ اللَّاعِنُونَ وَ كَيْفَ يَفْرِضُ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ طَاعَةَ مَنْ يُحْجَبُ عَنْهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِنَّ الْكَلِمَةَ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ تَنْصَرِفُ إِلَى سَبْعِينَ وَجْهاً وَ كُلُّ مَا فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ وَ الْكِتَابِ الْكَرِيمِ وَ الْكَلَامِ الْقَدِيمِ مِنْ آيَةٍ تُذْكَرُ فِيهَا الْعَيْنُ وَ الْوَجْهُ وَ الْيَدُ وَ الْجَنْبُ فَالْمُرَادُ مِنْهَا الْوَلِيُ
لِأَنَّهُ جَنْبُ اللَّهِ وَ وَجْهُ اللَّهِ يَعْنِي حَقَّ اللَّهِ وَ عِلْمَ اللَّهِ وَ عَيْنَ اللَّهِ وَ يَدَ اللَّهِ فَهُمُ الْجَنْبُ الْعَلِيُّ وَ الْوَجْهُ الرَّضِيُّ وَ الْمَنْهَلُ الرَّوِيُّ وَ الصِّرَاطُ السَّوِيُّ وَ الْوَسِيلَةُ إِلَى اللَّهِ وَ الْوُصْلَةُ إِلَى عَفْوِهِ وَ رِضَاهُ سِرُّ الْوَاحِدِ وَ الْأَحَدِ فَلَا يُقَاسُ بِهِمْ مِنَ الْخَلْقِ أَحَدٌ فَهُمْ خَاصَّةُ اللَّهِ وَ خَالِصَتُهُ وَ سِرُّ الدَّيَّانِ وَ كَلِمَتُهُ وَ بَابُ الْإِيمَانِ وَ كَعْبَتُهُ وَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ مَحَجَّتُهُ وَ أَعْلَامُ الْهُدَى وَ رَايَتُهُ وَ فَضْلُ اللَّهِ وَ رَحْمَتُهُ وَ عَيْنُ الْيَقِينِ وَ حَقِيقَتُهُ وَ صِرَاطُ الْحَقِّ وَ عِصْمَتُهُ وَ مَبْدَأُ الْوُجُودِ وَ غَايَتُهُ وَ قُدْرَةُ الرَّبِّ وَ مَشِيَّتُهُ وَ أُمُّ الْكِتَابِ وَ خَاتِمَتُهُ وَ فَصْلُ الْخِطَابِ وَ دَلَالَتُهُ وَ خَزَنَةُ الْوَحْيِ وَ حَفَظَتُهُ وَ آيَةُ الذِّكْرِ وَ تَرَاجِمَتُهُ وَ مَعْدِنُ التَّنْزِيلِ وَ نِهَايَتُهُ فَهُمُ الْكَوَاكِبُ الْعُلْوِيَّةُ وَ الْأَنْوَارُ الْعَلَوِيَّةُ الْمُشْرِقَةُ مِنْ شَمْسِ الْعِصْمَةِ الْفَاطِمِيَّةِ فِي سَمَاءِ الْعَظَمَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ وَ الْأَغْصَانُ النَّبَوِيَّةُ النَّابِتَةُ فِي دَوْحَةِ الْأَحْمَدِيَّةِ وَ الْأَسْرَارُ الْإِلَهِيَّةُ الْمُودَعَةُ فِي الْهَيَاكِلِ الْبَشَرِيَّةِ وَ الذُّرِّيَّةُ الزَّكِيَّةُ وَ الْعِتْرَةُ الْهَاشِمِيَّةُ الْهَادِيَةُ الْمَهْدِيَّةُ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الطَّاهِرُونَ وَ الْعِتْرَةُ الْمَعْصُومُونَ وَ الذُّرِّيَّةُ الْأَكْرَمُونَ وَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ وَ الْكُبَرَاءُ الصِّدِّيقُونَ وَ الْأَوْصِيَاءُ الْمُنْتَجَبُونَ وَ الْأَسْبَاطُ الْمَرْضِيُّونَ وَ الْهُدَاةُ الْمَهْدِيُّونَ وَ الْغُرُّ الْمَيَامِينُ مِنْ آلِ طه وَ يَاسِينَ وَ حُجَجُ اللَّهِ عَلَى الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ اسْمُهُمْ مَكْتُوبٌ عَلَى الْأَحْجَارِ وَ عَلَى أَوْرَاقِ الْأَشْجَارِ وَ عَلَى أَجْنِحَةِ الْأَطْيَارِ وَ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَ عَلَى الْعَرْشِ وَ الْأَفْلَاكِ وَ عَلَى أَجْنِحَةِ الْأَمْلَاكِ وَ عَلَى حُجُبِ الْجَلَالِ وَ سُرَادِقَاتِ الْعِزِّ وَ الْجَمَالِ وَ بِاسْمِهِمْ تُسَبِّحُ الْأَطْيَارُ وَ تَسْتَغْفِرُ لِشِيعَتِهِمُ الْحِيتَانُ فِي لُجَجِ الْبِحَارِ وَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ أَحَداً إِلَّا وَ أَخَذَ عَلَيْهِ الْإِقْرَارَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَ الْوَلَايَةِ لِلْذُّرِّيَّةِ الزَّكِيَّةِ وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ وَ إِنَّ الْعَرْشَ لَمْ يَسْتَقِرَّ حَتَّى كُتِبَ عَلَيْهِ بِالنُّورِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيٌّ وَلِيُّ اللَّهِ.
بيان: و رجح الموازين أي بالإمامة ترجح موازين العباد في القيامة أغدق المطر كثر قطره و الهطل المطر المتفرق العظيم القطر و هملت السماء دام مطرها و الأرج محركة و الأريج توهج ريح الطيب و فاح المسك انتشرت رائحته و لكنت كخرست
بكسر العين و يقال لمن لا يقيم العربية لعجمة لسانه و يقال خصه بالشيء خصا و خصوصا و أمره بين الكاف و النون أي هم عجيب أمر الله المكنون الذي ظهر بين الكاف و النون إشارة إلى قوله تعالى إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ 19813 أقول صفات الإمام ع متفرقة في الأبواب السابقة و الآتية لا سيما باب احتجاجات هشام بن الحكم.
باب 5 آخر في دلالة الإمامة و ما يفرق به بين دعوى المحق و المبطل و فيه قصة حبابة الوالبية و بعض الغرائب
1- ك، إكمال الدين عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى الْمَعْرُوفِ بِبُرْدٍ 19814 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خُدَاهِيٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ 19815 عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ عُمَرَ الْجُعْفِيِّ عَنْ 19816 حَبَابَةَ الْوَالِبِيَّةِ قَالَتْ رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي شُرْطَةِ الْخَمِيسِ 19817 وَ مَعَهُ
دِرَّةٌ 19818 يَضْرِبُ بِهَا بَيَّاعِي الْجِرِّيِّ وَ الْمَارْمَاهِي وَ الزِّمِّيرِ وَ الطَّافِي 19819 وَ يَقُولُ لَهُمْ يَا بَيَّاعِي مُسُوخِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ جُنْدِ بَنِي مَرْوَانَ فَقَامَ إِلَيْهِ فُرَاتُ بْنُ أَحْنَفَ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا جُنْدُ بَنِي مَرْوَانَ فَقَالَ لَهُ أَقْوَامٌ حَلَقُوا اللِّحَى وَ فَتَلُوا الشَّوَارِبَ 19820 فَلَمْ أَرَ نَاطِقاً أَحْسَنَ نُطْقاً مِنْهُ ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَقْفُو أَثَرَهُ حَتَّى قَعَدَ فِي رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا دَلَالَةُ الْإِمَامَةِ رَحِمَكَ اللَّهُ فَقَالَ 19821 ايتني [ايتِينِي] بِتِلْكِ الْحَصَاةِ وَ أَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حَصَاةٍ فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَطَبَعَ فِيهَا بِخَاتَمِهِ 19822 ثُمَّ قَالَ لِي يَا حَبَابَةُ إِذَا ادَّعَى مُدَّعٍ الْإِمَامَةَ فَقَدَرَ أَنْ يَطْبَعَ كَمَا رَأَيْتِ
فَاعْلَمِي أَنَّهُ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ وَ الْإِمَامُ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ أَرَادَهُ 19823 قَالَتْ ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى قُبِضَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَجِئْتُ إِلَى الْحَسَنِ ع وَ هُوَ فِي مَجْلِسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَقَالَ لِي يَا حَبَابَةُ الْوَالِبِيَّةُ فَقُلْتُ نَعَمْ يَا مَوْلَايَ فَقَالَ هات 19824 [هَاتِي] مَا مَعَكِ قَالَتْ فَأَعْطَيْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ فِيهَا كَمَا طَبَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَتْ ثُمَّ أَتَيْتُ الْحُسَيْنَ ع وَ هُوَ فِي مَسْجِدِ الرَّسُولِ ص فَقَرَّبَ وَ رَحَّبَ ثُمَّ قَالَ لِي إِنَّ فِي الدَّلَالَةِ دَلِيلًا عَلَى مَا تُرِيدِينَ أَ فَتُرِيدِينَ دَلَالَةَ الْإِمَامَةِ فَقُلْتُ نَعَمْ يَا سَيِّدِي فَقَالَ هات 19825 [هَاتِي] مَا مَعَكِ فَنَاوَلْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ لِي فِيهَا قَالَتْ ثُمَّ أَتَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع وَ قَدْ بَلَغَ بِيَ الْكِبَرُ إِلَى أَنْ أَعْيَيْتُ 19826 فَأَنَا أَعُدُّ يَوْمَئِذٍ مِائَةً وَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَرَأَيْتُهُ رَاكِعاً وَ سَاجِداً مَشْغُولًا بِالْعِبَادَةِ فَيَئِسْتُ مِنَ الدَّلَالَةِ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِالسَّبَّابَةِ فَعَادَ إِلَيَّ شَبَابِي فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي كَمْ مَضَى مِنَ الدُّنْيَا وَ كَمْ بَقِيَ قَالَ أَمَّا مَا مَضَى فَنَعَمْ وَ أَمَّا مَا بَقِيَ فَلَا قَالَتْ ثُمَّ قَالَ لِي هات 19827 [هَاتِي] مَا مَعَكِ فَأَعْطَيْتُهُ الْحَصَاةَ فَطَبَعَ لِي فِيهَا ثُمَّ لَقِيتُ 19828 أَبَا جَعْفَرٍ ع فَطَبَعَ لِي فِيهَا ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَطَبَعَ لِي فِيهَا ثُمَّ أَتَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ ع فَطَبَعَ لِي فِيهَا ثُمَّ أَتَيْتُ الرِّضَا ع فَطَبَعَ لِي فِيهَا ثُمَّ عَاشَتْ حَبَابَةُ بَعْدَ ذَلِكَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ عَلَى مَا ذَكَرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ 19829 .
بيان: الجري و المارماهي و الزمير أنواع من السمك لا فلوس لها و الطافي الذي مات في الماء و طفا فوقه و رَحَبَة المكان بالفتح و التحريك ساحته و متسعه
قولها و رحب أي قال لها مرحبا أو وسع لها المكان لتجلس و الرحب السعة و قولهم مرحبا أي لقيت رحبا و سعة قوله ع إن في الدلالة لعل المعنى أن ما رأيت من الدلالة من أبي و أخي تكفي لعلمك بإمامتي لنصهم علي أو أن فيما جعله الله دليلا على إمامتي من المعجزات و البراهين ما يوجب علمك بإمامتي أو أن في دلالتي إياك على ما في ضميرك دلالة على الإمامة حيث أقول إنك تريدين دلالة الإمامة و يمكن أن يقرأ فيّ بالتشديد ليكون خبر أن و الدلالة اسمها و دليلا بدله و على ما تريدين صفته كقوله تعالى بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ 19830 قوله ع أما ما مضى فنعم أي لنا علم به و أما ما بقي فليس لنا به علم أو أما ما مضى فنبينه لك فعلى الثاني فسره ع لها و لم تنقل و على الأول يحتمل البيان و عدمه للمصلحة أقول على ما في الخبر لا بد أن يكون عمرها مائتين و خمسا و ثلاثين سنة أو أكثر على ما تقتضيه تواريخ وفاة الأئمة ع و مدة أعمارهم إن كان مجيئها إلى علي بن الحسين في أوائل إمامته كما هو الظاهر و لو فرضنا كونه في آخر عمره ع و مجيئها إلى الرضا ع في أول إمامته فلا بد أن يكون عمرها أزيد من مائتي سنة و الله يعلم.